14 - دوكتور كايل و لوحة الحسد

نعود لمارتا التي بنفس الوقت كانت متجهة نحو بيتها لتنال قسطا من الراحة...

تدخل البيت بوجه ميت من الارهاق...

تجد أن نينا قد شغلت مكبر الصوت الخاص بمارتا على اغنية(party) chris brown, usher...

مارتا: ماذا هناك؟

تستقبلها نينا التي بدا على وجهها ابتسامة كبيرة و قد جاءت هولي و دالي للمنزل و هناك أجواء كنوع من الحفلات بالمكان...

نينا: أهلا ماما! كيف كان يومك؟

تبدأ مارتا بالتلعثم قائلة: لقد... لست أدري... عادياً؟..

هولي: تعالي و استريحي، يبدو على وجهك التعب كأنك قد رميتي أحدهم بطاولة في حانة أو شئ كهذا!

تجلس مارتا و تخلع سترتها البرتقالية قائلة: أهذا نوع من ليلة الفتيات التي تأتي من دون سبب أو ما شابه؟

تقول دالي التي كانت تعبث بهاتفها كنوع من عدم الاهتمام: أجل... شئ ممل قليلا، اليس كذلك؟

مارتا: لست أدري... الموسيقى ينقصها شئ ما...

هولي: مثل ماذا؟

مارتا: همممم، لقد وجدتها! دالي! ألديك يوتيوب؟

دالي: بالتأكيد....

مارتا: إبحثي عن family...

دالي: ها أنا ذا...

تشغل اغنية (my family) migos و قد ظهرت ابتسامة الحٍنكة على وجه مارتا كأنها تقول لهن"استمعن لشئ ذو قيمة كالعائلة"...

تبتسم دالي التي أعجبها ذوق مارتا في الموسيقى، تقف مارتا قائلة: أليست حفلة؟ لم لا أراكن واقفات كذلك؟ سأحضر مشروبات و بعض الرقائق إذا...

تعود ابتسامة و حماس مارتا بعد رؤيتها لحماس الفتيات أمامها...

تتبعها هولي نحو المطبخ قائلة: آنسة ماما! هل كان ضروريا أن يصبح المنزل صاخبا فجأة؟

مارتا: هل من السئ أن تحضين بوقت جيد من حين لآخر؟

دالي: أجل، من الجيد ذلك...

(you shouldn't miss with me

you dont wanna miss with me

cause if you miss with me'

you miss me with my family)

اظننا عرفنا سبب اختيار مارتا للاغنية إذا...

تتجه مارتا نحو الفتيات بسُفرة العصائر قائلة: هيا يا...

تسمع صوت رصاصة كأنها ضُربت بجانب رأسها!!

تتقلص أعين مارتا و قد تجمدت بمكانها من الصوت!!

تقع الاكواب على الارض و تتحطم دون أي ردة منها...

تقول مارتا بصوت ميت: اليس... يا فتى!...

نعود لاليس الذي قد انهى الرسم على الجدران الاربع و السقف...

إنه واقف بوسط الغرفة الفارغة مطأطأ الرأس و بجانبه غوستاف الذي يتأمل الرسومات قائلا: الفن جريمة مثلما قال "آدم"... هل أنا محق؟

اليس: تبا، تبا، تبا، تبا....

يصفعه غوستاف على ظهره قائلا: لقد قمت بالأمر الصعب...و الآن يتبقى لنا فقط الأمر السهل...

اليس: ليتك أعطيتني مسدساً حقيقياً...

غوستاف: أتقول أنك تخيلت نفسك ميتا!؟

اليس: لقد تخيلت نفسي واقفا بين يدي (هانيبال القدير)(christ hanniball)...

غوستاف: هل تخيلت نفسك بالجنة؟

يتغير وجه اليس للأسوء قائلا: تخيل بعد كل هذه المعاناة، لقد ذهبت للكاثروس(أظنه يقصد الجحيم هنا)... تبا، تبا، تبا، تبا...

يعود غوستاف للنظر برسومات اليس على الجدران...

لقد ظهرت كخربشات من دون معنى، لكنها كانت دقيقة في تفاصيلها...

الجدار الاول كان يحمل رسمة الشمس التي تفرق بين الفتى ذو الملابس السوداء و الفتاة ذات الاجنحة البيضاء.... لكننا نرى شكلا لمهرج يرتدي ملابسه المخططة و حذاءه ذو الاجراس يقف وسط تلك الشمس التي بدورها كانت ترتدي قبعة المهرجين المليئة بالاجراس... و الخلفية ورائهم مكتوب بشكل متكرر كلمة (saku)

اما الجدار الثاني كان يحمل صورة جانبية لرأس و عنق شخص ما...كان بحجم الجدار، يطوف حولفمه و يلتف ليصل لعنقه وشاح مكتوب عليه كلمة(mama)، كان الفتى ذو شعر قصير و يجلس على أذنه مهرج صغير بملابسه المخططة و قبعته المليئة بالأجراس يجلس واضعا رجلا على الاخرى و ينظر باتجاه الفتى....

كانت مؤخرة رأس الفتى تتشكل لجناح متوسط الحجم...أما عين الفتى فقد كانت تتمزق ليخرج منها جناح آخر ملطخ بالدماء و عينه تحته تنزف لتصل لنهاية ذقنه....تخرج من أذني الفتى غيوم لتغطي ماهو خلف الفتى و جزءاً من عنق الفتى، حيث نرى آثار سكانين به... و كذلك هذا الجدار، فقد كان هناك في الخلفية مكتوب كلمة متكررة أكثر من مرة وهي (David)

الجدار الثالث كان عبارة عن غيمة كبيرة أسفلها يتكون ليشكل فك جمجمة واضح الشكل، أما أعلاها فقد كان منتشرا كالدخان تماما و هناك أعين كثيرة تحوم حول هذا الشئ و تحدق بالمتفرج، لكن كان هناك عينان أكبر حجما من البقية.... كانت عينان ذات رموش طويلة و واسعتين بلون اسود قاتم، هما الوحيدتان من تنظران بنظرة هادئة عكس الأخريات اللاتي ينظرن بكل وحشية لك... و كالعادة يوجد كلمة مكررة لتملأ بقية الجدار و هي (shit)

أما الجدار الرابع و الأخير..... فكان بوسط الجدار رأس لفتى قد ملأ وجهه من التجاعيد و الهالات السوداء ما يكفي ليظهره بمظهر مزري من التعب... ينظر باتجاه الامام... لقد كان يشبه اليس لحد كبير...

تظهر فوقه فتاة ذات شعر قصير و عينين واسعتين برموش طويلة تنظر نحو المتفرج و قد حُفر على جبينها شكل لنجمة خماسية داخل دائرة، نرى يديها المليئتين بالجروح كنوع من الانتحار بقطع الشرايين، كانت تمسك بخيوط حريرية بأصابعها الصغيرة لتلتف حول عنق ذلك الفتى و تملأ عنقه بالدماء...

