يوم السبت، شهر مارس، عام 1357، كان هذا تاريخ اليوم في الجرائد. كان يوم السبت بداية الأسبوع الجديد، وكانت بداية الأسبوع الجديد تختلف من طبقة إلى أخرى.
في القسم الغربي، في غرفة ما، كانت هناك فتاة تستيقظ. نظرت الفتاة في أرجاء الغرفة، لم يكن بالإمكان القول إنها غرفة حقاً؛ كان السرير عبارة عن إسفنجة عليها بعض الورق على الأرض بدون خشب. كانت الجدران متسخة، حتى إنه كان هناك براز فئران في زاوية الغرفة. كان مشهد الغرفة مقززاً حقاً، لن يستطيع أي شخص البقاء هنا لحظة واحدة. لكن الفتاة لم تتأثر بهذا المشهد، ظلت عيناها ثابتتين وكان هذا المشهد محفوظاً في ذاكرتها. كان هذا المشهد هو أفضل مكان لحفظ جثة في السر.
وقفت الفتاة، كان شعرها بنيًّا مجعدًا، كان وجهها مغطى بالأوساخ، وكانت عيناها بنيتين، لكن كان هناك نوع من اللمعان الغريب في عينيها، لكنه خفت عندما رأت الغرفة وأصبح وجهها مخدراً بالكامل كأنها روح تائهة.
ذهبت إلى الطابق السفلي بوجه مخدر. كان الدرج مغطى ببعض القطع المحطمة، ولم يكن من الآمن النزول عليه. لم يكن أمام الفتاة الصغيرة خيار سوى النزول. عندما نزلت، ومض مشهد الطابق السفلي في عينيها. كان هناك أشخاص يجلسون في كل ركن، كان البعض نائمًا بينما كان البعض الآخر جالسًا، كانوا جميعًا بوجه مخدر كأنهم لم يهتموا إذا ماتوا أم لا. وقف بعض الأشخاص من الغرفة وغادروا في أوقات مختلفة، كانت الساعة الآن السادسة صباحاً. تقدمت الفتاة الصغيرة إلى الباب، فتحته، ودخل مشهد الشارع إلى عينيها. كان الناس في الشارع يمشون بوجه مخدر، كانوا يتجهون إلى عملهم في المصانع والمزارع.
رغم عملهم، إلا أنهم في الواقع يمكن أن يموتوا من الجوع إذا لم يعملوا يوماً. كان راتب اليوم عملتين برونزيتين، لم يتناولوا شيئاً في الصباح، كانوا يتوجهون للعمل بعد يوم العمل، وسيفكرون في شراء قطعة خبز صغيرة بنصف الراتب والنصف الآخر للإيجار.
نظرت الفتاة إلى المارة وسرعان ما اختلطت معهم واختفت.
كانت هذه حياة الطبقة المنخفضة.
..
في شارع سبعة في القسم الشرقي، استيقظ ريفان. نظر إلى المكتب وراء الكتابين، لم ينتظر طويلاً قبل النزول.
كانت عائلته تجتمع حول طاولة الطعام. كانت والدته قد وضعت الطعام قبل نزوله، جلس بعد التحية الصباحية البسيطة. كان الجو دافئاً على طاولة الطعام، وكانت عائلة ريفان متناغمة فيما بينهم. كانوا يتحدثون في أمور عشوائية بينما يتحدثون عن اجتماعاتهم بالأمس. كان صباح يوم السبت يحمل نوعاً آخر من الاجتماعات، كان اجتماعاً عائلياً.
بعد الانتهاء من تناول الإفطار، ذهب ريفان إلى المدرسة التمهيدية، حيث كان يدرس المواد الأساسية. في العصر الحالي في مدينة كيني، كانت دراسة التاريخ من أعلى الدراسات التي كان التوظيف بها مضموناً بطبيعة الحال مع المواد الأخرى. كان أنطونيو، أخ ريفان، قد تخرج من جامعة خواي، من قسم العمل المدني. عندما تخرج، توظف كعامل مدني في قسم الشركات الحرة، كانت الدراسة قوة المال.
بعد انتهاء الدراسة في المدرسة التمهيدية، عاد ريفان إلى المنزل. كانت الشمس تغرب بالفعل عندما فتح باب المنزل، فوجد أن عائلته قد عادوا إلى المنزل، وكانت والدته تضع الطعام بالفعل لوجبة العشاء.
لم تكن حياة الطبقة الوسطى صعبة ولم تكن سهلة. كان يجب عليهم العمل والدراسة لنيل الاحترام من الآخرين. كان أكبر مخاوف الطبقة الوسطى هو الإفلاس، ففي بعض الأحيان يمكن أن يختار الناس الموت بدلاً من الإفلاس.
ابتسم ريفان وشعر بدفء المنزل يرحب به، وشعر أيضاً بأن المسؤولية ترحب به. "لقد عدت~"
كانت هذه حياة الطبقة الوسطى.
....
في وسط مدينة كيني، كان وسط كيني يسمى بالقسم الإمبراطوري. كان يوجد به القصر الإمبراطوري لملك كيني، وكان بطبيعة الحال يوجد قصور النبلاء الآخرين.
إذا كان أحد يريد العيش في القسم الإمبراطوري، يجب أن يملك مبالغ هائلة من المال، حيث كان القصر في القسم الإمبراطوري يكلف أربعين ألف عملة ذهبية.
كان الراتب السنوي لشخص في الطبقة الوسطى خمسمائة عملة ذهبية، بينما كان الراتب الأسبوعي خمس عملات ذهبية.
بينما كان راتب الطبقة الفقيرة لا يُذكر.
