الفصل الرابع عشر: أسرار الظلام

=========

بعد تناول الطعام، خرج ريفان من منزله. كانت أشعة الشمس حارقة، وكانت عربات الخيول تمر على طول الشارع الكبير، وموظفو الحكومة يتوجهون إلى أعمالهم.

بينما كان يسير بلا هدف، بدأ وجهه يصبح قاتمًا. فكر وهو ينظر حوله: "همم ... يبدو أن هناك الكثيرين يعرفون عن مشكلة حلمي ... هذه مشكلة."

لم يكن حلم ريفان سرًا، حتى الأقارب البعيدين كانوا على علم به. شعر ريفان بصداع. لم تكن هذه المشكلة الوحيدة؛ ماذا لو علم المستنيرون الرسميون وأرادوا التحقيق معه؟ ألن تصبح هذه مشكلة؟

قرر أن يترك الأمر الآن ويستفسر من دالي لاحقًا. بينما كان يغمره بحر من الأفكار، شعر بشيء غريب. خطر!

عرف ريفان أن هذه هي الحاسة السادسة التي اكتسبها بعد أن أصبح مستنيرًا. نظر إلى زقاق مظلم، حيث كان يبدو أن هناك صوت سكاكين متقطعة. أصبح ريفان حذرًا؛ في هذا العصر، لا يمكن التنبؤ بخطر القتال في أي مكان غير مألوف.

كان ريفان على وشك المرور ومحاولة تجنب الخطر، لكن فجأة خرج شخص من الزقاق، نظر إليه واندفع نحوه. لم يعرف ريفان ما الذي يحدث، لكنه حاول تجنب الرجل، ولكن لدهشته، حاول الرجل طعنه!

دارت عيني ريفان حوله. لم يسبق له خوض قتال، لكنه كان يمتلك ثباتًا عقليًا حديديًا بسبب الأحلام المليئة بالجثث والدم. إضافة إلى ذلك، أصبح مستنيرًا، ورغم أن مسار السيف لم يتفوق في القوة، إلا أن مرونته ومهاراته تخطت الشخص العادي بمراحل.

أرجح عموده الفقري بطريقة غريبة.

*وششش*

اختفى الهدف من أمام الرجل، فتفاجأ وتعثر على الأرض. وقعت شارة غريبة بجانبه مع السكين. نظر ريفان إلى الشارة وعينيه تتلألأ، بسرعة أخذ الشارة واحتفظ بها في جيبه دون أن يراها أحد.

"أين ذهب؟"

"بسرعة من هنا، هذا القيط!"

خرج أربعة رجال ضخام بوجه شرس وهالة قاتلة. نظروا إلى ريفان المنكمش على الجانب والرجل الساقط على الأرض. رغم تجمع الناس، لم يهتموا.

بسرعة، حرك الرجل الضخم الأمامي قدميه وداس على ظهر الرجل الساقط على الأرض، وكان يمكن سماع صوت تكسير!

فقد الرجل وعيه، وقام الرجال الضخام بحمله واختفوا في الزقاق. تفرق الناس وهم يناقشون.

لم ير أحد وجه ريفان المغطى بالعرق: "هذا؟! ... إنهم جميعًا مستنيرون."

عادةً لا يمكن لأحد التعرف على مستنير إذا كان يخفي قوته الروحية إلا بمهارات خاصة ونادرة، لكن هؤلاء الأربعة لم يحاولوا إخفاء أي شيء، بل كانت تقلباتهم الروحية تعج في المكان.

بعد أن شعر أنهم غادروا، تنفس ريفان قليلاً قبل أن يحلل الموقف.

"هذا بالتأكيد ليس صراع عصابات عادي. أربعة رجال مستنيرين يحاصرون مستنيرًا واحدًا، ما هو هدفهم؟" لا شعوريًا، وضع يده في جيبه ولامس الشارة.

لم يكتشف أحد أنه كان مستنيرًا لأنه لم يستخدم قوته الروحية. بسبب تسلسل المتمكن، أعطى سيطرة عالية على جسده، واستطاع تجنب الخطر.

أما الشارة، فشعر أنها شيء ثمين لم يعرف كيف، لكنه شعر وكأنها فرصة. كانت هذه هي الحاسة السادسة.

"هل هذا لأن تسلسل المتمكن يعزز قوة الحاسة السادسة؟"

عندما يتقدم المستنير، سيتصل بعالم الروح، وخلال هذا الاتصال سيعرف جميع مهارات التسلسل الخاصة به، لكن عندما اتصل ريفان بعالم الروح، شعر وكأنه لم يعرف جميع أسرار تسلسل المتمكن.

"على أي حال، يبدو أنني قد وقعت في مشكلة كبيرة."

لم يعرف كيفية استخدام الشارة أو ماذا يفعل بها، لكنه احتفظ بها في الوقت الحالي.

...

في فيلا كبيرة، كان أربعة رجال ضخام يركعون على الأرض في رعب. إذا رأى ريفان هذا، لكان أصيب بصدمة، ليس لأنهم رجال ضخام، بل لأنهم مستنيرون مثله. كان أمامه طاولة كبيرة وكرسي مزخرف.

جلس رجل يبدو صغيرًا رغم كبر سنه. كانت هناك لمحة من الجنون في عينيه، لكن حركات جسده كانت تعطي هالة باردة وهادئة.

تحدث الرجل على الكرسي بهدوء: "أذن يا رفاق، لقد فقدتم الشارة في النهاية."

رغم أن صوت الرجل كان هادئًا ولم يحمل أي نوع من الغضب، إلا أن الأربعة رجال الضخام لم يستطيعوا سوى الارتعاش خوفًا. قال الرجل الراكع في الأمام بصوت مرتعش: "عندما وجدناه لم تكن معه ... نحن آسفون يا زعيم ... رجاءً أعطني فرصة أخرى وسن..."

