الفصل 69
انشأت كرة ماء باستخدام دائرة مانا من الدرجة الأولى فقط وجعلتها تطفو. ثم ضبطت ببطء توزيع قوة التحريك الذهني لتحريك كرة الماء.
تحريكها قليلًا إلى الجانب كان سهلاً، لكن عندما حاولت إرسالها لمسافة بعيدة دفعة واحدة، اختل توازن القوى وفقدت الكرة شكلها.
"ليس من السهل إطلاق كرة ماء مع الحفاظ على شكلها."
كمية القوة المطلوبة للحفاظ على الكرة تتغير حسب القوة المستخدمة لتحريكها.
كان عليّ مراعاة ذلك أيضًا عند محاولة إطلاق كرة الماء.
بعد عدة محاولات تدريبية، نجحت سريعًا في إرسال كرة الماء إلى الهدف عبر البحيرة.
رشاش—
استغرقت العملية حوالي خمس دقائق منذ بداية الاختبار.
اقترب الأستاذ كاميل مني مرة أخرى وفحص عقدي.
بدا وكأنه يتحقق مما إذا كان عقد ختم الدائرة الذي أعطاني إياه يعمل بشكل صحيح.
أمسك العقد للحظة وهو يتمتم بتعويذة لاختباره، ثم قال لي:
"ممتاز. لقد اجتزت المرحلة الثانية."
"شكرًا."
المرحلة الثانية ناجحة.
الطلاب الآخرون ما زالوا يكافحون في المرحلة الأولى.
كانوا جميعًا منشغلين بمحاولة رفع الماء.
بعضهم بدا وكأنه يكون كرات، لكن سرعان ما ينهار توازن القوى، فيفيض الماء أو تتكون ثقوب في المجال الذهني فيتسرب الماء.
"أظن أن عليّ التدرب أكثر قليلًا."
ليست النهاية بمجرد أن ترسل كرة ماء إلى الهدف مرة واحدة.
المرحلة النهائية من هذا الاختبار هي بطولة معارك كرات الماء.
لضرب الخصم، يجب أن أتمكن من التحكم بالكرة بحرية أكبر.
حلقت كرة ماء في الهواء باستخدام التحريك الذهني وحركتها لأعلى، أسفل، يسار ويمين.
حاولت تحريكها بحركة دائرية وحركة لولبية.
تغيير الاتجاه أثناء الحركة تطلب حسابات أكثر تعقيدًا، واستغرق مني وقتًا طويلاً.
لكن بينما كانت المحاولة الأولى صعبة، أصبحت قابلة للتحكم مع التعود.
قضيت الدقائق الخمس والعشرين المتبقية أتمرن على كرات الماء لتمضية الوقت.
---
بالنسبة لسارميان، إنشاء كرة ماء باستخدام التحريك الذهني الضاغط كان صعبًا منذ البداية.
الأستاذ كاميل كان عضوًا ناجحًا في قوات النخبة الإمبراطورية تحترمه، لكن ذلك لا يعني أنها تستطيع محاكاة سحره الخاص بالتحريك الذهني.
تخصص سارميان هو سحر الطبيعة وسحر العناصر الهوائي.
حتى عند رغبتها في تحريك أشياء بعيدة، كانت تفضل استخدام سحر الهواء على التحريك الذهني.
في هذه المرحلة، كانت معتادة فقط على الصيغ الأساسية واساليب تطبيق السحر، ولم تكن مرتاحة مع السحر نفسه.
"جمع هكذا... وزع المانا..."
مع ذلك، مهارات الساحر من الدائرة الرابعة لا تختفي هكذا.
استعادت ذكرياتها ببطء وضبطت توزيع ماناها، وتمكنت بصعوبة من الحفاظ على كرة ماء كروية.
"تم! قليل فقط..."
بينما كانت تفكر بذلك، رأت ما يثير دهشتها.
كرة الماء التي أنشأها نواه آشـبورن.
