"هذه ترجمة غير رسمية للفصول المجانية المنشورة من الناشر. لا أمتلك أي حقوق، وجميع الحقوق تعود لأصحابها."

الفصل 162

في صباح اليوم التالي، استدعى الدوق سيلماران نواه آشـبورن إلى شتلات درايزل أول ما بدأ النهار.

كان فضوليًا.

كيف يمكن لإنسان أن يُلحق هذا القدر من الألم والرعب بشجرة، وفي الوقت نفسه يجعلها تنمو بصورة سليمة؟

كان باقي الطلاب يتناوبون على تجربة كل خطوة من خطوات صناعة الورق واحدة تلو الأخرى. لكن نواه آشـبورن وحده تم استدعاؤه إلى هنا.

"كيف فعلت ذلك بالضبط؟"

لم يعد الدوق سيلماران قادرًا على كبح فضوله، فسأل نواه مباشرة. بدا نواه آشـبورن مرتبكًا.

"عفوًا؟"

"هذه الشجرة. صُدمتُ وأنا أراك تُنميها أمس. لكن الأكثر إثارة للدهشة هو الأسلوب الذي استخدمته. التقارب الطبيعي المعتاد لا يجعل الأشجار تشعر بهذه المشاعر..."

"آه... تقصد هذا. أنا لم أستخدم التقارب الطبيعي في تنميتها يا سيدي."

"لم تستخدمه؟"

"لا. استجابة المانا للطبيعة لدي كانت سلبية عند قياسها في الصف."

قطّب سيلماران حاجبيه قليلًا.

هل هذا الطالب يكذب الآن؟ كيف يمكن لشخص لديه استجابة سلبية للطبيعة أن يُنمي النباتات؟

ربما كانت استجابته مرتفعة لدرجة لم تتمكن أدوات الصف من قياسها، فحدث خطأ.

"لا. بالنظر إلى رد فعل الشتلة، قد تكون فعلًا سلبية."

كان التفسير ممكنًا في الاتجاهين، وهذا ما زاد ارتباكه.

"انتظر. هل تقول إنك أنميت شتلة بسرعة رغم امتلاكك استجابة سلبية؟ هل هذا ممكن أصلًا؟"

"نعم. استخدمتُ صيغ سحر النمو."

"صيغ سحر النمو؟"

نادرًا ما يستخدم الإلف الصيغ عند إلقاء سحر الطبيعة. في العادة، يقوم سحر الطبيعة على نقل إرادة الساحر إلى الطبيعة وجعلها تتحرك وفقها، وهذا هو الأسلوب السائد.

كانت هناك صيغ أساسية لسحر الطبيعة، لكنها لم تكن سوى تحويلات رقمية لظاهرة انتقال الإرادة وتحرك النباتات.

استخدام الصيغ الحسابية مباشرة كان غير فعّال إلى حدٍ كبير.

وبالنسبة لعرق مثل الإلف، الذين يملكون استجابة طبيعية عالية بالفطرة، لم تكن هناك حاجة لفهم الأمور قسرًا عبر الصيغ، لذا لم يكن كثيرون يعرفون بوجودها أصلًا.

فكّر سيلماران مليًا عندما سمع كلمة "صيغ".

ثم تذكّر.

"آه. هذا الشيء."

تحويل جانب النمو في سحر الطبيعة إلى صيغ. كفاءته سيئة مقارنة بتعقيده، ولا يُستخدم إلا عندما تكون البذور في مرحلة الإنبات الأولى.

"صحيح. أظنني رأيته من قبل. صيغ سحر النمو."

"نعم. هو ذاك. يتم تطبيق الصيغ على الشجرة كاملة بما يتناسب مع تركيز القوة السحرية الموزعة في التربة. وبما أن لكل شجرة شكلًا مختلفًا، وعدد الأغصان وتوزيع الأوراق يختلف، فإن تحديد الإحداثيات وفق هذا الشكل وتحويل الصيغة أمرٌ صعب بعض الشيء."

"انتظر، انتظر. هل تطبّق هذه الصيغة على الشجرة كلها؟"

"نعم."

"ظننتك طبّقتها فقط على الأوراق التي نمت عند الأطراف."

عندما عرض نواه الأمر أمس، رأى سيلماران الأوراق عند الأطراف تنمو فورًا.