لكن قبل أن ينهي كلامه، قاطعه صوت كسر مزعج. لقد كسر الكوب!

أكل الرجل الهادئ والأنيق الكوب، كان يقرمش الزجاج في فمه قبل ابتلاعه. رغم ذلك، لم يكن هناك أي تغيير في تعبيره: "هذا لا يهم، هل تعلم أنا في مشكلة كبيرة هنا ... لقد نفدت القلوب مني، آه ... كم أريد تذوق قلب مستنير مليء بالطاقة الروحية."

بدأ العرق ينزل من على جبين الرجل الضخم. كان يعرف أن الرجل أمامه لا يمزح. إذا قال كلمة خاطئة، فقد يُؤكل على هذه المائدة. فكر الرجل الضخم: "تبا ... لا أعرف كيف اختفت الشارة ... السيد هيرين سوف يأكلني حيًا."

كان الرجل الأنيق الجالس على المائدة هو صاحب أكبر مستشفى في القسم الغربي، هيرين ميلوتي. كان يعاني من صداع بسبب حادث مرض مفاجئ في القسم الغربي، ومع فشل المهمة، أصبح منزعجًا.

نظر هيرين إلى الرجل الضخم الذي يبلغ طوله حوالي مترين يرتعش على الأرض بلا تعبير: "سوف أعطيك أسبوعًا. أحضر الشارة وإلا ..."

أصبح الرجل الضخم سعيدًا لأنه يمكنه العيش لأسبوع آخر: "شكرًا لك، زعيم. لن أخيب ظنك."

بقول هذا، غادر الغرفة، وانغمس هيرين في الأطباق الغريبة على المائدة.

...

بعد تجاوز هذا الحادث، لم يحدث شيء باقي اليوم. ظل ريفان يتنقل ويكتشف قدراته الجسدية وتغيرات في حواسه.

في النهاية، لخص: "أنا أملك رشاقة وسرعة عالية، أما القوة فهي أقل منهما. تحسنت حواسي بشكل كبير، يمكنني رؤية الأشياء من على بعد شارعين ويمكنني السماع بين الجدران إذا ركزت. الحاسة السادسة الخاصة بي عالية بطريقة غريبة، هل هذا بسبب التسلسل؟"

عرف ريفان أن المستنير من التسلسل 9 مثله سيحذرهم الحاسة السادسة فقط عند خطر الموت، لكن ريفان يمكنه تلقي بعض المعلومات أو الأمور المستقبلية على مدار اليوم. شعر ريفان أن هذه ميزة مفيدة له.

في نهاية اليوم، كانت الشمس تغرب، وكان يمكن رؤية العمال يتوجهون إلى منازلهم. مشى ريفان في الشارع بتعبير هادئ، بعيدًا عن الحادث أو اكتشاف قوته. كان هدفه من الخروج اليوم هو تهدئة مشاعره وأفكاره. الآن كل ما ينقصه هو نوم مريح.

بينما كان يمشي إلى المنزل، رأى وجهًا مألوفًا قليلاً. كانت فتاة شابة تبدو في نفس عمره، عيونها الخضراء وشعرها الأصفر يلمعان تحت ضوء الغروب، وارتدت فستانًا أزرق.

كانت لورا تسكن بجوار منزله، ويبدو أنها عائدة من المدرسة التمهيدية. كان من المفترض أن يذهب ريفان إلى المدرسة التمهيدية أيضًا، لكنه تخطى الأمر شعورًا منه بأنه لم يعد بحاجة للتركيز على المدرسة، لكنه بالتأكيد لن يهملها أيضًا.

نظرت لورا إليه، يبدو أنها تعرفت عليه، ابتسمت ولوحت له. عادةً، أي شاب في مكان ريفان كان سيظهر الإعجاب ويحاول الحديث معها، لكن ريفان اكتفى بالنظر إليها والابتسام فقط.

بدأت لورا وكأنها متفاجئة قليلاً. نظرت إلى ريفان وبدأت تفحصه، ثم صدمت! لقد تغير الفتى العادي الذي عرفته من قبل. في الأساس، كان انطباعها عنه كأنه مراهق عادي، لكن الآن، بعد فحصه، تفاجأت. أصبح ريفان أطول قليلاً بعد أن أصبح مستنيرًا، وتغيرت بشرته وأصبح لديه هالة مختلفة. بدا وكأنه سياف أنيق ورائع، ولم يعد يبدو كفتى مراهق.

اقتربت لورا منه دون وعي: "مرحبًا ريفان، لم نلتقِ منذ مدة."

تفاجأ ريفان، لم تلقي لورا نظرة عليه في الماضي حتى، لكنها الآن تحيته: "أمم ... مرحبًا لورا." لم يعرف ماذا يقول، لكنه أعاد التحية.

بقي الاثنان ساكنين وسط الشارع، يحدقان في بعضهما البعض للحظة. كانت عيون لورا الخضراء تلمع وهي تحدق في عيون ريفان السوداء. شعرت بشيء غريب وكأن وجهه اختلط مع غروب الشمس ليشكل لوحة جميلة، كانت أشعة الغروب تسقط عليهم.

لم يستطع ريفان مواصلة هذا، ما زال بحاجة لتولي بعض الأمور الأخرى: "أمم ... إذن أراكِ لاحقًا." لوح ريفان بيده وابتعد.

نظرت إلى كتفه العريض وهو يبتعد، وعندما عادت لرشدها، لم تستطع سوى الاحمرار خجلاً.

2025/02/05 · 4 مشاهدة · 1188 كلمة
Geroo”boy
نادي الروايات - 2025