حافظت على شكل كروي مثالي بينما تتحرك بحرية في جميع الاتجاهات—أعلى، أسفل، يسار، يمين، دوائر، لوالب، أشكال سداسية والمزيد.
"هل تمزح؟ هل هذا ممكن؟"
كان من الصعب تصديق أن هذا تم إنشاؤه بماء كان عادة يتسرب عند أدنى فراغ.
لو كان سحر وهمي، ربما صدقت ذلك.
لكن بما أن الأستاذ كاميل لم يقل شيئًا، فهذا يجب أن تكون كرة ماء حقيقية أنشأها نواه آشـبورن.
رشاش—
بفضل لحظة تشتيت انتباهها، انهار سحرها. كرة الماء التي بالكاد احتفظت بها فقدت قوتها وانسكب الماء.
"أوه لا!"
أن تفقد التركيز في لحظة مهمة كهذه.
وبينما كانت مترددة، كان الطلاب الآخرون على وشك إكمال كرات الماء الخاصة بهم.
إيرينا وفيتالي.
"لا يمكن أن أخسر!"
أن أخسر أمام نواه آشـبورن؟
هذا ممكن.
وبالنظر لما كانت تراه، كان ذلك الشاب ببساطة خارج عن المألوف. محاولة اللحاق به ستكسر قوتها الذهنية فقط.
لكن الآخرين؟
لا يمكنها أن تخسر أمام فيتالي وإيرينا.
"لقد خسرت المركز الأول بالفعل، هل سأخسر المركز الثاني والثالث أيضًا؟"
كانت هذه مسألة كبرياء.
كيف لساحرة من الدائرة الرابعة في قوات النخبة الإمبراطورية أن تخسر أمام طالب في السنة الأولى؟
"إذا خسرت، سيكون ذلك مهينًا!"
الادعاء بأنها لم تتدرب على حسابات التحريك الذهني الأساسية منذ فترة كان مجرد عذر.
سيكون من المخزي أن تخسر أمام طلاب لم يتعلموا السحر سوى لمدة ستة أشهر فقط.
جمعت تركيزها مرة أخرى ورفعت الماء لتشكيل كرة.
لكن.
"لقد فعلتها!"
"انتهت."
أصوات النجاح جاءت أولًا من الجانب الآخر.
المركز الثاني ذهب لفيتالي، الثالث لإيرينا.
سارميان أنهت رابعًا بفارق ضئيل.
---
المرحلة الأولى من الاختبار بالترتيب: فيتالي، إيرينا، سارميان.
أما المرحلة الثانية، رمي كرة الماء، فكان الترتيب معكوسًا.
سارميان كانت الأولى، ثم إيرينا، ثم فيتالي.
بالطبع، نواه الذي أرسل كرة الماء خلال خمس دقائق وكان الآن يتدرب على حركات متقنة، اعتبر خارج الترتيب.
لذلك الثلاثة الذين اجتازوا المرحلتين 1 و2 كانوا متساويين في المتوسط، مما أعطاهم درجات متساوية، لكن لم يبدو أي منهم سعيدًا.
أولًا، سارميان لم تصدق أنها، كساحرة من الدائرة الرابعة، تتنافس على قدم المساواة مع طلاب السنة الأولى.
"لا أصدق أن لدى طلاب السنة الأولى هذا المستوى من التحكم بالمانا..."
بينما شعرت بالتهديد كساحرة مخضرمة، كان فيتالي منشغلًا بتبرير نفسه.
"باستثنائي، فقد وصل البقية جميعهم إلى الدائرة الثانية. أما من بقي في الدائرة الأولى، فأنا في المقدمة… لذلك بين السنة الأولى الفعلية، أنا الأول…"
وإيرينا كانت تشعر بروح تنافسية شديدة.
"المركز الثاني... لم أحصل عليه أبدًا."
في المرحلتين الأولى والثانية، كانت إيرينا ثالثة.
حتى مع أن الترتيب المتوسط متساوٍ، لم يكن لذلك معنى لإيرينا.