بدا من المستحيل تطبيق الصيغة على الشجرة كلها، فظن أنها مقتصرة على الأغصان.

لكن ذلك لم يكن صحيحًا.

"لو فعلتُ ذلك، لاختلّ التوازن."

"أه... وهل ينجح هذا؟"

"نعم."

"كيف؟"

رغم أنه شرح ذلك من قبل، أعاد نواه شرح خطوات حسابه بتأنٍ مرة أخرى.

كلما استمع سيلماران، شعر بأن رأسه يزداد تعقيدًا.

"أه، أمم... إذن تطبّق الصيغة على إحداثيات هذا الغصن، ثم تعيد دمجها مع الجذع، وللحفاظ على التوازن تُدخل إحداثيات الغصن المقابل..."

حاول الحساب خطوة خطوة، فكان التعقيد مفرطًا.

سحر النمو لا يتجاوز الدائرة الأولى أو الثانية، لكن من حيث طول الحسابات وحدها، كان يشبه سحر الدائرة السادسة الذي يستخدم ست حلقات مانا متداخلة.

ومع ذلك، عندما أتمّ الحساب بطريقة ما وجرّب إلقاء السحر، نجح فعلًا.

"أوه... إنه يعمل حقًا."

كان الأمر مذهلًا. أن يُحسب ويُلقى كل هذا داخل الرأس.

لكن المشكلة ظهرت بعدها.

كان سيلماران يمتلك استجابة طبيعية وسعة مانا تفوق نواه بكثير. فكانت شدة سحر النمو الذي ألقاه قوية جدًا، مما جعل شتلة درايسل تنمو بسرعة أكبر. (في الفصل السابق سميتها درايزل من الان ستكون درايسل)

وبالطبع، تغيّرت الإحداثيات.

"م-مهلًا يا دوق. لقد ضخخت مانا أكثر من اللازم. يجب تغيير الإحداثيات. بما أن الأوراق نمت كليًا، عليك تعديل الإحداثيات بدءًا من الغصن الجديد عند أسفل الجذع وضبط الصيغة..."

انهار سحر النمو.

كان عليه إعادة إلقائه، وإعادة الحساب من البداية وفق الإحداثيات الجديدة.

شعر سيلماران بأن عقله يفرغ تمامًا.

"أ-أعيد حساب هذا؟ أغيّر الإحداثيات في كل مرة تنمو فيها الشجرة؟"

كان الأمر معقدًا إلى هذا الحد وهي مجرد شتلة. لو نمت مترًا واحدًا إضافيًا، ستصبح الحسابات غير قابلة للإدارة.

ولم تكن هذه المشكلة الوحيدة.

شجرة درايسل التي نمت بسرعة امتصت القوة السحرية من التربة المحيطة فورًا، حتى جفّت التربة ومات العشب القريب وذبل.

وعندما انهار السحر، فقدت الأوراق الخضراء الممتدة قوتها وتهدلت.

"كيف... كيف حدث هذا؟"

"لقد ضخخت مانا أكثر من اللازم. كان عليك استخدام كمية مناسبة تتناسب مع القوة السحرية الموزعة في التربة."

لم يجرّب سيلماران من قبل إجبار النمو بهذه الصيغ. استخدم المانا كما يفعل عادة عند نقل إرادته عبر سحر الطبيعة، لكن ذلك كان مفرطًا لهذه الصيغة.

"هذا مستحيل."

صُدم الدوق سيلماران ووضع يده على جذع درايسل لقراءة أفكارها.

— آه، أغغ! أنا أموت! اقتلني فحسب...

كان رد الفعل مطابقًا تمامًا لشخص انهار بعد إجهاد مفرط.

سارع سيلماران إلى تهدئة درايسل مستخدمًا سحر الطبيعة لنقل إرادته.

كان الأمر عناءً يفوق فائدته.

شيئًا لا يمكنه فعله أبدًا.

"كيف استطعتَ فعل هذا؟"

"أنا سريع قليلًا في الحسابات. لكن هذا الحجم هو حدّي أيضًا. إذا كبرت أكثر من ذلك، يصبح الحساب الذهني صعبًا حتى عليّ."

"آه... حساب ذهني..."

