الفصل 17: الروح المتألقة
دخل كيرنان غرفته وأشعل الضوء. سرعان ما غمر نور المصباح العلوي الغرفة، مانحًا إياها دفئًا وراحة.
ثَدّ. أسقط حقيبته على الأرض وشغّل المروحة لتبريد الغرفة الخانقة. لا تزال الحرارة مرتفعة رغم انتهاء فصل الصيف.
"هممم..." تمدد كيرنان قليلًا، ثم فتح النافذة ليدخل الهواء النقي.
التقط حقيبته ووضعها على سريره. بعد أن فكّ سحّابها، رأى القميص الرياضي بداخلها. كان قميصًا أبيض جميلًا مزينًا بأنماط زهور سوداء، مع الرقم ثلاثة على الظهر.
كان هذا القميص الخاص بفريق "كاروزا هاي"، والذي لا يُمنح إلا للأعضاء الرسميين. والآن، أصبح كيرنان واحدًا منهم.
أخرجه من الحقيبة ولاحظ وجود مسمار على الحائط، فقام بتعليقه هناك وتأمله لوهلة.
"صحيح، كنت منشغلًا بأمور الفريق لدرجة أنني نسيت أمرًا مهمًا..."
جلس كيرنان على سريره وفتح واجهة النظام خاصته.
لقد ارتفع مستواه، وكان لديه عشر نقاط يجب توزيعها على إحصائياته.
"القوة، الرشاقة، القدرة على التحمل، الحيوية، والسحر." شبك كيرنان أصابعه معًا وهو يفكر. "أتساءل كيف يعمل هذا النظام؟ هل بمجرد تخصيص النقاط، تزداد قدراتي تلقائيًا؟"
"يبدو كأنه غش، لكنني لن أشتكي."
كان عليه التفكير مليًا؛ فهذه النقاط العشر لم تكن كثيرة، كما أن اكتساب نقاط الخبرة سيصبح أصعب مع كل مستوى جديد.
[نقاط الخبرة: 0/250]
"القوة مهمة دائمًا، لكنها تزداد مع كل مرحلة أرتقي إليها." فكر كيرنان. "بعد وصولي إلى المرحلة المتوسطة، ارتفعت قوتي ورشاقتي وحيويتي تلقائيًا، لكن القدرة على التحمل والسحر لم يتغيرا."
عند حصوله على النظام، كانت إحصائياته كالتالي:
القوة: 3
الرشاقة: 4
الحيوية: 10
أما الآن، فقد أصبحت:
القوة: 5
الرشاقة: 7
الحيوية: 12
"قوتي زادت بمقدار نقطتين فقط، لكن التأثير كان هائلًا. ماذا لو خصصت كل النقاط العشر للقوة؟ هل سأصبح أقوى بثلاث مرات؟ مجرد فكرة مرعبة."
رغم أنها فكرة مغرية، إلا أنه كان يعلم أن ذلك سيجعل جسده غير متوازن. لذا، قرر توزيع النقاط بشكل أكثر توازنًا.
"الرشاقة تزيد من سرعتي وخفة حركتي، أما القدرة على التحمل فهي ضعيفة جدًا، فقط ثلاث نقاط. لكن يمكنني تطويرها بالتدريب."
"سأبدأ بالجري صباحًا."
نظر إلى آخر إحصائيتين.
"الحيوية تزيد من قدرتي على التحمل والصحة والصلابة، وهذا ما أحتاجه لاستخدام أسلوبي الحديدي. مشكلتي الكبرى هي تحمل الضربات."
"الأسلوب الحديدي يتطلب الدقة والقوة أيضًا، لذا لا يمكنني التركيز فقط على الصلابة."
"أما السحر..." تنهد كيرنان. "يبدو أنه الأكثر عديم الفائدة. ربما يجعلني أكثر جاذبية، لكن من يهتم بذلك في القتال؟"
رغم ذلك، لاحظ أنه كان مرتفعًا نسبيًا، إذ بلغ 6 نقاط، ولم يزدد أبدًا.
"لا أعرف إن كان ذلك جيدًا أم لا، لكن يبدو أنني مقبول الشكل؟"
بعد خمس دقائق من التفكير، قرر أخيرًا كيفية توزيع النقاط.
فتح واجهة النظام، وقام بتخصيص النقاط كالتالي:
القوة: 5 → 6
الرشاقة: 7 → 10
القدرة على التحمل: 3 → 5
الحيوية: 12 → 15
السحر: 6 → 7
"آه~" أطلق كيرنان تنهيدة مليئة بالنشوة. شعر وكأنه يغرق في ينبوع ساخن مليء بالطاقة العلاجية، بينما يجدد جسده بالكامل.