إيرينا اعتقدت أن المركز خلف نواه مباشرةً هو حقها. أي ترتيب آخر غير الثاني يعادل الثالث أو الرابع.
لم تحصل على المركز الثاني حتى مرة واحدة، فشعرت وكأنها جاءت في المركز الأخير مرتين
شددت إيرينا قبضتها وعاهدت نفسها.
"لن أخسر أبدًا."
فقط 52 طالبًا اجتازوا المرحلة الثانية خلال 30 دقيقة.
بالنظر إلى إجمالي عدد طلاب السنة الأولى 800، كان اختبارًا صعبًا جدًا بمعدل نجاح 6.5%.
ثم جاءت المرحلة النهائية.
بطولة معارك كرات الماء.
القواعد بسيطة.
ابتكر كرة ماء من ماء البحيرة واضرب خصمك أولًا لتفوز.
لكن القواعد البسيطة لا تعني سهولة التنفيذ.
معظم الطلاب فشلوا في مجرد رمي كرات الماء، لذا الجميع كان يعرف صعوبة إصابة هدف محدد، خصوصًا إذا كان متحركًا.
"سأعلن الآن جدول البطولة. الطلاب الذين اجتازوا المرحلتين بسرعة سيحصلون على ميزة الإعفاء."
وهكذا بدأت البطولة.
سواء حصلوا على إعفاء أم لا، الطلاب المصنفون من الأول إلى الرابع أظهروا مهارات سحرية مذهلة وفازوا مباراة تلو الأخرى.
"بيب! نواه آشـبورن فاز."
"بيب! إيرينا بليرون تفوز."
"بيب! سارميان تفوز!"
"فيتالي يفوز!"
خصوصًا نواه آشـبورن، أنهى جميع مبارياته خلال عشر ثوانٍ.
بحلول الوقت الذي تمكن فيه خصومه من تكوين ورفع كراتهم، كانت كرة نواه قد وصلت فوق رؤوسهم.
بعض الطلاب لم يحاولوا إلقاء تعويذات وركضوا فقط، لكن كرات نواه لاحقتهم مثل صواريخ موجهة وأسقطتهم.
"واو..."
"كيف يمكن هزيمته؟"
"نواه آشـبورن سيفوز على أي حال."
"هل هناك خطأ في العقد؟ ربما يعزز قدرات السحر لدى المستخدم؟"
الطالب الذي قال ذلك أُسكت بسرعة بعد تلقي نظرة من الأستاذ كاميل.
لا مجال لخطأ أو تحيز من الأستاذ كاميل تجاه نواه.
في النهاية، الأربعة المتوقعون وصلوا إلى نصف النهائي.
على جانب واحد: نواه آشـبورن وفيتالي، وعلى الجانب الآخر: إيرينا وسارميان.
المباراة الأولى كانت بين إيرينا وسارميان.
المكان كان في أحد طرفي البحيرة، منطقة ضيقة ومنخفضة.
وُضعت منصات عائمة هناك مع جسر في المنتصف، يسمح لهما بمواجهة بعضهما.
يمكنهم إنشاء ورمي كرات الماء باستخدام ماء البحيرة على جانبي الجسر.
سارميان، الواقفة على اليسار، استفزت إيرينا أولًا.
"إذن لقد أصبحتِ من الدائرة الثانية الآن. تهانينا، إيرينا. كيف شعورك بالدائرة الثانية؟ لقد مر وقت طويل منذ أن وصلتُ إليها أنني لا أتذكر."
ردت إيرينا ببرود.
"أظن أنك تلقيت تهاني لذلك. مجرد الوصول للدائرة الثانية. لا أظن أن الأمر خاص بما يكفي ليستحق التهنئة."
"ها. هاها. قلت أنني لا أتذكر جيدًا، أليس كذلك؟ لأنه لم يكن مناسبة خاصة."
"نعم. صحيح."
عندما فشلت الهجمة الأولى، ذكرت سارميان نتائج المرحلة الثانية الأخيرة.
