ينظر لها اليس منتظرا أن تودعهم على الاقل...
تشير لهم ليلى بالاصبع الاوسط و تخرج راكضا بحقيبتها...
اليس: تلك ال...
نينا: لا تكمل حفاظا على حياتك...
تغلق مارتا الباب قائلة: "i dont need no scrubs"
تلتفت نحو اليس و نينا و تحتضنهما و تبدأ بالبكاء و كأن الذي حدث قبل قليل كان تمثيلا...
مارتا: تبا... آسفة لما حدث يا صغيراي! لن يتكرر ذلك يا عزيزاي...
ثم تقف و تمسح دموعها قائلة: أجل... حان الآن موعد التنفيذ...
اليس: ماذا ستفعلين؟
تغمز مارتا قائلة: ستعرفان...
تتجه نحو الهاتف الارضي لترفع السماعة و تتصل بأحدهم...
يرد شخص من الهاتف بصوت حاد قائلا: هل هذا هو الاتصال الذي اخبرتني به؟
ترد مارتا: أجل.. هل لازال العرض ساريا؟
يرد نفس الشخص لكن هذه المرة بصوت هادئ: أجل، لكن السعر ارتفع قليلا...
مارتا: لا أجد مشكلة بهذا... غدا إذا؟ اتفقنا...
تغلق السماعة و تتجه نحو داخل المطبخ، تحت حوض الاطباق يوجد فراغ به بعض الخشب يغطي ما بداخله..
تنحني لتواجه ذلك الخشب فتمسكه بكل خفة و ترفعه كأنها لا ترفع أي وزن يذكر لكننا نسمع صوت كسر ما....
تضع الاخشاب بكيس القمامة فيتمزق كيس القمامة من ثقل الخشب المفاجئ!
تميل برأسها لتبتسم ابتسامة شيطانية قائلة: جيد...
تضع على طاولة الطعام السابقة قطعة ذهب أربع اضعاف حجم يدها و ترفع كميها لتظهر ذراعاها المليئتين بالوشوم!
لقد كان واضحا أنها تملك كتلة عضلية بالنظر لحجم ذراعها و الاوردة الظاهرة بهما...
بالذراع اليمنى كانت تملك وشما لوردة شوكية حمراء تصيل لكوعها و حولها توجد رسومات لعيون مختلفة.. أما الذراع اليسرى كانت تحمل رسمة لحرف M مزخرف لتظهر أطرافه و تشكل اشنحة و حولها رسمة كأنها ضوء الشمس يخرج من الحرف و تنتهي الخطوط عند حد رسغها...
كان يبدو بشكل واضح أن هناك وشوما أكثر بجانبها لكن ليست واضحة بسبب كم القميص...
تمسك بيسراها قطعة الذهب و تثبتها بالطاولة و تضع راحة يدها اليمنى فوقها بشكل عمودي لتتوازى القطعة بكتفها ثم تقول: 3,2,1...
تضغط بيمناها للأسفل فتتشقق قطعة الذهب و تكسر الطاولة لتقول مارتا: آسفة، سأحضر طاولة جديدة...
تمسك بقطعة الذهب بيديها لتكسرها لنصفين بسبب ذلك الصدع كأنها تكسر قطعة بسكويت و الفتات يتساقط ليملأ المكان!
مارتا: القطعة الاولى هذه خبأها في مكان آمن يا اليس... أما الفتات و الشظايا فلتأخذيها يا نينا، إنها هدية من ماما تصرفي و تقاسميها مع أخيك....
يذهب اليس لغرفته و تحديدا نحو الفراغ الذي كانت تتحدث عنه نينا لزيل البساط فوقه و نجد أن هناك أخشابا مهترئة بالارضية فيجلس ليرفعها و يخبئ الذهب تحتها... فنلاحظ وجود أشياء مثل سلسلة فضية تحمل دائرة بداخلها مثلث و أوراق مليئة بالغبار و الكلمات و يوجد بعض الأيادي المقطوعة في أكياس بلاستيكية...
تجاهل كل ما وجده كأنه رآها مئات المرات قبلا... يضع قطعة الذهب تلك و يعيد الخشب كما كان تحت البساط.... و يعود لمارتا التي نراها منهمكة في تنظيف ما يمكن تنظيفه من المطبخ و ما تبقى من طاولة الطعام....
