19 - طُغيان النار والجليد

"لدي خمسة أسلحة سُفلية، كيف يُمكنُني بيعها ؟"

سألها شوفين بِبراءة، تغيرّت تعابير وجهِ راموليا مباشرة وقالت بنبرة مرتجفة

"إياك أن تفعل، ستقوم حربٌ بين العشائِر إذا ظهر سلاح سُفلي واحد، فكيف إذا ظهرَت خمسة ؟"

فكّر شوفين قليلاً ثم تراجع عن الفكرة، لكنّه وقف وقال

"حسناً، سأبيع الكنوز العادية من التقنيات والأعشاب والمواد الطبية، لدي أيضاً عددٌ من الحبوب التي لسنا في حاجة إليها، أعتقد أن أقزين سيشتريها"

أومأت راموليا لكنّها اقترحَت قائلةً

"اعرِضها أولاً على الكيميائي واريان، ربما يكون بحاجةٍ إلى بعضِها، أنا أيضاً سأبيع بعض الأعشاب التي منحتَها لي سابقاً"

أخرجت عدداً كبيراً من الأعشاب النادرة والتي لن تحتاج إليها في الوقت الحالي، ومع ذلك.. اقترح عليها شوفين الاحتفاظ ببعض الأنواع التي ربما لن تجِدها في المستقبل، وبعد فرز ما يُريدان بيعه.. خرجا للبحث عن واريان.

بعد ساعة.. جلس الاثنان في قاعة الضيوف في قصر واريان فلوّح شوفين بِيده وأخرج جبلاً من الأغراض النادرة وكانت مُرتّبة حسب النوع، وكانت أغراض راموليا أيضاً بينها لأنها لا تُريد أن يُعرَف بأنها تملِك خاتم تخزين، تغيّر الجوّ فجأة في القاعة وانتشرَت آلاف الهالات الطبية القوية فسقط فكّ واريان تقريباً لأن ما يراه أمامه أكبر بِمائة مرّة مِن خزانتِه الشخصية، نظر إليه شوفين وقال

"كُنت أرغب بِبيعها لأقزين، لكن هذه الصغيرة اقترحَت عليّ أن أعرِضها عليك أولاً في حال كنت ترغب في بعضِها"

صمت واريان طويلاً قبل أن يقول بجدّية

"سأشتري مِنك كل الأعشاب والحبوب وما له علاقة بالطّب، لكني سأحتاج لِبعض الوقت حتى أجمع المال الكافي، يُمكنكُما البقاء في قصري ريثما نتّفق على السعر المناسب لها"

كان شوفين قد قام بِتسعير الأغراض بطريقة سريعة في وقتٍ سابق وصار يعلم قيمتها التقريبية، لذلك قال لِواريان

"أنا أثِق فيك فيما يخص الأسعار، ومع ذلك سأبقى هنا لِبعض الوقت إذا خصّصتَ لنا غرفةً للتدريب فوق الوريد الروحي للعشيرة لِأن قصر الشيخ الضيف ليس مربوطاً به"

أومأ واريان وقادهما إلى قاعة التدريب الشخصية، دخلا وأغلقا عليهما الباب وكان شوفين قد طلب من واريان بيع باقي الأغراض غير الطبية لِأقزين، كما طلب منه شراء بعض الأمور التي يحتاج إليها، خرج ريكو مِن خاتم راموليا بإذنها فقال شوفين

"راموليا.. بقِي أقل من شهر على مسابقة الصيد، سأعطيك تقنيةً مناسبة لِجسدك وستبدئين بِتحويل طاقتِك تدريجياً، لكن أولاً.. استخدمي هذه الحبة"

أخرج الثلاث حبات التي صقلها بِنفسه بعد صناعة الإبر المسمومة، شعر الاثنان بالاشمئزاز من الحبة بسبب هالتِها النتِنة، قالت راموليا باستغراب

"ما هذه ؟"

رد عليها بِفخر

"لا تنظري إلى شكلِها أو هالتِها لأن قيمتها أكبر ممّا تتخيّلين"

أخذ حبّة من الثلاثة وابتلعها ثم شرح

"هذه تسمى حبة المليون سمّ، ووصفتُها نادرة جداً، غرضها هو حماية الجسد من جميع أنواع السموم، لكنها لا تحمي من الألم عندما يُصيبُك سمٌّ جديد وإنما ستقوم فقط بِتحفيز جسدِك حتى يتعوّد عليه، وبعدَها.. لن تشعُري بالألم من نفس السم مرة أخرى"

ركّز طاقتَه وبدأ بِامتصاص الحبة ثم أضاف

"دمجتُ معها سم المائة وجه، ما يعني بأنها ستعطيك مناعة لِمائة سم على الأقل ولن تشعري بالألم عند إصابتِك بأحدِها، لكن صقل الحبّة أول مرة سيتسبّب بآلام كبيرة"

قال هذا وبدأ جبينُه يتعرّق بسبب الألم، ابتلعَت روماليا ريقها ثم مدّت يدَها وأخذت إحدى الحبّات، تردّد ريكو طويلاً لكنه قرر أن يستخدِمها أيضاً، وبعد أكلِها.. بدأ يندم على قرارِه ويصرُخ بقوّة، ما جعل روماليا تقوم بِتخزينه في خاتمِها حتى لا يُزعِجهما.

