الفصل 10: عنق الزجاجة للضعفاء
"هاا!" تنفس كيران بعمق، وجسده يرتجف بينما كان يتصبب عرقًا.
"ماذا فعلت…" قال آزر بصدمة. "هل تقدمت في المستوى؟"
"نعم…" كافح كيران للرد. "خلال القتال ضد دومينيك، شعرت بشيء غريب. شعرت أنني قادر على إطلاق قوة أكبر بكثير مما كنت أستطيع في الأصل.
"الآن، شعرت بنفس الشعور. لذا، دفعت نفسي عبر هذا الإحساس، وشعرت وكأنني أفتح بابًا. خلف ذلك الباب كان هناك خزان طاقة لم أستغلّه من قبل."
"يا له من حدس جنوني!" هتف آزر في داخله. "كنت أظن أنه تقدم في مستواه حديثًا، لكنه تقدم مجددًا؟ ماذا عن عنق الزجاجة؟"
كل شخص يواجه عنق الزجاجة. يُطلق عليه عنق الزجاجة للضعفاء. إنه العائق الذي يمنع الجميع من التقدم أكثر.
بعضهم يعاني من عنق الزجاجة لسنوات. يحاولون كسره كل يوم، لكنهم يفشلون. ثم، في أحد الأيام، يستيقظون ليجدوا أنهم تقدموا أثناء نومهم.
يعمل عنق الزجاجة بطرق غامضة.
بعضهم يحاول اختراقه بالقوة. ينجح البعض، لكن الغالبية تفشل.
من المستحيل التقدم إن لم يكن الشخص قويًا بما يكفي لمواجهة عنق الزجاجة.
أما الآن، فقد سخر كيران تمامًا من هذا الحاجز!
بزز!
في تلك اللحظة، شعر كيران باهتزاز هاتفه في جيبه.
أخرجه وتفحص الرسالة. كان والده يسأل إن كان سيعود إلى المنزل، حيث كان على وشك إنهاء تحضير العشاء.
"آه، يجب أن أذهب." أسرع كيران في حزم ملابسه في حقيبته وعلقها على كتفه.
"غدًا، سيتجمع فريق كاروزا هاي للبطولة في الصالة الرياضية." قال آزر. "المدرب سيكون هناك أيضًا. سيتدربون من أجل مباراة التصفية القادمة. يمكنك التغيب عن الحصص لحضورها."
"حسنًا، سأكون هناك." رد كيران بابتسامة، قفز من على المقعد، وغادر غرفة تبديل الملابس. مر بجوار جوليا، التي كانت تراقبه طوال الوقت بعين حادة.
"أعلم أنني لا أرتدي قميصًا، لكن انتبهي أين تنظرين." قال لها: "أنا خجول جدًا."
"همم." مشت جوليا خلفه ووضعت يديها خلف ظهرها قبل أن تسأل، "من أنت؟"
"ماذا؟" نظر إليها كيران بعبوس. "كيران، من غيره؟"
"همم…" أطلقت جوليا صوتًا مع نظرة مشككة. "هل أنت متنكر بشري؟"
"متنكر بشري؟" ارتجفت حواجب كيران. "ما هذا؟"
"كما تعلم، تلك الكائنات التي يمكنها نسخ مظهر الشخص."
"لا أعتقد أنني واحد منهم." فتح كيران حقيبته وارتدى قميصه.
"هل كنت جادًا بشأن المشاركة في البطولة الوطنية؟" سألته. "قد تكون هزمت دومينيك، لكن هناك وحوش مختلفة هناك."
"سأحاول." قال كيران بينما كان يبحث داخل حقيبته. أخرج حذاءه ولبسه بعجلة بينما كان لا يزال يسير في الممر، وكأنه في عجلة للعودة إلى المنزل.
"هل تعرف تصنيفات المقاتلين؟" سألت جوليا.
"تصنيفات؟" عبس كيران وأغلق حقيبته، ثم علقها على كتفه بعد أن أنهى ارتداء ملابسه. "نوعًا ما."
"أولًا، هناك غير المصنفين، وهو التصنيف الذي كنت فيه حتى وقت قريب. بعد ذلك، المجند القتالي، وهو مستواك الحالي. بعده، الجندي القتالي، حيث يوجد أعلى خمسة طلاب تصنيفًا في كاروزا هاي."
"ثم، بعد ذلك، المقاتل القتالي. هؤلاء منتشرون مثل الأرز في البطولة الوطنية. بدون مقاتل قتالي في فريقك، فرص التأهل للدور الأول ضئيلة!"