علي اليمين يوجد عينين بحجم أكبر بقليل من الحجم العادي تطوف إحداها لتنظر نحو الفتى و قد تلطخت بدمائه... أما الأخرى فقد كانت أمامه من الجهة اليسرى..

تحت الفتى كان هناك نوع من النبات الشوكي به قرون و دماء على طول أفرعه، غير وجود أعين حادة النظرة صوب ذلك الفتى كأنها تريد قتله...

على يساره من الجهة العلوية يوجد شكل لرجل بعمر الثلاثين تقريبا يضحك و قد امتدت يداه نحو الفتى، تطوف حول وجهه المخيف 12 عينا مصطفين بشكل ثابت... فوق ذلك الرجل و في باقي الجدار كانت تتوزع أعين حيوانات مفترسة كالنمر و الدب و غيرهن، و هي كذلك الأخرى تنظر نحو الفتى نظرة المفترس لفريسته...

كانت المساحة الفارغة قليلة لكنها كانت تحمل كلمة متكررة تملأ فراغ اللوحة و هي(envy)...

غوستاف: هل هذا أقصى حد لمخيلتك؟

اليس: اجل...اليس كافيا؟

غوستاف: بالطبع هو كافي...لكن، هل حقا هذه من خيالك وحدك؟

يرمقه اليس بنظرة باردة و يتجاهل سؤاله مكملا مشيه...

نعود لمارتا التي نراها متجهة نحو الحمام و يظهر القلق على وجهها...

تقول في نفسها: مالذي حدث!! لا، بالتأكيد هو بخير!!

تغلق الباب و تخلع قميصها لتظهر وشومها بالكامل هذه المرة...

لقد كان على ظهرها وشم لسيف فايكينغ يصل مقبضه إلى عنقها من الخلف، يلتف حوله تنين من النوع البحري(ثعبان العالم يورمنغاندور) بحراشفه الدقيقة يلتف بشكل دائرة ليصل ذيله الذي يحمل قلبا إلى كتفها الايسر....

مكتوب على ظهرها اسماء كالتالي:

ALICE

ERENA

KRING

NINA

WALLY

RICK

KRANTIVAGENJ

FIZCO

WHITE

ASH

ذراعها اليمنى تحمل رسما لجذور لزهرة شوكية تحمل قناعا في كتفها و الكثير من العيون حولها..

اما اليسرى فقد كان ذيل الثعبان في طرفه و بمنتصف كوعها يوجد خط اسود يحمل كلمةMAMA....

نلتفت لنرى بين صدرها و عنقها صورة لرجل ذو اجنحة ملاك كبيرة تصل لترقوتها و قد كان ذلك الرجل مشنوقا و لا يملك ذراعا يمنى....

تحت ثديها الايسر مكتوب كلمة LUNA، أما بمعدتها يوجد جملة مزخرفة بالخط العريض (DAMN BABYS)

تتعمق مارتا بالتفكير تحت دش الاستحمام قائلة في نفسها: شئ يخبرني أن أذهب للتحقق....

ترتدي منشفها و تخرج مسرعة لنتفاجئ أن البيت فارغ و أن الساعة كانت 9:29PM

ترتدي مارتا قميصا ذو اكمام طويلة و سروال جينز اسود مع حذاء converse بنفس اللون متجهة نحو الخارج لتبحث عن اليس...

ترفع سماعتها قائلة:أرجوك أجب، أرجوك أجب، أرجوك أجب...

و يبدو من غضبها و كأنه قد تم رفض مكالمتها....

تعاود الاتصال برقم مختلف هذه المرة ليرد حالا فتهرع قائلة: أرجوك! أين أجد اليس؟!

يرد من في الهاتف قائلا: قابليني عند المشفى القريب من منزلكم... سأكون هناك...

مارتا: هل اليس سيكون بخير!؟!

يرد متنهدا: أجل، سيكون بأفضل حال.... أعدك...

نعود لاليس الذي نراه قد خرج من الغرفة بعد أن صور غوستاف تلك الجدران ليقول له : أجل يا فتى، إن هذه الرسومات تستحق...

اليس: أجل.. أيمكنني الحصول على تلك الصور لاحقا؟

غوستاف: بالطبع...

يعم الصمت قليلا وهم بممر لمصحة عقلية و الاطباء يملأون المكان...

غوستاف: إذا... هل تذكرت ما حدث بهذه الطريقة؟

اليس: أجل...

غوستاف: هذا جيد لست مضطرا لفعل شيئا إذا...

أثناء مشيهم متجهين نحو نهاية الممر يتوقف اليس عند أحد الغرف التي تحمل الرقم 4 قائلا: إنتظر...

غوستاف: ما الأمر؟

اليس: إن ساكو هنا صحيح؟

غوستاف: أجل... ينظر ساعته ليقول: ستنتهي في أي لحظة الآن...

يريان في طرف الباب أثرا أحمر اللون يخرج ببطئ و يسمع صوت ضرب معدن يتكرر أكثر من مرة، ليتوقف قلب اليس و يبدأ الادرينالين بالضخ في دمائه وهو ينتظر خروج أي أحد من الباب ليستقبله بالضرب...

يفتح الباب و قد بدأ الدم بالعودة لمكانه!!

تخرج ساكو من الباب قائلة: شكرا سيد كايل..

لبخرج معها رجل في الثلاثين تقريبا من عمره، شعر اسود طويل مسرح على الجانب الايمن، بشرة قمحية، لديه لحية خفيفة قد بدأت بالنمو قبل أيام قليلة كما تبدو... يرتدي نظارة طبية بعدسات دائرية صغيرة معدنية الهيكل...

بدلة حمراء اللون مع قميص بنفسجي باهت و ربطة عنق صفراء اللون، يحمل عكازا خشبيا بسبب بتر في قدمه اليمنى التي كانت خشبية و بنهايتها معدن....

يقول كايل بنبرة بشوشة وهو منهمك بتفقد بإحدى الملفات:لا مشكلة، استمري بأخذ أدويتك و سنراجع التقدم بعد اسبوع... إتفقنا؟

تتفاجأ ساكو من حظور اليس الغير متوقع لتقول: ماذا؟؟

اليس بنبرة متعبة: مرحبا.... آسف على مقاطعتكم..

ينظر كايل باهتمام واضح لاليس قائلا: لا مشكلة، إذن هذا هو مريضك يا غوستاف...

غوستاف: أجل إنه كذلك...

كايل: هل تعرفينه يا ساكو؟

ساكو بتلعثم: هاه؟ ااه... لقد، هئحم، نعم! إنه.. صديقي الذي أخبرتك عنه...

يبتسم كايل قائلا: مثير للاهتمام...

ساكو: ماذا تفعل هنا بالضبط؟

اليس: لقد.. تذكرت شيئا...

يظهر على وجه ساكو الشرود الواضح كأنها تفكر في ملايين الأشياء بنفس الوقت...

