صباح اليوم التالي
كانت تقف فتاة بشعر اشقر قصير وعيون زرقاء في الشارع وهي ترتدي تنورة طويلة ورديه وكنزه بيضاء بينما اقتربت منها امرأة أخرى اربعينية وقالت : صباح الخير سيدة لوسيا
نظرت لوسيا للأربعينية ذات الشعر الأسود والعيون السود ترتدي بنطال ازرق وكنزه زرقاء وفوقه مئزر المطبخ لتقول : اوه مرحبا خالة ماتيلدا ، كل ما في الأمر ان ذلك الرجل المريب يقف هناك منذ فترة
نظرت ماتيلدا للشاب ذو الثياب السوداء والقبعة والنظارة السوداء والذي لم يكن سوي ريان
ماتيلدا بقلق :انه بالفعل مريب وكيف يدخل للداخل بسيارته هكذا ؟
خرج زوج ماتيلدا وهو يتحدث مع ابنه الذي يرتدي زي مدرسة ثانوية
ماتيلدا : جورج تعال قليلاً
اقترب جورج بعدما ودع ابنه الذي صعد دراجته وقادها نحو مدرسته ليقول : صباح الخير سيدة لوسيا
لوسيا بابتسامة : صباح الخير ، سيد جورج أيمكنك ان تذهب لتطرد ذلك الرجل المريب من هناك ،لا اريد ان يخرج أولادي للمدرسة وهو هناك أخشي انه قد يكون خاطف او شيء كهذا
ارتدى جورج نظارته وعدلها على عينه وهو يقول : انه مريب فعلا ، يبدو كمنحرف
اقتربت احدى الجارات وهي تمسك سلة الخضار بين يديها وقالت : سمعت انه الساكن الجديد في المنزل الخالي
لوسيا بحنق : لما قام المالك ببيع المنزل لعازب ومريب كهذا ، الا يعلم انها منطقة سكن عوائل
جورج بجبن : لما لا نتجاهله فقط ؟
ماتيلدا بغضب: ماذا تقول ؟ ماذا سنفعل لو اعطي احد أولادنا سجائر او اخذهم للحانات بينما هم في الخارج ولا نعلم
خرج زوج لوسيا مارتن واستغرب تجمع الجيران وهم يراقبون شيء ما
اقترب مارتن ذو الشعر العسلي والعيون البنية والبشرة السمراء وقصير القامة نوع ما وهو ينظر لما ينظرون له ليقول بابتسامة مرحة وهو يلوح : سيد ريان صباح الخير
نظر الجميع لمارتن الذي قال هذا بصوت عالي ليتفاجئوا ان الشاب ذو الملابس السوداء ينظر ناحيتهم ويشير ايضا لمارتن
اتجهت لوسيا مع الجيران الباقين وامسكت بيد زوجها وقالت بهمس : من هذا ؟ أتعرفه ؟
مارتن باستغراب : جارنا الجديد ، لقد تعرفت عليه منذ يومين وهو ينقل أثاثه
لوسيا بقلة حيلة : وقد ساعدته أيضا بنقل أثاثه أليس كذلك ؟
مارتن : اجل ، لما لا افعل انه جارنا الجديد ويجب علينا الترحيب به
لوسيا بحنق : مارتن اصمت الا ترى كم هو مريب
ماتيلدا : كما انه دخل للحي بسيارته
مارتن بمنطقية : لابد ان لا احد اخبره بالقوانين لذا هو لا يعرفها
اثناء حديثهم كانت ابنة لوسيا ومارتن ذات الخمس سنوات آسيا وهي تمشي بدارجتها الصغيرة نحو الشارع لتصرخ فجاءة ودراجتها تتجه بسرعة لنهاية الشارع بسبب كون الشارع منحدر صغير ولم تستطع قدمها التحكم بالدواسة
لتصرخ لوسيا وهي تري ابنتها تتجه نحو الشارع الرئيسي حيث السيارات بينما تبكي
مارتن بسرعة وهو يركض: سيد ريان ارجوك اوقفها
نظر ريان للدراجة الصغيرة التي تتجه نحوه بسرعة جيدة نسبياً واستغرب خوفهم فهي لا تسير بسرعة عالية او خطيرة لكنه علي أي حال غير مكان وقوفه ووقف امام الدراجة لتصطدم الدراجة به لكنها لم تؤذيه لكونها لا تسير بسرعة خطيرة بالنسبة لبالغ مثله
