سيتم قتلى حتما

راقبت ليندا خد جارها الذى احمر جراء الصفعة التى انهالت عليه بدون تفكير

شعرت بالخوف الشديد والدموع تجد طريقها لعيناها

لكن ما فاجأه هو

"اسف لقد اساءت استخدام التعبير"تنحنح ثم قال " ابنك ...كم عمره؟ "

شعرت بالخوف عند ذكر ابنها لكنها تذكرت موقف المصعد

هل احبه او شيء ما

بطريقة ما خرج صوتها مبحوحا من الخوف وقالت : ثلاثة اشهر

هز رأسه وقال : هل ترضعينه امم كيف اقولها أترضعينه من صدرك ؟

ليندا باستغراب : تقصد رضاعة طبيعية ؟

هز رأسه إيجابيا لتهز رأسها ايجابيا ايضا مستغربة

قال بهدوء : اذن هل يمكنني استئجار الحليب الذى ترضعينه

ليندا : لماذا

شعرت ان عيناه الرمادية بدأت تظلم وتصبح سوداء وهو يقول بانزعاج : لدى طفلة بحاجة لحليب طبيعي

استغربت ليندا و تفاجأت انه قد يكون لديه طفله : الام ؟

انزعج مجددا و قال : لا يوجد ام

ليندا : اين الطفلة ؟ في شقتك ؟

هز رأسه سلبا : في المشفى

ليندا : كم عمرها ؟

بدأ يفكر قليلا ثم قال : اعتقد اسبوعان

يا الهى كم هي صغيرة

نظرت لثيابه السوداء هل ماتت زوجته بالولادة وهي التى كانت تتجنبه لمزاجه المظلم

شعرت بالشفقة عليه والحزن على الطفلة الصغيرة

وبلحظة امومة متهورة قالت : انا موافقة

لكنها ندمت لاحقا وهي تفكر هل ستتمكن من العناية بالطفلة وبابنها

ليندا بتساؤل : هل كانت ترضع صناعيا طوال الاسبوعين السابقان ؟

نظر لها باستغراب : ما هي الرضاعة الصناعية ؟

يا الهى يبدو انه لا يعرف شيء عن الاطفال اصلا

ليندا: من اين كانت ترضع طوال الاوقات السابقة ؟

قال بهدوء : الفضل للأمهات الذين انجبوا في الاسبوعان الماضيان كانوا يتناوبون على ارضاعها لكن هذا لا يمكن ان يستمر فقد قالت لى الممرضة انني يجب ان اخرجها قريبا ولن استطيع احضارها لإرضاعها كل يوم في المشفى

ليندا : بالطبع هذا ليس صحيا للطفلة الصغيرة

نظر لها قال : اذن هل اتفقنا ؟

ابتلعت ريقها و قالت : اجل اتفقنا ، اممم ما اسم الطفلة ؟

نظر لها باستغراب كما لو كانت قد ذكرته بشيء قد نساه : لم اسميها بعد ، امم سميها انتِ

نظرت له بتفاجؤ وقالت : الم تتفق مع زوجتك على اسم ؟

نظر لها بحده ارعبته بعيناه الرمادية المخيفة فتجمدت مكانها وقالت اول ما خطر لها : جودي

قطب حاجبيه وقال : جودي ؟

توترت وقالت : اعنى ان ابنى جونى لذا ان كنت انجبت فتاة كنت سأسميها جودي

هز رأسه وارتسم شبح ابتسامة على وجهه وقال: جودي اذن

ليندا بخجل : امم لم نتعرف ؟

نظر لها بتفاجؤ لكنه قال: ريان انسه ليندا

كان هذا دورها في التفاجؤ وقالت : تعرف اسمي ؟

هز ريان كتفه وقال : حسنا نحن جيران

شعرت ليندا بالخجل وقالت : اسفة

لمعت عيناه الرمادية بضوء ابيض

ابتسم لها بود وخرج

اغلقت ليندا الباب وهي تفكر في الجنون الذى مرت به

***

في مساء اليوم التالى

ارتدت ليندا كنزه بأكمام طويلة رمادية لها ازرار من جهة كتفها الايسر حتى بداية معدتها

انها تناسب المرضعات

وارتدت بنطالا اسود

قامت بإرضاع جونى ووضعته في سريره

وبدأت تمشى في الصالة بتوتر

ما بها متوترة هكذا

شهقت عندما سمعت الجرس فحاولت اخذ انفاس عميقة

وذهبت لتفتح الباب بابتسامة متوترة

لترى ريان امامها يحمل بين يديه ملاءة زهرية اللون

لكنها عقدت حاجبيها عندما انتبهت انها الملاءة التى يتم لف بها الاطفال بعد ميلادهم في المستشفى

سمحت له بالدخول وأغلقت الباب ولحقت به

فقال بتوتر : لقد كانت تبكى طوال الطريق

اقتربت منه وحملتها من بين يديه وما ان حملتها حتى علا صوتها بالبكاء

هزتها بين يديها وقالت: لا بأس صغيرتى لابأس جودي سوف تأكلين الان لابد انك جائعة

رفعت رأسها لريان تنتظره ان يرحل لكنه وقف هناك ينظر لها

فقالت بنفاذ صبر: حسنا الن تذهب اريد ارضاعها

نظر لها ريان ببرود فقال: ارضعيها انا سابقى لأري

ترى....؟

احمرت ليندا ولو لم تكن يدها مشغولة لقامت بصفعه

لكنها تذكرت انه دوما يسيء استخدام كلماته

ليندا بصبر: ريان لايمكنك ان ترانى وأنا ارضعها

عبس وقال باستغراب: لماذا؟

اخذت نفس عميق وقالت: ريان لكي ارضعها سوف اضطر لإخراج صدري لذا لايمكنك البقاء

لوهلة شعرت ان خداه احمرا ولمع بريق عيناه الرمادية

لكنه سرعان ما اكتسى الجمود وجهه وقال: سوف انظر للجهة الاخرى لو كان هذا يريحك

ارادت الاعتراض لكن نشيج جودي جعلها تتراجع

وقالت: حسنا

جلسا متقابلين لكن ريان نظر للجهة اليسرى حيث المدفئة

نظرت له

هل سوف يختلس النظر؟!

