في المقهى الذي يلتقي به ريان مع رفاقه

كان ريان شارد الذهن للمرة الأولي يندم على شجار مع احد

أركون هو يشير امام عينه ويقول : هييي هل لازلت في الأرض ؟

نظر له ريان وقال : أركون ، اريد اخذ رأيك بأمر ما ، لنقل انك تشاجرت مع شخص ما لأنكم مختلفين بين وجهات النظر وانت مقتنع بأن وجهه نظرك هي الصحيحة لكنك رغم ذلك تندم على شجارك معه ، ماذا يعني هذا ؟

أركون بخبث مرح : هل تشاجرت مع جارتك ؟

ريان بغضب: كن جدياً

ابتسم أركون وقال : أنه يعني أنني احب هذا الشخص

ريان : أنه خطأي اني اجلس معك

أراد ريان الوقوف لكن أركون اوقفه وقال : اسمعني فقط ، انها الحقيقة التي لا تريد الاعتراف بها ، دعني أسالك بعض الأسئلة واجبني بصدق ،أتفقنا

جلس ريان وهو ينظر له ثم بعد تفكير هز رأسه إيجابياً

أركون : هل اشتريت لها أشياء مثل الذهب أو الألماس ؟

هز ريان رأسه إيجابيا لكنه قال : لكن هذا كان لـ...

قاطعه أركون وقال : هل فعلت أشياء لا تفعلها عادة فقط من أجلها

فكر ريان قليلاً انه يفعل أشياء لا يفعلها عادة منذ تعرف على ليندا ، هز رأسه إيجابياً

أركون : هل تثق بها ثقة عمياء ؟

هز ريان رأسه إيجابياً مرة أخرى انه يترك أبنته معها بكل ثقة

أركون : هل شعرت يوماً انها تبادلك نفس الثقة العمياء ؟

فكر قليلاً لقد ادخلته منزلها رغم خوفها منه وتترك طفله معها وتأكل معه ألا يعني هذا انها تثق به

هز رأسه ليكمل أركون : فكر قليلا الآن في السؤال التالي ، هل تلاحظ عادة أدق التفاصيل عنها ؟ ، مثلا لو قلت لك اخبرني اشياء بسيطة غير ملحوظة عنها ، فما هي أول الأشياء التي قد تخطر على بالك ؟

فكر ريان وقال بدون تفكير : الاوركيد ، رائحتها دوماً كزهرة الأوركيد ولا تنام الا وهي تشغل رائحة الأوركيد ، وتحب الألوان الساطعة كالأخضر والأصفر ، تحب دوما طبق أكلات غريبة وتصور لحظات حياتها السعيدة وتربط شعرها لأعلي دوما

ابتسم أركون وأكمل : عندما تكون معها ، هل تبقوا صامتين أم انكم تتحدثون دوماً ؟

هز ريان رأسه إيحابياً ليكمل : هل تستمع بالحديث معها ؟

-اجل

-هل تشعر بالسعادة بجوارها ؟ هل فكرت يوماً ان تتخلي عنها وتطردها من حياتك ؟

-اشعر بالسعادة معها ولن اتخلي عنها بالطبع

-هل رفضت لها طلباً يوماً ؟

هز رأسه سلباً فقال أركون : هل تتخيل مستقبلك بدونها ؟

-لا

ابتسم أركون بخبث وقال : هل يمكنك إحضارها لحانتنا لتسهر معنا يوماً بدون وجودك ؟

نظر له واشتعلت عينه الرمادية بضوء غاضب ليقول أركون : لا تقل شيء حصلت على إجابتي ، أتظن أذن انك لا تحبها بعد كل هذا ؟

ريان بتوتر : أركون ، أنا...

أركون :لو اخبرتني قبل اشهر انك تحب فتاة وتريد علاقة جدية معها لكنت ضحكت عليك وقلت انك لا تستطيع ،لكن الآن بعدما شاهدت تغيرك لأجل ابنتك علمت شيء واحد انك تستطيع بدء علاقة جدية وعيش حياة طبيعية ، أنا واثق انك ستكون زوج جيد واب لطيف سواء لطفلتك او لطفلها ، لذا لا تتردد بسبب ماضيك او مستقبلك المجهول فقط اذهب واخبرها انك تحبها واشتري لها هدية أيضا ، ....... هل ستحدق بي هكذا كثيراً ، اذهب

