مرت عدة ايام منذ قََبل ريان تحدى ليندا والذى خسرت به ليندا بجدارة

فريان اصبح يعرف عن الاطفال الكثير لدرجة انه يعتنى بجونى وجودى معا دون حاجته لها

و اصبح اكثر قربا لجودى التى تعلقت بوالدها كثيرا

واكتشف ريان طريقة جيدة لتهدئة جودى وجونى وقت بكائهم فكلاهما احب ملمس لحيته الخفيفة قرب خدهم

فما ان يبدأ احدهم بالبكاء حتى يحمله ويدلك لحيته بخده فيتوقف فورا

اما جودى فقد احبت ملمس ضفيرة ليندا و اصبحت تتعرف عليها بلمسها مما اضطر ليندا لإبقاء شعرها بهذا الشكل

أفاقت ليندا من أفكارها على صوت مناغاة جودى وجونى

حيث وضعهم ريان في عربة الاطفال المزدوجة وبدأ كلاهما يهدل بسعادة

ابتسمت ليندا لريان الذى رفع رأسه وقال : هيا أيها المدير قم بتقييم العمل

ابتسمت ليندا واقتربت من جونى وجودي وهي تتأكد من حزام امان المقعد ثم نظرت للمكان الصغير المخصص للحقائب تحت المقعد ووجدت حقيبتين احداها زرقاء والأخرى وردية

ليندا : الحفاضات ؟

ريان : موجودة

-زجاجات الحليب ؟

-تم تعبئة الحليب ووضعه في جهاز التسخين

-بودرة الاطفال؟

-موجودة

-مناديل مبللة ومنشفة؟

-موجود

-ثياب إضافية ؟ ومفرش التغيير

-موجود

-الالعاب؟

-موجودة ومعلقة فوق الاطفال

-قبعات؟

-موجودة

ابتسمت ليندا وقالت : حسنا أعطيك عشر علامات

ابتسم ريان : اذن هل نذهب ؟

هزت رأسها : اجل

تحرك ريان وليندا للمصعد وكان ريان يدفع العربة يرتدى بنطالا ترابيا و كنزه بأكمام قصيرة ذات لون ترابي

كان يبدو وسيما للغاية بينما ارتدت هي فستان ذو لون وردى بسيط يحتوى على زركشة عند الصدر

وتضع على كتفها حقيبة صغيرة بها احتياجاتها

ما إن وصلوا للبهو حتى لاحظت الجيران المتجمعين في الجلسة البسيطة في الزاوية وما ان لاحظوا وجودهم حتى رمقوهم بنظرات وبدأ التهامس

تنهد ليندا ونظرت لريان الذى لم يلحظ او يهتم حتى بهم

نظرت ليندا للحارس الذى بدأ بالتحدث ولابد انه يتحدث عن تلك المرة في شقة ليندا ويضيف بهاراته الخاصة

وضع ريان يده على كتف ليندا وهو يقول : هل نذهب سيرا ام بالسيارة

نظرت ليندا له و قالت : اممم الحديقة ليست بعيدة لكننا سنحتاج السيارة لاحقا

هز ريان رأسه ووصل للسيارة حيث وضع جودى وجوني في مقاعد الاطفال بالخلف وقام بطوي العربة ووضع الحقائب في حقيبة السيارة الخلفية

كل هذا وليندا تنظر لجماعة الجيران الذين يرمقوهم ويثرثرون

فتح ريان الباب الذى بجوار السائق لها فصعدت

بينما ركب هو و ادار المحرك وتحرك

تنهدت ليندا فقال ريان : ما الامر تبدين متوترة

ليندا بانزعاج : الم ترى النظرات اللاتى رمقونا بها

ريان باستغراب : من؟

-الجيران ريان لقد كانوا ينظرون لنا كما لو كنا نقوم بشيء سيء

ريان : اذن هل نقوم بشيء سيء؟!

ليندا بسرعة : بالطبع لا

-اذن تجاهليهم

تنهدت ليندا وهزت رأسها بالإيجاب

نظرت للخلف حيث كان جودى وجوني يثرثرون لبعضهم البعض

ليندا بابتسامة : علينا الذهاب للعيادة بعد النزهة

شهق ريان وقال : لماذا ؟ هل أنتِ مريضة ؟

ليندا بابتسامة : انا بخير فقط يجب ان يحصل جودى وجونى على بعض التطعيمات وفحص دورى لأوزانهم وطولهم وغيرها

