يبتسم كرينج ابتسامة مريبة قائلا: مارتا؟ ألن تدعوني لعشاء الليلة؟

مارتا: أنت تمزح! بالطبع ستشرفنا!!

يخلع قبعته و يضعها على عند علّاقة الملابس بجانب الباب...

كرينج: تعال يا بني! أين هي نينا؟

اليس: نينا... إنها بالخارج و ستعود قريبا...

كرينج: هكذا إذا....

اليس: منذ متى تعرف ماما؟و كيف تقابلتما؟

كرينج: منذ صيف عام 1980....بنبرة استهزاء

اليس: حقا؟!!

كرينج: امزح معك ،لكنني عرفتها منذ كانت أصغر منك سنا...اظنها كانت في السادسة من عمرها...كان ذات عينين مثل عينيك تماما....حسنا، ليس تماما...لقد كانت اظرف من عينيك صراحة...لم تكن تمتلك تلك الهالات قبلا....

اليس:و كيف تقابلتما؟

كرينج: في الواقع...لقد كانت عائلتها....

تقاطعه مارتا بتلعثم قائلة: تمتلك أحد مزارع العنب في إيطاليا و كان السيد كرينج يريد بناء مشروع شركة للنبيذ فأراد شراء الأرض....

كرينج: اجل اجل ...شركة للنبيذ...

اليس: ماذا كنت ستسميها؟

كرينج: "Kasper Daniel's"

اليس: اسم جميل....

كرينج: اعرف..إنها فكرة جميلة...لكن للأسف...لم يحالفني الحظ مع عائلتها....

اليس: ماذا حدث بالضبط؟

كرينج: إنهم بكل بساطة رفضوا بيع الأرض... و انتهى الامر... و منذ ذلك الوقت عرفت مارتا و صرت ازورها بين الفينة و الأخرى...

اليس: هكذا اذا....

مارتا: أجل هذا ما حدث.. لدي الكثير من القصص إن كنت مستمعا جيدا....

مارتا: لا، أظن أن اليس عليه الذهاب لغرفته و أن يدعنا نتحدث على انفراد....

اليس: حاضر ماما... أراك لاحقا سيد كرينج!

كرينج: أراك لاحقا يا فتى...

يدخل كل من مارتا و كرينج للمطبخ لتهمس له مارتا قائلة: هل هناك من جديد؟

كرينج: لا داعي للهمس... فليس هناك أحد بالمنزل، أو حتى قريب منه...

مارتا: هل من أخبار عن الطفلين؟

كرينج: إنني أجهز خطابا جيدا على العشاء الليلة...

مارتا: مالذي تتحدث عنه بالضبط؟!

كرينج: إن العشاء هذا بمناسبة دخول الطفلين سن ال14 صحيح؟

مارتا: أجل، ماذا في ذلك؟

كرينج: سأعطيهما هدية عيد ميلادهما...

مارتا: لم أفهم بعد، هل زيارتك هذه بمحظ الصدفة؟

كرينج: و هل كان لقاؤنا بمحظ الصدفة؟

مارتا: أنا لا أعلم....

كرينج: هل أنتي خائفة؟

مارتا: بالطبع أنا كذلك....

كرينج: لا تقلقي، إنني لن أبرح من العشاء حتى أعطي هدية الطفلين، أما عنك أنتي.... فلا تقلقي... لن يحدث لك أي مكروه...

مارتا: أنا خائفة على الطفلين! أخاف أن يكون وجودك قد يؤذيهما بشكل أو بآخر!

كرينج: لا تقلقي، سأخرج قبل أن يعرفوا مكان بيتكم...

تجلس مارتا عند أحد الكراسي و تمسك برأسها....

كرينج: هناك أحد قادم...

تدخل البيت ليلى التي يبدو كأنها قد تشاجرت مع مايلز و تدخل غاضبة دون أن تنظر خلفها....

يدخل مايلز خلفها قائلا: لا تنسي ما أخبرتك بك يا آنسة!

تفتح مارتا باب المطبخ لتتفقد ماذا هناك....

مايلز: تبا... تلك الفتاة هي الاسوء...

تدخل ليلى لغرفتها التي بجانب غرفة اليس...

اليس: هل أنتي متفرغة؟

ليلى: أغرب عن وجهي يا اليس و إلا قتلتك...

يتجمد اليس بمكانه ليرد علي نفسه: من أخدع يا رجل...

لننتقل لمكان آخر و زمن متأخر قليلا....

تحديدا عند محل مجوهرات يعرف باسم "diamond walker"

عند الساعة 9:43PM

نينا و هولي يتجهان نحو المحل و يبدو على وجه هولي بعض الحماس

يدخلان المحل ليستقبلهما فتى طويل القامة ذو بنية عضلية متوسطة، كان بطول ال180... شعر رمادي به بعض الخصلات السوداء بنقوش تجعل شعره كأنه منحوتة دقيقة للقمر... بشرة باهتة اللون و عينين بلون ازرق داكن كظلام المحيط، كان بعمر ال18 سنة تقريبا...