وقف ريان وركض للخارج بصمت بينما وضع أركون يده على خده بشكل مأساوي وقال :لقد هجرني صديقي المفضل ، وداع لحياة السهر والمتعة

###################

بعد ساعة

كان يقف أمام باب شقتها وهو يرن الجرس ، لكن لم يسمع رداً

حاول فتح الباب ليجده مفتوح ويتفاجيء لطالما كانت ليندا حذرة

دخل بحذر ليسمع صوت بكاء عالي جدا

وقع قلبه بين قدميه ، كيف يتركها مع الأطفال لمدة يومين وحدها

ترك الأزهار الصفراء على الطاولة واتجه فوراً نحو غرفة ليندا

ليجد الأطفال يبكون وقد احمرت وجوههم من شدة البكاء

اخرج هاتفه فوراً وقال برعب : أركون أين انت ؟ جيد أنت قريب جدا ، تعال فوراً للشقة المقابلة لشقتي ، فوراً

اغلق الهاتف بذعر وهو لا يعرف ما يفعل ، هل يبحث عن ليندا أم يري الأطفال

اتجه للسرير وحمل جودي بيد وباليد الأخرى حمل جوني وهو يدور بهم وينظر في كل مكان بحثاً عن ليندا

المرحاض والمطبخ والمخزن حتى انه نظر أسفل السرير لم يجدها

من المستحيل أن ليندا ستترك الأطفال وتخرج بلا سبب

دخل أركون الذي شاهد الباب مفتوحاًً وكان معه دانيال وريتشارد وكارتر

كارتر بقلق : ما بك ؟

اقترب منه ريان بسرعة وأعطي له ابنته الباكية التي كاد يوقعها من الصدمة بينما أعطي ريتشارد جوني وهو يقول بذعر : لا استطيع العثور على ليندا في أي مكان

عبس جميعهم وقال أركون : ربما خرجت لمكان ما

ريان بقلق: لا ، مستحيل ، لا يمكن أن تخرج بدون الأطفال

كان قلق ريان يتصاعد ويظهر من شحوب وجهه الذي جعل القلق يتسلل لقلوبهم جميعا ليقوم دانيال بلا تفكير بطلب الشرطة

بعد دقائق كان هناك شرطيان يقفان امام ريان الجالس على الأريكة بقلق

الشرطي : متي اخر مرة رأيتها ؟

ريان بقلق : منذ يومين ، لقد تشاجرنا قليلاً وخرجت غاضباً وكان لدي عمل لذا كنت أبقى في الشركة حتي المساء ثم اعود واخرج صباحاً

الشرطي : هل أنتم مقربين ؟ منذ متي تسكنون معاً ؟

ريان : لا اسكن هنا ، انا اترك طفلتي معها وأتي لتناول الغداء معها واخذ طفلتي في المساء ، انا اعرفها منذ شهر فقط لكنها ليست شخص سيترك الأطفال وحدهم ويخرج أبدا

جاء شرطي ثالث وقال : لقد سألت الحارس وقال انه لا يعلم أي شيء ولم يرها تخرج اليوم وأكد على انها مستحيل ان تترك طفلها وتخرج وحدها

ريان بقلق :قلت لك ، ربما تم اختطافها

حاول الشرطي التفكير لكنه لم يستطع وهو يسمع بكاء الطفلين

الشرطي : أولاً يجب ان يصمت هذان الطفلان ، نحن لا نعرف منذ متي اختفت ، لذا لا نعرف كم تبقوا جائعين

وقف ريان بقلق واتجه للثلاجة ليجد بالفعل زجاجتين حليب

امسك العلبتين ووضعهم في جهاز تسخين الحليب وبعد دقائق كان الحليب دافئاً

اخذ الزجاجتين واتجه لريتشارد وكارتر وقال لهم :لا استطيع اطعامهم يدي ترتجف خذا

اخذ ريتشارد الزجاجة ونظر لها بصمت بينما قال كارتر : لم اطعم طفل من قبل

ريان : فقط ضعها في فمها

ما إن وضع الرجلين الزجاجتين في فم الأطفال حتي بدأ السحب منها دون توقف

الشرطي : يبدو انهم جائعون جدا ، لكني لا اظن انها اختفت لـ24 ساعة لذا لا نستطيع البدء في البحث عنها الا بعد مرور يوم كامل

