"هذه ترجمة غير رسمية للفصول المجانية المنشورة من الناشر. لا أمتلك أي حقوق، وجميع الحقوق تعود لأصحابها."

الفصل 104

كان العدد الهائل ساحقًا.

وقف الأستاذ وطلاب السنة الرابعة المتقدمون أمامنا في تشكيلٍ يشبه المثلث لصد الوحوش.

كان قرارًا حكيمًا.

كان الأساتذة يفكرون بالطريقة نفسها التي نفكر بها نحن.

لم تكن هناك حاجة لقتل كل الوحوش.

ولا كانت هناك حاجة لصدها بالكامل ومنعها من الصعود. إذا اكتفينا بتحويل مسارها قليلًا، فستمر من تلقاء نفسها. وهذا كان كافيًا لحماية حياتنا.

خلفهم.

أي داخل المنطقة الآمنة التي صنعها ذلك التشكيل من الأساتذة وطلاب السنة الرابعة، كان لا يزال علينا أداء مهامنا الخاصة.

"لقد اخترق واحد!"

"إنه مينوتوراس! لا يمكننا هزيمته، ادفعوه بعيدًا!"

"درع مقدس!"

"حقل جليدي."

كانت مهمتنا حماية أنفسنا من الوحوش التي تتسلل من الخط الدفاعي الأمامي.

انقسمت موجة الوحوش التي تخطت خط الدفاع الأول إلى مسارين متقابلين، تمر من جانبي موقعنا، لكن بعضها خرج عن المسار وانقض نحونا.

بذلنا كل ما نستطيع لإبعاد تلك التي انحرفت عن المسار أو إسقاطها.

وبفضل وجود سارميان ذات الدائرة الرابعة، ثبتنا مواقعنا بقوة.

وعندما رأى ذلك طلاب السنة الثانية المتفرقون بدأوا يتجمعون نحونا.

"سأساعد."

"أهذه هي طالبة الإلف المنتقلة؟ كيف تستخدم ساحرة من السنة الأولى سحر الدائرة الثالثة؟"

"اصمت وألق تعويذتك."

"لكن… ما الذي يفعله نواه؟"

بينما كان الآخرون مشغولين بصد موجة الوحوش، كنت أركز على تشكيل دائرة سحرية مع جاكوب.

أحيانًا حاولت الوحوش دهس الدائرة السحرية، لكن أصدقائي كانوا يتكفلون بها.

"انتظر، ذلك كومودو كروك."

"تراجع!"

بدأت موجة الوحوش، التي بدأت بمخلوقات صغيرة وسريعة، تُملأ تدريجيًا بمخلوقات أبطأ وأثقل.

كان الكومودو كروك سحليةً ضخمة بستة أرجل. معروفة ببطئها الشديد لكن أقوى من المينوتوراس حجمًا وقوة.

(سلامات ليش قلبنا دينصورات)

وكان أحدها يقترب منا.

"نواه! تنحَّ جانبًا!"

حاول المتقدمون من الطلاب وأصدقائي تكديس أكبر قدر من تعاويذ الدفاع والابتعاد عن مسار الكومودو كروك.

لكن إن تحركنا الآن ستفشل الدائرة السحرية.

كانت دائرة سحرية صُنعَت بكل التراب الأحمر الذي جلبناه من الزنزانة.

"هل أتخلى عنها."

ومع اقتراب الكومودو كروك من تخطي الحدود الخارجية للدائرة…

أطلقت سارميان تعويذتها.

كان سحر طبيعة.

نمت نباتات متسلقة من الخطوط المرسومة بالتراب الأحمر داخل الدائرة. وزادت قوة السحر الطبيعي بسبب خصائص التراب الأحمر.

التفت تلك النباتات فورًا حول أرجل الكومودو كروك.

ثم جمّدت إيرينا الأرض وأرجله بتعويذة جليدية.

ومع تراكم تعاويذ إعاقة الحركة، توقف الكومودو كروك للحظة.

"الآن!"

