كان هناك رجل قضى حياته بين صفحات الكتب والمختبرات. لقد كان عالمًا ومفسر أحلام، غاص في بحور الطب والهندسة والكيمياء والفيزياء والأحياء والجغرافيا. لم يبقَ علم لم يدرسه، ولم تبقَ مسألة لم يحلها. أمضى هذا الرجل ستين عامًا في رحلة طويلة بحثًا عن المعرفة، لكنه أدرك أن حياته فارغة.

لم يتزوج، ولم يكن له أصدقاء حقيقيون، فقد كان العلم هو كل شيء بالنسبة له. في لحظة يأس، ترك العلم وانغمس في عالم الترفيه. شاهد كل الأفلام والمسلسلات والأنمي، لعب الألعاب، وغاص في الروايات. آخر ما قرأه كان القس المجنون، رواية تركت أثرًا عميقًا في قلبه. على فراش الموت، وهو يعاني من مرض السكري، ابتسم وقال:

"فقط لو كنت فانغ تشنغ... كنت سأغير الكثير. ادعم فانغ يوان وباي.. اه، كون باي نينغ بينغ شاذا افسد الرواية، اتمنى لو كان فتاة منذ البداية!"

ثم أغمض عينيه للأبد.

---

أمطار الربيع هطلت بهدوء على جبل تشينغ ماو.

كان بالفعل في وقت متأخر من الليل، نسيم خفيف يهب مع المطر الخفيف.

جبل تشينغ ماو لم يكن مغطى في الظلام. من الجانب السفلي للجبل، لمعت العشرات من الأضواء الصغيرة مثل الفرقة المضيئة.

أضاءت هذه الأنوار من المباني الشاهقة، على الرغم من أنه لا يمكن القول إنها تصل إلى عشرة آلاف ضوء، ومع ذلك لا يزال عددها بضعة آلاف.

تقع قرية غو يوي على الجبل، مما يمنح الجبل الوحيد الشاسع لمسة غنية من الحضارة الإنسانية.

في منتصف قرية غو يوي كان هناك جناح رائع. أقيم حفل كبير في هذه اللحظة، وكانت الأنوار أكثر إشراقًا من أي وقت مضى، تشع بالمجد.

كان زعيم العشيرة والشيوخ يتناقشون حول مواهب قرية غو يوي في ذلك الحفل.

---

استيقظ فانغ تشنغ على صوت المطر الذي كان يتساقط بلطف. فتح عينيه ببطء ليجد نفسه في غرفة بسيطة، سرير خشبي، نافذة تطل على ظلام، وقمر خجول ينعكس على الأرضية. شعر وكأنه استعاد عشرات السنين من عمره، جسده كان خفيفًا بشكل مدهش. نهض، لكنه شعر بارتباك عميق.

"أين أنا؟" تمتم بصوت خافت. نظر حوله، محاولًا استيعاب المكان. الخطوات قادته إلى باب الغرفة، فتحه ببطء، وخرج إلى الممر. لاحظ أن المنزل قديم، لكنه نظيف ومنظم.

بينما كان يمشي نحو غرفة مجاورة، لمح ضوءًا خافتًا يتسرب من فجوة الباب. اقترب ببطء، فتح الباب قليلاً، ورأى شخصًا يقف عند النافذة. شعره الأسود الطويل يتراقص مع النسيم، وجسده النحيف يبرز في ظل القمر.

لم يتمالك نفسه وقال: "فانغ يوان؟!"

توقفت أنفاسه لوهلة، وعندما نطق الاسم، بدأت ذكريات لا تخصه تتدفق إلى ذهنه كطوفان. صور، أصوات، ومشاهد من حياة صاحب الجسد الأصلي بدأت تتسلل إليه. أدرك فجأة أنه ليس هو نفسه، بل أصبح في جسد شخص آخر. صُدم، ووقف مذهولًا، محدقًا في الشاب أمامه.

التفت فانغ يوان ببطء، حاجباه معقودان، ونظرته باردة كالجليد. "ماذا دهاك؟" سأل بصوت خافت، يحمل مزيجًا من الحذر واللامبالاة.

حاول فانغ تشنغ أن يهدئ نفسه، لكنه لم يستطع منع ارتباكه. ابتسم ابتسامة متوترة وقال محاولًا التغطية على صدمته: "هل تحاول أن تصبح فيلسوفًا الآن، واقفًا هنا تحت المطر؟"

نظر إليه فانغ يوان للحظة قبل أن يقول ببرود: "أنت مختلف اليوم يا أخي."