حمل الطفلة الباكية قبل ان تسقط من الدراجة وحضنها وبادلته الحضن بخوف
جاءت لوسيا وسحبت طفلتها بخوف من أحضان ريان وهي تتفحصها
ليقول مارتن بخوف: شكراً لك سيد ريان لقد انقذت حياة ابنتي
ريان باستغراب: انقذت حياتها ، أليست هذه مبالغة ، لم تكن الدراجة سريعة
نظر الجميع له بانزعاج من استهتاره لتقول لوسيا بانزعاج : انها مجرد طفلة وهذه السرعة بالنسبة لها كبيرة للغاية كان من الممكن ان تسقط او تخرج للشارع العام ،لا تتعامل مع الموقف بتساهل
ريان : أن كان الامر خطيراً هكذا لما اذن طفلة كهذه وحدها في الشارع
صمت مارتن ولوسيا بينما بدا للجميع ان ريان ينتقد أمومة لوسيا قبل ان يتحدث مارتن ويقول : انت محق الجميع كان مشغولاً بتفاهات ، اعذريني للترحيب بك بتلك الطريقة
ريان : لا بأس في الواقع انا لا اعلم الكثير عن الأطفال لذا اعذرني لم اكن لأوقفها لو لم تخبرني
صافح مارتن ريان متجاهلاً نظرات لوسيا المنزعجة التي قالت :ارجو المعذرة لكن لما سيارتك هنا
استغرب مارتن وقال :أنها امام منزلي أين يجب ان تكون غير هذا ؟
ماتيلدا : كل ما في الأمر ان هذه منطقة سكنية وبها كثير من الاطفال وقد اتفق السكان على ترك سياراتهم في الباحة الأمامية ، لقد سمح لنا سيد ماركيز باستخدامها ، عليك ترك سيارتك بها
نظر ريان للمكان الذي تشير له وقال ببساطة : حسنا ، سأفعل في المرة القادمة
مارتن وهو يرغب بإضفاء جو من المرح لكي يتقبل الجيران الساكن الجديد : ما بال ملابسك هذه كما لو كنت في جنازة أأنت بخير ؟
نظر ريان لملابسه واستنتج انهم خائفون منه بسبب مظهره ونسي تماماً الانطباع الذي يجب ان يتركه على محيطه الجديد ليقول وهو يخلع نظارته وقبعته ويحاول تحسين صورته : في الواقع انا أميل لأن ابدو هكذا في الصباح حيث اني لست شخص صباحي ابدا
مارتن وهو يضحك ويحاول تخفيف وطأة التوتر على الجميع : انت محق ، تبدو كمصاص دماء فعلا
ابتسم ريان لمارتن وشكره سراً على مرحه ذكره بصديقه أركون قبل ان يرد سمع صوت بكاء
ليجد ان ليندا تخرج وهي ترتدي ثوب احمر لطيف يصل لما بعد ركبتها مع حذاء بكعب بسيط احمر وقد عقدت شعرها على شكل ضفيره وضعتها على كتفها الأيمن وهناك حيث استقرت جودي الباكية وهي تضع رأسها في ضفيرتها بينما باليد اليسرى حملت الكرسي المتنقل وهناك حيث استقر جوني المستغرب من بكاء جودي في هذا الصباح وكأنه يقول لها لما تبكين في هذا الجو اللطيف
نظر الجميع للفتاة والطفلة الصغيرة وهم يربطون الاحداث انه ليس عازب بل متزوج وأب أيضا ليبدأ الجيران بالارتياح
حمل ريان جودي الباكية لتقول ليندا : صباح الخير
مارتن بابتسامة :صباح الخير سيدة ليندا كما اذكر
ليندا بابتسامة : نعم شكرا لك لمساعدتنا في نقل الأثاث في اليوم السابق
مارتن : نحن جيران ويجب ان نساعد بعضنا ، ما بها الطفلة الصغيرة ؟
ليندا بابتسامة : انها فقط معكرة المزاج في الصباح مثل والدها
كان ريان يضع يده فوق عين ابنته ليحجب عنها الشمس
