13 - جدران بيضاء مع الدوكتور غوستاف

يبتسم الفتى قائلا: تبا... هاقد عدت لنا يا بني.....

يبتسم اليس ابتسامة عريضة مليئة بالثقة و الكبرياء على غير عادته...

اليس: إذا.. ماذا يريد الدوكتور (غوستي)(gustie) الآن؟

يقف المدعو غوستي مستقيما ليمشي نحو اليس واضعا يديه وراءه كنوع من الأدب...

لقد بدأت تعود ذكرياتك تدريجيا لذلك... هل يمكنك الرسم؟ و ارجوك... ناديني (غوستاف)(gustave)...

يبدأ غوستاف بالمشي بخطوات خفيفة بشكل دائري حول اليس الذي بدا كأنه مربوط بالكرسي لأنه لم يتحرك البتة...

يتوقف غوستاف عن المشي ليخرج من جيبه عدة أقلام خطاط أسود اللون.... يمد يده نحو اليس ليقول له: هل يمكنك الرسم؟ أرني إبداعك....

يرمقه اليس بنظرة حادة و ابتسامة شيطانية لم نعتدهما منه و احمرار عينيه لا يزال موجودا...

يمسك اليس الاقلام ليقف مستقيما مقابلا لغوستاف و قد ظهرا بنفس الطول تقريبا و كلاهما ينظر للآخر نظرات كأنهما يستفزان بعضهما نفسيا....

يلتفت اليس نحو الجدار الأيمن و يقف أمامه ثم يلتفت لغوستاف كأنه ينتظر شيئا....

اليس: إنني ضعيف البصر، هل يمكنك تشغيل الاضواء...

يصفق غوستاف بيديه مرتين لتظهر الغرفة الرمادية... أو التي ظننا أنها رمادية، لقد كانت بيضاء كأنها الفراغ! الضوء الخفيف هو ما جعلها تبدو رمادية كما حدث سابقا...

اليس: هذا جيد... يفتح غطاء أحد الاقلام و يتأمل الجدار الذي أمامه لفترة...

يجلس غوستاف على كرسيه و قد ظهر بيده كوب قهوة كبير الحجم من العدم! أو هذا ما ظنناه بالبداية...

يضرب اليس رأسه بقبضته كأنه يحاول إخراج فكرة بالقوة قائلا بصوت ضجر: يارجل! كيف يمكنني العيش بعينين كهذه!؟

يصمت فجأة لتعود ابتسامته و يقول: هذا ما اتكلم عنه!

يبدأ بالخربشة على الجدار اشكال دوائر و خطوطاً قد تبدو عشوائية للوهلة الأولى....

بمكان آخر نرى نينا وهي عائدة للمنزل فتجد أمام المنزل عجوزا يرتدي قميصا أبيض اللون و قبعة رمادية مع سروال بنفس اللون...

نينا: عذرا؟

العجوز: يا الهي، هل هذا منزلك يا صغيرة؟ أأنتٍ ابنة مارتا؟

نينا: اجل؟ مستغربة...

العجوز: هل ماما بالمقهى؟

نينا: أظن ذلك...

العجوز: حسنا، أراك لاحقا...

نينا: من أنت يا عم؟

العجوز: الطيور على اشكالها تقع يا ابنتي... لا داعي للمسميات...

نينا: ليتها تقع بفائدة...

العجوز: سوف تقع بفائدة لا تقلقي....

ينصرف العجوز بابتسامته التي قد أثارت ريبة نينا...

لتتقدم نحو الباب فترى أن هناك طائرا قد سقط في الحديقة و قد كان يحمل شيئا لامعا! ما هذا؟ لقد كانت ساعة ذهبية!!!

تلتفت نينا لتجد أن الرجل قد انصرف!.....

نينا: تبا، كم أنا محظوظة...

ننتقل لمكان آخر بنفس التوقيت، الساعة 4:14PM

عند مقهى (ديميت ريك!) الذي يبدو منظما قليلا و بداخله مارتا ترتدي بدلة رسمية برتقالية اللون مع T-shirt ابيض و حذاء balenciaga ابيض اللون...