اقترب فانغ تشنغ منه بخطوات مترددة، محاولًا استيعاب ما يحدث. كان هذا فانغ يوان، لكن... ليس فانغ يوان الذي يعرفه من الرواية. هذا ليس العبقري الذي عاش 500 عام، بل فانغ يوان الحقيقي، الشاب الذي لم يخض تلك التجارب القاسية بعد.

قرر فانغ تشنغ التظاهر بأنه طبيعي، فابتسم وقال بنبرة مزاح:

"ربما لأنني أدركت كم أن الحياة رائعة، أو ربما لأنني أدركت كم أن لدي أخًا رائعًا مثلك."

رفع فانغ يوان حاجبه وقال ببرود: "إن كنتَ انتهيت من التفلسف، عُد إلى غرفتك. غدًا حفل الصحوة، ويجب أن تستعد."

شعر فانغ تشنغ بضغط مفاجئ في صدره. حفل الصحوة؟ بدأ يربط بين التفاصيل. إنه بالفعل في عالم القس المجنون! كل شيء هنا حقيقي. نظر إلى أخيه بعينين تملؤهما العزيمة وقال بابتسامة واثقة:

"شكرًا يا أخي الكبير على مساعدتي دائمًا. أعدك، سأساعدك يومًا ما!"

وقبل أن يكمل جملته، تعثر فجأة بساق الكرسي وسقط بشكل مضحك على الأرض. ظل ممددًا وهو ينظر إلى السقف ويقول بمرح: "حسنًا، ربما أحتاج لمساعدتي أولًا."

ابتسم فانغ يوان بخفة لأول مرة وقال: "لا عليك يا أخي، فقط لا تؤذِ نفسك قبل الغد." ثم غادر الغرفة، تاركًا فانغ تشنغ يغرق في أفكاره.

---

جلس فانغ تشنغ على الأرض، يفكر في الخطوة التالية.

"إذا كان هذا هو الوضع... إذن أنا فانغ تشنغ الآن. هذه فرصة جديدة لي، ولن أضيعها. فقط انتظروا، فانغ تشنغ الجديد سيغير كل شيء!"

"يجب علي ترتيب الاحداث، انا فانغ تشنغ اخ فانغ يوان الصغير. كان اخي منتقلا من الارض إلى عالم اسياد الغو، اراد ان يبقى عاديا في البداية ولكن اجبر على ان يري بعض مواهبه لكي يحافظ على اصوله لان خاله وزوجته كانا يحاولان سرقة ميراث ابواه".

"بينما انا الاخ الصغير كنت مثيراً للشفقة واختبئ خلف ظل اخي دائما وكان يساعدني كثيراً وكان العم وزوجته قاسيين علينا ولكنه يظهر مواهبه من اجل المعاملة الجيدة فظن الجميع أنه موهبة من الدرجة A وسيكون امل العشيرة".

أما بالنسبة لموهبة فانغ يوان ، فقد كانت موهبة من الدرجة C فقط.

مزحة من المصير.

توأم - الأكبر سناً كان يتمتع بموهبة من الدرجة C ، ولكنه كان معروفا بالعبقرية منذ أكثر من عشر سنوات. كان الشخص الأصغر سناً الذي كان يتم تجاهله دائما هو الشخص صاحب الموهبة الأعلى بدلاً من ذلك.

وكانت نتائج حفل الصحوة قد تركت العشيرة مصدومة. معاملة الأخوين قد انقلبت فجأة بعد ذلك.

كان الأخ الأصغر مثل تنين يصعد إلى السماء. كان الأخ الأكبر مثل طائر الفينيق الذي سقط على الأرض.

بعد ذلك جاءت المصاعب والمتاعب الكثيرة من شقيقه الأصغر ، والعينين الباردتين لعمته وعمه ، وازدراء شعب العشائر.

"لقد كان فانغ تشنغ ضعيف الشخصية وعاق لوالديه واخ سيء يفرح بسقوط أخيه ، حقا قطعة من الق

مامة. فانغ يوان، سوف ادعمك بكل ما لدي لتصبح من افضل سادة الغو على الاطلاق!"

2025/02/04 · 217 مشاهدة · 914 كلمة
نادي الروايات - 2025