صباح اليوم الثالى

استيقظت بعد نوم متقطع بسبب خوفها من أن تحلم بحلم غريب كالذى حلمت به سابقا

ارتدت تنورة وردية اللون طويلة للركبة وقميص ابيض بدون اكمام وقامت بربط شعرها على شكل ذيل حصان

لمعت عيناها الفيروزية عند سماعها لصوت بكاء جودي في الصباح

اقتربت منها وحملتها وهي تدلك رسغها وهي الحركة المحببة لها

ليندا بهمس: أنتِ فعلا ابنة ابيكِ مزاجك سئ في الصباح

هدلت جودي وهي تحاول امساك شعر ليندا ثم عبست وبدأت في البكاء مجدداً

ابتسمت ليندا وقالت: حسنا حسنا

وضعتها على السرير وهي تضع شعرها على كتفها الايمن ثم بدأت بتجديله

وعندما انتهت حملت جودي لتبتسم الاخرى وهي تفرك وجهها بشعرها

نظرت للسرير لترى ابتسامة جونى

ابتسمت لرؤيته واقتربت وحملته باليد الاخرى

توازنت بصعوبة ثم خرجت لتضعهم في كرسي الطعام في المطبخ

***

الساعة الثانية عشرة

سمعت صوت الجرس واتجهت لتفتح الباب لتجد ريان يقف امامها بابتسامة

ريان بعبوس: صباح الخير

ليندا بابتسامة: صباح العبوس

دخل للداخل ليستقبله الاطفال بالصياح الفرح لرؤيتهم له

ابتسم لهم على مضض وجلس على الاريكة

اقتربت منه وجلست بجواره قائلة : ريان ؟

رفع رأسه وقال: اعذريني لم انم جيدا

ما ان وقع بصره عليها حتى احمرت وهي تتذكر حلم الامس

ليندا بهمس: تستحق هذا

ريان باستغراب : لم اسمعك ماذا قلتِ

-سأعد لك قدحا من الشاي

وقفت وغادرت المكان

ومر اليوم بملل بينهم مابين رعاية الصغار وقراءة الكتب بينما كانت ليندا تتجنب التواصل بالعينين معه

في المساء بعدما نام الصغار وحمل ريان جودي ليأخذها لشقته

ريان : صحيح ليندا غدا سأخرج مع اصدقائي

رفعت بصرها له ولمعت عيناها

ريان بابتسامة جانبية: اخيرا نظرتِ لي

اشاحت ببصرها فورا لكنها عادت بقلق وقالت: اصدقائك تعنى حياة الليل ؟

ريان بابتسامة حزينة: لاتقلقي سأعود مبكراً أردت فقط اخبارك لتعتنى بها

ليندا بابتسامة: حسنا نلتقى غدا

ابتسم لها وغادر فاغلقت الباب وذهبت لغرفتها

***

في اليوم التالي

جلست ليندا بتوتر وهي ترى ريان يستعد للرحيل

لمعت عيناها ولعنت وسامته فقد كان يرتدى بنطال بني وكنزة بأكمام قصيرة بلون ابيض مخططة بلون سماوي

بينما اعاد شعره الاسود للخلف بالطبع لن يرتدى قبعته ونظارته

ليندا بغيرة غير ظاهرة : لن تتأخر عن الثانية عشرة

ريان بابتسامة: حسنا

ليندا: ولن تسكر ابدا

ريان بتوسل: كأسين فقط

عبست ليندا وقالت: عليك التوقف عن الشرب ونسيان حياة الاستهتار ريان

هز رأسه إيجابيا : لاتقلقي كل شئ سيكون علي مايرام

ابتسمت له وخرج من الشقة بينما ودعته ليندا بعيناها

دخلت للمنزل ليصدح فجاءة صوت جودي ببكاء مفزع

دخلت للغرفة حيث يجب ان يكونا الصغيرين نائمين لتجد جوني لازال نائما بينما جودي تبكى

حملت جودي وخرجت للخارج حتى لا تيقظ جوني

دارت حول نفسها وهي تهز جودي التى تبكى بلا سبب

***

دخل للنادي الليلي المظلم تقريبا بسبب قلة الاضاءة وشاهد رفاقه

اقترب ريان ليصرخ الفتيان وكل واحد منهم يحتضن فتاة بين يديه

جلس بجوارهم وقال: مرحبا يا رفاق

-اووه من هنا ريان لقد اختفيت منذ فترة حتى ظننتك تركت حياة الاستهتار

-لايعقل ان ينسانا ريان ربما كان لديه نزوة حب

-يا رجل هل يعقل ان تتركنا خلفك وتختفى هكذا

ريان بصوت عالي نظرا لعلو صوت الموسيقى: قفوا لنخرج من هنا

عبس اصدقائه وصدح منهم تعبيرات الاعتراض لكنه تجاهلهم وخرج عالما انهم سيلحقون به

وقف الشبان الثلاثة وهم يودعون الفتيات بينما اقترب احدهم من شاب يرقص وسحبه من كنزته من الخلف وخرج للخارج

دخلوا جميعا لصالة لعب البلياردو والتى كانت مظلمة بشكل نسبي

جلس على احد الطاولات بعدما القوا التحية على الجميع

اقترب النادل بابتسامة : كيف حالكم ؟ لم نركم منذ زمن

-اسال ريان هو من اختفى فجاءة

تجاهلهم ريان وابتسم للشاب الصغير الذى بادله الابتسامة بودية

-احضر لنا بعض الكحول

تحمحم ريان وقال: اريد بعض الشاي

نظر الجميع له بصدمة وتفاجؤ بينما دون النادل طلباتهم وذهب

ريان: استمعوا

-انا اعرف ماتريد قوله ، ريان انت مريض أليس كذلك؟ لهذا لاتشرب الكحول لما لم تخبرنا؟ هل كنت مريضا لفترة ؟

