الفصل 77
الرجل في منتصف العمر. أوشوين كالميان.
بصفته ولي عهد مملكة كالميان، ظل أوشوين أميرًا حتى مع تقدمه في العمر بفضل الملك القوي الذي لا يزال يتمتع بالصحة.
وعلى النقيض، كان كابيلا سيوداين، الذي سبق وأن تشاجر معه وحتى تحداه في حفل شبابي، قد أصبح الآن ملك.
ملك مقابل ولي عهد.
كان واضحًا أن أوشوين كالميان لا يرغب بمواجهة هذا الوضع.
ومع ذلك، كان هناك سبب لحضوره الشخصي هذا الحفل في مملكة سيوداين.
"بهذا، متأكد أن ذاك الفتى سيطمح للحصول عليه أيضًا."
تحالف الممالك السبعة يتكون من دول مستقلة، لكل منها عائلة ملكية وقوانين وأنظمة خاصة، لكنه تحالف مترابط بقوة.
شركاء سياسيون ومنافسون ودودون.
هكذا كانت العلاقة بين الممالك.
فتستبدل هذه الممالك الحروب بعروض في الحفلات ورقابات بين النبلاء.
تحدث أوشوين وهو يخرج القطعة التي أعدها:
"تحفة فنية من تعاون سيد الآثار غراندار والحداد تشارنيل—حتى كابيلا سيجُنّ عند رؤيتها."
"حقًا، سموّك."
"هاهاها. أريد أن أرى وجه كابيلا المذهول."
"حقًا، سموّك."
انحنى الخادم مرارًا موافقًا على كلمات أوشوين.
لكن أحد نبلاء مملكة كالميان الذين رافقوا أوشوين أبدى قلقه:
"لكن يا سموّ الأمير، شاعت شائعة أن دريكًا جديدًا دخل القصر الملكي هذا الصباح."
"آه، سمعت تلك الشائعة أيضًا."
كان الحديث عن فارس الدريك الجديد الذي ظهر مؤخرًا.
العاصمة بأكملها صارت تتحدث عن الدريك الذي سبّب رنين جرس برج القصر في ذلك الصباح. تساءل الجميع من أين أتى الدريك ولماذا.
كان هناك الكثير من التكهنات بين النبلاء من مختلف الدول المدعوين للحفل.
لكن لتلخيص الشائعات المنتشرة:
"فارس دريك شاب من الإمبراطورية."
"طار لمسافة طويلة حاملاً هدية عظيمة بدعوة من ملك سيوداين."
"ونقل أيضًا بضائع لنقابة برايتستون عبر الدريك."
يمكن تلخيص كل الكلام في هذه النقاط الثلاث.
لكن أوشوين تنفّس باستهجان:
"هراء. كيف يمكن لنقابة تجارية أن توكل بضائعها لفارس دريك؟"
"لكن كثيرون شهدوا الدريك وهو يطير."
"ربما رأوا دريكًا عشوائيًا وطارت الشائعات بعد ذلك."
لم يصدق أوشوين محتوى الشائعات بالكامل بناءً على مجرد رؤية الدريك. بدا الأمر أكثر منطقية لو أن دريكًا ضائعًا دخل القصر صدفة.
"دعوة من الملك؟ وفارس شاب من الإمبراطورية؟"
هذا الجزء من الشائعة أقل مصداقية.
خصوصًا...
"وعمره خمسة عشر عامًا؟ أعلم أن الدريك يفضل السادة الشباب، لكن هذا ممكن فقط لمن يملك القدرة. هل هذا ممكن فعلاً؟"
كان هذا الجزء الأشد عدم مصداقية في القصة.
فارس دريك بعمر خمسة عشر عامًا لم يسمع عنه أحد. ولو وُجد، لكانت الإمبراطورية تقدّره أكثر من أن ترسله إلى سيوداين.
"من المؤكد أنهم نشروا هذه الشائعات لأنه لا يمكن التحقق منها."
يمكن لمملكة سيوداين ببساطة القول إن فارس الدريك عاد إلى الإمبراطورية. كان واضحًا أنها خدعة ضحلة من كابيلا سيوداين.