ضحك مارتن وهو يقول : انها فعلا تشبهه لكن لا اظن ان الفارس الصغير يشبهه
ليندا بابتسامة : اجل انه يشبهني جدا يستيقظ منذ شروق الشمس
حاول مارتن ملاعبة جوني قبل ان يقول : هذه لوسيا زوجتي وطفلتنا آسيا
ابتسمت ليندا للمرأة الشقراء التي رغم انزعاجها من ريان الا انها تقبلت ليندا
مارتن بابتسامة : هذان جيراننا المقابلين لنا سيد جورج وسيدة ماتيلدا
رحب ريان وليندا بهم لتقول ليندا : انا ليندا وهذا زوجي ريان واطفالنا جودي وجوني
رحب بهم الزوجين
مارتن بمرح : اين تذهبون منذ الصباح الباكر ؟
ضربت لوسيا يد مارتن وهي تقول بعينها ما شأنك ؟
ليقول ريان ببساطة :نحن ذاهبون لمركز رعاية الأطفال النهاري
مارتن :هل أنتم مشتركون بمركز معين ؟ ام ستبحثون ؟
ريان : سنبحث في هذه المنطقة
ماتيلدا : يوجد مركز لرعاية الأطفال في نهاية الشارع وغالبية الجيران هنا يستخدمونه يمكنك أرسال أطفالك لديه
شكرها ريان وصعد بسيارته واتجه نحو المكان الذي دلته عليه ماتيلدا
#######################
في مركز رعاية الاطفال النهاري
كانت ليندا ترتدي حامل الأطفال وتضع طفلها فيه بينما يحمل ريان واحد مثله ويضع به جودي كانوا يتفحصون المركز مع المدربة
المدربة بابتسامة : وهنا صف اليوغا للأطفال حيث يمكن لأطفالكم التدرب على اليوغا مع المدربة الخاصة وهذا سيساعدهم على النوم براحة في الليل
ليندا بابتسامة وهي تضع يدها على رأس جودي : طفلتنا مزاجها سيء دوماً في الصباح
المدربة بابتسامة : يعتمد هذا على شخصيتها الاجتماعية ، تتكون قدرة الأطفال على التفاعل مع المجتمع منذ طفولتهم ، مثلا يمكنك ان تكتشف ان كانت طفلتك ستكون شخصية اجتماعية او انطوائية او غيورة او لطيفة منذ نعومة أظافرها ، لذا منح الأطفال الراحة الكافية في مرحلة الطفولة المبكرة يساعدهم على تكوين شخصية سليمة
ليندا بابتسامة : عذرا كم ستكون تكلفة فصول اليوغا ؟
نظر ريان لها بتفاجؤ ثم نظر للمدربة وقال : اه دعيكِ من سعره اخبرينا هل سيكون لديهم القدرة على ممارسة اليوغا في هذا السن
المدربة : اجل لكن بالطبع مع وجود احد الآباء معهم
هز ريان رأسه إيجابيا بينما أكملت المدربة : وهناك أيضا حضانة لرعاية الأطفال فترة ذهابكم للعمل
ريان : اذن نريد الاشتراك في صف اليوغا والحضانة النهارية
المدربة : هل ستدفعون بشكل فوري أم على أقساط ؟
ريان : اجل بشكل فوري
امسكت ليندا بيد ريان ثم نظرت للمدربة وقالت : عذراً نحتاج للتحدث قليلاً
سحبت ريان بعيداً وقالت : ريان لقد صرفت بالفعل الكثير على الشقة ويجب عليك تسديد القرض ، هل نسيت ؟
ريان : لا تقلقي استطيع اخذ سلفة من مرتبي
ليندا : لا حاجة لذلك ، يمكنك الحصول على سلفة عندما نحتاجها لكن الآن هذه مصاريف لا داعي لها
ريان : الا تريدين العمل أيضا ؟ يجب على أولادنا ان يشتركوا بحضانة عاجلاً ام أجلاً لذا فليشتركوا معك أفضل من تركهم وحدهم فجاءة
ليندا : اتفق معك لكن لما يجب ان تدفع الاشتراك فوري ، يوجد تقسيط مريح
ريان : لكن..