اليس: أين نينا؟
مارتا: لقد ذهبت لتنام... إنها بحاجة للراحة...
اليس: هكذا إذا... و ماذا سيحصل للعم مايلز؟ و ليلى؟
تتنهد مارتا قائلة: إنه ليس الأول... الجميع يذهب كالعادة و تبقى العائلة فقط...
يحتضنها اليس قائلا بنبرة بريئة: و هل أنا أعتبر من العائلة؟
تدمع عينا مارتا لكنها حاولت إخفاء ذلك لتقول له: أنت العائلة يا فتاي الصغير!... والآن، لنعد للفراش.. لقد كان يوما شاقاً على ماما....
يعود اليس لغرفته و يترك مارتا التي فتحت باب الثلاجة و يبدو أنها ترغب بكأس نبيذ آخر...
يغلق اليس باب غرفته و ضوء القمر يتخلل النافذة ليضيئ جزءا فقط من الغرفة...
يجلس اليس على فراشه و قد بدأت عيناه تحكه من النعاس، يلتفت يمينا ليرى هيكلاً العظمياً من دون جمجمة و يملأ دخانه سقف الغرفة، تحوم حوله عيون مضيئة لكنها هذه المرة تضيئ بلون ازرق غامق و تتجمع لتشكل دائرة حول عين واحدة...
يحمل بيده مشغل mp3 قديم الطراز و يتقدم ليعطيه لأليس، يرتدي اليس السماعات ليستمع لأغنية لم يتعرف عليها لكنها كانت(Give it to dem) SKAN عند الدقيقة 1:10....
يقف اليس ليبدأ بالنظر لمرآته التي كانت تبدو كأنها بوابة لعالم آخر... يرى نفسه هيكلا عظميا خلفه ضوء القمر الازرق ليغطي ملامحه و يرى حوله يدين مضيئتين بلون أصفر...
تتوقف الموسيقى و يعم الصمت لفترة حتى يقطعه صوت برأس اليس يقول له: أنت تقترب من القاع يا ولد! بل ربما أنت بالقاع منذ فترة دون ملاحظتي.. الكل يكرهك يا عزيزي، لا داعي للتمسك بأشخاص سيتركونك، يجب عليك أن.....
يختفي الصوت ليستيقظ اليس الذي نرى أنه قد نائم بجانب مارتا التي كانت تقرأ كتابا بعنوان(شقق متقابلة-الرجل الأبيض 1985)
مارتا: يا إلهى! لا أذكر أنني قد شهدت كل هذه الحوادث! يالها من سنة غريبة...
اليس: ماما؟
مارتا: عزيزي، استيقظت أخيرا... لقد كان هاتفك يرن بشكل جنوني أمس...
اليس: من يكون يا ترى؟
يفتح اليس هاتفه ليجد أن الساعة 10:25PM
و هناك 9 مكالمات فائتة من شخص يدعى (غوستاف)(gustave) ...
يتصل به اليس ليرد "غوستاف" دون أي تأخير قائلا:
هل استيقظت للتو؟
ليرد اليس بصوت مضطرب: ماذا؟
غوستاف: يا الهي! ليقتلني احدهم! هل أنت حقا ستنساني بهذا الوقت؟!؟
اليس: مالذي؟
غوستاف: سأزور بيتك إن لم تكن تذكر بيتي...
اليس: لا بأس بذلك، أظن...
غوستاف: أراك قريبا!...
يغلق الهاتف و ينظر لوجهه بالمرآة قائلا: يا إلهي... هل ما رأيته سابقا حقيقة؟ تبا...
ينزل من الدرج ليجد مارتا قد شغلت موسيقى بصوت عالي بالمنزل لأغنية(hey mama) David Guetta
اليس: ما كل هذه الضجة؟
نجد مارتا ترتدي فستانا اسود اللون ذو اكمام طويلة و عنق طويل ذي تنورة قصيرة و ترتدي سترة بدلة بلون أصفر مائل للبرتقالي و سلسلة فضية تحمل شعار(جرح هانيبال الايمن) و خيط به صدفة بحرية محفور عليها حرف M، مسرحة شعرها على شكل ذيل حصان و ترتدي نظارة شمسية....
تنتبه مارتا لوجود اليس فتخفض الصوت لتقول له: هل ايقضتك؟ آسفة...