ريان بعصبية : ماذا تقصد ؟ اخبرتك انها ليست شخص يترك طفلها ويرحل بسهولة

الشرطي الثالث : سيدي ، هناك كاميرا مراقبة على باب الشقة

اعطي الشرطي الثالث للشرطي الأول شريحة الكاميرا التي اخرجها ليقول : احضر جهاز الحاسوب المتنقل من السيارة

خرج الشرطي وعاد في دقائق ومعه الجهاز ليشغلوا الكاميرا

أعاد الشرطي التسجيل للأربعة وعشرين ساعة السابقة ولم تخرج ليندا من الشقة حتي قبل ساعة ونصف

الشرطي : لقد خرجت قبل ساعة ونصف

راقب الشرطي ذهابها ودخولها للباب المقابل ليقول :انها في شقتك

وقف ريان يريد الخروج لشقته فوراً لكنه توقف عندما قال الشرطي : من هؤلاء؟

اقترب ريان بسرعة وشاهد التسجيل ليعقد حاجبه باستغراب ويقول :انه صاحب المبني والجيران

شاهد الجميع الجيران يتناقشون معها قبل أن يبدوا بضربها وسحبها خارج الممر وغابوا عن الكاميرا ثم فجاءة عادت ليندا وهي مصابة وثيابها ممزقة ودخلت لشقة ريان مغلقة الباب خلفها بينما حاول الجيران طرق الباب عدة مرات لكنها لم تفتح وبعد دقائق توقفوا عن الطرق وغادروا بصمت وسط صدمة رجال الشرطة وريان ورفاقه

شهق ريان عندما لم تخرج حتي بعد ذهابهم واتجه بسرعة لشقته ليفتح الباب يريد البحث عنها لكنها كانت بجوار الباب

كانت ثيابها ممزقة وهناك خدوش على كتفها ووجهها وشعرها ممزق وهناك كدمة أسفل عينها

ريان بخوف : ليندا ليندا هل تسمعين صوتي ؟

الشرطي وهو يتحدث في جهاز الأرسال الأسود : يرجي أرسال سيارة اسعاف لمنطقة **** البناية الثالثة الطابق الخامس ، هناك حالة طارئة شابة تعرضت للضرب وفاقدة الوعي منذ حوالي ساعة ونصف

اقترب الشرطي ووضع يده على عنق ليندا ليقول: لازلت حية لكن نبضها ضعيف

حملها ريان وقال : لنذهب فوراً بسيارتي

الشرطي : لا يجب عليك تحريكها بإهمال هكذا

ريان برعب : لن انتظر الإسعاف قد تموت

سمع أركون صوت سيارة الإسعاف وقال : لقد وصلت

اتجه ريان نحو المصعد وقابل المسعفين في الأسفل وقام بوضعها على السرير بينما قامت الشرطة بإغلاق الباب الخارجي للعمارة بعد خروجهم وقال : اخبر السكان أن ينزلوا جميعا للردهة فوراً

اتجه الحارس بخوف لجهاز الاتصال الداخلي وطلب السكان الذين تجمعوا برعب جميعاً

###############

في سيارة الإسعاف كان يجلس أركون وريان وهم ينظرون لليندا بقلق بينما قال المسعف : لازلت حية ، لقد فقدت الوعي فقط

ريان : لما فقدت الوعي ؟

المسعف : يجب ان يتم فحصها بالموجات فوق المغناطسية لنتأكد لكن من خبرتي هو من الصدمة للحادث الذي تعرضت له أي لا خطر على حياتها

أركون : أهدأ ريان سيكون كل شيء بخير

ريان بقلق: أنا السبب أركون لقد استخففت بكلامها ولم اهتم بتوضيح الأمر للجيران

أركون : هل تمزح معي ؟ أتقول ان ما حدث طبيعي أي نوع من الجيران يعطون لأنفسهم حق محاسبة جيرانهم على تصرفاتهم ، انهم مجانين

############

في البناية

راقب كارتر الشرطة وهي تأخذ جميع من شارك في عملية الضرب وسط اعتراض اسرهم ليقول للشرطة :أنا اعمل كمحامي وسوف أنوب عن الضحية

الشرطي : تعال لمبني الشرطة حتي نقوم بعمل شكوي وفتح محضر

هز رأسه إيجابيا والتفت لدانيال وريتشارد وقال: ابقوا مع الأطفال في الشقة وأطلبوا مربية ما للعناية بهم

