" أنا أسف .... هئة هئة ..."


" لا أصدق ! إنه لازال يعتذر حتى في نومه!!"

" ههه أجل. نورمان لديه عادة التحدث أثناء نومه إذا كان الأمر يشغل باله جداً كأن يكون متحمساً أو خائفاً أو حتى سعيداً جداً من شيء ما. "

" حسناً هذا يفسر ضحكه بصوت عالي أثناء النوم يوم أمس. "

" لكن ألا تظن أو هناك شيء غريب. "

" مثل ماذا؟"

" أعني حلمه أو كابوسه؟ "

" لا أفهم. ما الغريب بالموضوع ؟ "

" الفتاة؟ أسم الفتاة كأسم شخصية من الأنمي؟ الفكرة بشكل عام ؟ أعني من يمكنه أن يحلم بحلم يجعله يرى عواقب شيء لم يرتكبه بعد؟ "

" حسناً. إذا فكرت بهذا الموضوع بهذه الطريقة. "

" لكن مجدداً قد يكون اللاوعي الخاص بنورمان. أعني طريقة هربه منكم تظهرالكثير من الذكاء. "

"..."

" هل ستخبره؟ بشأن رحيلك غداً. "

" لا .. لا أعلم. "

" كنت أتمنى لو أنك تستطيع البقاء معه على الأقل حتى نهاية الشهر. "

" و أنا أيضاً. لكن بعد أن ظهرت على التلفاز برفقة سموك فإن الملك سيعلم أنني لست مريض و أن إجازتي المرضية لمدة شهر ليست سوى خدعة لمساعدة الأمير لذلك و حتى أستطيع إخفاء الأمر يجب أن أعود و أجعل الأمر يبدو على أنني قد شفيت أسرع مما كنت أتوقع. "

" هل تظن أنه سيصمد لوحده؟"

"..."

"..."

" قد يصمد. "

" قد يصمد؟! ما معنى هذا؟"

" إنه لازال طفل و أفكاره بعيدة عن النضج أعني اللحظة الوحيدة التي أظهر فيها ذكائه هي حين حاول الهرب. "

" ..."


*****


في صباح اليوم التالي


" أستمع نورمان إننا نحتاج أن تكلم. "

" ما الأمر أخي ؟"


نظر شون لوجه شقيقه البريء و عيناه الحمراء من كثرة البكاء ليلة أمس و لم يعد يستطيع قول شيء.


" أمممم.. زاك لديه شيء ليخبرك به. "

" ماذا؟ سمو الأمير لقد ظننت أنك.."

" هيا زاك. "


بلع


" أممم.. نورمان عزيزي ... يا سمو الأمير نورمان .."

"....!"

" أ-أنا سأغادر برفقة الأمير شون. "

" ماذا؟"( إمتلاءت عيون نورمان بالدموع)


بلع


" أجل. أنا سأعود معه إلى.... إلى مملكة بون. "


شلال الدموع و العيون الكبيرة المتلألئة هكذا كان شكل نورمان و هو بيكي من كل قلبه.


" آه ... أه ... أ.. س.. ف .."

"..."

".."


نظر كل من شون و زاك لبعضهما البعض و شعرا بالذنب.


" إهداء عزيزي نورمان .. إهداء. "


حضن شون شقيقه و حاول تهدأته.


" زاك لا يغادر بسببك "

"ح- حقاً؟"

" أجل سمو الأمير أنا لا أغادر بسببك"

" .. إذن.. أذن لماذا؟"

" حسناً في الواقع ... لقد كنت هارباً من العمل بحجة أنني مريض و لكن الملك أكتشف ذلك.. لذلك.."

" آه"


بعد الفطور و بينما كان نورمان يودع شقيقه و زاك كان هناك ظل خلف أحد الأبواب يراقب و ينتظر حتى يأتي الوقت المناسب.


بعد ذهاب الجميع قرر نورمان الخروج قليلاً و ربما قد يمر على رون لتمضية بعض الوقت ، لذلك اتجه نورمان للحمام للاستحمام و تغير ثيابه.


كان الحمام في الجناح الرئيس للفندق جميلاً جداً و له تصميم مذهل من حيث توزيع المرايا و الأكسسوارات ، و كان هناك خزانة مناشف ذات مرأت عملاقة كباب لها، المرأت العملاقة كانت بعرض متر و نصف المتر و بطول الحائط حيث تمتد من السقف حتى الأرض.


بينما كان نورمان يخلع ثيابه و يرميها في السلة المخصصة للغسيل لفت أنتباهه شكله المنعكس على المرأت العملاقة.


'بالتأكيد لا. إنه بشع و غير وسيم كما أنه غير محبوب....'


تذكر نورمان ما قلته عنه الفتاة الجميلة في كابوسه.


لقد كانت محقة.

إن جسده لارسال مترهلاً بالنسبة لفتى في الخامسة عشر ، رغم تدريبه إلا أنه لم يتدرب سوى لمدة خمسة عشر يوماً فقط.