"لا شيء يدعو للقلق. أثري الفاخر موجود فعليًا."
أمر أوشوين كالميان خادمه بتحضير الأثر بعناية، ثم اتجه إلى قاعة الحفل حيث كان يُقام الحفل الملكي.
---
"كما تعلم، أخي أراد حقًا ارتداء سيف حقيقي وأخبر أبي..."
الطفلة المجاورة لي، المزينة بكامل أدوات نقابة برايتستون، كانت الأميرة أميليا سيوداين من مملكة سيوداين.
كما توقعت، كانت أميليا تبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا فقط. وقالت إنها في حفلها الثاني.
"إذًا لن ترقص معي حقًا؟"
"لا، لن أفعل."
"هممم."
رغم رفضي الحازم، اكتفت بالعبوس قليلًا قبل أن تعود إلى مزاجها المرح وتحادثني من جديد.
"إذًا من أين عائلة آشـبورن؟ لم أسمع بها من قبل."
"عائلة صغيرة من الإمبراطورية."
"آه، الإمبراطورية... إذًا نواه جاء من الإمبراطورية أيضًا؟"
"صحيح."
"أفهم... إذًا أنت من النبلاء الإمبراطوريين. هل التقيت بأبي؟"
"نعم، التقيت به هذا الصباح."
"ماذا عن أخي؟"
"لم ألتقِ به."
"هه. أفهم. أخي قبيح جدًا."
يبدو أن الأخوة الحقيقيون متشابهون بغض النظر عن كونهم في قصر أو في مكان آخر.
"أ-أميرة. يرجى الانتباه لكلامك..."
الخادمة الواقفة بجانب الأميرة تعرقّت وهي تحاول تصحيح كلامها، لكن أميليا لم تكترث.
"لماذا؟ إنه قبيح! نواه أجمل بكثير."
حسنًا، أعجبت بتقديرها لمظهري واهتمامها، خاصةً لكونها أميرة.
على أي حال، دخلنا قاعة الحفل هكذا.
كانت القاعة واسعة للغاية.
تعليق لا حصر له من الثريات من السقف العالي، ولوحات فنية تزين الجدران. الداخل واسع بما يكفي لمئات الأشخاص للرقص في آن واحد، والأرضيات والأعمدة تلمع بالرخام الأبيض.
توزعت كراسي الملك والملكة على المنصة الأمامية، وعلى طول الجدار الأيمن وقف الأوركسترا مع الآلات الوترية والهوائية.
النبلاء الذين حضروا مبكرًا كانوا مجتمعين حول الطاولات الدائرية، يشربون الشمبانيا.
"آهم!"
بوجه متحمس، رفعت أميليا تنورتها بخفة وركضت بين الحاضرين.
انحنى النبلاء عند اقترابها.
"مساء الخير، أميرة."
"لقد طال غيابك، الأميرة أميليا."
"واو، كم أنت جميلة، يا أميرة."
استمتعت أميليا بهذه التحيات، ثم نظرت إليّ بتعبير يقول:
'هذه أنا. ما رأيك؟'
لكن بعد ذلك علت أصوات النبلاء خلفنا:
"بالمناسبة، من هو الشخص الذي دخل مع الأميرة؟"
"وجه لم أرَه من قبل؟ ابن من يكون؟"
"ابن دوق شاترمان؟"
"لا، شاترمان قال إنه جاء بابنته هذه المرة."
"إذن ابن ولي عهد مملكة كالميان..."
"رأيته في حفل العام الماضي، ولم يكن بهذا الوسامة."
كانت أصوات المتساءلين عني أعلى من تلك التي تحيي الأميرة.
وبينما كانت الأميرة أميليا على وشك الكلام لي بوجه عابس، أعلن وصول الملك من الخلف:
"صاحب الجلالة الملك يصل!"
وفي الوقت نفسه، ظهر ملك سيوداين مع الملكة والأمير.
بمجرد دخول الملك، بحث عن أميليا أولًا.
"أميليا!"
"أبي!"
ركضت أميليا وألقت نفسها في حضن الملك.