وافق كلامها وهم ينظرون للأطفال النائمين بين يدهم

ريتشارد : ماذا نفعل ؟

فكر دانيال قليلا وقال : لدي حل

اتجه كلاهما للأعلى بينما أخرج دانيال هاتفه واجري اتصال سريع ليقول :إيفا ، ريان يحتاج لكِ

نظر ريتشارد برعب لدانيال وهو يشير بعينه أن لا يفعل لكنه تجاهله

####################

بعد يومين

كان ريان يجلس امام سرير ليندا دون أن يتحرك منذ دخل للمشفي

بينما كانت ليندا تنظر له بابتسامة شاحبة لتقول : ألم اقل لك اذهب لشقتك ، تحتاج للراحة

وقف ريان وقال : سأرتاح عندما تخرجين من هنا

امسك بحقيبة وقال : لقد اخبرت أصدقائي ان يحضروا لكِ شيء لترتديه من الشقة ، لابد أنهم احضروا اشياء غير متناسقة اعذريهم

اخذت الحقيبة وفتحتها لتستغرب ترتيبها المنظم حتي ان هناك مناشف وثياب داخلية

شعرت بالحرج من فكرة ان شخص لا تعرفه حضر لها ثيابها الداخلية

وقفت وهي تدخل المرحاض لتنظر في المرآة شعرها مهمل ومشعث وهناك لاصق جروح على طرف جبهتها الأيمن بينما هناك كدمة في عينها اليسرى وجرح في طرف شفتها السفلية بينما هناك كدمة على كتفها وبعض الخدوش على رقبتها

النساء مخيفات جدا عندما يتحدن ، لما كبروا المواضيع لهذه الدرجة

ارتدت ثوب اخضر بأكمام طويلة ويصل لركبتها وفوقه معطف رمادي خفيف وخرجت لتجد ريان ينتظرها وقال : لنذهب

كان ريان يتحاشي النظر لها ويبدو غاضباً لتقول بعدما صعدوا السيارة : هل انت غاضب مني ؟

ريان بغضب: لا انا غاضب من نفسي

ضحكت ليندا وقالت : لا تعطي الأمر أكبر من حجمه

ضرب المقود وقال : ليندا كان من الممكن أن تموتي ، أتظنين حقا ان الأمر بهذه البساطة ؟

ليندا : لا ، لكني لا اريد ان امضي حياتي في التفكير بهذه الأمور بالعكس كل ما اريده الأن هو احتضان اطفالي

لفتت كلمة اطفالي نظر ريان ليقول : ليندا تزوجيني

شهقت ليندا ونظرت له بصدمة ليكمل قائلاً : انه الحل الوحيد لنا ، نحن وحيدان ولدينا اطفال وانا تقريبا ابقى في شقتك طوال الوقت ، دعينا نتزوج ونربي أطفالنا معاً

ليندا بابتسامة شاحبة : ريان لا حاجة لك للقلق ، ثم كيف تتزوج لأسباب كهذه ؟

ريان : أي سبب اخر قد يجعلني اتزوج في مثل هذه الظروف ؟

ليندا : الحب ، أليس سبباً ؟

نظر ريان لها وعاد ببصره للطريق

وصل للمبني وترجل منه مع ليندا حيث ان اعين كل الجيران كانت عليهم حتي قفزت أمام ليندا احدى الجارات تبكي وهي تطلب منها ان تسحب شكوتها عن اختها ليقوم ريان بإبعادها وسط دهشة ليندا

سحب ريان ليندا للمصعد وضغط على الطابق الخامس لتقول ليندا : هل طلبت الشرطة لهم ؟

ريان : اجل ، لقد عينت محامي ايضا وسيتولي القضية ويحصل على حكم جيد لهم

ليندا : الا يمكنك أن تأخذ رأيي في هذا ؟ انا لا اريد تكبير الأمور

نظر ريان بحدة لليندا وقال : اسمعي إن كنتِ تفكيرين في سحب شكوتك فأنا ارفض هذا جملةً وتفصيلاً ولن اسمح لكِ بهذا

صمتت ليندا لأنهم وصلوا واتجهت لشقتها بغضب ، انه يمحي شخصيتها ويفرض قرارته دون أخذ رأيها

فتحت باب شقتها وريان خلفها لتتفاجئ بصهباء بشعر احمر طويل ونمش على خدودها وبعيون خضراء تجلس في منتصف الغرفة وهي تقرأ في احدي الكتب وكانت رشيقة للغاية وترتدي ثياب منمقة وأنيقة ، لم تبدو مناسبة لشقتها الرثة بل تناسب جلسة تصويريه

