الفصل السادس: القرارات الصعبة

في كشك العرافة، كانت هناك سيدة جميلة تجلس في مكتب الاستقبال. عندما رأت الشاب يدخل، وقفت وبدأت تلاحظ وجهه. كان عليه أن يعرفه؛ لأن عدم التعرف عليه يعني دخوله بالمجان. كان الشاب بطول متوسط، ليس قوي البنية ولكنه ليس رقيقًا. شعره الأسود مقسوم إلى نصفين، وعيناه بنيتان ولكن بلون فاتح للغاية، وكان لديه جوي خاص يظهر حبه للتفكير. كان ريفان الذي زار الكشك من قبل.

عندما رأت السيدة الوجه المألوف، تحسن مزاجها. "أهلاً بك مجددًا سيدي، كيف يمكنني خدمتك؟"

نظر إليها ريفان وابتسم وهو ينحني قليلاً. "هل السيدة دالي ما زالت موجودة؟"

"نعم، ما زالت موجودة. هل تريد مني أن أحضرها لك؟" ردت السيدة.

"نعم، أريد القيام بالعرافة."

ابتسمت السيدة أكثر وقالت: "نصف عملة فضية للاستشارة ونصف آخر للغرفة."

أخرج ريفان عملة فضية وأعطاها للسيدة، التي طلبت منه الانتظار في أحد المقاعد حتى تعود.

لم تغب السيدة طويلاً، وعادت بسرعة لتوجه ريفان إلى غرفة العرافة.

دخل ريفان الغرفة فوجدها كما هي. كانت السيدة الجميلة ذات الرداء الأسود والرمز على الخصر تجلس على الطاولة. انحنى ريفان قليلاً قبل أن يجلس على المقعد المقابل للعرافة دالي.

في الواقع، كان ريفان متوترًا. بعد أن عرف أن السيدة التي أمامه تمتلك قوة خارقة يمكنها أن تفعل أشياء لا يمكن تصديقها، أصبح حذرًا بشكل طبيعي.

لم تتحدث دالي، بل واصلت النظر إلى ريفان بعينيها البنفسجيتين وكأنها دمية جميلة.

تحدث ريفان: "أريد أن أعرف ما هي القوة الخارقة التي يمكن أن تعطيها لي، وأيضًا أريد معرفة معلومات أكثر تفصيلاً." كان متوترًا فعلاً وكان حذرًا في كل كلمة قالها.

نظرت إليه دالي قليلاً ثم قالت: "المعلومات الأكثر تفصيلاً ثمنها عشرون عملة ذهبية."

لم يتردد ريفان ووافق على المبلغ. بعد كل شيء، المعرفة قد تنقذه وتساعده على تجنب الخطر.

قامت دالي من مقعدها واتجهت إلى رف الكتب، أخرجت كتابين أحدهما باللون الأسود والآخر باللون البني، لم يكن لهما عنوان وكأنهما مخزنان منذ مئات السنين.

قالت دالي: "هذان كتابان للمعرفة الأساسية لقوة المستنيرين."

نظر ريفان إلى الكتب على الطاولة ووافق، بينما وضع عشرين عملة ذهبية على الطاولة.

لم تقف دالي عند الأدب وأخذت المال.

نظرت دالي إلى ريفان ولم تنتظر حتى يتصفح محتويات الكتاب، بل قالت: "أنا أعلم وصفتين، إحداهما من مسار السيف والأخرى من مسار الساحر." لم تنتظر دالي حتى يستوعب ريفان ما قالته، بل تابعت: "لكل مسار أمور تميّزه عن غيره. رغم أن مسار السيف شائع، إلا أن هذا فقط في المستويات الأولى. لكن من النادر أن ترى شخصًا من المستويات العليا لمسار السيف خارج المنظمات الرسمية. أما مسار الساحر، فهو ضعيف جسديًا لكن قوته تكمن في تعويذاته. هذه هي المعرفة الأساسية للمسارين."

وقفت دالي وانتظرت بصبر أن يهضم ريفان ما قالته.

بعد فترة، أومأ ريفان برأسه، فقد استوعب ما قالته. قال ريفان: "ما تسلسل هذان المساران؟"

كانت المسارات أساس التسلسلات. كان مسار السيف يملك عدة تسلسلات، ونفس الأمر ينطبق على مسار الساحر.

قالت دالي: "تسلسل السيف نادر، من الصعب رفع تسلسلك به لأن المكونات يتم الحفاظ عليها من قبل منظمات الفرسان الرئاسية. يُسمى هذا التسلسل تسعة المتمكن. أما مسار الساحر، فالمكونات ليست مشكلة لأن مسار الساحر يتطلب طقوسًا لرفع التسلسل، وهذا أمر مزعج. يمكنني أن أساعدك في الطقوس، ويسمى هذا التسلسل تسعة ساحر الكتاب."