استغل زيرويل وطلاب فرسان القوة المقدسة تلك اللحظة. تقدموا ودفعوا الكومودو كروك وهم يلقون تعويذة الدرع المقدس ويحملون دروعهم.

"ادفعوا!"

ووونغ—

ساعد بارين وفيتالي من الخلف بأجسادهما خوفًا من أن يغلبنا الوحش.

ومع دفع قدميه الأماميتين جانبًا، غيّر الكومودو كروك اتجاهه ومر إلى جانبنا.

"نجحت!"

"لقد صدّيناه."

احتاج الأمر لكل هذا الجهد لتغيير مسار كومودو كروك واحد.

"لا تسترخوا! ما زالوا يأتون!"

بدأ الجميع يتعبون.

رغم ذلك، واصلت رسم الدائرة السحرية.

كانت دائرة كبيرة وقوية، استخدمنا فيها كل التراب الأحمر للحصول على أقصى قوة ممكنة.

وسألني جاكوب، الذي يساعدني في الرسم:

"نواه. لماذا نرسم دائرة التحريك الذهني؟ ألا يجب علينا رسم دائرة من نوع الطبيعة لتستفيد منها صديقتك الإلف بشكل أفضل؟"

كنت أرسم دائرة سحرية للتحريك الذهني.

التراب الأحمر يعمل جيدًا مع سحر الطبيعة، مما يجعله أقل فاعلية في دوائر التحريك الذهني.

ورغم ذلك، كنت أرسم دائرة تعزيز التحريك الذهني لأن…

"ما الذي تظن الوحوش تهرب منه بهذه الدرجة من الذعر؟"

"ماذا؟ وكيف أعرف؟ وهل تعرف أنت؟"

"لا أعرف بالتحديد."

"ماذا؟"

"لكن المؤكد أنه أقوى بكثير من هذه الوحوش."

الكومودو كروك الذي بالكاد استطعنا تغيير مساره بقوة مشتركة من طلاب السنة الأولى والثانية، وفرسان القوة المقدسة، والكهنة، وسارميان ذات الدائرة الرابعة.

وهو وحش لا يمكن التعامل معه إلا من قبل طلاب السنة الرابعة. فما الذي قد يخيف مخلوقات كهذه لتفر خارج الزنزانة؟

"لذا هذه الدائرة مخصصة لأكثر شخص يمكن الاعتماد عليه."

أحد كبار سحرة الإمبراطورية.

الأستاذ كاميل.

كان هذا استعدادًا له.

---

ارتقى الأستاذ كاميل والبارون بلير بسرعة عبر صخور الأخدود.

لم تعقهم موجة الوحوش ولا منحدرات الأخدود الوعرة.

كان البارون بلير يتحرك بخفة رغم حمله رئيس الكهنة إسبالين على كتفيه.

"مذهل."

تمتم البارون بلير وهو يقفز مستخدمًا رأس وحش كحجر للتوازن.

أجاب الأستاذ كاميل، الذي كان يطفو باستخدام التحريك الذهني:

"يبدو أن كل الوحوش تقريبًا من الزنازن الكبيرة قد هربت."

"مع خصم مثل ذلك الشيء، لا عجب. لم يكن مجرد جثة."

"كان سحر ظلام فظيع."

هذا كان من رئيس الكهنة إسبالين.

يبدو أنه استعاد أنفاسه قليلاً.

"سحر ظلام يصد القوة المقدسة. كان ظلامًا لم أشهده من قبل."

ومن انخفاض ارتجاف صوته بدا أن حالته السيئة كانت بسبـب ذلك العملاق. فقد شعر بأن قوته المقدسة تُسحب منه عبر ظلام قادر على صد الضوء نفسه.

وبعد أن تعافى قليلًا، مسح الدم من أذنه وعالجها بقوته.

تدفقت حرارة القوة المقدسة مع عودة طبلة أذنه.

شعر البارون بلير بتلك الحرارة خلفه وقال:

"هل أصبحت بخير؟ إذن انزل وسر قليلًا."

"لا أستطيع صعود هذا الطريق."

بدا أنه استعاد بعض رباطة الجأش مع ابتعادهم عن العملاق. لكن…

— كوووووووو!