لكنها استجابت لرغبتها الامومية في اشباع الطفلة

وفتحت رداءها و أخرجت صدرها وما ان اقتربت من فم الطفلة حتى اقتربت منها بقوة وبدأت في سحب الحليب بقوة

يا الهي انها جائعة بشدة

شعرت بالشفقة والحزن على هذه الصغيرة

و امومتها بدأت تتحرك لهذه الطفلة الصغيرة

نظرت لها كم تبدو اصغر من جونى

ليندا بقلق : لما تبدو صغيرة جدا

اراد ريان الالتفات لها لكنه تذكر كلمته وبقى ينظر للمدفئة وقال: صغيرة؟ اليس هذا طبيعي ؟

عبست وقالت : بالطبع لا انها اصغر من الطبيعي ، كم وزنها ؟

قطب حاجبيه واخرج دفترا صغيرا ورديا

انه الدفتر الذى يسجل به الممرضات مستويات الاطفال منذ الميلاد

فتح الدفتر ونظر له وقال: انه كيلو ونصف

ليندا بفزع : يا الهى انه قليل جدا الوزن الطبيعي بين 2 و4 كيلو

هز رأسه وقال: مكتوب هنا انها ولادة خدج ، ماذا يعني هذا؟

ليندا بقلق : اوه انه يعنى انها ولادة مبكرة ، هل ولدت في الاسبوع السابع والثلاثين ؟

هز رأسه ايجابيا وهو ينظر للمعلومات وقال: هل هذا سيء

ليندا: حسنا انه ليس طبيعي لكنه ليس سيء جدا ، طالما سمح الاطباء لها بالخروج فهذا يعني انها بخير لكن كان من الافضل لو انها ولدت في الوقت الطبيعي

ريان ببرود : حسنا لا نستطيع القول ان والدتها استطاعت احتمالها اكثر من هذا

استغربت لكنها تجاهلت كلامه وهي تنظر للصغيرة التى كفت عن الضغط على صدرها علامة الاكتفاء

اغلقت ثيابها ومسحت على بطنها

وابتسمت لها كان هناك شعر اشقر خفيف على رأسها ورموش شقراء صغيرة

لم ترى عيناها لأنها قد نامت

رفعت رأسها ونظرت لريان وهو يعبث في مجلاتها

ابتسمت وقالت : تستطيع النظر الان لقد انتهينا

رفع ريان رأسه وبدا انه كان مندمج

ريان بعبوس : هل هذا حقيقي ؟

قال وهو يمد عليها المجلة

امسكت المجلة وقرأت مقالا صغير يتحدث عن الرضاعة والأمهات

رفعت رأسها لريان وقالت : ماذا ؟

ريان : الجزء الذى يقولون فيه ان الام التي ترضع طفلا سيصبح طفلها

ابتسمت وكادت تضحك لكنها قالت : انه فقط يقول ان الرضاعة مهمة للغاية لذا يجب ان تكون الام المرضعة لها نصيب في الامومة للأطفال الذين يرضعونهم لكن هذا كان يحدث في الماضي فقط، لا يعني ذلك انني سأحاربك على الحضانة او شيء كهذا

نظر لها كما لو كانت مجنونة وقال : لم اقصد ذلك قصدت فقط طالما انك تصبحين اما لأنك ارضعتِ طفلا فهذا يعني انك تقومين بعملاً مهماً كونك ترضعين أبنتي

ابتسمت له وقد بدا بعد كلامه اقل اخافة

حملت الطفلة وقالت: اذن هل جهزت مكانا لها؟

هز رأسه سلبا وقال: يمكنها ان تنام معي على السرير

ليندا بفزع: يا الهى قد تقتلها دون ان تقصد ، يجب ان يكون لها سرير

ريان: ليس لدي شيء كهذا

نظرت ليندا لجودي بين يديها وقالت: اسمع ريان اتركها الليلة تنام في سرير جونى ثم غدا يجب ان تشترى لها احتياجات الأطفال

هز رأسه إيجابيا بسعادة كما لو كانت خلصته من مهمة صعبة

وقفت وحملت الطفلة معها للغرفة ولحق بها دون ان تنتبه

نظر لها وهي تزيح جوني للجانب وتضع ليندا بجواره وتغطيهم بابتسامة امومية

وقفت لثوانِ تراقبهم وهم معا بدوا كما لو كانوا توائم معا بغض النظر عن حجم جودي الصغير جدا

التفت للخلف لتجد ريان يستند للجدار وقد عقد يديه معا وينظر لها وابتسامة حقيقية على وجهه وعيناه تلمعان ببريق رمادي

احمرت خداها لتواجده بغرفتها ولاكتشافه لها تراقب ابنته

ربما يظنها منحرفة

ابتلعت ريقها لكنه أشار لها بجموده الذى اكتسى وجهه

لتخرج خلفه

خرجت ووجدته يضع يديه في جيبه ويخرج ظرفا ترابي اللون ويضعه بين يديها

ريان ببرود: انه مالك

وضع بيدها وخرج مغلقا الباب خلفه

فتحت الظرف وشهقت للمبلغ الكبير

2023/10/03 · 1,718 مشاهدة · 1265 كلمة
نادي الروايات - 2025