اليس: كيف؟ لم استمع للموسيقى قبل قليل، لكن.. الم تكوني تقرأين بجانبي قبل قليل؟
مارتا: مستحيل أن ازعجك اثناء نومك...
اليس: هذا غريب.... لا عليك، أذاهبة لمكان؟
مارتا: أجل، سنذهب لمقهى العم ريك...
اليس: حقا؟ و والي؟
تتغير ملامح مارتا و تخلع نظارتها قائلة: أجل، روحه ستظل بالمقهى للأبد... لن ننساه...
اليس: روحه بالمقهى؟ مالذي؟
مارتا: ماذا؟
اليس: لا عليك ماما.. إنه غباء الاستيقاظ...
مارتا: لست غبيا، و نعم ليس لدينا وقت كافي... هيا!
يلتفت اليس نحو نافذته ليرى شخصا يمسك بمظلته و يقف على الهواء كأنه على سلم متحرك نحو الاعلى....
يرمش اليس ليجد أنه قد اختفى....
(نتخطى الرحلة :>)
يدخل اليس و مارتا المقهى الذي لم يبدو عليه التغيير... لقد كان مليئا بالغبار كأنه لم يدخل زبائين غيرهما...
يدخل اليس المقهى و قد بدات تأتيه ذكريات كأنه زار هذا المقهى آلاف المرات!
لحظات تجربته طهو القهوة لأول مرة و احتراق ذراعه اليسرى... و محاولات إخفاء السكاكين من قبل والتر عند قدوم اليس للمقهى و غيرها من الذكريات التي لم تعني شيئا لاليس غير أنه يشعر بالذنب لتذكر الجميع عداه...
يفتح الباب ليرى كأن هناك شخصا يقف وراء الزجاج لكنه لم يكن واضحا! يحمل مظلة داخل المقهى ليفتح الباب لاليس و يخرج دون التقاء اعينهما بتاتا ليطوف ذلك الشخص و كأن المظلة ترفعه نحو السماء...
يلتفت اليس بسرعة ليراه فيجد أنه أمام ريك بشكل مخيف!!
لقد كانت ملامحه مشوهة و هذه المرة رآه اليس ب15 عينا!!! تغطي ملامحه و تتشكل كزهرة بمنتصف وجه ريك و جميعها تنظر لأليس!!
يقشعر بدن اليس دون التحرك قيد انملة...
تختفي تلك العيون في رمشة لعيني اليس!
ليعود شكل ريك لكنه يبدو متعبا و يملأ وجهه الكدمات و الهالات السوداء رغم ذلك ابتسامته لم تختلف، تماما كما يذكرها اليس....
يجد اليس نفسه جالسا بطاولة مع مارتا بجانبه و يقابلهما ريك و قد كان يكلم نفسه بنبرات مختلفة و يحرك رأسا يمينا و شمالا كالمجنون...
يرمش اليس و قد وجد نفسه أمام باب منزله و امامه شخص يرتدي بذلة سوداء و بشرته مظلمة مليئة بالارقام باللون الابيض ينظر له نظرة غضب....
اليس: معذرة؟هل يمكنني مساعدتك؟
-اجل... هل يمكنك التوقف التخطي؟
اليس: تخطي ماذا؟
يرمش ليجد اليس نفسه في غرفة لم يتعرف عليها، يجلس على كرسي معدني ليقابله شخص آخر يجلس على كرسي من نفس النوع...
إنهما داخل غرفة ذات جدران رمادية اللون دون أي ملامح او حتى آثار تشققات أو أي شئ يذكر... لا يوجد شئ غير باب بنفس اللون حتى يصعب رؤيته...
يعود اليس للنظر لذلك الشخص مجددا...
لقد كان شابا في العشرينات ذو شعر طويل مجعد غير مرتب يغطي جزئا من عينيه التي كانتا بلون بنفسجي داكن و بشرة رمادية باهتة و جسم انحف من الهيكل العظمي، يرتدي قميصا ابيضا و سروالا اسود....
يحك عنقه من الخلف قائلا: تبا... ماذا حل بك؟
يتجاهله اليس و قد بدأت عيناه باللمعان بلون احمر كالعادة و قد رآي شخصا طويل القامة خلف الفتى يرتدي قناع طبيب الطاعون الاسود و يحمل صنارة صيد مربوطة بعنق الفتى....
يبتسم الفتى قائلا: تبا... هاقد عدت لنا يا بني.....