كانت روماليا من ذوي الخبرة أيضاً مع أنها بقيت في عشيرتِها ولم تجُب العالم، لذلك صبرت على الألم طيلة الصقل مع أنها كانت تئِنّ بِصوتٍ رقيق، عكس شوفين الذي بقي كما هو ولم يتبدّل فيه شيء غير لون وجهِه.

استمرّ امتصاص الحبّة لأكثر من نصف يوم، وكان شوفين أول من انتهى وأخذ قسطاً من الراحة، وفي الليل.. كان الثلاثة قد انتهوا وكان ريكو يلعن بشدّة، إلا أنه علِم في قرارة نفسِه أن الحماية من السموم أمر مهمّ، لذلك لم يستمرّ في اللعن كثيراً.

بعد الراحة.. فحص شوفين جسد روماليا طويلاً ثم قال

"الجليد المسموم والنار الأكولة"

قطّبت جبينها وهي تنظر إليه فشرح لها

"يمتلِك جسدُك القدرة على استيعاب عنصرَين، مثل النار والجليد أو البرق والرياح..، وبِما أنك تملكين الآن حماية من السموم، فمِن الأفضل أن نضيفَها على النار والجليد، بهذا سيزداد تأثير هجماتِك"

قالت بِدهشة

"هل تملِك تقنية لتدريب العنصر المزدوِج ؟"

قالت هذا لأنها لم تسمع عن تقنية مثلها من قبل، أومأ برأسِه ثم حقن التقنية في جبينها وقال

"هذه تقنية من تسع مراحِل وتسمى تقنية طُغيان النار والجليد، المراحل الثلاثة الأولى.. يمكن تصنيفها من الدرجة الخامسة وقد تجدِين مثلها في أماكِن أخرى، والثلاث مراحل الثانية.. يمكن تصنيفها من الدرجة السابعة، ولا أعتقد أن عشيرة القمر الأحمر تملِك واحدة من الدرجة السابعة، أما المراحل الثلاثة الأخيرة فهي..، حسناً، هي خارج التصنيف بالنسبة لك"

تعرّقت روماليا وهي تستمِع إليه، خارج التصنيف بالنسبة لي ؟
هل هذا لأنها تتبع تصنيفاً غير معروف في هذه الأرض ؟

على أية حال.. فإن تقنية من الدرجة السابعة يمكن أن تقوم لأجلها الحروب في جزر سمهريا لأنها من أعلى تصنيف معروف، أغلقت عينَيها وبدأت تستوعِب التقنية وزادت حيرتُها أكثر وأكثر من قوّتِها ودقّتها، ما جعلها تعتقِد بأن اتّباع شوفين كان أفضل خيارٍ تقوم به في حياتِها.

كان ريكو ينظر في شوفين وكأنه يريد تقنية أيضاً، إلا أن شوفين قال له

"لا توجد لدي تقنيات للوحوش، لكني سأعلّمك طريقة استخدام مهارتِك الوراثية عندما يحين الوقت، وستكون أفضل مِن أي تقنية أخرى، لذلك قُم بالتركيز الآن على الاختراق إلى مستوى تقوية الروح بِمساعدة الأداة التي صنعتُها لك"

وبحركة خاطفة.. رفع ريكو من ذيلِه ورماه في العالم الخاص به وهو يقول

"سيُفيدك التدرّب قُرب الشعلة البيضاء"

عبسَت راموليا ولم تعلم أين ذهب ريكو، ابتسم شوفين وأمسكَها من يدِها وقال

"أنتِ أيضاً"

قذفها في عالمِه هي أيضاً ثم جلس وأدخل وعيَه نحوهما وكانا مُندهِشين ممّا يريانِه، اقترب منهما وقال

"هذا فراغ مكاني بنيتُه قبل وقتٍ طويل، لكنّه مُدمّر في الوقت الحالي، لذلك.. لا تنزِلا من هذه المنصة لأن الوضع خارِجها خطير جداً، تدرّبا قُرب هذه الشعلة وسأرسِل الطاقة من الوريد إلى هُنا مُباشرة"

جلس أرضاً فجلس الإثنان أيضاً، وبعد لحظات.. بدأت الطاقة الصافية من الوريد الروحي للعشيرة تتدفّق من الشعلة وتتّجِه نحوهما، والطاقة التي لا يستطيعون استيعابها كانت تندمج مع الهواء.

ابتسم شوفين وقال في نفسِه

"والآن.. ما هي التقنية التي سأتدرّب عليها ؟"

2020/01/11 · 674 مشاهدة · 972 كلمة
simba
نادي الروايات - 2024