في حديقة قصر لوسفير…

من العدم ظهرت روكسان مكايلس..

لم ينظر جاك البها ولاكنه تحدث بصوت هامس"اعطيته اسم ميراك ولاكنه مات مثلك"

تحركت روكسان بتعبير هادئ و وقفت امام جاك تحدثت بهدوء"انت تعرف أيضًا هناك طريقة لحل الامر فقط أستسلم واخرج من دائرة المصير هذه اذهب لمكان بعيد وعش هناك بهدوء"

فرق جاك بين شفتيه ببطء وسأل بصوت اجش خافت مرير"هل لهذا السبب انتي استيلمتي؟! تخليت عن ماضينا و صنعتي حياه خاصه بك؟!"

اجابة روكسان بهدوء مع ابتسامة مريره"هذا صحيح"

هربت من شفتي جاك ضحكه خافته وحملت في طياتها الانكار و الألم "هاهاها،…رغم تحطم قلبي لازال يؤلمني"

تحدثت روكسان بأعين عميقه مائله بينما كان المطر قد بللها"أتعلم ذلك اليوم لقد كان خياري ان اموت ولاكن بسببك ذلك لم يحدث، لقد لمت العالم و صرخت انه غير عادل بسلبه خياراتي ولاكنك في النهايه سلبت خياري الوحيد أيضًا واجبرتني للعيش مجددًا، في عالم مختلف وحدي مررت بالكثير من الصعاب مجددًا لانك يا جاك لم تقبل خياري ببساطه"

نظر جاك في عينيها الحزينه كانت دموعه التي توقفت عادت للانهمار"…."

داعبت روكسان خده وهي تضع جبينها على جبينه همست بصوت حلو"اذهب لعالم اخر عش حياه جديده و صنع خياراتك الخاصة كل هذا ستحصل عليه اذا اخترت ان تستسلم، لا تقاوم بعد الان انت مرهق و متعب اريدك فقط ان تعيش بهدوء"

ابتسم جاك بمرارة بينما ابتعد عنها وهو يهز رأسه"لا تفعلي"

لمست يد روكسان البيضاء خده الشاحب و مسحت دموعه التي اختلطت مع قطرات المطر"ولكن انت تنهار"

تحدث جاك مع نبرة متألمه ولكن عازمه بينما يمسك قلبه هتف بها

"اتصالح مع ذاتي .. رغم ضعفها ما زلت اشدها عن السقوط ..

ما زالت يداي مكبلتان .. بينما أرقص على انغام مجهول..

ما زلت ما بين وبين .. أنا؟! لست اموت ولا احيا ..

انا فقط احتضر ،. ورغم كل هذا .. سأستمر ..

حتى اليوم الذي تغادر فيه ..اخر انفاسي"

توسعت عيني روكسان للحظة في ذهول و ابتعدت عن بعجز برؤية عزم توهج في عينيه ابتسمت بمراره مع تعبير حزين "انت لن تستسلم حتى تنهار في النهايه؟!.."

شاطرها جاك الابتسامة"هذا صحيح"

تراجعت روكسان بعيدًا منزله رأسها"إذًا أتمنى لك التوفيق"

مع اخر كلماتها أختفت

عندما وصلوا الرفاق كانوا ملتلين تحت المطر ينظرون لظهر جاك بدا ضعيفًا و قابل للكسر في تلك اللحظة رغم ذلك لازال واقفًا ولم ينهار أبدًا

لم يكن مفهوم الموت غريبًا عنهم و لاكن الان بموت شخصًا مقرب لهم كان مختلفًا مرعبًا جدًا حزين جدًا

بجانب جاك الواقف سرير من الزهور محمي بدرع من الرياح

مضى فتره طويله منذ بدأت تمطر ولاكن الفتى الصغير ذو الشعر الابيض النائم على سرير الزهور لم يبتل هذا يعني ان درع الرياح قائمًا منذ البداية وحتى هذه اللحظة لم يظهر اي تموج او علامه لكونه منهك كما لو انه سيستمر للأبد

كان اول من اخذ خطواته ريسان حيث اقترب الى جاك و ربت على كتفه بصوت تداخل مع صوت المطر"جاك ستمرض دعنا نذهب لداخل يمكنني اقامة درع جليدي سيحمي..."