قبل ان تفتح فمها لاحظت ارتفاع عين الصهباء لهم لتقف بسرعة وتقول بصوت رقيق للغاية وناعم : حبيبي

ركضت متجاوزة ليندا وحضنت ريان المصدوم الذي عبس وأبعدها قائلاً : ماذا تفعلين هنا إيفا ؟

إيفا : لقد استدعاني دانيال قال انك في ورطة وتحتاجني

ريان : فيما احتاجك ؟

إيفا بعبوس لطيف : ماذا تقول ؟ انت تحتاجني بالطبع من برأيك أعتني بالطفلين في اليومين السابقين واعد حقيبة لجارتك ، هل تظن ان اولئك الرجال كانوا سيستطيعون فعل شيء وحدهم ؟

ريان : شكرا ، اذهبي لشقتي الآن

إيفا : انتظر لم اقدم نفسي

نظرت لليندا لكن ريان سحبها واخرجها للخارج مغلقاً الباب خلفه

ليندا بصدمة : من هذه

نظرت لشقتها المرتبة بعناية وشاهدت باقة ورد صفراء في مزهرية

اقتربت من الباقة لتجد ان بها كرت فتحته لتجد المكتوب

" اسف

اعلم انني كنت احمق

لا تغضبي مني

احبك "ريان" "

شهقت ليندا ووضعت يدها على فمها نظرت للتاريخ المكتوب فوق الكرت لتعرف انه كان قبل الحادثة

وضعت الكرت في الباقة واتجهت لغرفتها ،لتجدها مرتبة بعناية والأطفال نائمين

اتجهت لهم تريد احتضانهم فوراً لكنها لم ترد إفساد نومهم وبكت بجوارهم بلا صوت

سمعت طرق الباب لتذهب وتفتحه لتجد طفلة صغيرة تقف امامها وتقول ببكاء : أرجوكِ يا خالة ، هل يمكنك إعادة ماما للمنزل

انحنت ليندا لتصبح بطول الفتاة وقالت : اين والدتك يا صغيرة ؟

الطفلة ببكاء : لا اعلم ، سمعت ابي يقول انها في مكان بعيد والوحيد الذي يستطيع إعادتها هو أنتِ ، أبي لا يعرف انني هنا ، لقد قال لي أن لا اقترب من الطابق الخامس ابدا لكني اريد ماما

-للأسف والدتك ورطت نفسها في ورطة لن تستطيع الخروج منها بسهولة

نظرت ليندا للشاب الطويل ذو الشعر الأسود والعيون السود والبشرة السمراء قليلاً

ليندا بحذر : من انت ؟

ابتسم لها وقال : محاميكِ كما اظن ، انا كارتر

نظر للصغيرة وقال : اذهبي لمنزلك ، لا احد يستطيع إعادة امك الآن

زادت دموع الصغيرة لتنحني ليندا وتقول : سأفعل ما في وسعي يا صغيرة عودي لمنزلك الآن

ركضت الصغيرة للمصعد خائفة بينما قال كارتر: لا يجب ان تعدي بوعود لن تنفذيها

ليندا : ارجو المعذرة

ارادت اغلاق الباب لكنه منعها وقال : نحتاج للتحدث

دخل كارتر للمنزل وجلس على الأريكة دون دعوة

لتجلس ليندا امامه بعدما تركت باب المنزل مفتوحاً : ارجو المعذرة لكني لا اعرفك

كارتر : انا المحامي كارتر كما قلت وقد توليت هذه القضية كما اني صديق مقرب لريان

ليندا : اسمعني انا لم اعرف ان هناك من بلغ ولم اكن انوي التبليغ

كارتر : سيدة ليندا افهم طيبة قلبك لقد قابلتها كثيراً لكن الآن ليس بالسهولة التي تظنيها فهناك دليل قاطع وهو مشهد كاميرا المراقبة كما ان سحب شكواكِ لن يغير شيء من كونهم ارتكبوا جريمة اعتداء جماعي مرتبة مسبقا

ليندا باستغراب : مرتبة مسبقاً

كارتر وهو يفحص احد الاوراق : اجل لقد اعترف الحارس انه سمع الجارات يتحدثن اكثر من مرة وهم يدبرون لكِ حادثا لطردك من المنزل غير انهم استخدموا دوما عبارات مثل سأقتلها او ابرحها ضرباً