تقف و تحتسي زجاجة جعة ذهبية اللون و يبدو و كأنها تنتظر أحدهم...

يدخل الباب ثلاث أشخاص و قد صُدمت مارتا من حظورهم!

الاول: كان عجوزا في العقد السادس يغطي عينه اليسرى برقعة بيضاء، يملأ شعره الشيب الابيض و يرتدي بدلة رسمية بلون ابيض كذلك، يرتدي قرطاً من الالماس الابيض في أذنه اليمنى و يزين يديه المليئتين بالتجاعيد بخاتمين فضيين يحملان حرفي W و G، يرتدي قبعة بيضاء بها شريط فضي اللون و يحمل بيده عكازا خشبيا بمقبضه ألماس لكن...

إنه يحمل عكازه بالمقلوب!؟....

أما الشخص الثاني فقط كان فتى في نهاية العشرينات كحد اقصى له، ابيض البشرة ذو شعر احمر نرويجي قصير و لحية كثيفة يبدو من وجهه كأنه قد تشاجر كثيرا قآثار السكاكين في رأسه و فكه ظاهرة لتشق حمرة شعره و لحيته بلون بشرته البيضاء...

يرتدي نظارات شمسية تخفي عينيه من سوادها و يرتدي قميصا بعنق طويل أسود اللون مع سترة بما خطوط مموجة بألوان كالأخضر و الاحمر و البنفسجي و الأصفر و بعض من اللون الزهري هنا و هناك، مع سروال بنفس النوع و اللون ليبدو و كأنه لطخ بدلته عن عمد... كانت ألوان بدلته تؤذي العين لعدم تناسق ألوانها، يرتدي حذاء Jordan 4 ابيض اللون مع شرائطه الحمراء كلونه الكلاسيكي عندما ارتداه مايكل جوردان لأول مرة عام 1989...

أما الشخص الثالث فقد كان فتى في العشرينات كذلك لكنه يبدو اصغر من السابق بقليل...

شعر اسود طويل يفرقه من المنتصف ذو عينين بلون أزرق فاتح و بشرة بيضاء كذلك.. يرتدي قبعة الرهانات الخضراء و قميصا اسود اللون مع صدرية بلون رمادي داكن و سروال اسود اللون مع حذاء رسمي انيق يحمل دبوس لماركة Louis vuitton...

يبتسم ذلك العجوز قائلا: مارتا! مر زمن طويل يا فتاتي~

تبتسم له مارتا قائلة: ليس بالكثير... أرى أنك لازلت تستخدم عكازك بهذه الطريقة...

العجوز: ماذا يسعني أن أقول... إنها عادة...

مارتا: هلا تفضلتم؟

يجلس بإحدى الطاولات مارتا و العجوز أما صاحب النظارة الشمسية و صاحب القبعة الخضراء فقد كانا يتمشيان داخل الحانة و يتفقدون صور مارتا و أصحاب المقهى السابقين مثل ريك و والي و ايضا صور أخرى لها مع اليس و نينا....

صاحب النظارة الشمسية باستهزاء: هل هذه هي العائلة التي حدثتنا عليها؟

مارتا: أجل... لقد باتت الأيام أكثر هدوءا مؤخرا...

العجوز: و ماذا عن عائلتنا؟

مارتا: لا أقصد الاهانة... لكن... لم أرد أن تتعرض عائلتي للمشاكل...

تتغير ملامح صاحب النظارة ليقول: ماذا؟ أهذا ما يتم استبدال عائلتنا به؟!

و يشير بيده نحو صورة مارتا مع اليس و نينا...

العجوز: أهدأ فقد توقع الصورة....

مارتا: لم لا تجلس يا فيزكو؟(fizco)

يتحرك فيزكو نحو الطاولة لنسمع صوت ارتطام شئ زجاجي بالأرض!!

العجوز: أخبرتك...

تقف مارتا لتنظر بوجه فيزكو نظرة غضب...