نظر نورمان لأنعكاسه نظرة فاحصة من الأعلى إلى الأسفل.


قصة الشعر القديمة للغاية.

الحواجب الكثيفة التي تكاد تتصل ببعضها.

الأنف ذو البشرة المليئة بالنقط السوداء بسبب عدم العناية بها.

الأسنان المتزاحمة.

أنتفاخ الدهون أسفل ذقنه يعطيه ذقناً إيضافية و يجعل رقبته تبدو أقصر.

الأكتاف الهزيلة و الطريقة التي تجعله يبدو كما لو كان لديه حدبة.

الكرش الصغير المترهل.

القدمان الرفيعان عديمتا العضل.

و لا ننسى طول قامته الذي لا يتعدى المتر و خمسين سم.


"تباً"


هذه المرأت تجعله يكره نفسه كثيراً.


مرت على مخيلة نورمان و هو يتإمل شكله أشكا الأمراء في القصص المصورة و غيرها.


' الوجوه المنحوتة كما لو أنه صنعة من الرخام.

الطول الذي يزيد عن المتر و ثمانين سم.

الأكتاف العريضة.

عضلات البطن.

الأقدام الممتلأة بالعضلات.

و آخر صيحات قصَات الشعر. '


وصل نورمان لاستنتاج واحد.

من كل قلبه فتح نورمان فمه و قال:


" أتمنى أن أصبح أميراً وسيماً محبوباً و عظيماً كأبطال القصص. "


في هذه الأثناء كان الظل مختبأً يراقب ما يحص.

حين تمنى نورمان هذه الأمنية من كل قلبه قفز الظل بسعادة.


فجأة تغير كل شيء.


العالم أهتز و كهرباء ساكنة عبرة داخل جسد نورمان مما تسبب بأفقاده الوعي.


بعد بضع ثواني فتح نورمان عيناه ببطء ليقعا على عبارة طافية في الهواء فوق رأسه.


[ اللعبة بدأت

اسم اللاعب: نورمان كيم

العمر: خمسة عشر

الهدف : أعظم أمير

مدة اللعبة: حتى نهاية حياة اللاعب. ]


جلس نورمان على الأرض و هو مندهش من ما يحصل.

فرك عينيه لكنه لا يحلم.


' إن هذا حقيقي؟!'


فجأة تغيرت طريقة نظره حيث أنه شعر كما لو كان ينظر لشاشة هاتفه أو الحاسوب.


كان على اليمن من الأعلى بيانات اللاعب.

من الأسفل كلمة متجر تطفو أمامه.

من اليسار كان كلمة يانصيب تطفو أيضاً.

و هناك عدد من الأقفال الرمادية تطفو أسفل كلمة يانصيب.


تحقق نورمان من ما حوله.

كل شيء كما كان عدا هذه الكلمات.

جناح الفندق كما هو.

الحمام كما هو.

حتى الرها خارج الجناح كانت لا تزال كما هي.


" إحم."

"..."


لم ينتبه نورمان لنفسه أنه خرج عارياً تماماً إلى الردها حتى لاحظ أن الخدم يقفون حوله و أحدهم يتحمحم و يأسر عليه.

سارع نورمان للداخل و قد صبغ لون وجهه بالأحمر.


في البداية حاول أن يتجاهل هذه الكلمات و يتابع حياته.


أستحم.

غير ثيابه.

ذهب لعند رون.

تجول في المدينة.

عاد للفندق.


الكلمات لم تختفي.

كما أن أحد ما لم يلاحظها.

لا أحد يراها سواه.


' ما العمل؟'


لا يستطيع النوم و هو يفكر .....و أخيراً قرر.


فتح هاتفه و دخل على النت و بالتحديد على دردشة محبي الإنمي.

الدردشة التي يملك بها عدد من الأصدقاء أكثر مما يملك في حياته الواقعية.


كان أسم نورمان هو نورم٢٥٧٩.


نورم٢٥٧٩: مرحباً. أريد السؤال عن شيء. هل هناك أحد متصل في هذه الساعة؟

كييف٤٤٥٥٤: أهلا @نورم٢٥٧٩

سو٧٧٥: أهلا، ما السؤال؟

نورم٢٥٧٩: إذا تمنيت أمنية و أستيقظت لجد نفسك في مثل عالمك لكنك أيضاً داخل لعبة افتراضية.. ماذا تفعل؟

سو٧٧٥: هل هذا نوع من الدعاية عن أنمي جديد؟! إذا كان كذلك فأنا أريدك أن تضع الرابط أو على الأقل الأسم.

كييف٤٤٥٥٤: أظن أن هذا ليس أنمي و لكن رواية من روايات الفنتازيا الشرق أسيوية.


نورم٢٥٧٩ غادر.


خرج نورمان من غرفة الدردشة و ذهب إلى المتصفح و بحث عن هذه الروايات.

2017/12/13 · 571 مشاهدة · 1110 كلمة
M.G.D1
نادي الروايات - 2024