ينظر اليس في وجه كايل و قد كان يتجنب النظر لوجهه، ليرى أنه يبتسم في وجهه ابتسامة باردة مغلقا عينيه... يرى اليس و كأن حوله يدين مضيئتين بلون أصفر يُشرن نحو اليس بالسبابة و الدماء تملأ وجهه المخيف...

يتوتر اليس و يشيح بنظره عن كايل...

يعم الصمت مجددا و الجميع يشعر بعدم الراحة لسبب ما...

نسمع صوت طقطقة أحذية على بلاط المستشفى لتكسر الجليد الذي كانوا به....(تكسر الصمت)

ينظر اليس باتجاه الصوت ليجد مارتا و كرينج و فتاة أخرى معهم....

كانت فتاة ذات بشرة رمادية غامقة و شعر ابيض يصل لكتفيها، ترتدي ملابس بيضاء... كانت ترتدي قميصا بقلنسوة (hoodie) أبيض بدون ذرة سواد به، و سروالا واسعا أبيض اللون كذاك...و حذاء yeezy 350 أبيض اللون...

عينين حمراوتين مخيفتين و تغطي فمها بضمادات رمادية...

يبتسم كرينج رافعا يديه للسماء ليقول بصوت عالٍ: و هاقد جاء من ينتظرونه!!

مارتا: أخفض صوتك!

كرينج: عزيزتي إن هذا الفصل سيكون فارغا من دوني كما قال eminem مرة "there will be so empty without me" ثم يبتسم نحو المشاهد ليغمز له قائلا: أجل... سأقول المزيد من جُمل إيمينيم....

كان كايل و غوستاف ينظرون لغرابة ذلك الشخص بنظرات هادئة لكنها تحمل نية قتل كبيرة وراءها...

ليقولوا في انفسهم نفس الجملة تماما... "من هو هذا المهرج؟!"

مارتا: هل بدأت تهذي؟ و أنت يا اليس!

يخاف قليلا اليس متوقعا منها توبيخه، ليتفاجأ بأنهت حضنته و حملته عاليا كأنها تلوح بيديها دون عناء باكية لتقول: آسفة!! لقد إلتهيت بالحانة اللعينة و تركتك وحدك!! لن يتكرر ذلك!!!

غوستاف: جيد أن تعود المرأة لإبنها صحيح؟و يغمز لاليس بابتسامته المستفزة...

تضعه أرضا لتسأل: من هاؤلاء يا اليس؟

كان اليس سيتكلم لكن يتم مقاطعته من قبل غوستاف و ساكو بنفس الوقت...

غوستاف: أنا (غوستاف دوريه/gustave doré) صديق اليس المقرب...

ساكو: ا... اجل، إنه اخي الاكبر "غوستي/gustie"...

غوستاف: غوستي؟؟

تكمل ساكو متجاهلة غوستاف: إنه كان يرافقني لنعود بأخي، لذلك.....

يضحك كايل قائلا: لم أكن أعرف ذلك! تبا... إنها تذكرني بالماضي قليلا...

كرينج: أي نوع من الماضي تتذكر؟

كايل: لا عليك....

مارتا: هكذا إذا... ماذا عن الدوكتور الوسيم هذا؟

يبتسم كايل بكل ثقة قائلا: أنا الدوكتور( كارل كايل تومي/karl Kyle tomie) و شكرا على إطرائك بالمناسبة...

كرينج: كايل إذا... أتذكرينه بمكان ما يا مارتا؟

مارتا: هممم، لست أدري...

يبتسم كرينج قائلا: أتذكر شيئا عن الحُكم في بريطانيا حتى عام 1989؟...

يرد كايل بكل برود قائلا: أجل، كنت ملك بريطانيا حتى تلك الفترة...

تقول مارتا التي كانت تداعب بشعر اليس: ما الذي؟؟

يرد كايل قائلا: أهذه ابنة (بوب/bob)?

تتجمد الفتاة بمكانها و تبدأ بتصبب العرق بشكل جنوني...

كرينج: ما الذي؟ من هو بوب؟؟

يستمر اليس بالنظر لهم لتمر من أمامه فراشة ذات لون بنفسجي مع خطوط حمراء عليها تسرق انتباهه...

يتأمل تلك الفراشة حتى تستقر على سبابته و قد بدأت بالنقر على يد اليس حتى تبدأ بالنزيف...

يبدأ الدم بإصبع اليس بالنزول ليشكل حرف k مشوها قليلا فيتسمر اليس بمكانه من الخوف دون أي حركة كأنه يخاف أن تطير....

يرمش ليجد أن الفراشة اختفت!!

ينظر لهم ليجد أن الفراشة متجهة نحو كرينج...

ينتبه لها كرينج فيتأملها قليلا ريثما تثبت بمكانها فيمد يديه ليضربها و تموت الفراشة بكل بساطة...

كرينج: تبا، كادت تلتصق بي... ثم ينظر لكايل ليتبادلا نظرات التهديد...

يكمل كرينج قائلا: أجل و قد انتهى الامر... هلا خرجنا؟ لدي أطنان من الأمور التي يجب أن أفعلها، صحيح يا (كاميكو/kamiko)

تهز كاميكو رأسها بالايجاب...

تهمس كاميكو لكرينج الذي يبدو مبتسما وهي تحرك يديها كنوع من الوصف...

كرينج: هكذا إذا...

يربت على كرينج على رأس اليس قائلا: كان الخالق في عونك يا فتى.... ينظر لكايل بنظرته الخبيثة ليرد عليه كايل بابتسامة أكثر برودا من السابق و يغلق عينيه بكل هدوء قائلا: سيكون بخير...

ساكو: هلا رافقتني يا اليس.. اريد إخبارك شيئا...

اليس: بالتأكيد..

يخرجون مودعين د.غوستاف و د.كايل...

غوستاف: اتصل بي..

اليس: سأفعل...

يمشي كرينج ليعود قائلا: أجل... اا. غوستاف! في المرة القادمة التي نراك فيها-يغمز له مبتسما- نريد رؤية قدراتك في الملاكمة بيدك اليسرى...

يقول غوستاف في نفسه: حقا إنه مهرج... ليته يعرف حتى أنني أيمن ولست أعسر...

يدخل بنفس الوقت للمستشفى شخص يمسك بمظلته... لقد كان إلياس!!!

يقول لهم وهو يلهث: آسف للتأخير...

غوستاف: هون على نفسك يا فتى.. كنا سنتصل بك الآن...

يتنهد كايل قائلا: يا حبيبي، يا حبيبي، يا حبيبي....

يرافقان إلياس و يركبان سيارته ليقلهم....

و بالوقت ذاته كانت مارتا و كرينج و كاميكو في سيارة كرينج منتظرين ساكو و اليس ليخرجا...

كرينج: تبا، كدنا نودع القصة بشرف هناك..

مارتا: ماذا هناك؟

كرينج: يا آنستي الجميلة، بكل اختصار لقد كنا على بعد خطوات قليلة من شخص قد يعكر مزاج الكاتب اللعين، و ندخل بدوائر و فصول لا تنتهي من المعاناة....