بووم!

دوى صراخ العملاق واهتزت الأرض من جديد.

ارتعبت الوحوش وزادت يأسها في الهرب.

"تبًا. يبدو أنه خرج بالفعل."

"أسرعوا."

زادوا سرعتهم نحو قمة الأخدود.

هناك وجدوا الأساتذة والطلاب يشكلون خطوطًا لصد الوحوش.

"الأستاذ كوهيلن!"

"البارون!"

استقبل البارون بلير أستاذًا شابًا يحمل سيفًا ضخمًا مملوءًا بالهالة.

كان الأستاذ كوهيلن قد وصل حديثًا إلى مستوى سياف هالة.

تم تنظيم تشكيل الأساتذة في الأعلى حوله.

فهو الأقوى هناك بعد البارون بلير والأستاذ كاميل. ولهذا كان يقف في الأمام، والآخرون خلفه في جدار مائل.

وضع البارون بلير رئيس الكهنة إسبالين على الأرض وقال:

"لقد صمدتم جيدًا! لا تقلقوا بعد الآن."

"ما الذي حدث تحديدًا في الأسفل؟"

"......"

تردد البارون بلير قليلًا.

لم يكن ما رأوه مجرد جثة عملاق. بل قوته تجاوزت الطبيعي. لم يكن مجرد جثة. ولا مجرد عملاق.

"إنه غول ملك العمالقة."

رد رئيس الكهنة إسبالين وهو يقف على قدميه.

"سحر ظلام قوي أيقظ جثة ملك العمالقة. وقوته الأصلية تضاعفت بقوة الظلام."

"...هل هزمتموه؟"

"لا، لقد هربنا أيضًا."

صُدم الأستاذ كوهيلن.

"ماذا؟ أنتم الثلاثة فشلتم؟!"

"دفناه مؤقتًا، اعتقدنا أننا اشترينا وقتًا، لكن…"

— كوووووو!

"يبدو أننا لم نشترِ لحظة حتى. أستاذ كاميل، هل لديك خطة؟"

لكن كاميل لم يستطع الإجابة.

كان مشغولًا بتلاوة تعاويذ التحريك الذهني.

ازداد عدد الوحوش خلال صعوده. وكان عليه منح الأستاذ كوهيلن فرصة ليلتقط أنفاسه.

وووش—

صرير

ازدادت شراسة الوحوش بعد خروج العملاق. بعض الوحوش الضخمة منها تطأ الوحوش الصغيرة فقط لتتقدم.

"أهذا… ماموث ذو أنياب بيضاء؟"

"لماذا يظهر وحش يسكن السهول في الأخدود؟"

"هل هذا وقت لطرح الأسئلة؟!"

انضم البارون بلير للقتال مع ظهور هذه الوحوش الهائلة.

رغم الضربات المتوالية والتعاويذ، كان العملاق يقترب.

---

"إنه الأستاذ كاميل!"

"البارون بلير ورئيس الكهنة وصلوا."

"لقد نجونا…"

تنفس الطلاب الصعداء عند رؤية الأساتذة الثلاثة.

فكل منهم رمز بارز في مسابقات التبادل. ووجودهم وحده غيّر الموقف جذريًا.

أصبحنا أكثر أمانًا رغم ظهور وحوش أكبر.

ذلك لأن الأستاذ كاميل فتح طريقًا وأبقى الوحوش بعيدًا.

"هكذا يكون التحريك الذهني لساحر من الدائرة السابعة…"

تمتم طالب من السنة الثانية مندهشًا.

يبدو أنها كانت أول مرة يشاهد فيها الأستاذ كاميل يستخدم التحريك الذهني بجدية.

كانت الوحوش تنزاح كما لو أن حاجزًا هائلًا يمنعها من الاقتراب منا.

وكان يُحرك جثث الوحوش التي أسقطها البارون بلير ليصنع بها حواجز.

لكن على عكس ارتياح الآخرين، كنت أشعر بالقلق.

'إنه مظلم. الظلام يزداد.'