اختنق ريسان ولم يستطع نطق اسم ميراك شعر بحزن كان هذا الطفل البريئ متواجد بينهم قبل ساعات يلعب و يضحك والان تلاشت روحه وكل ما تبقى جسد ميت كان الامر غير قابل لتصديق

بأتباع ريسان تقدمت المجموعة واحد تلو الاخر

تحدث روهان بحزن"تعازي جاك"

نظر سيون لطفل النائم على الورود و المحمي من قبل الرياح الذي أعلن في احد المرات انه سيهزمه في المره القادمه كآن ذلك حزين من كان سيخمن انه لن تكون هناك مره قادمه"تعازي لك جاك"

كان جويل ينظر لطفل الذي حمل لقب والدته كأسم له في اول لقاء لهم شعر بغريزته تحذره بالبقاء بعيدًا عنه لانه وحش وحش بمقدوره سلب الارواح و التغذي عليها

أدرك ان الطفل لو أراد العيش كل ما عليه فعله هو التغذي على ارواح الآخرين ولاكن بشكل مدهش هذا الطفل اختار الموت على ازهاق ارواح الأخرين وهذا جعله يتأثر به بشده حول انتباهه لجاك الذي لم يتجاوب مع ايا منهم

فقط استمر بالتحديق في السماء الداكنه

كانت كيرا نادمه على ما قالته لجاك شعرت وكأن جزء منها كان السبب أمسكت يد جاك بينما انزلت رأسها بصوت باكي"انا..انا اسفه جاك صدقني لم اعني ان يحدث هذا…"

تدحث جاك في تلك اللحظة بينما ربت على رأس كيرا و نظر لرفاق بإبتسامه خافته"شكرًا لقدومكم"

نادته كيرا بدموع"جاك!.."

ارادت قول المزيد مثل لابأس بالبكاء ولابأس ان تحزن ولاكن لم تستطيع كيف تفعل ذلك بينما هي من تمنت ان يخسر شيئًا مهمًا له

جاك كما فعل دومًا فقط ابتسم بهدوء

اندفعت اليه كيرا وعانقته بشده بينما بكت وتمسكت به

داعب جاك راسها ببطء بيده و واساها"لا تبكي تعلمين انك تصبحين اكثر قبحًا عندما تبكين"

ارتجف جسد كيرا وهي تمتم بين بكائها بصوت منخفض"أحمق"

بكت كيرا كما لو كانت هي من خسرت شخصًا بينما واساها جاك وهو يعانقها بهدوء

حزن..ألم..انهيار..سيبقي هذه الأشياء مدفونه داخله وسيستمر لا داعي ان يراها الآخرين

بطبيعة الحال فهم اصدقائه ذلك شعور المراره و الاختناق لم يسعهم سوا مراقبته بينما يمضي بهدوء..

……

في اليوم التالي تمت ايقامة جنازه لميراك كان الجميع هنا الارانيا و الرفاق

كان الجميع يرتدون الأسود والبعض لم يتوقف عن البكاء

في التابوت اسود ينام العزيز ميراك كما لو انه ملاك بشعره الذي تحول للابيض و ملامحه المسالمه

تناوب الجميع مرورًا بالتابوب تاركين ورده بيضاء بين الكثير من الورود حوله

كان الاخير جاك حيث نظر له لفتره ثم ترك و ورده بيضاء بجانب راسه مع همس خافت له فقط"اتمنى ان تجد السلام طفلي الحبيب"

تم أغلاق التابوت و تم دفنه بآمر من جاك في مقابر سلالة لوسيفر

وعلى شاهده كتب

-هنا يرقد العزيز ميراك لوسيفر..

-روح نقية صنعت من عمق ظلمة اليأس ابتسامه..

-ابني الوحيد الحبيب..

***

في مدينة اوريجو…

داخل البرج الرئيسي..

في قاعة الاجتماعات البيضاء..

وعلى الطاولة الدائرية شاشة رقميه تعرض مقاطع مسجلة

كان اعضاء مجلس الصيادين يشاهدون اجزاء من مهمة جاك الأخيره في العالم الحديث بملامح عابسه غير راضين بأدائه

علق احدهم"الغاء مهمه؟! هذا لم يحدث من قبل"

تابع احدهم بضحكه خفيفة"هذا الفتى يعجبني انه مثير للاهتمام"

تحدث شخص اخر بانزعاج" مثير للاهتمام؟!..انه يهزاء بنا"

صححت له سيكا"انه يحذرنا من اصدار مهام اجباريه له مجددًا"

أومأ كاريل بإتفاق"بالاضافة على الرغم انه صياد الا انه يصرف اكثر كمرشد"

كان سيريل يستمع لهم ولم يشارك الحديث بينما فكر'لانه مرشد اكثر من كونه صياد ايها الحمقى'رسم ابتسامه بالكاد'خطتي تسير بسلاسة شخصية جاك العنيده وقراراته تخدمني بشكل مذهل'

اختلس كاريل النظر لسيريل الذي لم يقول اي شيء ثم نظر للبقية و تحدث"سنترك سيريل لتعامل معه في النهايه هو مسؤليته"

اظهر سيريل ابتسامة"حسنًا سأهتم به"

تحدث كاريل"ثم لنناقش الان مشاكل عالم ريبتون…."