مارتا:؟؟

كرينج: شخص خطير آخر، من حظك أنني رافقتك...طبعا إن ظهوري لأسباب أخرى-يغمز للمشاهد-لكن أجل... جيد أنني حظرت...

تدور في رأس مارتا الكثير من الاسئلة و لكنها لم تتعب نفسها بشئ غير الإطمئنان على اليس....

اليس و ساكو كانا على الدرج واقفان و كل منهما ينتظر أحدهما أن يبدأ الحديث....

ساكو: ....

اليس: إذا...

ساكو: إذا... عادت ذاكرتك؟؟

اليس: هلٌا ترافقينني للمنزل لاخبرك بما حدث....

ساكو: بالتأكيد....

يعودان لمنزل اليس و قد كان واضحا في عيني اليس التعب و عيني ساكو الارتباك...

تجلس ساكو على سرير اليس ليجلس اليس على الارض أمامها...

يحدق اليس بساكو التي بدا عليها الارتباك و هي تنظر لعينيه المخيفتين و لم تستطع حتى بلع ريقها من التوتر...

يشير اليس إلى المساحة الفارغة من غرفته ليقول لها بنبرة قد كاد فيها أنعود لمارتا التي بنفس الوقت كانت متجهة نحو بيتها لتنال قسطا من الراحة...

تدخل البيت بوجه ميت من الارهاق...

تجد أن نينا قد شغلت مكبر الصوت الخاص بمارتا على اغنية(party) chris brown, usher...

مارتا: ماذا هناك؟

تستقبلها نينا التي بدا على وجهها ابتسامة كبيرة و قد جاءت هولي و دالي للمنزل و هناك أجواء كنوع من الحفلات بالمكان...

نينا: أهلا ماما! كيف كان يومك؟

تبدأ مارتا بالتلعثم قائلة: لقد... لست أدري... عادياً؟..

هولي: تعالي و استريحي، يبدو على وجهك التعب كأنك قد رميتي أحدهم بطاولة في حانة أو شئ كهذا!

تجلس مارتا و تخلع سترتها البرتقالية قائلة: أهذا نوع من ليلة الفتيات التي تأتي من دون سبب أو ما شابه؟

تقول دالي التي كانت تعبث بهاتفها كنوع من عدم الاهتمام: أجل... شئ ممل قليلا، اليس كذلك؟

مارتا: لست أدري... الموسيقى ينقصها شئ ما...

هولي: مثل ماذا؟

مارتا: همممم، لقد وجدتها! دالي! ألديك يوتيوب؟

دالي: بالتأكيد....

مارتا: إبحثي عن family...

دالي: ها أنا ذا...

تشغل اغنية (my family) migos و قد ظهرت ابتسامة الحٍنكة على وجه مارتا كأنها تقول لهن"استمعن لشئ ذو قيمة كالعائلة"...

تبتسم دالي التي أعجبها ذوق مارتا في الموسيقى، تقف مارتا قائلة: أليست حفلة؟ لم لا أراكن واقفات كذلك؟ سأحضر مشروبات و بعض الرقائق إذا...

تعود ابتسامة و حماس مارتا بعد رؤيتها لحماس الفتيات أمامها...

تتبعها هولي نحو المطبخ قائلة: آنسة ماما! هل كان ضروريا أن يصبح المنزل صاخبا فجأة؟

مارتا: هل من السئ أن تحضين بوقت جيد من حين لآخر؟

دالي: أجل، من الجيد ذلك...

(you shouldn't miss with me

you dont wanna miss with me

cause if you miss with me'

you miss me with my family)

اظننا عرفنا سبب اختيار مارتا للاغنية إذا...

تتجه مارتا نحو الفتيات بسُفرة العصائر قائلة: هيا يا...

تسمع صوت رصاصة كأنها ضُربت بجانب رأسها!!

تتقلص أعين مارتا و قد تجمدت بمكانها من الصوت!!

تقع الاكواب على الارض و تتحطم دون أي ردة منها...

تقول مارتا بصوت ميت: اليس... يا فتى!...

نعود لاليس الذي قد انهى الرسم على الجدران الاربع و السقف...

إنه واقف بوسط الغرفة الفارغة مطأطأ الرأس و بجانبه غوستاف الذي يتأمل الرسومات قائلا: الفن جريمة مثلما قال "آدم"... هل أنا محق؟

اليس: تبا، تبا، تبا، تبا....

يصفعه غوستاف على ظهره قائلا: لقد قمت بالأمر الصعب...و الآن يتبقى لنا فقط الأمر السهل...

اليس: ليتك أعطيتني مسدساً حقيقياً...

غوستاف: أتقول أنك تخيلت نفسك ميتا!؟

اليس: لقد تخيلت نفسي واقفا بين يدي (هانيبال القدير)(christ hanniball)...

غوستاف: هل تخيلت نفسك بالجنة؟

يتغير وجه اليس للأسوء قائلا: تخيل بعد كل هذه المعاناة، لقد ذهبت للكاثروس(أظنه يقصد الجحيم هنا)... تبا، تبا، تبا، تبا...

يعود غوستاف للنظر برسومات اليس على الجدران...

لقد ظهرت كخربشات من دون معنى، لكنها كانت دقيقة في تفاصيلها...

الجدار الاول كان يحمل رسمة الشمس التي تفرق بين الفتى ذو الملابس السوداء و الفتاة ذات الاجنحة البيضاء.... لكننا نرى شكلا لمهرج يرتدي ملابسه المخططة و حذاءه ذو الاجراس يقف وسط تلك الشمس التي بدورها كانت ترتدي قبعة المهرجين المليئة بالاجراس... و الخلفية ورائهم مكتوب بشكل متكرر كلمة (saku)

اما الجدار الثاني كان يحمل صورة جانبية لرأس و عنق شخص ما...كان بحجم الجدار، يطوف حولفمه و يلتف ليصل لعنقه وشاح مكتوب عليه كلمة(mama)، كان الفتى ذو شعر قصير و يجلس على أذنه مهرج صغير بملابسه المخططة و قبعته المليئة بالأجراس يجلس واضعا رجلا على الاخرى و ينظر باتجاه الفتى....

كانت مؤخرة رأس الفتى تتشكل لجناح متوسط الحجم...أما عين الفتى فقد كانت تتمزق ليخرج منها جناح آخر ملطخ بالدماء و عينه تحته تنزف لتصل لنهاية ذقنه....تخرج من أذني الفتى غيوم لتغطي ماهو خلف الفتى و جزءاً من عنق الفتى، حيث نرى آثار سكانين به... و كذلك هذا الجدار، فقد كان هناك في الخلفية مكتوب كلمة متكررة أكثر من مرة وهي (David)

الجدار الثالث كان عبارة عن غيمة كبيرة أسفلها يتكون ليشكل فك جمجمة واضح الشكل، أما أعلاها فقد كان منتشرا كالدخان تماما و هناك أعين كثيرة تحوم حول هذا الشئ و تحدق بالمتفرج، لكن كان هناك عينان أكبر حجما من البقية.... كانت عينان ذات رموش طويلة و واسعتين بلون اسود قاتم، هما الوحيدتان من تنظران بنظرة هادئة عكس الأخريات اللاتي ينظرن بكل وحشية لك... و كالعادة يوجد كلمة مكررة لتملأ بقية الجدار و هي (shit)

أما الجدار الرابع و الأخير..... فكان بوسط الجدار رأس لفتى قد ملأ وجهه من التجاعيد و الهالات السوداء ما يكفي ليظهره بمظهر مزري من التعب... ينظر باتجاه الامام... لقد كان يشبه اليس لحد كبير...

