ابتسمت ليندا وهي تضع صورتهم من زيارتهم الاخيرة في مدينة الملاهي داخل اطار وتضعه بجوار سريرهم
خرج ريان من المرحاض وسألها : ماذا تفعلين ؟
ليندا : كنت اضع الصور داخل الاطار
ريان : هل تصورنا بهذا القدر ؟
ليندا : انه عدد قليل فنحن لا نتصور ابدا بل نصور الاطفال دوما
ريان : معك حق ، سأذهب لعملي الآن ، ماذا ستفعلين الآن ؟
ليندا :اممم اعتقد انني سوف للتحدث مع بعض الجيران ثم سأبحث عن عمل
ريان : حسنا اقضى وقتا ممتعاً
ليندا بخجل : انت ايضا
اقتربت منه وقامت بتقبيل خده وقالت وهي تعدل سترته الزرقاء عليه : تبدو وسيماً ، لا تجعل الفتيات يقعن في حبك
ابتسم ريان وحضنها وقال : لا تقلقي انا واثق ان مظهري سيخيفهم اعني انا رجل مافيا
ضربت كتفه وقالت : يالك من حقود الا تنسي
ضحك ريان وخرج من الغرفة واتجه للمطبخ وقبل اطفاله ثم جلس وتناولوا افطارهم سوياً بينما يضحكون معاً
بعدما خرج ريان ووضعت الاطفال في الحضانة
اتجهت للوسيا وماتيلدا وبقية الجارات الذين كانوا يتحدثون سوياً
اقتربت منهم وقالت بابتسامة : صباح الخير
ماتيلدا : اوه صباح الخير سيدة ليندا
ليندا : ناديني ليندا فقط
لوسيا : هل ستذهبين لعملك ؟
ليندا : في الواقع لا املك عملاً بعد ، لقد خرجت اليوم للبحث عن عمل
ماتيلدا : ما هي وظيفتك ليندا ؟
ليندا : لقد كنت اعمل في مجال الادوات التجميلية من قبل
ماتيلدا : اوه فهمت انا في الواقع احتاج لمثل هذه الادوات لبشرتي اعتقد اني اكبر في السن
ليندا : يمكنني ان اوصي بنوع من الكريمات لاجلك في وقت لاحق
لوسيا : يوجد مركز تجارى في البلدة يمكنك الذهاب لرؤيته
هزت ليندا رأسها واشارت لهم وغادرت
########
بعد خمس سنوات
كان ريان يرتدى مئزراً فوق ثياب العمل المكونة من قميص ابيض وربطة عنق زرقاء بعدما تغير منصبه لمنصب اداري فاضطر لارتداء ثيابا رسمية لعمله
نظر لاطفاله الذين سيذهبون للحضانة الآن وهم يرتدون زي رسمي مكون من سترة سماوية وسروال اصفر
وكانت جودي قد عقدت شعرها الذهبي على شكل ذيلين حصان على جانبي رأسها بينما تغنى اغنية حفظتها من الحضانة ويقوم جوني بتصحيح النطق لها
وضع ريان الافطار لهم وقال : اين جيا ؟
نادت جودي بصوت عالي : جيا ، جيــــا
دخل جيا ذو الشعر الاسود والعيون الرمادية وقال بطفولية : جيا هنا
حمل ريان ابنه ذو الثلاث سنوات وقال : لا تزعج المعلمات في المركز اتفقنا
جيا بعبوس طفولي قال : جيا ليس مزعج
عبث ريان بشعره وقال : طفلي اللطيف
اتجه ريان لغرفة اخرى وحمل طفلة صغيرة من سرير الاطفال بسن سنة واحدة بشعر اصهب وعيون خضراء
ريان : عزيزتي إيفا صباح الخير
عبست إيفا بسبب ضوء الصباح وقال ريان : انتِ تشبهين والدك واختك حقا ، لا تقلقي ستعتادين على هذا لاحقا
خرج ريان للمطبخ ووضع إيفا على كرسي الاطفال وقال : تناولوا طعامكم هيا ،ستتأخرون على الحضانة
اعطى طبق صغير لإيفا لتأكل به
ثم اتجه لغرفته الخاصة وفتحها وقال : ليندا ستتأخرين على عملك
كانت ليندا ترتدى ثيابها واتجهت لريان وقالت : كيف ابدو ؟
نظر للثوب الذى صنعته بنفسها وقال : اوه زوجتي الجميلة مصممة الازياء
ضحكت ليندا وقالت : ريان انا اتحدث بجدية هنا انها مهنة عمرى الآن