ليندا بحزم: بدون لكن سوف نستخدم التقسيط
انهزم ريان امام حرب عيونها الحازمة الفيروزية لتعود وتقول للمدربة : اقساط من فضلك
ابتسمت المدربة وقامت بالاتفاق معهم على كل الشروط ثم اتجهوا للصفوف التجريبية
ليجلس ريان وامامه جودي نائمة على الأرض بينما بجواره ليندا وأمامها جوني
امسكت المدربة بدمية وجلست امامهم وقالت : مبدئياً يجب ان تجلسوا وقدمهم مفتوحة ودعوا الأطفال يكونوا بين ساقكم
فعلا كما قالت لكن ليندا واجهت صعوبة بسبب فستانها
المدربة بابتسامة : سنمسك بقدم الطفل ونقوم بتحريكها في حركة دائرية من الأعلى للأسفل
قامت المدربة بفعل هذا بالدمية ليقلدها ريان وليندا
كان جوني هادئاً وينظر باستطلاع لكل ما حوله بينما جودي كانت تضحك بشدة
ليندا بتفاجؤ: انها مستمتعة
ريان : انا مصدوم أيضا لطالما كان مزاجها معكراً
المدربة بابتسامة : عضلات الأطفال بسبب قلة حركتهم تتصلب مع الوقت مما يجعل مزاجهم معكر لذا التمارين التي تلين عضلاتهم تجعلهم مسترخين
وقف ريان وليندا بعد نهاية التمارين لتقول المدربة : أتريدون دخول صف الحضانة الآن ؟
ليندا : إن لم يكن هناك ازعاج
المدربة بابتسامة : تفضلوا
دخلوا لصف يطل على حديقة واسعة خضراء وكانت مغلقة بباب زجاجي بينما الأطفال يلعبون هنا وهناك بعضهم من يلعب بالمكعبات ومنهم من يلعب بالقطار ومجموعة منهم تقرأ كتاب مصور مع المعلمة الخاصة بهم
وقفت المعلمة عند دخولهم ليتضح انها صغيرة في السن تبدو في الثامنة عشر
المدربة : قد تكون المعلمة صغيرة لكنها متمرسة في عملها ولديها خبرة كبيرة في المجال فهي تعمل في التطوع هنا منذ كانت في الإعدادية
رحب ريان وليندا بالمعلمة التي قالت : مرحبا انا نايا معلمة الحضانة
ليندا بابتسامة : انا ليندا وهذا زوجي ريان وهذان جودي وجوني اولادنا
ابتسمت نايا واقتربت لتتحدث مع الطفلين واطمئن ريان وليندا عندما شعرا ان المعلمة لطيفة وتفهم الاطفال
خرجت ليندا مع ريان وهما يشعران بالفراغ بعدما تركا الطفلين في الحضانة
ليندا : اشعر بالفراغ نوعا ما
ريان : اجل
وصمت كلاهما ليشعروا للوهلة الاولى انه لاشيء اخر يجمعهم غير الاطفال والحديث عنهم
ريان : ما رأيك ان نخرج قليلا معا ؟
ليندا : الى اين ؟
ريان : اي مكان لا يهم ، في الواقع نحن لم نخرج مع بعضنا البعض بدون الاطفال
ليندا : اجل ، كما انني اشعر انه لا يوجد اي مواضيع بيننا سوى عن الاطفال
ريان : انتِ محقة ، يوجد مقهى جديد فُتح في وسط المدينة ، هل نذهب ؟
هزت ليندا رأسها وصعدوا للسيارة وفعلا وصلوا للمقهى الذى كان لطيفا وما إن دخلوا للمقهى حتى ظهرت امامهم عاملة المقهى وقالت بابتسامة : مرحبا بكم ، انتم الزبائن رقم 100 اليوم ، ولدينا عرض خاص لكم إن كنتم ثنائي
ريان : نحن ثنائي بالفعل ، ما هو العرض ؟
العاملة : انها عبارة عن مسابقة للثنائي وإن فزتم بها ستحصلون على جائزة من الجوائز الثلاثة بطريقة عشوائية
شعر ريان وليندا بالحماس للمشاركة وفعلا بدأت المسابقة التي كانت عبارة عن محاولة تناول طبق من المكرونة المقلية لكن عن طريق امساك ايديهم
ابتسمت ليندا وجلست على الجهة اليسرى بينما ريان يجلس على الجهة اليمني وامسكوا ايديهم
وكان الامر سهل على ريان لإطعام ليندا لكون يده اليمني حرة لكن الامر كان صعب على ليندا الا انهم تمكنوا من تجاوز الامر رغم ان ليندا قامت بتلطيخ فم ريان اثناء اطعامه
والمرحلة الثانية كانت تفجير البالونات من خلال اجسادهم
فوقف ريان امام ليندا ووضعت العاملة البالون في وسطهم وضغطوا اجسادهم معا حتى انفجرت وكان ريان يبتسم عندما كانت ليندا تبتسم
وبعد العديد من مسابقات الثنائيات التى فازوا بها عرضت عليهم الموظفة اختيار الجائزة من بين ثلاث ارقام لتختار ليندا الرقم 2
العاملة بابتسامة : انها رحلة لمدة يوم واحد لمدينة الملاهي
ابتسمت ليندا بعدما خرجوا من المقهى وهي تقول : لنذهب اليوم
ريان : اجل بما انه لا يوجد شيء اخر لنفعله اليوم