تظهر فوقه فتاة ذات شعر قصير و عينين واسعتين برموش طويلة تنظر نحو المتفرج و قد حُفر على جبينها شكل لنجمة خماسية داخل دائرة، نرى يديها المليئتين بالجروح كنوع من الانتحار بقطع الشرايين، كانت تمسك بخيوط حريرية بأصابعها الصغيرة لتلتف حول عنق ذلك الفتى و تملأ عنقه بالدماء...

علي اليمين يوجد عينين بحجم أكبر بقليل من الحجم العادي تطوف إحداها لتنظر نحو الفتى و قد تلطخت بدمائه... أما الأخرى فقد كانت أمامه من الجهة اليسرى..

تحت الفتى كان هناك نوع من النبات الشوكي به قرون و دماء على طول أفرعه، غير وجود أعين حادة النظرة صوب ذلك الفتى كأنها تريد قتله...

على يساره من الجهة العلوية يوجد شكل لرجل بعمر الثلاثين تقريبا يضحك و قد امتدت يداه نحو الفتى، تطوف حول وجهه المخيف 12 عينا مصطفين بشكل ثابت... فوق ذلك الرجل و في باقي الجدار كانت تتوزع أعين حيوانات مفترسة كالنمر و الدب و غيرهن، و هي كذلك الأخرى تنظر نحو الفتى نظرة المفترس لفريسته...

كانت المساحة الفارغة قليلة لكنها كانت تحمل كلمة متكررة تملأ فراغ اللوحة و هي(envy)...

غوستاف: هل هذا أقصى حد لمخيلتك؟

اليس: اجل...اليس كافيا؟

غوستاف: بالطبع هو كافي...لكن، هل حقا هذه من خيالك وحدك؟

يرمقه اليس بنظرة باردة و يتجاهل سؤاله مكملا مشيه...

نعود لمارتا التي نراها متجهة نحو الحمام و يظهر القلق على وجهها...

تقول في نفسها: مالذي حدث!! لا، بالتأكيد هو بخير!!

تغلق الباب و تخلع قميصها لتظهر وشومها بالكامل هذه المرة...

لقد كان على ظهرها وشم لسيف فايكينغ يصل مقبضه إلى عنقها من الخلف، يلتف حوله تنين من النوع البحري(ثعبان العالم يورمنغاندور) بحراشفه الدقيقة يلتف بشكل دائرة ليصل ذيله الذي يحمل قلبا إلى كتفها الايسر....

مكتوب على ظهرها اسماء كالتالي:

ALICE

ERENA

KRING

NINA

WALLY

RICK

KRANTIVAGENJ

FIZCO

WHITE

ASH

ذراعها اليمنى تحمل رسما لجذور لزهرة شوكية تحمل قناعا في كتفها و الكثير من العيون حولها..

اما اليسرى فقد كان ذيل الثعبان في طرفه و بمنتصف كوعها يوجد خط اسود يحمل كلمةMAMA....

نلتفت لنرى بين صدرها و عنقها صورة لرجل ذو اجنحة ملاك كبيرة تصل لترقوتها و قد كان ذلك الرجل مشنوقا و لا يملك ذراعا يمنى....

تحت ثديها الايسر مكتوب كلمة LUNA، أما بمعدتها يوجد جملة مزخرفة بالخط العريض (DAMN BABYS)

تتعمق مارتا بالتفكير تحت دش الاستحمام قائلة في نفسها: شئ يخبرني أن أذهب للتحقق....

ترتدي منشفها و تخرج مسرعة لنتفاجئ أن البيت فارغ و أن الساعة كانت 9:29PM

ترتدي مارتا قميصا ذو اكمام طويلة و سروال جينز اسود مع حذاء converse بنفس اللون متجهة نحو الخارج لتبحث عن اليس...

ترفع سماعتها قائلة:أرجوك أجب، أرجوك أجب، أرجوك أجب...

و يبدو من غضبها و كأنه قد تم رفض مكالمتها....

تعاود الاتصال برقم مختلف هذه المرة ليرد حالا فتهرع قائلة: أرجوك! أين أجد اليس؟!

يرد من في الهاتف قائلا: قابليني عند المشفى القريب من منزلكم... سأكون هناك...

مارتا: هل اليس سيكون بخير!؟!

يرد متنهدا: أجل، سيكون بأفضل حال.... أعدك...

نعود لاليس الذي نراه قد خرج من الغرفة بعد أن صور غوستاف تلك الجدران ليقول له : أجل يا فتى، إن هذه الرسومات تستحق...

اليس: أجل.. أيمكنني الحصول على تلك الصور لاحقا؟

غوستاف: بالطبع...

يعم الصمت قليلا وهم بممر لمصحة عقلية و الاطباء يملأون المكان...

غوستاف: إذا... هل تذكرت ما حدث بهذه الطريقة؟

اليس: أجل...

غوستاف: هذا جيد لست مضطرا لفعل شيئا إذا...

أثناء مشيهم متجهين نحو نهاية الممر يتوقف اليس عند أحد الغرف التي تحمل الرقم 4 قائلا: إنتظر...

غوستاف: ما الأمر؟

اليس: إن ساكو هنا صحيح؟

غوستاف: أجل... ينظر ساعته ليقول: ستنتهي في أي لحظة الآن...

يريان في طرف الباب أثرا أحمر اللون يخرج ببطئ و يسمع صوت ضرب معدن يتكرر أكثر من مرة، ليتوقف قلب اليس و يبدأ الادرينالين بالضخ في دمائه وهو ينتظر خروج أي أحد من الباب ليستقبله بالضرب...

يفتح الباب و قد بدأ الدم بالعودة لمكانه!!

تخرج ساكو من الباب قائلة: شكرا سيد كايل..

لبخرج معها رجل في الثلاثين تقريبا من عمره، شعر اسود طويل مسرح على الجانب الايمن، بشرة قمحية، لديه لحية خفيفة قد بدأت بالنمو قبل أيام قليلة كما تبدو... يرتدي نظارة طبية بعدسات دائرية صغيرة معدنية الهيكل...

بدلة حمراء اللون مع قميص بنفسجي باهت و ربطة عنق صفراء اللون، يحمل عكازا خشبيا بسبب بتر في قدمه اليمنى التي كانت خشبية و بنهايتها معدن....