تنهدت ليندا وقالت : لا اظن انهم كانوا يعنونها فعلياً

كارتر: لا افهم حقا سبب رغبتك بسحب الشكوى ، لا يوجد اي ود بينكم فلما اذن تريدين سحب شكواكِ

ليندا : لان لديهم اطفال ، وانا ايضا ام وافهم رغبتهم بإبعاد كل شيء مؤذي من امام عين اطفالهم

كارتر : لكن مهما بلغ رغبتهم الأمومية تلك فلا يجوز لهم إيذاء احد

ليندا : معك حق لكني لا ارغب بفصل الأطفال عن امهاتهم بسبب امر كهذا يكفيني اعتذار صادق

كارتر :في الواقع جئت هنا لتسوية اوراق التوكيل لم اتوقع رغبتك بسحب شكواكِ

ليندا : انا مصرة على هذا ، سأذهب غدا لمركز الشرطة لسحب الشكوي

كارتر : احب اخبارك ان هناك ما يسمي بالحق العام وهو حق الدولة على مواطنيها وبالنسبة لكونها جريمة اعتداء مصورة فسوف يعاقبون بالسجن لمدة 6 اشهر تقريبا والمراقبة لمدة 6 شهور أخرى

ليندا : هذا يعني نصف عام بعيداً عن اطفالهم

كارتر : لو تقدمتي بشكوي رسمية فسوف يصل الأمر لخمس سنوات

ليندا : لا لا اريد

كارتر: حسنا قومي بالتوقيع هنا لكي تقومي بتوكيلي كمحامي لك وعندها سأقوم بسحب شكواكِ لكن دعيني أخبركِ ان هذا لن يعجب ريان وسوف يضربني على هذا

ليندا : دعني لا اثير مشاكل بينكم ، سأذهب بنفسي

كارتر: انتِ موكلتي لذا رغبتك فوق رغبتي ورغبة صديقي لذا لا بأس لكني في الواقع اختلف معكِ فعند خروجهم بعد ستة اشهر لكن يكون الوضع آمن لكِ هنا

ليندا : سأبحث عن مسكن أخر أساساً وانتقل لكني أتوقع ان صاحب البناية لن يعيد مال التأمين لفسخي العقد مبكراً

كارتر :لما ؟ ، كم مدة العقد

ليندا : خمس سنوات

كارتر: هذا كثير لما ؟

ليندا : لأن الجميع يخاف من ريان ويهجر الشقة ولا يجدد العقد لذا استغل حاجتي ووقع عقد طويل الأمد معي

كارتر: دعي الأمر لي ما إن تجدي مكان اخر فسوف اتولي امر المعاملة مع المالك بنفسي

وقف كارتر بعدما وقعت ليندا الأوراق وقال : غدا سأذهب لسحب الشكوى إن غيرتِ رأيك اتصلي بهذا الرقم

اعطاها كرته وخرج

جلست ليندا على الأريكة وهي تفكر بالتجربة التي قلبت حياتها رأسها على عقب

للساعات التالية كان الباب لا يتوقف عن الطرق لدرجة انها فصلت سلك الجرس لكي لا تقف امام من يرجوها لسحب الشكوى

سمعت طرق على الباب مجدداً وهي تحمل جودي وتدور بها في المكان لتهدئتها فهي اصبحت مدللة وتبكي كثيراً

نظرت من العين السحرية لتجد صهباء الشعر امامها لتفتح الباب وتقول : مرحبا

دخلت الصهباء وقالت : اسفة لم نتعرف سابقا ، أنا إيفا حبيبة ريان السابقة

استغربت ليندا تواجد الحبيبة السابقة هنا لتقول إيفا بدلال : شكراً لكِ سيدة ليندا على هذه المشكلة فأنا احاول منذ سنوات ان اعيد علاقتي بريان لكنه يرفض بفضلك الآن سنتقرب اكثر

ليندا باستغراب غيور :تتقربون ؟

إيفا بدلال: اجل سوف ارعي ابنته من الآن فصاعداً وعندها سوف اتقرب منه واتزوجه ، شكرا لعطفك على جودي طوال الوقت

اقتربت وسحبت جودي من حضن ليندا بصدمة واتجهت لشقة ريان

كانت ليندا مصدومة وارادت الذهاب وسحبها من شعرها وضربها واخذ جودي منها لكنها توقفت في اخر لحظة

############

2023/10/03 · 193 مشاهدة · 2969 كلمة
نادي الروايات - 2025