"أوه، هذا يبدو قويًا." ابتسم كيران بحماس. "أشعر حقًا أنني في السادسة عشرة من عمري. أشعر بالإثارة والحيوية. يبدو أن عقلي بدأ يتكيف مع سني الحالي!"
تنهدت جوليا. "لقد سمعت أيضًا شائعة عن وجود طالب واحد وصل إلى المرحلة المنخفضة من بطل القتال، وهو التصنيف الذي يأتي بعد المقاتل القتالي!"
"هل هذا جيد؟" سأل كيران.
"إنه مذهل." قالت جوليا. "هذا النوع من المواهب لا يوجد إلا في الدول من المستوى الأول أو الثاني. من النادر أن يظهر في دولة من المستوى الرابع مثل بلدنا."
"أعتقد أنني بحاجة إلى الاستعداد إذن." قال كيران ولوح بيده. "على أي حال، يجب أن أذهب. عليّ إخبار والدي بالأخبار الجيدة!"
راقبت جوليا الشاب ذو الشعر الأسود وهو يركض، وحقيبته تتأرجح خلفه. كان شعورًا غريبًا، لكن لسبب ما، بدا وكأن هالته أصبحت غامضة أكثر.
…
مدرسة إيريو هاي، الصف 2-C
كان جوناثان جالسًا على كرسيه وكتاب مفتوح يغطي وجهه. بدا وكأنه يأخذ قيلولة.
كان بعض زملائه في الفصل ينظفون الصف، حيث كان دورهم في ذلك اليوم. كان من المفترض أن يكون دور جوناثان أيضًا، لكنه اختار النوم بدلًا من ذلك. لم يجرؤ أحد على إزعاجه.
في تلك اللحظة، دخل شاب آخر إلى الصف وربّت على رأس جوناثان.
"استيقظ، استيقظ."
"ممغ…" أزاح جوناثان الكتاب عن وجهه ونظر إلى صديقه بتعب. "كاي، ماذا تريد؟"
كان وجه كاي مغطى بالضمادات، حيث تعرض لعدة كسور بعد معركته أمس.
عندما نظر إلى صديقه جوناثان، اضطر لكبح ضحكته. كانت هناك ثلاث علامات دائرية على وجهه—واحدة على الجبهة، واحدة على الأنف، وواحدة على الذقن.
جعلته يبدو سخيفًا بعض الشيء.
"سمعت خبرًا مثيرًا من كاروزا." قال كاي. "يبدو أن دومينيك خسر."
"دومينيك…" كرر جوناثان الاسم. "إنه قوي جدًا بالنسبة لسنة أولى. أفترض أنه خسر أمام شخص ذو مرتبة أعلى؟"
"لا، لقد خسر أمام طالب سنة أولى آخر." قال كاي بوجه جاد. "يُدعى كيران. أليس هذا نفس الشخص الذي…"
قبل أن يُكمل، أمسك جوناثان بوجهه بقبضة قوية وقال ببرود، "لا تقلها."
"مم!" تمتم كاي وهز رأسه بسرعة.
تركه جوناثان وسخر. "كان هو. لا أجد ذلك مفاجئًا أنه هزم دومينيك. لكن لا أفهم… إنه لغز. لقد هزمته في البطولة، إذًا… لماذا أصبح قويًا الآن؟"
…
فتح باب المنزل وأغلق بسرعة.
خلع كيران حذاءه وعلق حقيبته بجوار الباب. فور دخوله المطبخ، شم رائحة الطعام. رأى والده وهو يضع الأطباق على الطاولة.
بدت الأطعمة صالحة للأكل ولكن خشنة بعض الشيء. كان واضحًا أن كارما لم يكن طاهيًا ماهرًا، لكن رغم ذلك، شعر كيران بموجة من الحنين.
لطالما كان هو وكارما فقط. منذ أن يتذكر، لم تكن هناك أم.
فعل والده ما بوسعه لتربيته، رغم معرفته القليلة.
"آه، مرحبًا بعودتك." قال كارما بابتسامة صادقة.
"مم." جلس كيران على الطاولة وبدأ في ملء طبقه بالطعام. "بالمناسبة، فزت في قتال اليوم."
"أوه، هل هذا صحيح؟" ابتسم كارما. "هذا رائع. الآن، تناول طعامك، لا بد أنك جائع."
"مم." أمسك كيران بالشوكة وأكل بشهية.
دون أن يدرك، بدأت ذكرياته القديمة والجديدة تمتزج بسلاسة. لم يعد هناك إلا كيران هنتر واحد فقط.
—--------
Ilyes