كان ريفان في حيرة قليلاً. لقد عرف أن لكل مسار تسلسلات، لكن لم يكن يعرف ما هو التسلسل تسعة.

عندما رأت دالي حيرته قالت: "بعد قراءة الكتابين، ستفهم كل شيء."

لم يسأل ريفان أكثر، بل وقف ودعا السيدة وغادر.

كانت الساعة الآن الثالثة، ولم تعد الشمس حارقة كما كانت. كان الناس يتحركون ذهابًا وإيابًا. لقد أنهى ريفان أموره، ووجهته الآن هي دار الراحة.

"إلى المنزل"، فكر ريفان وهو يمشي ليأخذ عربة. استقل عربة على الشارع. "إلى الشارع سبعة"، قال ريفان لسائق العربة. لم يتحدث أكثر وسرعان ما دخلت أفكاره.

"مسار السيف شائع، سأستطيع رفع قوتي فيه، لكن لا يمكنني رفعها لدرجة عالية لأن المنظمات الرسمية تضع المكونات تحت المراقبة. أما مسار الساحر، فإن الأمر صعب في الطقوس. لم تخبرني دالي بما هي الطقوس أو المكونات، أظن أنها لن تخبرني إلا عند الدفع." كان ريفان في حيرة من أمره، لكنه قرر أنه سيأخذ قراره بعد قراءة الكتب التي أخذها من دالي.

عاد إلى المنزل، فتح الباب ودخل. لم يكن هناك أحد في المنطقة الرئيسية من المنزل. لم يتعجب ريفان، بل كان هذا طبيعيًا؛ كان كل شخص في العائلة يذهب إلى تجمعاتهم. كان والده يذهب لتجمع مع أصدقائه من الجيش لمناقشة أمور الدولة ولعب الألعاب الورقية. كانت والدته تذهب لتجمع السيدات لمناقشة الموضة والأمور العشوائية. كانت أخته الكبرى تذهب لتجمع الفتيات للحديث ولعب الألعاب وشرب الشاي وتناول الكعك. أما أخوه الأكبر فكان يذهب لتجمع مع أصدقائه للحديث عن أمور العمل والاقتصاد.

كان هذا أمرًا طبيعيًا في الطبقة الوسطى، وكان يوم الجمعة يوم التجمعات.

ذهب ريفان إلى غرفته، دخل إلى غرفته العادية وأغلق الباب. وضع الكتابين على الطاولة.

"دعنا نرَ ما هي الجوانب الأخرى من العالم."

بدأ ريفان يتصفح الكتاب. كان الكتاب ذو اللون البني يتحدث عن المستنيرين بشكل عام، بينما كان الكتاب الأسود يتناول التفاصيل الصغيرة.

نشأت المسارات من الكائنات قبل الحقبة الرابعة. لم يُعرف إذا كانوا بشرًا أم لا. نشأت التسلسلات من البشر القدماء في الحقبة الأولى لمساعدة البشر في اكتساب القوة بشكل أسهل بدون مخاطر كبيرة. وبهذه الطريقة، كان هناك مستويات لجعل البشر يتأقلمون مع قوتهم تدريجيًا حتى يكونوا مستعدين للتقدم والحصول على قوة أكبر. كانت بداية التسلسلات من تسعة، فمن الطبيعي أن تكون التسلسلات العليا هي ثمانية وسبعة، ولم يُذكر الكثير حول هذا الأمر. كانت هناك عشرة مسارات وهي:

- السيف

- السحر

- الباحث

- المحارب

- القاري

- المتجول

- الوحش

- الشيطان

- العاصفة

- الوهم

كانت هذه هي المسارات التي تأتي منها التسلسلات وأيضًا التي تأتي منها قوة المستنيرين. كان مسار السيف شائعًا لسبب أنه كان له العديد من التسلسلات، بينما كان مسار الساحر أصعب بسبب صعوبة الطقوس. أما باقي المسارات، فكان من النادر وجود العديد منها، مثل مسار الباحث الذي لم يكن لديه سوى تسلسلين: باحث الماضي وباحث عن النور.

كان هناك بطبيعة الحال خطر على المستنيرين، لم تكن هناك قوة بدون ثمن. كان يمكن للمستنيرين أن يجن جنونهم أو يموتوا في ظروف غامضة بسبب عدم السيطرة على الفضول. كان هناك مقولة مشهورة في عالم المستنيرين: "الفضول قتل القط". كان على المستنيرين أن يعرفوا كيف يسيطرون على عواطفهم ورغباتهم.

عندما انتهى ريفان من القراءة، كان قد حل الليل بالفعل. نظر إلى السماء السوداء والقمر المنير. "إذن لدي خياران فقط، أليس كذلك؟"

2025/02/04 · 3 مشاهدة · 1009 كلمة
Geroo”boy
نادي الروايات - 2025