كان مشابهًا لما شعرت به عندما قابلت نيريـان في المدرج الخارجي. حين كان يمسك شمعة سحر الظلام ويتمتم تعاويذه.

ذلك النوع من الطاقة كان يغمر المنطقة.

'سحر الظلام…'

"نواه. هل لم تعد الدائرة ضرورية؟"

"نعم، يمكننا استرجاع التراب الأحمر…"

سألني جاكوب وفيتالي.

حتى طلاب اللاهوت نظروا نحوي مستغربين.

لقد استخدمنا التراب الأحمر كله لرسم الدائرة. إن لم تعد ضرورية، فلم لا نستعيده؟

فهو غال الثمن ومفيد للاستعمال العام.

هززت رأسي.

"ليس بعد."

وما إن أنهيت الكلام حتى سُمع عواءٌ مخيف.

— كواااووو!

"آه!"

"آااه!"

غطى أصدقائي آذانهم. لكن الألم اخترق حتى الأذنين المغلقتين.

شعور كأن الشعر كله يقف.

وظهرت كتلة ضخمة ترتفع من قاع الأخدود.

طَطَطَط—

ومع اقترابها، تراجعت الوحوش لتفسح دائرة حولها.

كان عملاقًا.

عملاقًا محنطًا ملفوفًا بالضمادات.

ومصدر ظلامٍ يتسع تحته.

ارتجف زيرويل، وهو يمسك درعه، وقال بصوت مرتجف:

"سحر ظلام…!"

تعرق طلاب اللاهوت من شدة السحر المظلم.

القوة المقدسة تعاكس سحر الظلام عادة. والضوء يغلب الظلام. لكن الظلام القوي جدًا قد يقلب هذا القانون.

لوّح العملاق بقبضته.

بووم!

انتشر حاجز من القوة المقدسة صنعه أساتذة اللاهوت وطلاب السنة الرابعة بصعوبة لصد الضربة الأولى.

لكن الضربة الثانية حطمت تشكيلهم.

بانغ!

طار الأستاذ كوهيلن بركلة.

ونزف أساتذة اللاهوت وطلابهم من الأنف والأذن.

لم تقو قوتهم المقدسة على احتمال سحر الظلام.

وحتى ضربة البارون بلير بالسيف صُدّت بلكمة واحدة من العملاق.

"ما هذا…!"

فتح أصدقائي أفواههم مصدومين.

ناديت فورًا الأستاذ كاميل.

"أستاذ!"

كان الأستاذ كاميل في وسط تعاويذ التحريك الذهني لإعاقة حركة العملاق.

وعندما سمع صوتي، التفت إلي.

وكانت الدائرة السحرية المحيطة بي دائرة تعزيز التحريك الذهني.

ليست دائرة سريعة كالتي يرسمها جاكوب، بل دائرة كاملة وضيقة وفق القواعد التقليدية.

وساحر دائرة سابعة لا يمكن أن يخطئ في تمييزها.

"عمل جيد يا نواه!"

قفز الأستاذ كاميل فورًا إلى وسط الدائرة.

كانت التشكيلات الدفاعية تنهار في كل لحظة.

طار الأستاذ كوهيلن.

وتعرض الأساتذة والطلاب للإصابات.

وعدم موت أحد حتى الآن كان بفضل الأستاذ كاميل والبارون بلير.

لكن بمجرد ابتعاد كاميل قليلًا، بدأ الميزان يميل والبارون يُدفع للخلف.

حتى بمساعدة رئيس الكهنة إسبالين وطلاب اللاهوت، لم يكن لديهم القوة الكافية.

ألقى الأستاذ كاميل تعاويذه بسرعة مذهلة.

"أااسرع يا كاميل!"

ومع صرخة البارون بلير المكبوتة، اكتملت تعويذة الأستاذ كاميل.

كانت كرة مضغوطة من قوة التحريك الذهني.

كانت قنبلة تحريك ذهني.

انتهىى الفصل

عنوان الفصل: غاية الدوائر السحرية

2025/12/09 · 137 مشاهدة · 1500 كلمة
Y A T O
نادي الروايات - 2025