هز ريان رأسه وقال: لم احضر دفتر تسجيل النمو معي

ابتسمت ليندا وأخرجت دفترين احدهما وردي والأخر ازرق

كل واحد منهما بحجم مربع متوسط

استغرب ريان وعندما توقف عند الاشارة مد يده واخذ الدفاتر منها

فتح الدفتر الازرق ليستقبله اولا الصورة السوداء والبيضاء

وتحتها كلمة اول صورة لجونى

ابتسم لتلك الصورة المشابهه للتى على الثلاجة

نظر للصفحة حيث كان عليها رسومات طفولية لأطفال صغار وفراشات وورود

قلب الصفحة ليجد معلومات عن جونى اسمه وزنه عند الولادة طوله وبعض المعلومات الصحية

ثم كان هناك صور اسبوعية لجونى وأوائل المرات

اول مرة فتح عينه اول مرة ابتسم

اول مرة فتح فمه اول مرة حرك يده

ابتسم عندما وصل لنهاية الصور والملاحظات في منتصف الدفتر

ليندا: الن تنظر لدفتر جودى

استغرب ريان ونظر للدفتر فلم يتوقع ان يجد شيء

فتح اول صفحة ليجد صورة لجودى بالأبيض والأسود

فتح عيناه على وسعها وقال: كيف حصلتِ عليها

ليندا: كانت في دفتر تسجيل النمو الذى اعطته لك الممرضة

ابتسم وهو يقلب الصفحات حيث قامت بنقل كل ملاحظات الممرضات لكنه تفاجئ اكثر بصور اخرى للحظات لجودى لم يفكر في التقاطها وبعضها معه هو لكنه لم ينتبه انها تصوره

ابتسم لرؤية ملاحظات ليندا

رفع رأسه ليشكرها لكنه سمع اصوات ابواق السيارات خلفه ليكتشف ان الاشارة اصبحت خضراء

حرك السيارة حتى وصل للمنتزه القريب وقبل ان يترجل قال: ليندا ، انتِ تعطيني الكثير حقا ، لا اعرف كيف اشكرك...

قاطعته ليندا بابتسامه : ريان انا اقدم افضل ما لدى لابنتى لذا لا يجب عليك شكرى

ابتسم ريان ولمعت عيناه بضوء رمادي

خرج من السيارة و لحقته

***

جلس ريان على الكرسي الخشبي وهو ينظر امامه للمنطقة الصغيرة التى بدون اعشاب و بها رمال فقط و ألعاب اخرى كالأرجوحة وغيرها من الالعاب التى امتلأت بالأطفال الصاخبين والكراسي الاخرى كان بها امهات يراقبن اولادهم

و أما المنطقة العشبية فقد كان الاولاد يركضون فيها بدراجتهم

وضع ريان يده على عينه ونظر للشمس : لقد مر وقت طويل منذ ان قمت بنشاط صباحى

ابتسمت ليندا وقالت : لما تكره الصباح

عبس ريان وقال : الشمس ساطعة للغاية ، انها تؤلم عيني

ابتسمت له واقتربت تمسح على رأسه وتقول : لا بأس انت فتى جيد لقد تخليت عن القبعة والنظارة وقمت بعمل جيد للان

تجمد ريان بفعل حركتها التى اصبحت عادة لها كلما قام بأمر جيد ولمعت عيناه

عبست ليندا وقالت : انه يحدث مجددا

ريان باستغراب : ماذا

ليندا: هناك لمعة تظهر بعيناك فجاءه ، تصبح عندها شخص غامض كما لو كنت لا اعرفك

أشاح بوجهه وقال : لا اعرف ما الذى تتحدثين عنه

استغربت ليندا لكنها لم ترد افساد اليوم

قامت بإزالة غطاء حماية المطر ولاحظت فورا ان جودى اغمضت عيناها فقالت بضحك : انظر الفتاة كأبيها تخشى ضوء الشمس

حمل ريان جودى وهو يعبس بعيناه مثلها تماما

ضحكت ليندا بصوت عالى وهي تخرج كاميراتها وتصورهم مما لفت انظار المحيطين اللذين ضحكوا عندما فهموا الامر

حملت ليندا جونى وقالت بضحك : انظر لهم جونى كم هم كسولين

همهم جونى بثرثرة فارغة جعلت ليندا تضحك اكثر

ريان بعبوس وهو يرى جودى تخفى رأسها في منحنى رقبته : ها ها ها يالكِ من طفلة سخيفة هل تريدين ركوب ارجوحة

ليندا بخبث :اجل لما لا

نظر لها ورفع حاجبه بتحدى ثم وقف ووضع جودى مكانها وسحب العربة بيد وليندا باليد الاخرى

- اووه ريان هل جننت ؟

كتم ريان ضحكة وهو يقترب من الارجوحة ويتظاهر بالجدية وهو يشير للطفل عليها ان يرحل

ركض الطفل بخوف لامه التى تراقب الموقف كغيرها من الامهات

رمى ريان ليندا على الارجوحة بقوة ظاهرية احتضنت ليندا جونى وهي تضحك بينما يدها الاخرى على الارجوحة