أن يحلّ كل هذا في رأسه دون ترنيم تعويذة ويلقي السحر مباشرة.

ذلك جعل الدوق سيلماران يطمع في موهبة نواه آشـبورن أكثر.

هو نفسه لا يستطيع فعل ذلك، لكن نواه قادر عليه حتى هذا الحجم من الشتلات.

بهذه الموهبة الجنونية، مجرد تسريع نمو الشتلات يمكن أن يقلّص الزمن بخمس سنوات. صحيح أن الأشجار ستعاني خلال تلك السنوات الخمس.

"لكن طالما أنها تنمو بصحة جيدة، فهذا هو المهم، أليس كذلك؟" (انا اقول لازم يطردوك من مجتمع الإلف)

بعد تهدئة شتلة الدرايسل وجعلها أكثر حيوية قليلًا، ضغط سيلماران على التربة المحيطة وتحدث.

"عندما تتخرج. ما رأيك أن تعمل في دوقيتنا..."

"لا شكرًا."

"همم؟ لم أنتهِ من الكلام بعد."

"تريدني أن أعمل في مصنع الورق، أليس كذلك؟"

"هذا... صحيح؟"

"لن أفعل."

"لماذا!؟"

حتى لو تجاهلنا موضوع الشتلات، كان نواه آشـبورن موهبة لا يمكن التفريط بها. سرعة حسابه للصيغ وحدها تجعل مجالات العمل لا حصر لها.

يمكنه حتى العمل في المحاسبة بدل السحر.

درجاته في مدرسة السحر ممتازة أيضًا، مما جعله أكثر إغراءً.

"إن أتيتَ إلى الدوقية، سأدفع لك جيدًا. بضع سنوات من العمل تكفيك لتعيش براحة طوال حياتك. وسأعيّنك في القسم الذي تريده."

"ما زال لا."

"لماذا..."

"الأمر فقط... لا يوجد هنا سوى الغابة."

انخفض رأس سيلماران.

حقيقة لا يمكن دحضها.

مهما عرض من مال، فهذه منطقة نائية في الشمال الغربي للإمبراطورية.

لقب دوق إمبراطوري ليس سوى مظهر. معظم الإقليم هو في الحقيقة غابة الموجة الفضية.

وسيلماران، بصفته إلفًا، بنى مصنع ورق بقطع الغابة، لكنه يعارض بشدة إزالة جزء منها لإنشاء منطقة تجارية.

من سيأتي إلى بلدة ريفية لا شيء فيها لمجرد المال؟

كانت نقطة ضعف مؤلمة تعيق استقطاب المواهب.

"ولم أحدد تخصصي بعد. أقدّر العرض، لكنني سأفكر بمساري قليلًا بعد."

"ح-حسنًا. لا حيلة إذن. إن غيّرت رأيك لاحقًا، أخبرني."

وبينما كان يهمّ بالانصراف بأسف، أمسكه نواه هذه المرة.

"المشكلة الحقيقية هي نقص التربة الحمراء، أليس كذلك؟"

"همم؟"

توقف سيلماران.

بعيدًا عن مسألة استقطاب نواه، كان سبب اهتمامه الأول به فعلًا هو مشكلة التربة الحمراء.

ذلك النقص كان يقيّد نمو الدرايسل، ونواه شخص قادر على حله.

"صحيح. لم تُحل هذه المشكلة بعد. ولو أتيتَ، لكانت انتهت بالطبع." (يقصد نواه لو عمل عند الدوق لحُلت المشكلة)

فقال نواه:

"لا أعلم إن كان هذا سيفيد، لكن كهف دودة أرض عملاقة ظهر في إقطاعية عائلتي."

"دودة أرض عملاقة؟"

انتبه فورًا. ديدان الأرض العملاقة وحوش تُنتج التربة الحمراء.

"ما رأيك أن أبيعك التربة الحمراء المنتَجة هناك يا دوق؟"

وفي الوقت نفسه، أخرج نواه ورقة من جيبه وبسطها. عندما استلمها سيلماران، اتسعت عيناه. كانت رسالة توصية مختومة بختم الأميرة الإمبراطورية.

"رسالة من صاحبة السمو؟"

حدّق سيلماران بذهول.