احتضنها الملك أولًا، ثم أمسك بكتفيها ووبّخها:
"ليس 'أبي'، بل 'صاحب الجلالة' في المناسبات الرسمية."
"نعم، صاحب الجلالة!"
"وأخبرتك أنه يجب أن ندخل الحفل معًا."
"لكن العام الماضي، دخل أخي أولًا..."
"حسنًا، الآن شكلي الصف الان."
"نعم، أبي."
"صاحب الجلالة."
"نعم، صاحب الجلالة!"
بعد إعادة ترتيبهم، صعدت العائلة الملكية المنصة ببطء، متلقية تحيات النبلاء.
على الرغم من أن ليس كل المدعوين وصلوا بعد، إلا أن عددًا كبيرًا قد تجمع.
قبل جلوسه، رفع الملك كأس الشمبانيا، ناظرًا إلى الحاضرين:
"باسم ملك سيوداين، أعلن افتتاح الحفل الملكي الذي يرمز إلى صداقة الممالك السبعة."
مع إعلان الملك البداية، بدأ الموسيقيون بالعزف، وردّ الحاضرون بالتصفيق.
راقبت كل هذا، مستوعبًا كيفية إقامة حفلات النبلاء.
'ليست مختلفة كثيرًا عما توقعت.'
كانت مشابهة لحفلات على الطراز الأوروبي الوسيط التي كنت أراها أحيانًا في حياتي السابقة عبر وسائل الإعلام.
في القاعة المركزية أُفسحت مساحة للرقص، والطاولات المحيطة مليئة بأنواع مختلفة من الحلويات.
تجول الخدم وهم يقدمون الشمبانيا، وانساب الموسيقى من الأوركسترا بهدوء في الهواء.
لحسن الحظ، كان الزي أقرب إلى الطراز الحديث.
'لو كانت بدلة على الطراز الوسيط مع جوارب ضيقة، لما ارتديتها.'
لم تكن فساتين النساء على الطراز الوسيط مع التنانير الضخمة والكتف البارز، بل أقرب للفساتين الحديثة.
'يبدو أن لكل دولة خصائصها البسيطة المختلفة.'
تعلمت الكثير بمراقبة كيفية رقص الأشخاص أو طلبهم للرقص.
قد يفيد معرفته مسبقًا إذا كان هناك حفل ملكي آخر لاحقًا.
في الوقت نفسه، لاحظت بعض العيوب.
'الموسيقى ليست رائعة.'
ليست المشكلة في الموسيقى نفسها، بل في أن الأوركسترا كانت على جدار واحد فقط من القاعة الواسعة، فلم تصل الموسيقى جيدًا إلى الطرف المقابل.
'سيكون من الجيد ابتكار أدوات مثل مكبرات صوت لتغطية شاملة.'
وأثناء تفكيري بهذه الفكرة التجارية، سمعت ضجيجًا من جانب القاعة.
استمعت بعناية لمعرفة ما يحدث.
"لم أتوقع حضور الأمير أوشوين نفسه."
"عندما يُقام حفل ملكي في مملكة سيوداين المجاورة، بالطبع يجب أن أحضر. ألا توافق؟"
"حقًا، سموّك."
يبدو أن أميرًا من دولة مجاورة قد حضر.
رغم أنه يُسمى أميرًا، إلا أنه في منتصف العمر، لكن، مثل تشارلز، أمير ويلز في المملكة المتحدة، لم يصبح ملكًا إلا بعد السبعين...
(البطل يقصد تشارلز ملك بربطانيا حاليا بعد موت والدته الملكة إليزابيث الثانية كان يحمل لقب أمير ويلز لأطول فترة في التاريخ البريطاني الحديث.)
بدا أنه في عمر الملك تقريبًا.
'لو كنت في مكانه، لما رغبت في الحضور.'
يشبه حضور تجمع عائلي عندما تكون لا تزال تكرر امتحان القبول الجامعي بينما ابن عمك الأصغر دخل جامعة مرموقة.
كانا أميرين في الماضي، لكنه الآن مضطر لأن ينحني لصديق ورث العرش قبله. لا يمكن أن يشعر بالارتياح حيال ذلك.