وضع ريان عربة جودى ع مسافة آمنة بحيث تراقب ليندا وجونى

ثم قام ريان بدفع الارجوحة بخفة حتى لا يسقط جونى بينما امتلأ المكان بضحكات ليندا وجونى وبعض المحيطين

ضحك ريان لدى سماعه ضحكاتهم حتى جودى بدأت تضحك

اقترب لاحقا واخذ جونى ثم حمل جودى ووضعها في حضن ليندا ووقف في الخلف وجونى بين يديه وهو يدفع ليندا وجودى

بينما مد جونى يده رغبة منه بدفع الارجوحة معه

ضحكت ليندا بسعادة وهي ترجوه ليتوقف وتعترف بهزيمتها

ضحك ريان وهو يوقف الارجوحة

بينما يحك جونى خده بخد ريان ويتحسس لحيته الخشنة الخفيفة

بينما امسكت جودي ضفيرة ليندا التى على كتفها واخفت وجهها في منحنى رقبتها

ضحك ريان وهو يقترب من الطفل الخائف ويعتذر منه ثم وضعه على الارجوحة و اعطاه دفعة قوية جعلته يصرخ بحماس

دفعت ليندا العربة الفارغة بينما تستمع للتعليقات حول المشهد الذى صنعوه

لقد لاحظت فالأيام السابقة انها تحب تحدى ريان وهو دوما يتحمس لهزيمتها

- يا له من امر رائع ان يأتي زوجك معكِ للنزهة أنتِ محظوظة

احمرت ليندا لدى سماعها التعليق و ارادت نفى الامر لكن ريان سبقها بقول تعليق لطيف لم تسمعه بسبب خجلها

نظرت بطرف عينها لجسد ريان الضخم وهو يحتضن جونى ويضع يده الكبرى على ظهره

كم يعنى لها ان ترى نموذجا ذكورياً في حياة ابنها

ان بقى ريان في حياة ابنها دوما فهو سيكون دعما كبيراً لها

بدأت تتخيل مشهداً حيث تقوم بطهى الطعام وتساعدها جودى المراهقة بينما يحتسي ريان الشاي امام المدفئة ويناقش جونى المراهق في مشاكله

-ليندا....ليندا......هل أنتِ معي؟

استيقظت من افكارها على صوت ريان: ما الامر

-كنت اقول لنجلس هنا

نظرت ليندا لأحد الاماكن الخضراء وهزت رأسها ايجابيا

اقترب ريان ووضع جونى على الارض الخضراء

ثم امسك بمفرش ذو لون وردى شاحب قريب من الابيض

ريان بابتسامة جانبية : كنت سأتفاجئ لو لاحظت ان هناك لون اخر غير الوردى

ابتسمت ليندا بشحوب فعبس لكنه استمر بوضع الحقائب ثم حمل جونى على المفرش وهو يحرك يده وقدمه

حمل جودى ووضعها بجوار جونى

وجلس مستندا على الشجرة ونظر بحدة لليندا وقال: تعالى

نظرت ليندا ليده الممدودة و أخذتها وجلست بجواره

ليندا بتوتر: ريان انا..انا

تنهد ريان وقال : ليندا اي شخص سيرانا معا سيظن اننا متزوجين لا تظنى اننا سنقف لنخبر كل شخص اننا لسنا متزوجين ، لذا لا تنزعجى بشأن هذا

ليندا بسرعة : لا لست منزعجة

-اذن ؟

أشاحت بوجهها واستندت على جذع الشجرة وهي تنظر لجونى وجودى : كنت افكر فقط بالأوقات التى سيكون فيها جونى وجودى مراهقين وننشغل بمشاكلهم

ابتسم ريان وقال : لا استطيع تخيل هذان الاثنان كبيران ابدا

ابتسمت ليندا: عندما نذهب للعيادة ستتفاجئ بكم كبروا

ثم فتحت احدى الحقائب و اخرجت منها شطائر

قامت بتسليم بعضها لريان وبدأ يأكلان

بعد الغداء لعب ريان قليلا مع الطفلين بينما تراقبهم ليندا بابتسامة حانية ثم عندما بدأت اجهزة الري بالعمل جمع ريان وليندا اغراضهم وهم يضحكون

***

صعدت ليندا للسيارة بعدما وضعت الطفلين بالخلف

ريان بابتسامة : ليندا ، بالنسبة للمستقبل الذى تخيلته ، هل يعني ذلك انكِ ستبقين معنا حتى بعد ان تكبر جودى

ابتسمت ليندا بخجل وهي تعبث بحقيبتها واختفت عيناها تحت شعرها : هل يعني هذا انك ستبقى معنا بعد أن يكبر جونى ؟

ابتسم ريان بسعادة وقال ليبعد الحرج : اذن اين العيادة؟!

2023/10/03 · 189 مشاهدة · 1540 كلمة
نادي الروايات - 2025