يقول كايل بنبرة بشوشة وهو منهمك بتفقد بإحدى الملفات:لا مشكلة، استمري بأخذ أدويتك و سنراجع التقدم بعد اسبوع... إتفقنا؟

تتفاجأ ساكو من حظور اليس الغير متوقع لتقول: ماذا؟؟

اليس بنبرة متعبة: مرحبا.... آسف على مقاطعتكم..

ينظر كايل باهتمام واضح لاليس قائلا: لا مشكلة، إذن هذا هو مريضك يا غوستاف...

غوستاف: أجل إنه كذلك...

كايل: هل تعرفينه يا ساكو؟

ساكو بتلعثم: هاه؟ ااه... لقد، هئحم، نعم! إنه.. صديقي الذي أخبرتك عنه...

يبتسم كايل قائلا: مثير للاهتمام...

ساكو: ماذا تفعل هنا بالضبط؟

اليس: لقد.. تذكرت شيئا...

يظهر على وجه ساكو الشرود الواضح كأنها تفكر في ملايين الأشياء بنفس الوقت...

ينظر اليس في وجه كايل و قد كان يتجنب النظر لوجهه، ليرى أنه يبتسم في وجهه ابتسامة باردة مغلقا عينيه... يرى اليس و كأن حوله يدين مضيئتين بلون أصفر يُشرن نحو اليس بالسبابة و الدماء تملأ وجهه المخيف...

يتوتر اليس و يشيح بنظره عن كايل...

يعم الصمت مجددا و الجميع يشعر بعدم الراحة لسبب ما...

نسمع صوت طقطقة أحذية على بلاط المستشفى لتكسر الجليد الذي كانوا به....(تكسر الصمت)

ينظر اليس باتجاه الصوت ليجد مارتا و كرينج و فتاة أخرى معهم....

كانت فتاة ذات بشرة رمادية غامقة و شعر ابيض يصل لكتفيها، ترتدي ملابس بيضاء... كانت ترتدي قميصا بقلنسوة (hoodie) أبيض بدون ذرة سواد به، و سروالا واسعا أبيض اللون كذاك...و حذاء yeezy 350 أبيض اللون...

عينين حمراوتين مخيفتين و تغطي فمها بضمادات رمادية...

يبتسم كرينج رافعا يديه للسماء ليقول بصوت عالٍ: و هاقد جاء من ينتظرونه!!

مارتا: أخفض صوتك!

كرينج: عزيزتي إن هذا الفصل سيكون فارغا من دوني كما قال eminem مرة "there will be so empty without me" ثم يبتسم نحو المشاهد ليغمز له قائلا: أجل... سأقول المزيد من جُمل إيمينيم....

كان كايل و غوستاف ينظرون لغرابة ذلك الشخص بنظرات هادئة لكنها تحمل نية قتل كبيرة وراءها...

ليقولوا في انفسهم نفس الجملة تماما... "من هو هذا المهرج؟!"

مارتا: هل بدأت تهذي؟ و أنت يا اليس!

يخاف قليلا اليس متوقعا منها توبيخه، ليتفاجأ بأنهت حضنته و حملته عاليا كأنها تلوح بيديها دون عناء باكية لتقول: آسفة!! لقد إلتهيت بالحانة اللعينة و تركتك وحدك!! لن يتكرر ذلك!!!

غوستاف: جيد أن تعود المرأة لإبنها صحيح؟و يغمز لاليس بابتسامته المستفزة...

تضعه أرضا لتسأل: من هاؤلاء يا اليس؟

كان اليس سيتكلم لكن يتم مقاطعته من قبل غوستاف و ساكو بنفس الوقت...

غوستاف: أنا (غوستاف دوريه/gustave doré) صديق اليس المقرب...

ساكو: ا... اجل، إنه اخي الاكبر "غوستي/gustie"...

غوستاف: غوستي؟؟

تكمل ساكو متجاهلة غوستاف: إنه كان يرافقني لنعود بأخي، لذلك.....

يضحك كايل قائلا: لم أكن أعرف ذلك! تبا... إنها تذكرني بالماضي قليلا...

كرينج: أي نوع من الماضي تتذكر؟

كايل: لا عليك....

مارتا: هكذا إذا... ماذا عن الدوكتور الوسيم هذا؟

يبتسم كايل بكل ثقة قائلا: أنا الدوكتور( كارل كايل تومي/karl Kyle tomie) و شكرا على إطرائك بالمناسبة...

كرينج: كايل إذا... أتذكرينه بمكان ما يا مارتا؟

مارتا: هممم، لست أدري...

يبتسم كرينج قائلا: أتذكر شيئا عن الحُكم في بريطانيا حتى عام 1989؟...

يرد كايل بكل برود قائلا: أجل، كنت ملك بريطانيا حتى تلك الفترة...

تقول مارتا التي كانت تداعب بشعر اليس: ما الذي؟؟

يرد كايل قائلا: أهذه ابنة (بوب/bob)?

تتجمد الفتاة بمكانها و تبدأ بتصبب العرق بشكل جنوني...

كرينج: ما الذي؟ من هو بوب؟؟

يستمر اليس بالنظر لهم لتمر من أمامه فراشة ذات لون بنفسجي مع خطوط حمراء عليها تسرق انتباهه...

يتأمل تلك الفراشة حتى تستقر على سبابته و قد بدأت بالنقر على يد اليس حتى تبدأ بالنزيف...

يبدأ الدم بإصبع اليس بالنزول ليشكل حرف k مشوها قليلا فيتسمر اليس بمكانه من الخوف دون أي حركة كأنه يخاف أن تطير....

يرمش ليجد أن الفراشة اختفت!!

ينظر لهم ليجد أن الفراشة متجهة نحو كرينج...

ينتبه لها كرينج فيتأملها قليلا ريثما تثبت بمكانها فيمد يديه ليضربها و تموت الفراشة بكل بساطة...

كرينج: تبا، كادت تلتصق بي... ثم ينظر لكايل ليتبادلا نظرات التهديد...

يكمل كرينج قائلا: أجل و قد انتهى الامر... هلا خرجنا؟ لدي أطنان من الأمور التي يجب أن أفعلها، صحيح يا (كاميكو/kamiko)

تهز كاميكو رأسها بالايجاب...

تهمس كاميكو لكرينج الذي يبدو مبتسما وهي تحرك يديها كنوع من الوصف...

كرينج: هكذا إذا...

يربت على كرينج على رأس اليس قائلا: كان الخالق في عونك يا فتى.... ينظر لكايل بنظرته الخبيثة ليرد عليه كايل بابتسامة أكثر برودا من السابق و يغلق عينيه بكل هدوء قائلا: سيكون بخير...

ساكو: هلا رافقتني يا اليس.. اريد إخبارك شيئا...

اليس: بالتأكيد..

يخرجون مودعين د.غوستاف و د.كايل...

غوستاف: اتصل بي..

اليس: سأفعل...