"كم كمية التربة الحمراء؟"

"ليست كثيرة. مجرد دودة واحدة."

واحدة فقط.

مخيّبة.

ليست كافية لتغطية غابة الموجة الفضية كلها، لكن من يحتاج هو الدوق. أمسك بيد نواه وقال:

"شكرًا لك. بفضلك سيقلّ همٌّ واحد لدي. سأدفع سعرًا جيدًا."

"كم بالضبط؟"

حدّت عينا نواه. مسائل السعر دائمًا مهمة.

لكنّه ما زال في السادسة عشرة.

مهما كانت موهبته، لا يمكنه مجاراة خبرة سيلماران الذي عاش مئة عام في تجارة الورق.

"التربة الحمراء تُتداول عادة بنحو 8000 ذهب للكيلوغرام. أنا أشتري غالبًا بسعر أعلى قليلًا من السوق. وسأمنح عائلتك سعرًا أفضل... ما رأيك بـ 12000 ذهب للكيلوغرام؟"

كان مبلغًا كبيرًا بما يكفي.

أسرة آشـبورن ليست ذات نفوذ أو ثراء كبير، بل أسرة صغيرة على وشك التراجع. من الطبيعي أن طالبًا مثل نواه لم يتعامل مع هذا القدر من المال.

لكن تعبير نواه أظهر عدم الرضا.

"كنت حاضرًا في الحادثة الأخيرة في وادي كانتوا. رأيت عددًا هائلًا من ديدان الأرض العملاقة تموت أثناء فرارها."

"همم. نعم، لا بد أن ذلك حدث."

"لذلك ارتفع سعر التربة الحمراء كثيرًا. أعلم أنه تجاوز بالفعل 10000 ذهب في السوق."

"أ-أرى."

هذا الفتى يعرف أكثر مما ينبغي.

ومع ذلك، 12000 لم يكن قليلًا.

"ولو لم أرَ هذا بنفسي لكان الأمر مختلفًا... لكنني رأيت وضعك يا دوق."

"وضعي؟"

"نعم. هذه التربة هنا."

أشار نواه إلى الأرض الذابلة حول الشتلة.

"أنت بحاجة إلى تربة حمراء إضافية هنا أيضًا. عليك أن تدفع 16000 ذهب للكيلوغرام على الأقل."

مثالي.

رقم أعلى قليلًا من الحد الأقصى الذي وضعه سيلماران في ذهنه. مبلغ محرج للرفض، ومبالغ فيه قليلًا للقبول بسهولة.

"ممم..."

فكّر سيلماران طويلًا، ثم اتخذ قراره.

من يحتاج إليها الآن هو سيلماران نفسه. لم يكن أمامه خيار.

لكنه وضع شرطًا.

"بدلاً من ذلك، هناك شجرة درايسل أخرى على بعد أربعة كيلومترات إلى الشمال الشرقي من هنا. شتلة زُرعت حديثًا وأنبتت للتو."

شتلة درايسل أصغر من هذه.

أراد من نواه الاعتناء بها طوال الرحلة.

وافق نواه، وهكذا تم العقد.

---

خلال الرحلة، كان عليّ أن أذهب كل صباح دون انقطاع إلى موقع شتلة درايسل وأطبق عليها سحر النمو.

"تبًا، أهذه رحلة أصلًا؟"

يسمونها رحلة ويجعلونني أعمل.

بالطبع، في فترة بعد الظهر كنا نركب السفن ونشاهد الشفق القطبي يمتد في غابات الشمال.

وفي الليل، كنت أراقب الأزواج الذين يتكاثرون كالفطر.

بعد أن انتهت الرحلة القصيرة والطويلة في آن واحد، غادر الأزواج إلى مساقط رؤوسهم، يتحسّرون على الفراق.

وفي طريقي إلى المنزل، وأنا أركب على ظهر بيام، كنت أحمل في جيبي عقدًا.

عقدًا مع الدوق سيلماران لتوريد التربة الحمراء بسعر 16000 ذهب للكيلوغرام.

كانت خطوات عودتي مطمئنة.

"أبي، لقد فعلتُها."

انتهىى الفصل

عنوان الفصل: أبي، لقد فعلتُها

2025/12/22 · 57 مشاهدة · 1643 كلمة
Y A T O
نادي الروايات - 2025