رواية سيد الغموض

"يا رفاق، وجدت البارحة خريطة كنز!"

كان الأصدقاء الثلاثة يجلسون في مقهى "الأصدقاء". المتحدث كان شابًا متوسط الطول، شعره الأسود الكثيف ينساب على جبهته، ووجهه مشدود بلا دهون، ملامحه جميلة وعيناه تتألقان كأنهما تبحثان عن شيء ثمين. كان هذا أملين وايت.

"مرة أخرى؟ ألم تجد في الأسبوع الماضي مقبرة مهجورة مليئة بالذهب؟" قالت رينا، وهي فتاة ذات شعر أصفر داكن. كانت قصيرة وملامحها عادية، ولكن نظرتها الحادة تعبر عن قوة شخصيتها.

بينسون، الشاب الطويل قليلاً ذو الوجه الجاد، أضاف بنبرة ساخرة: "حسنًا، يبدو أن لدى أملين اكتشافات جديدة كل أسبوع."

سألت رينا بعد لحظة من الصمت: "بالمناسبة، أين ريفان؟ لقد تأخر."

"لا أعرف، لم يتأخر هكذا من قبل." رد أملين بقلق خفيف.

تدخل بينسون بابتسامة: "لا أعتقد أنه تورط في مشكلة بسهولة. ليس مثلكما، حيث تجدان المشاكل أينما ذهبتما."

أملين، الذي كان على وشك الرد، تذكر موقفًا سابقًا وسرعان ما دافع عن نفسه: "تلك القطة كانت غريبة، لم تأكل حتى الحليب الذي وضعته لها!"

رينا علّقت بسخرية: "ربما لأنك أنت الغريب، وليس هي. هل تعتقد أنها ستعجب بك فقط لأنك جميل الوجه؟"

قبل أن يستمر الحديث، دخل ريفان إلى المقهى. كان يرتدي سترة سوداء وبنطلونًا قماشيًا من نفس اللون، بدت عليه بعض التعب. جلس معهم بعد أن اعتذر قائلاً: "عذرًا على التأخير، نسيت أموالي في المنزل فاضطررت للعودة."

نظرت رينا نحوه بشك: "هل أنت متأكد؟ يبدو أن هناك أمرًا آخر."

لكن الحديث انتقل بسرعة إلى موضوع آخر عندما قال أملين بحماس: "ريفان، بينسون يتهمني ظلمًا. أخبره أنني بريء!"

جلس ريفان وأخذ يستمع إلى حديثهم الذي سرعان ما تحوّل إلى موضوع أكثر جدية. قالت رينا بقلق: "هل سمعتم الأخبار عن المرض المنتشر في القسم الغربي؟"

بينسون تنهد قائلاً: "نعم، أتذكر عندما كنت صغيراً وذهبت سرًا إلى الأحياء الفقيرة... لو انتشر المرض حينها لكانت الأمور أسوأ بكثير."

أضاف ريفان بهدوء: "المرض تسبب في موت عشرة آلاف شخص حتى الآن، وأصاب خمسة آلاف آخرين."

تحدث أملين بتفكير عميق: "هذا غريب. عادةً ما يظهر المرض تدريجيًا، لكن أن يموت هذا العدد فجأة... كأنه حدث شيء غير طبيعي."

ريفان، الذي عاش تجربة غريبة في كشك العرافة قبل أن يأتي إلى المقهى، بدأ يشك في أن الأمر قد يكون مرتبطًا بقوى خارقة. لكن لم يشارك هذه الأفكار مع أصدقائه، وفضل البقاء صامتًا بينما يستمر الحوار حول المرض.

بعد فترة، سأل ريفان فجأة: "هل تعرفون أسرع طريقة لكسب مئة عملة ذهبية؟"

صمت الجميع للحظة، ثم قالت رينا بجدية: "كم من الوقت تحتاج؟"

رد ريفان: "أسبوع واحد."

بينسون رد بنبرة هادئة: "ربما السرقة أو تجارة المخدرات... لا أرى خيارًا آخر في هذا العمر."

تدخل أملين قائلاً: "ماذا عن الاقتراض؟"

نظر ريفان نحوه بتردد: "لا أعتقد أن أحداً يستطيع إقراضي هذا المبلغ."

ابتسم أملين بخبث: "لكن ماذا عني؟ يمكنني إقراضك."

ضحك ريفان، لكنه كان ممتنًا بالفعل: "هل تمزح؟!"

أملين استمر في الضحك قائلاً: "أمسكت بك! لماذا تحتاج هذا المبلغ؟"

بينسون قطع الحديث بجديته المعتادة: "لا أظن أن ريفان سيفعل شيئاً خطيراً. يمكنني إقراضك عشرون عملة."

رينا أضافت: "وأنا يمكنني إقراضك عشر عملات ."

ضحك أملين قائلاً: "يا رفاق، لم تكونوا ممتعين كما توقعت، لكن حسنًا، سأقرضك خمسون عملة ذهبية."

ريفان شكرهم جميعاً بامتنان عميق، ولم يُخبرهم بأسبابه الحقيقية. كان يخطط لاستخدام المال لشراء المكونات التي يحتاجها ليصبح مستنيراً، وهي خطوة اعتقد أنها ستحل جميع مشاكله.

بعد انتهاء الاجتماع، غادر الأصدقاء المقهى وذهب كل منهم في طريقه. وبينما كان ريفان يسير بمفرده، نظر إلى كشك العرافة مجددًا وابتسم قبل أن يدخل.