يمشي كرينج ليعود قائلا: أجل... اا. غوستاف! في المرة القادمة التي نراك فيها-يغمز له مبتسما- نريد رؤية قدراتك في الملاكمة بيدك اليسرى...

يقول غوستاف في نفسه: حقا إنه مهرج... ليته يعرف حتى أنني أيمن ولست أعسر...

يدخل بنفس الوقت للمستشفى شخص يمسك بمظلته... لقد كان إلياس!!!

يقول لهم وهو يلهث: آسف للتأخير...

غوستاف: هون على نفسك يا فتى.. كنا سنتصل بك الآن...

يتنهد كايل قائلا: يا حبيبي، يا حبيبي، يا حبيبي....

يرافقان إلياس و يركبان سيارته ليقلهم....

و بالوقت ذاته كانت مارتا و كرينج و كاميكو في سيارة كرينج منتظرين ساكو و اليس ليخرجا...

كرينج: تبا، كدنا نودع القصة بشرف هناك..

مارتا: ماذا هناك؟

كرينج: يا آنستي الجميلة، بكل اختصار لقد كنا على بعد خطوات قليلة من شخص قد يعكر مزاج الكاتب اللعين، و ندخل بدوائر و فصول لا تنتهي من المعاناة....

مارتا:؟؟

كرينج: شخص خطير آخر، من حظك أنني رافقتك...طبعا إن ظهوري لأسباب أخرى-يغمز للمشاهد-لكن أجل... جيد أنني حظرت...

تدور في رأس مارتا الكثير من الاسئلة و لكنها لم تتعب نفسها بشئ غير الإطمئنان على اليس....

اليس و ساكو كانا على الدرج واقفان و كل منهما ينتظر أحدهما أن يبدأ الحديث....

ساكو: ....

اليس: إذا...

ساكو: إذا... عادت ذاكرتك؟؟

اليس: هلٌا ترافقينني للمنزل لاخبرك بما حدث....

ساكو: بالتأكيد....

يعودان لمنزل اليس و قد كان واضحا في عيني اليس التعب و عيني ساكو الارتباك...

تجلس ساكو على سرير اليس ليجلس اليس على الارض أمامها...

يحدق اليس بساكو التي بدا عليها الارتباك و هي تنظر لعينيه المخيفتين و لم تستطع حتى بلع ريقها من التوتر...

يشير اليس إلى المساحة الفارغة من غرفته ليقول لها بنبرة قد كاد فيها أن يبكي: لقد تذكرت يا ساكو!... تذكرت و ياليتني لم أتذكر!!

ساكو: هون على نفسك يا اليس!... ما الذي تذكرته بالضبط!؟ و كيف عرفت بموقع غرفتي أو المستشفى الذي ازوره!؟

اليس: لقد تذكرت كل شئ حدث طوال تلك السنتين...

تتوسع عينا ساكو لتمتلئ بالدموع قائلة: إذا، أنت تتذكر ما حدث لديفيد و نينا، و غوستاف و ما إلى ذلك.....

يرد اليس بنبرة استهزاء: بل إنني تذكرت شيئا عن قبر أصفر!....ن يبكي: لقد تذكرت يا ساكو!... تذكرت و ياليتني لم أتذكر!!

ساكو: هون على نفسك يا اليس!... ما الذي تذكرته بالضبط!؟ و كيف عرفت بموقع غرفتي أو المستشفى الذي ازوره!؟

اليس: لقد تذكرت كل شئ حدث طوال تلك السنتين...

تتوسع عينا ساكو لتمتلئ بالدموع قائلة: إذا، أنت تتذكر ما حدث نعود لمارتا التي بنفس الوقت كانت متجهة نحو بيتها لتنال قسطا من الراحة...

تدخل البيت بوجه ميت من الارهاق...

تجد أن نينا قد شغلت مكبر الصوت الخاص بمارتا على اغنية(party) chris brown, usher...

مارتا: ماذا هناك؟

تستقبلها نينا التي بدا على وجهها ابتسامة كبيرة و قد جاءت هولي و دالي للمنزل و هناك أجواء كنوع من الحفلات بالمكان...

نينا: أهلا ماما! كيف كان يومك؟

تبدأ مارتا بالتلعثم قائلة: لقد... لست أدري... عادياً؟..

هولي: تعالي و استريحي، يبدو على وجهك التعب كأنك قد رميتي أحدهم بطاولة في حانة أو شئ كهذا!

تجلس مارتا و تخلع سترتها البرتقالية قائلة: أهذا نوع من ليلة الفتيات التي تأتي من دون سبب أو ما شابه؟

تقول دالي التي كانت تعبث بهاتفها كنوع من عدم الاهتمام: أجل... شئ ممل قليلا، اليس كذلك؟

مارتا: لست أدري... الموسيقى ينقصها شئ ما...

هولي: مثل ماذا؟

مارتا: همممم، لقد وجدتها! دالي! ألديك يوتيوب؟

دالي: بالتأكيد....

مارتا: إبحثي عن family...

دالي: ها أنا ذا...

تشغل اغنية (my family) migos و قد ظهرت ابتسامة الحٍنكة على وجه مارتا كأنها تقول لهن"استمعن لشئ ذو قيمة كالعائلة"...

تبتسم دالي التي أعجبها ذوق مارتا في الموسيقى، تقف مارتا قائلة: أليست حفلة؟ لم لا أراكن واقفات كذلك؟ سأحضر مشروبات و بعض الرقائق إذا...

تعود ابتسامة و حماس مارتا بعد رؤيتها لحماس الفتيات أمامها...

تتبعها هولي نحو المطبخ قائلة: آنسة ماما! هل كان ضروريا أن يصبح المنزل صاخبا فجأة؟

مارتا: هل من السئ أن تحضين بوقت جيد من حين لآخر؟

دالي: أجل، من الجيد ذلك...

(you shouldn't miss with me

you dont wanna miss with me

cause if you miss with me'

you miss me with my family)

اظننا عرفنا سبب اختيار مارتا للاغنية إذا...

تتجه مارتا نحو الفتيات بسُفرة العصائر قائلة: هيا يا...

تسمع صوت رصاصة كأنها ضُربت بجانب رأسها!!

تتقلص أعين مارتا و قد تجمدت بمكانها من الصوت!!

تقع الاكواب على الارض و تتحطم دون أي ردة منها...

تقول مارتا بصوت ميت: اليس... يا فتى!...

نعود لاليس الذي قد انهى الرسم على الجدران الاربع و السقف...

إنه واقف بوسط الغرفة الفارغة مطأطأ الرأس و بجانبه غوستاف الذي يتأمل الرسومات قائلا: الفن جريمة مثلما قال "آدم"... هل أنا محق؟

اليس: تبا، تبا، تبا، تبا....

يصفعه غوستاف على ظهره قائلا: لقد قمت بالأمر الصعب...و الآن يتبقى لنا فقط الأمر السهل...

اليس: ليتك أعطيتني مسدساً حقيقياً...