فيزكو: تبا.... لم افعل شيئا أقسم لك!!!!

تمسك مارتا الصورة المحطمة لتخرج الصورة و تضعها في جيبها و تجمع الزجاج لتضعه على الطاولة كنوع من التنظيف...

فيزكو: ماذا؟

تلتف مارتا نحو فيزكو لترفعه و ترميه على الطاولة امام العجوز و تنظر في وجهه قائلة: لا أحد يكسر اشياء ماما!!! اتسمع يا سيد وايت؟! "white"

يتنهد صاحب القبعة قائلا: يبدو أن الشيف يرفض العودة للمطبخ...

العجوز: أجل... إنه قرارها...

فيزكو: أنا راضي... و قد ظهرت ابتسامته رغم دمائه...

يخرجون بعد مرور فترة من الدردشة و تنظيف المكان...

وايت: إذا... هل هذا اعلان اعتزال؟

مارتا: ماذا نقول... حان وقت الاعتزال فعلا...

يضحك وايت ليقول لها: نحن نحترم قراراتك يا شيف.. لكن إن أردتي العودة تعرفين أين تجدينا...

مارتا: سأفعل...

تعود لتجلس و قد بدا عليها التعب الشديد من عينيها....

نعود لفتانا اليس....

الساعة 6:33PM...

("انصحك بتشغيل اغنية (my darling) eminem من هذه النقطة لتصل إلى المود المطلوب :'> ")

نرى اليس قد أنهى أول جدار و بدأ برسم الثاني...

كان الاول رسمة لشمس مزخرفة كالفلكلور الياباني تتوسط الجدار و يقف تحتها على اليمين فتى بملابس سوداء يمد يده نحو الشمس و على النقيض يوجد فتاة ذات اجنحة بيضاء فوق الشمس على يسارها تمد يدها نحو الشمس....

و حولهما 88 عينا على شكل غيوم مختلفة تنظر لهم و تحوم حول تلك الشمس....

نرى اليس و قد تلطخت أصابعه بالحبر و كذلك وجهه..

يتوقف اليس قليلا ليتأمل الجدار الاول ثم نسمع صوت أحدهم و قد كان مألوفاً لاليس ليقول له: تبا.. لم يصمد أحد حتى النهاية.. طريقك كان و سيظل فارغا...

شيطانك الحارس هاه؟ لا تجعلني أضحك

ليرد عليه اليس بغضب مكتوم قائلا: أجل... إنها أجمل "شيطان" قد أقابله يوما...

الصوت: يا فتى.. أجلس على ذلك الكرسي و ارتاح...

اليس: و كأنك تهتم!

الصوت: يمكنني إنهاء الرسمة إن أردت...

اليس: دعني و شأني!!! و يمسك برأسه من الخوف بنبرة مرتعدة....

ليضحك الصوت قائلا: أتذكر والدك؟

اليس: ماذا بشأنه؟

يرد عليه: هل تذكر عندما أخبرك بالاعتماد على نفسك؟

يصمت اليس و يتقلص بؤبؤ عينه ليتذكر لحظة صراخ والده و غضبه عليه و كأنه أمامه مباشرة...

يضحك الصوت ليقول: يبدو أنك تذكرت...

يظهر الغضب على وجه اليس لتمد يد نحيفة نحوه تحنل مسدسا ليأخذه اليس دون تردد.....

الصوت: أطلق النار إن استطعت....

يتجاهله اليس و يتأمل ذلك المسدس و يحركه نحو فمه....

اليس: هل أقول وداعا؟

يغضب الصوت قائلا: ماذا تفعل!؟!

يضع اليس المسدس في فمه ليقول: وداعا إذا...

يرى اليس دمائه تنتثر على جدار الرسمة لتشكل عيونا بعدد كبير تنظر باتجاهه!!

يرى نفسه يطوف بالهواء و جسده يقف ليكمل الرسم مجددا....

2022/11/07 · 10 مشاهدة · 1227 كلمة
adam kathros
نادي الروايات - 2025