***

بعد الجنازة عاد جاك للاكاديمية و احتجز نفسه في غرفته ولم يستطع احد من الرفاق الحديث معه و فضلوا تركه وشأنه لبعض الوقت

ظلت كيرا تلوم نفسها واستمرت بالبكاء"فقط لو لم اقوله ذلك الكلام"

حاول روهان مواساتها"لا تبكي كيرا ليس ذنبك أبدًا"

تمسكت كيرا به بين بكائها

كان روهان يشعر بقلبه يتم طعنه برؤية كيرا في هذه الحاله لم يسعه سوا عناقها لعله يأخذ بعض حزنها بعيدًا

برؤية الاجواء القاتمه قرر جويل الرحيل دون قول اي شيء

كان البقية يشعرون بالأسى و الحزن

انسحب سيون كذلك وعاد لغرفته

…..

وقف امام النافذة كان غروب الشمس يلوح في الأفق

فقز نوكس على حافة النافذه وسأل(سيون هل انت بخير؟!)

أومأ سيون بهدوء ولم يبعد عينيه عن الغروب'بخير..انه فقط لم اكن في مثل هذا الموقف من القبل لم اظن انني سأشعر بالحزن لموت شخص قابلته مره واحده لفتره قصيره'

اقترب منه نوكس وهو يداعب راسه على يد سيون(انت حزين لحزن صديقك انه مثل مشاركة الآلم في قبيلتي أفراد العائلة يتشاركون بعض مشاعرهم واذا حدث لأحدهم شيء البقية يعرفون)

نظر سيون لنوكس للحظة ثم حمله'مشاركة الحزن هاه؟!'

استلقى نوكس بين يدي سيون(اجل مثل الان انا اشعر بحزنك)

أومأ سيون بهدوء ثم سأل'إذًا نوكس اين عائلتك؟!'

نظر نوكس للغروب(لا اعلم ولاكني أشعر ببعض الارتباط بجاك ربما سلالة لوسيفر و قبيلتي مرتبطة بطريقه ما)

***

في مدينة اوريجو

سار جاك بصمت و يديه في جيبه متوجهًا للمقهى الذي التقى بسيريل فيه عادةً

أنتظر بهدوء بينما شرب كوب القهوه المره التي وضعها النادل الالي امامه

لم تمضي سوا لحظات حتى انضم اليه سيريل بابتسامه حيويه"من الغريب ان تدعوني ما الامر"

تحدث جاك بهدوء هذه المرة لم يستخدم حتى موهبته لقمع شعوره كما لو ان جميع مشاعره أختفت"اريد منك تجهيز مهمه لي في عالم رئيسي"

كما لو ان سيريل لاحظ تغيره سأل بهدوء"ما الامر جاك؟!"

لم يجيبه جاك و لم ينظر له حتى

تنهد سيريل بخفه وسأل"حسنًا لماذا تريد مهمه في عالم رئيسي الا تدرك ما مدى صعوبتها؟! هذا لا يشبهك"

نظر جاك لسيريل بأعين فاتره"لا أريد مهمه صادره من مدينة اوريجو اريدها بسريه"

مع قوله هذه الكلمات تلاشى

عبس سيريل وتمتم"ربما علي زيارة عالمه لاعرف مالذي يحدث هناك"

***

عاد جاك لغرفته بينما استعد و خرج توجه نحو مركز المدينه كان هدفه هو الدانجون

بعد مقابلة ماكسيم و المطالبة بدانجون عالي الرتبه وبعد اصرار كثير ومناقشه طويله حصل عليه و دخله أخيرًا

-ارض الشياطين دانجون من الرتبهA

امتدت الارض السوداء الى ما لا نهايه اخرج جاك سيف الحكم خاصته واندفع دون أعتبار للعمق

سميت بأرض الشياطين لان هناك احتمال انها بوابة تفتح لعالم الشياطين لم يجرؤ اي احد غير المصنفين من دخولها لخطورتها

بطبيعة الحال عرف جاك ذلك واختاره بشكل خاص

كان قلبه مثقل بشده شعر برغبة قويه في القتل اذا لم يكبحها فربما يقتل احدهم بالفعل

بين الشياطين منخفضة المستوى و المتوسطة قاتل جاك دون انقطاع

كانت الدماء الحمراء تغطيه بالكامل كان لازال يرتدي بدلة الجنازة السوداء والتي تغير لونها القاتم تدريجيًا للاحمر

في الارض السوداء رقص بشكل دموي بينما يقوم بحصد حيوات الشياطين

والتي باتت تهرب منه بينما لاحقها بلا هواده

~~~~~~~~~

قراءة ممتعة

2022/09/22 · 481 مشاهدة · 1513 كلمة
لوكي
نادي الروايات - 2025