"هل تستطيعين رمي كرات الماء جيدًا؟ لقد اجتزت المرحلة الثانية بعدي بوقت قصير."
"بفرق 0.3 ثانية. لكن سمعت أنك اجتزت اختبار الدائرة السحرية بعدي بـ30 دقيقة في امتحان سحر العناصر."
قبضت سارميان قبضتها.
كانت آخر من اجتاز اختبار الدائرة السحرية في امتحان سحر العناصر لأنها كان عليها مواجهة نفسها من الدائرة الرابعة.
شعرت أن من غير العدل أن تواجه سحر الدائرة الرابعة في فصل السنة الأولى، لكنها لم تستطع الشكوى.
سارميان زفرت وهدأت نفسها.
"همم، ابقِ هادئة. خصمي طالبة في السنة الأولى. لا مجال أن أخسر."
أعلن الأستاذ كاميل بدء المباراة.
"استعدوا، ابدأوا!"
رفعت سارميان كرة ماء أولًا.
وأطلقتها فورًا نحو إيرينا.
لكن إيرينا كانت قد توقعت مسارها بالفعل.
إنشاء ورمي كرة الماء كان صعبًا، لكن تطبيق قوة التحريك الذهني العكسية في مسار الكرة القادمة كان سهلاً.
طالما يمكنك توقع مسار الكرة القادمة.
كان ذلك أكثر استراتيجيات الدفاع فعالية في المنافسة اليوم.
انفجرت كرة الماء التي رمتها سارميان في الهواء عند مقابلتها مع التحريك الذهني لإيرينا.
رشاش!
انفجرت الكرة، متطايرة بالماء.
وبالتزامن، استعدت كلتاهما لكراتهما التالية.
كانت هذه العملية قد استغرقت وقتًا طويلًا في المرحلتين الأولى والثانية.
لكن كلاهما حسّن مهاراته في إنشاء كرات الماء عبر المباريات.
سرعة الإلقاء الآن كانت شبه متساوية مع نواه.
تكونت كرات الماء بسرعة مذهلة واندفعت نحو الخصم.
فوو— رشاش!
نجحت كلتاهما في تجنب كرات الماء بالتحرك على المنصة العائمة.
سقطت كرات الماء في البحيرة بجانبهما.
على المنصة المتأرجحة، حافظت إيرينا وسارميان على توازنهما أثناء إلقاء التعويذات مرة أخرى.
تحركتا تقريبًا كصور معكوسة. إلقاء التعويذات والإطلاق في الوقت نفسه، وتجنباها في الوقت ذاته.
لن تنتهي المباراة بسهولة.
سرعتهما في إلقاء التحريك الذهني من الدرجة الأولى ودقة التحكم كانت على نفس المستوى تقريبًا.
أدركت سارميان وإيرينا أن المباراة لن تنتهي بهذه الطريقة.
كانتا بحاجة لطريقة جديدة لتفوق الخصم تمامًا.
"أسرع."
"أقوى."
بعد أن توصلتا إلى استنتاج مماثل، استعدت كلتاهما شيئًا مختلفًا عن سحر التحريك الذهني الذي كانتا تستخدمانه.
وقفتا ثابتتين، مستعدتين للتعويذات.
كانت التعاويذ مختلفة تمامًا عن ما كانتا تستخدمانه، لكنها أكثر ألفة لكل منهما.
"ثلج..."
"هواء..."
تمامًا قبل أن تطلقا التعويذات نحو بعضهما:
"توقفا!"
أوقف الأستاذ كاميل المباراة بصوت حازم.
"كلاكما، أظهرا السحر الذي كنتما تستخدمانه."
أمام أمر الأستاذ كاميل، أظهرت كلتاهما السحر المخفي في البحيرة.
جمدت إيرينا قطعة من الجليد بحجم كرة ماء في البحيرة، بينما غلّفت سارميان الماء بسحر الهواء، مما جعله يدور بسرعة عالية.
انتهى الفصل
عنوان الفصل (معركة بين عبقريتين متفاخرتين )