ريان : اصمت ، لست مريضا

-اذن ريان ما الذى جرى ؟

نظر ريان بجدية اخافت الشبان الاربعة : دانيال ، ريتشارد ، كارتر ، أركون

ابتلع الشبان الاربع ريقهم فأكمل : لقد اصبحت أبا

نظر الجميع له لوهلة ثم ضحكوا بشدة بينما عبس ريان

دانيال بضحك وقد دمعت عيناه: من اصبح ابا ؟ ريان ؟

كارتر : هذه نكتة لم اسمع بافضل منها من قبل

اركون بمرح: انا اتخيلك تغير الحفاض

ريان ببرود: دعنى افاجئك لقد فعلتها

نظر الجميع له بصدمة فنطق ريتشارد : ريان لاتمزح

هز ريان رأسه سلبا وقال: انا احدثكم بجدية

صمت الجميع ريثما وضع النادل الاكواب وغادر

ريتشارد: اذن تقول انك تزوجت ؟

ريان: لا ، علاقة عابرة ، لقد هجرت الطفلة وتركتها معي

أركون : وانت صدقت انها ابنتك ؟

ريان: لقد قمت بتحليل نسب

كارتر: واين الطفلة الان ؟

ريان: مع جارتي

ريتشارد: جارتك ؟

ريان: جارتى ام عزباء ابنها اكبر من ابنتى بثلاثة شهور لذا ساعدتني في العناية بها

كارتر: ما اسم ابنتك ؟

- جودي

أركون: هل هناك علاقة بينك وبين جارتك ؟

نظر الجميع له باستخفاف فقال: اعني هما معا طوال الوقت في الفترة الماضية

نظر كلهم لريان الذى شرد وهو يتخيل ليندا عندما حضنها في غرفة نومها وتسللت رائحة الاوركيد لانفه

هز رأسه وقال بانزعاج: لن ألعب معها انها تعتنى بطفلتى كف عن فرض هذه الافتراضات الغبية

دانيال: اذن طفلتك الان في شهرها الاول كما افترض

- اجل

كارتر: ولهذا توقفت عن السهر

-اجل حان وقت وداع حياة الاستهتار

أركون: اذن ما علاقة هذا بعدم رغبتك بالشرب

- هل ستكون سعيدا لو دخلت على ابنتي وانا ثمل ، ولعلمك سأعود قبل منتصف الليل للمنزل فيجب ان استيقظ باكراً

اربعتهم بتفاجؤ: ستستيقظ باكراً ؟

-اجل ، فابنتى رغم كرهها للصباح الا انها تستيقظ ولا تتوقف عن البكاء

أركون: هل لديك صورتها ؟

اخرج ريان هاتفه وفتح الصور التى التقطها سابقا لجودى

نظر اركون للطفلة ثم صرخ قائلا: يالا اللطافة

خطف الشبان الهاتف واحدا تلو الاخر وهم ينظرون لجودي

أركون: اوه انها تشبهك لديها نفس لون عيناك

ابتسم ريان بفخر وهو يستمع لعبارات المديح على ابنته

عاد الهاتف لأركون الذى استمر بالعبث به وهو يرى صور جودي فمرة وهي تستحم ومره وهي في سريرها او على كرسي الطعام

اقترب النادل لحمل الكؤوس وهو عابس فقال ريان بمرح: ما الامر تبدو حزينا

النادل: يجب ان اذهب للمنزل لكن لايبدو ان المدير سيسمح لي

ريتشارد: هل حدث امر طارئ

النادل: لا لكن زوجتى تواجه مشاكل مع الاطفال لذا تريدني ان اساعدها

ريان باهتمام : لديك اطفال ؟ كم عددهم ؟

النادل: ثلاثة ، طفلة في الحضانة وتؤامين صغيران حديثا الولادة

ريان: ما مشكلة زوجتك ؟

النادل: الرضاعة

عبس ريان: ما المشكلة بالرضاعة ؟

النادل: الرضاعة تؤلمها

ريان: فيما تؤلمها

النادل بتذكر: اذكر ان زوجتى قالت مرة ان الرضاعة لا تختلف عن عض سمكة بانياب حادة لاحد اطراف جسمك

شهق ريان وقال: هل الامر مؤلم لهذه الدرجة ؟

النادل: ليس تماما ان استطاعت ان تضع الطفل في وضع مناسب فلن تكون مؤلمة لكنها لاتستطيع السيطرة وحدها على ثلاثتهم

صمت ريان بينما ذهب النادل للرد على نداء احدى الطاولات

شهق اركون وقال: اوه من هذه الجميلة ؟

عبس ريان جميلة بهاتفه ؟

سحب الهاتف وشاهد الصورة ليجدها صورة ليندا التقطها خلسة

ريان: انها جارتى

أركون بخبث: جارتك هاا

دانيال: اريني

وضع ريان الهاتف بجيبه وهو يرى الساعة وقال: للاسف يجب ان ارحل الان الى اللقاء

وقف ريان وسط ذهول اصدقائه

قبل خروجه ذهب للمدير واستسمح منه ليخرج النادل من العمل مبكرا فوافق

***

2023/10/03 · 140 مشاهدة · 1168 كلمة
نادي الروايات - 2025