لقد شعر بتحول أعمق في جسده مما كان عليه من قبل.
"هذا حقًا غش." ابتسم كيرنان براحة. "كلما ارتقيت، سأصبح أقوى تلقائيًا، لكن مع هذه النقاط، يمكنني تعزيز قوتي أكثر."
"بعبارة أخرى، يمكنني مضاعفة قوتي، بينما الآخرون تزداد قوتهم مرة واحدة فقط مع ترقياتهم."
في تلك اللحظة، حدث شيء مثير للاهتمام داخل أعماقه، في صميم روحه.
بدأت روحه الذهبية اللامعة تهتز، وبدأت طبقة خارجية تتقشر، لتكشف عن شكل جديد متألق أسفلها. كانت هذه الروح الجديدة أكبر وأقوى، تنبض بالقوة والطاقة.
"آه..." فتح كيرنان عينيه. للحظة وجيزة، أصبحت عيناه رماديتان ذهبيتين، قبل أن تعودا إلى لونهما الطبيعي.
[تم تحقيق المرحلة العليا لمستوى المبتدئ في القتال!]
[تم اكتساب 30 نقطة خبرة!]
لقد وصل كيرنان رسميًا إلى ذروة مستوى المبتدئ في القتال. لم يعد يفصله عن مستوى الجندي القتالي سوى خطوة واحدة!
"هوو..." أخذ كيرنان نفسًا عميقًا. "هذه القوة تبدو متفجرة. عليّ تفريغها في مكان ما."
نهض من سريره، ونظر إلى الفناء الخلفي من النافذة. غادر الغرفة بسرعة، نزل الدرج، وخرج إلى الحديقة الخلفية.
هناك، وقف أمام الشجرة التي تحمل علامتي قبضته، مغروسة بقوة في الأرض.
شكل قبضته، ثم سدد لكمة بكل قوته. اهتزت الشجرة بشدة، وتشققت الأرض تحته قليلًا، مما أحدث صوتًا مدويًا عبر الحي.
"أنا أتقدم بسرعة هائلة، حتى أن جسدي لا يستطيع مجاراتي." فكر كيرنان.
نظر سريعًا إلى إحصائياته بعد هذا التقدم الجديد. ارتفعت قدراته أكثر:
القوة: 6 → 8
الرشاقة: 10 → 11
القدرة على التحمل: 5
الحيوية: 15 → 17
السحر: 7 → 8
"حتى السحر ارتفع؟" رفع حاجبه متسائلًا. "أتساءل لماذا."
ما لم يكن يعلمه بعد، هو أن جسده كان يمر بعملية تحول تدريجية، تجعله أقوى، وأكثر صلابة... بل وأكثر وسامة أيضًا.
طَرق، طَرق.
قفز كيرنان قليلًا من المفاجأة. استدار فرأى والده واقفًا عند الباب، حاملًا كيسًا بلاستيكيًا مليئًا بالأسماك التي اصطادها اليوم.
"أنا أعدّ السمك، هل أنت جائع؟" سأل كارما بابتسامة.
"نعم..." ضحك كيرنان وأومأ. "أنا جائع جدًا."
أومأ كارما وهو يبتسم، ثم نظر إلى الشجرة. هذه المرة، كانت هناك علامة ثالثة لقبضة، وكانت تتصاعد منها أدخنة خفيفة.
"ههه." ضحك كارما وهز رأسه. "كيف كان يومك في المدرسة؟"
بينما كان كيرنان يدخل المنزل مع والده، رفع كتفيه بلا مبالاة. "عادي، التقيت ببعض الأشخاص الجدد."
"سمعت أنك ستشارك في مباراة التمثيل عن المدرسة." قال كارما، ثم سأل: "هل تشعر بالتوتر؟"
"قليلًا." أجاب كيرنان، لكن يده المرتجفة لم تخدع والده.
كان متوترًا لدرجة أنه لن يستطيع النوم تلك الليلة.
ضحك كارما بينما كان يضع الأسماك على طاولة المطبخ. رغم تصرفه الهادئ، إلا أنه كان فخورًا جدًا بابنه.
معًا، بدآ في تنظيف السمك وتحضيره للعشاء. على قائمة اليوم: سمك مشوي مع خضروات محمصة.
—--------
Ilyes