كان شراء منزل في القسم الإمبراطوري حلم بعيد المنال بالنسبة للطبقة الوسطى والفقيرة. كانت الطبقة العليا من الشخصيات أصحاب الرواتب العليا في المجتمع، مثل المحامين الكبار، والأطباء، وأصحاب الشركات والأعمال المزدهرة.
حيث كان الراتب السنوي للطبقة العليا ألف عملة ذهبية، وكان يجب عليهم شراء خدم وعربات وعيش حياة تشبه النبلاء. بعد كل شيء، كان بين النبلاء والناس العاديين فارق كبير.
رغم أن الطبقة العليا كانت قريبة من النبلاء، إلا أن القليل منهم فقط كان يستطيع شراء منزل في القسم الإمبراطوري.
في القسم الإمبراطوري داخل قصر الدوق هال، كانت الأضواء مشتعلة داخل القصر. كان الناس يقفون في قاعة جميلة ورائعة، كان البعض يرقص على أنغام الموسيقى والبعض الآخر كان يقف بالقرب من طاولة الطعام.
كانت هذه حفلة موسيقية للنبلاء.
كان الخدم محترفين جداً في تقديم الرعاية لكل ضيف، وكان الضيوف أشخاصاً مهمين يمكنهم التأثير على الدولة.
في الحفلة الموسيقية، نزل صاحب الحفلة الموسيقية، والرائد في مجال الأعمال وصاحب سلطة عالية بين النبلاء، شخص له تأثير على المملكة بأكملها، كان الدوق هال.
كان بجانبه فتاة صغيرة، كان الجو من حول الفتاة مشرقاً، كان يبدو وكأن الزهور تمطر عليها. كانت تملك عينين خضراوين تلمعان وسط الليل، وكان شعرها الأشقر اللامع يجذب عيون الحسد من الشابات وعيون الإعجاب من الشباب. كانت جميلة جداً.
نزلت الفتاة من السلم ووقفت لتحية الضيوف، كان ياتي إليها الشباب والشابات لتقديم التحية وإقامة علاقة ودية. كانت الفتاة الصغيرة محافظة على المسافة بينما كانت مرنة في حديثها، يمكن القول إن مهاراتها الاجتماعية كانت في مستوى عالٍ.
بعد انتهاء المجاملات، ذهبت للرقص قليلاً ثم ذهبت إلى طاولة الطعام، كان يوجد كل أنواع الطعام من جميع أنحاء القارة.
لم تطل الحفلة، وبعد انتهائها، ذهبت إلى غرفتها بعذر أنها لا تشعر بأنها بخير.
لم يكن هذا غير مهذب، كان من الشائع أن تعتذر السيدات في الحفلات الكبيرة لعدم الارتياح.
ذهبت الفتاة إلى غرفتها تحت إشراف خادم.
تنهدت الفتاة الصغيرة بينما دفنت جسدها على السرير بين الوسادات الحريرية. كان اليوم أصعب يوم للفتاة الصغيرة، بين الاستعدادات والتدريبات على المواضيع التي يجب التحدث عنها مع كل ضيف، مع مراعاة مصالح العائلة.
لم تكن حياة النبلاء سهلة، بعد كل شيء، مع القوة والنفوذ تأتي المسؤولية، حتى النبلاء كانوا يخافون من خسارة مكانتهم النبيلة.
كانت العلاقات الاجتماعية هي الورقة الرابحة للنبلاء عندما لم يعد لديهم خيار آخر، أو إذا كانت هناك مشكلة كبيرة كانوا يحتاجون المساعدة بها.
كانت المصالح تفرق البشر وتجتمعهم، كان هذا شيئاً أساسياً.
كانت هذه حياة النبلاء.
....
في القسم الشرقي، كان ريفان يتجه إلى كشك العرافة في شارع أربعة عشر.
لقد مرت ثلاثة أيام، وكان اليوم هو اليوم الذي اتخذ فيه ريفان قراره.
استقل ريفان العربة، وخلال عشرين دقيقة كان قد وصل إلى كشك العرافة.
دخل الكشك عندما رأى السيدة الجميلة أمامه، كانت دالي تقف أمام مكتب الاستقبال.
"مرحبا سيدة دالي"، قال ريفان بينما كان ينحني ويخلع قبعته ويضعها على صدره.
لم تكن القاعة فارغة كما كانت يوم الجمعة، كان هذا طبيعياً، كان يوم الجمعة الجميع مشغولين بالاجتماعات، ولم يستطع الفقراء الذهاب إلى نادي العرافة، أما النبلاء فلم يحتاجوا الذهاب بأنفسهم، كانوا سيستدعون أفضل عراف لهم.
ردت دالي بنفس الطريقة لكن بدون قبعة، وضعت يدها على صدرها وانحنت قليلاً، "مرحبا سيد ريفان."
كانت دالي ترتدي نفس الملابس السوداء والرمز الغريب على خصرها. كان شعرها الأسود يعطي إحساساً فريداً بالجمال، وكانت عيناها البنفسجيتان تخترقان ريفان.
قال ريفان: "هل يمكنني الحصول على عرافة؟"
لم يسأل ريفان عن سبب وجود دالي هنا بدلاً من الجلوس في غرفة العرافة، لكنه شعر وكأنها كانت تنتظره.
"ممم"، همست دالي رداً على ذلك.
تحركت إلى غرفة العرافة بينما تابعها ريفان. كانت الغرفة نفسها لم تتغير.
جلست دالي على الطاولة بينما جلس ريفان أمامها. سألت دالي، "هل قررت؟"
رد ريفان، "نعم."