ريان : اجل اجل اظن ان التمريض ومجال التجميل وتصفيف الشعر ليسوا من مجال مهنتك ، لقد غيرت وظيفتك مئة مرة خلال خمس اعوام
خرجت ليندا وقالت : لكني اظن انها هي الوظيفة التي اريدها هذه المرة
ابتسم ريان على كلامها فهو نفسه دوما وبعد اشهر تمل من الوظيفة وتغير رأيها ، لكنه لا يكرهه هذا فعلى الاقل هي سعيدة
جلسوا على طاولة الطعام معا وهم يتحدثون بسعادة ويضحكون
راقبهم ريان بصمت وهو يفكر في حياته قبل ست سنوات عندما لم يكن يعرف جودي
وكانت طاولة طعامه دوما فارغة ولا يوجد من يؤنسه حتى شخصيته كانت كئيبة اشبه برجل مافيا لكنه الآن يقضى وقت سعيد مع اسرته ويتقدم في عمله ويلتقي باصدقاءه مرة في الاسبوع ويشارك غالبية الوقت بفاعليات الحي وفعاليات مدرسة اطفاله ، انه حقا عالم لم يكن ليعرفه ابدا لو لم يلتقي بجودي
ليندا : اوي ريان اين ذهبت
ريان : اوه اسف ، كنت افكر فقط كم انا محظوظ لانني اب هذه الاسرة الجميلة
صمت الجميع لوهلة وبعدها بدئوا يصرخون بانفعال بينما وقف ريان وغادر المكان مع ابنه جوني الذي قال بملل :لماذا يبالغون هكذا ؟
ريان : لدينا عائلة عاطفية للغاية يا صغيرى
جوني : ابي انت من تثيرهم ، لا تقل لهم عبارات تجعلهم يبالغون
انحنى ريان واصبح بنفس طول جوني وقال :في الواقع انا ايضا لم اكن احب هذه المبالغات لكن عندما قابلت والدتك اصبحت احب رؤيتها تبالغ اكثر من اي شيء ، انت ايضا ستكبر يوما وتجد شخصا مميزاً ومهماً عندها ستحب تلك الحالات المبالغ فيها
جوني : مستحيل
ركض جوني خارج الحديقة وتبعته جودي التى قبلت خد والدها وقالت : اراك بعد الضهر ابي
ريان : احذروا من الطريق واتبعوا الاشارات
جوني وجودي : حسنا ابي
ابتسم ريان وهو يراقبهم وهم يتمشون ممسكين بايديهم وقال : لازلت اذكر المرة الاولى التي قابلتكم بها ، تمر السنوات بسرعة كما لو كنا قد تقابلنا بالامس
اتجه للمنزل وحمل جيا و إيفا التى سماها باسم عمتها بسبب انهما اخذا نفس لون الشعر ، في الواقع اخته هي من ألحت عليه منذ شاهدتها ان يسميها باسمها ولم تعترض ليندا بل رحبت بذلك بعدما اصبحت علاقتهم جيدة
وصل لمركز الرعاية النهارية وترك طفليه ثم غادر لعمله وعندما توقف عند اشارة المرور نظر بجواره وشاهد بابتسامة محل للثياب باسم "ملابس ليندا" والذي كان لتصميم ثياب الاطفال
لكنه يعلم الآن ان زوجته تنوي الاتجاه لتصميم ازياء النساء
وصل لشركته وصعد للمصعد ليجد أركون صديقه يدخل معه وهو يقول بجدية : مرحبا سيد ريان
كاد ريان ان يضحك لكنه ابتلع ضحكته منذ ترقى أركون واخذ منصبه القديم وهو يتصرف كمدير
فاقترب منه وهمس قائلا : هل انت مستمتع بهذا ؟
نظر له أركون وقال : مستحيل اريد ان اصبح مستهتراً مرة اخرى
ضحكوا سويا وساله أركون : ماذا عنك ؟ أأنت مستمتع ؟
ابتسم ريان وفكر في عائلته وقال : نعم انا مستمتع لأخر حد لدرجة انني اظن انه لا يوجد اي شيء اخر اكثر متعة مما انا فيه
وضع أركون يده على كتفه وقال : لازال هناك الكثير عزيزي ريان ، هناك التخرج والعمل والزفاف والاحفاد هناك الكثير من الاشياء التي ستسمتع بها بعد
ابتسم ريان وقال : انا متحمس للغاية للعشرين عاما القادمة من حياتي
النهاية ❤