يرتدي نظارة طبية معدنية بلون فضي مع ساعة فضية تتماشى معها...

كان ذو ملامح وسيمة إلى حد ما... يرتدي قميصا ذو أكمام طويلة و سروالا رماديا مع حذاء Jordan1 بلون ابيض ناصع....

يبتسم قائلا: أيمكنني مساعدتكما؟

تتأمل هولي وجهه بثقة قائلة: أيمكن لذوقك أن يجد ما يليق بصديقتي هذه؟

تخجل نينا قليلا لتقول لها: ماذا دهاك؟ ألست هنا لشراء شئ لنفسك؟؟

يضحك الفتى ليرد على هولي بكل ثقة: يمكنك الاعتماد علي...

يلتف الفتى ليتفقد ما قد يجده جيدا...

تلتف نينا كثيرا كأنها تبحث عن شئ ما لكن دون جدوى...

يلاحظ الفتى ذلك ليقول لها: هل كنتي تبحثين عن شئ ما؟ حدوة حصان مثلا؟؟

تقف نينا كأن الوقت توقف عندها! لتقول له: هل حقا تعرف ما قد اريده؟

ليرد الفتى بكل ثقة: ليس بالضبط، إنما لاحظت أنه كان يتناسب معك... يا ملكة الحظ السابعة..

تتقلص عينا نينا كأنها رأت شبحا لتغير هولي الموضوع قائلة: هل هناك شئ قد يتناسب مع "ملكة الحظ السابعة" مثل ما تقول؟

يلتفت الفتى نحو إحدى الأدراج باحثا عن شئ...

-وجدته!

تميل هولي برأسها و تسأل عن ماهو الذي وجته...

الفتى: أجل... إنه أحد أعمالي التي لم تظهر بعد... سيكون جيدا عليكما...

هولي: "عليكما"؟

الفتى: إنهما عِقدان ذهبيان مشتركين، يمكنك اعتباره قطعة واحدة...

نرى عقدين ذهبين في نهاية كل منهما جزء من القمر بنقش دقيق لما فيه من تعرجات، كأنه قد ذهب للقمر و نقشها هناك!

هولي: ما كل ذلك؟!

الفتى: أرجوك، إن لم يعجبك فيمكنني إيجاد شئ أفضل...

نينا: إنه أكثر من رائع... شكرا لك حقا!

(ليس لدي علم بأسعار الذهب و المجوهرات و ما إلى ذلك، لذا تخيلوا معي أنه قد بيع بسعر زهيد إلى حد ما :') )

هولي: يبدو أنه سيكون لدينا جولات أكثر بمحلك

يبتسم الفتى مغلقا عينيه قائلا: سيكون شرفا لي آنساتي...

نينا: بالمناسبه ماهو اسمك؟

ليرد الفتى بنبرة باردة قليلا: (إلياس آين)(Elias Ain)..

تتوسع عينا هولي قائلة: يا الهى!!! إن هذه هي آخر قطعة بالاحجية!!!

نينا: ما خطب تشبيهاتك؟

هولي: إنه يذكرني باليس....

نينا: من أي ناحية؟فكل شئ مختلف كما ترين...

إلياس: بالطبع لا تنتظروا مني أن اعرف من هو" اليس" هذا، صحيح؟؟

هولي: بالطبع لا، غير أنه يعتبر اخ هذه الفتاة المشوشة...

تضربها نينا بمرفقها لتأمرها بالسكوت...

يدخل زبون آخر للمحل و يقاطعهم قائلا: إلياس، أين وضعت خاتم حرف الK؟

يستأذنها إلياس ليذهب نحو ذلك الزبون...

كان رجلا في نهاية ال40 من عمره، ذو شعر أسود كدخان الفحم الكثيف، بشرة قمحية و عينين بلون أصفر مشع... يرتدي معطفا بلون بني داكن....

لم تركز نينا و هولي عليه و خرجا مودعتين إلياس..

نعود لمنزلهما عند الساعة 9:59PM

عند طاولة الطعام المستطيلة...

يجلس بمقدمتها كرينج و بنهايتها اليس...

على الجانبين يوجد أربع كراسي كمجموع...

على يمين اليس يوجد مايلز و بعده تجلس ليلى...

اما يمين كرينج فتجلس مارتا بجانبها نينا....

ينظر كرينج لساعته قائلا: إنها العاشرة تماما...اظن أنه الوقت المناسب الآن يا مارتا....

2022/10/30 · 18 مشاهدة · 958 كلمة
adam kathros
نادي الروايات - 2025