ومع ذلك، ظهر مبتسمًا.
'هل هو مثل رودي؟'
لكن هذا لم يبدو صحيحًا.
كنت أشعر أن الملك وأمير كالميان واعيان لبعضهما جدًا. رودي لن يكون هكذا.
'ربما كان سيأتي لتحيته أولًا، سعيدًا برؤيته.'
امتلاك مثل هذا الصديق نعمة حقيقية. نعم.
على أي حال، لم تبدُ علاقتهما كذلك على الإطلاق.
بدا أن نبلاء آخرين يشاركون الرأي نفسه. كانوا ينظرون إلى الأمير بعين الريبة، متسائلين لماذا جاء.
حينها، اقتربت مني امرأة وتحدثت معي.
"لم أرَك من قبل. من أي مملكة أنت؟"
امرأة تبدو أكبر مني قليلًا. ترتدي فستانًا أسود وأحمر ملفتًا، وسألت باحمرار الخدين.
أجبتها:
"لست من مملكة، بل من الإمبراطورية. أنا نواه آشـبورن، الابن الثاني للكونت الإمبراطوري بيرس آشـبورن."
"آه، إذًا أنت ابن الكونت آشـبورن. إذا كنت كونتًا إمبراطوريًا، هل من الممكن أن تكون...؟"
"نعم؟"
"هل ربما أنت من جاء على ظهر دريك؟"
آه. هل انتشرت الشائعة بالفعل؟
أومأت برأسي.
"نعم، صحيح. لأعمال نقابة برايتستون..."
"يا إلهي! أنت حقًا فارس دريك؟"
عندما تكلمت بصوت عالٍ، تحول كل الأنظار نحوي.
غطّت فمها سريعًا بحركة "أوه"، لكن الأوان كان قد فات.
تدافع الناس حولي، يطرحون جميع أنواع الأسئلة.
"إذن كانت الشائعة صحيحة؟"
"ابن كونت إمبراطوري، يا لها من مكانة. أنا إيلان سونوكام، ابنة الماركيز سونوكام. هل ترغب بالرقص معي..."
"فارس دريك حقيقي؟ في مثل هذا العمر الصغير؟"
"هل صحيح أنك تلقيت دعوة من صاحب الجلالة؟"
"أ-أنا الأمير الثاني لمملكة نوراد، كراشيو نوراد. ربما يمكنك مشاركة سر ترويض الدريك..."
تحولت قاعة الحفل فجأة إلى سوق.
---
قبض أوشوين كالميان قبضته.
كان يخطط لدخول متأخر يجذب الانتباه، ثم يعرض أثره لوضع كابيلا في مكانه، لكن ذلك الفتى أفسد كل شيء.
'نواه آشـبورن؟ ذلك الفتى جاء حقًا على دريك؟ يا له من تصرف سخيف...!'
لم يصدق أوشوين اسم نواه آشـبورن أو وجوده.
ظن أنه مجرد وهم أعدته كابيلا سيوداين.
في ذهنه، مهما فكر، لم يكن من الممكن وجود فارس دريك بعمر خمسة عشر عامًا. وحتى لو وُجد، فإن احتمال ظهوره هنا كان أقل احتمالًا.
'همم. هل تريد رفع مكانة سيوداين في الحفل الملكي لدرجة ابتكار مثل هذه الأكاذيب؟'
رأى أوشوين ذلك.
ابتسامة كابيلا سيوداين على العرش.
كانت ابتسامة النصر.
لن يُذكر من هذا الحفل سوى اسم نواه آشـبورن.
موهبة من الإمبراطورية دُعيت من الملك—ما الذي يجذب الانتباه أكثر من ذلك؟
'لكن لدي سلاح سري.'
أمر أوشوين خادمه بإخراج القطعة.
الأثر الفاخر النهائي الذي أعده لهذا اليوم.
دش بلوتوث.
انتهى الفصل
عنوان الفصل: الظهور الرسمي
٫___٫
شكلنا بنشوف ارك مليان ضحك 🤣
فصل اضافي لعيون الي نامو على مود المدرسة 🙂