غوستاف: أتقول أنك تخيلت نفسك ميتا!؟

اليس: لقد تخيلت نفسي واقفا بين يدي (هانيبال القدير)(christ hanniball)...

غوستاف: هل تخيلت نفسك بالجنة؟

يتغير وجه اليس للأسوء قائلا: تخيل بعد كل هذه المعاناة، لقد ذهبت للكاثروس(أظنه يقصد الجحيم هنا)... تبا، تبا، تبا، تبا...

يعود غوستاف للنظر برسومات اليس على الجدران...

لقد ظهرت كخربشات من دون معنى، لكنها كانت دقيقة في تفاصيلها...

الجدار الاول كان يحمل رسمة الشمس التي تفرق بين الفتى ذو الملابس السوداء و الفتاة ذات الاجنحة البيضاء.... لكننا نرى شكلا لمهرج يرتدي ملابسه المخططة و حذاءه ذو الاجراس يقف وسط تلك الشمس التي بدورها كانت ترتدي قبعة المهرجين المليئة بالاجراس... و الخلفية ورائهم مكتوب بشكل متكرر كلمة (saku)

اما الجدار الثاني كان يحمل صورة جانبية لرأس و عنق شخص ما...كان بحجم الجدار، يطوف حولفمه و يلتف ليصل لعنقه وشاح مكتوب عليه كلمة(mama)، كان الفتى ذو شعر قصير و يجلس على أذنه مهرج صغير بملابسه المخططة و قبعته المليئة بالأجراس يجلس واضعا رجلا على الاخرى و ينظر باتجاه الفتى....

كانت مؤخرة رأس الفتى تتشكل لجناح متوسط الحجم...أما عين الفتى فقد كانت تتمزق ليخرج منها جناح آخر ملطخ بالدماء و عينه تحته تنزف لتصل لنهاية ذقنه....تخرج من أذني الفتى غيوم لتغطي ماهو خلف الفتى و جزءاً من عنق الفتى، حيث نرى آثار سكانين به... و كذلك هذا الجدار، فقد كان هناك في الخلفية مكتوب كلمة متكررة أكثر من مرة وهي (David)

الجدار الثالث كان عبارة عن غيمة كبيرة أسفلها يتكون ليشكل فك جمجمة واضح الشكل، أما أعلاها فقد كان منتشرا كالدخان تماما و هناك أعين كثيرة تحوم حول هذا الشئ و تحدق بالمتفرج، لكن كان هناك عينان أكبر حجما من البقية.... كانت عينان ذات رموش طويلة و واسعتين بلون اسود قاتم، هما الوحيدتان من تنظران بنظرة هادئة عكس الأخريات اللاتي ينظرن بكل وحشية لك... و كالعادة يوجد كلمة مكررة لتملأ بقية الجدار و هي (shit)

أما الجدار الرابع و الأخير..... فكان بوسط الجدار رأس لفتى قد ملأ وجهه من التجاعيد و الهالات السوداء ما يكفي ليظهره بمظهر مزري من التعب... ينظر باتجاه الامام... لقد كان يشبه اليس لحد كبير...

تظهر فوقه فتاة ذات شعر قصير و عينين واسعتين برموش طويلة تنظر نحو المتفرج و قد حُفر على جبينها شكل لنجمة خماسية داخل دائرة، نرى يديها المليئتين بالجروح كنوع من الانتحار بقطع الشرايين، كانت تمسك بخيوط حريرية بأصابعها الصغيرة لتلتف حول عنق ذلك الفتى و تملأ عنقه بالدماء...

علي اليمين يوجد عينين بحجم أكبر بقليل من الحجم العادي تطوف إحداها لتنظر نحو الفتى و قد تلطخت بدمائه... أما الأخرى فقد كانت أمامه من الجهة اليسرى..

تحت الفتى كان هناك نوع من النبات الشوكي به قرون و دماء على طول أفرعه، غير وجود أعين حادة النظرة صوب ذلك الفتى كأنها تريد قتله...

على يساره من الجهة العلوية يوجد شكل لرجل بعمر الثلاثين تقريبا يضحك و قد امتدت يداه نحو الفتى، تطوف حول وجهه المخيف 12 عينا مصطفين بشكل ثابت... فوق ذلك الرجل و في باقي الجدار كانت تتوزع أعين حيوانات مفترسة كالنمر و الدب و غيرهن، و هي كذلك الأخرى تنظر نحو الفتى نظرة المفترس لفريسته...

كانت المساحة الفارغة قليلة لكنها كانت تحمل كلمة متكررة تملأ فراغ اللوحة و هي(envy)...

غوستاف: هل هذا أقصى حد لمخيلتك؟

اليس: اجل...اليس كافيا؟

غوستاف: بالطبع هو كافي...لكن، هل حقا هذه من خيالك وحدك؟

يرمقه اليس بنظرة باردة و يتجاهل سؤاله مكملا مشيه...

نعود لمارتا التي نراها متجهة نحو الحمام و يظهر القلق على وجهها...

تقول في نفسها: مالذي حدث!! لا، بالتأكيد هو بخير!!

تغلق الباب و تخلع قميصها لتظهر وشومها بالكامل هذه المرة...

لقد كان على ظهرها وشم لسيف فايكينغ يصل مقبضه إلى عنقها من الخلف، يلتف حوله تنين من النوع البحري(ثعبان العالم يورمنغاندور) بحراشفه الدقيقة يلتف بشكل دائرة ليصل ذيله الذي يحمل قلبا إلى كتفها الايسر....

مكتوب على ظهرها اسماء كالتالي:

ALICE

ERENA

KRING

NINA

WALLY

RICK

KRANTIVAGENJ

FIZCO

WHITE

ASH

ذراعها اليمنى تحمل رسما لجذور لزهرة شوكية تحمل قناعا في كتفها و الكثير من العيون حولها..

اما اليسرى فقد كان ذيل الثعبان في طرفه و بمنتصف كوعها يوجد خط اسود يحمل كلمةMAMA....

نلتفت لنرى بين صدرها و عنقها صورة لرجل ذو اجنحة ملاك كبيرة تصل لترقوتها و قد كان ذلك الرجل مشنوقا و لا يملك ذراعا يمنى....

تحت ثديها الايسر مكتوب كلمة LUNA، أما بمعدتها يوجد جملة مزخرفة بالخط العريض (DAMN BABYS)

تتعمق مارتا بالتفكير تحت دش الاستحمام قائلة في نفسها: شئ يخبرني أن أذهب للتحقق....

ترتدي منشفها و تخرج مسرعة لنتفاجئ أن البيت فارغ و أن الساعة كانت 9:29PM

ترتدي مارتا قميصا ذو اكمام طويلة و سروال جينز اسود مع حذاء converse بنفس اللون متجهة نحو الخارج لتبحث عن اليس...

ترفع سماعتها قائلة:أرجوك أجب، أرجوك أجب، أرجوك أجب...

و يبدو من غضبها و كأنه قد تم رفض مكالمتها....

تعاود الاتصال برقم مختلف هذه المرة ليرد حالا فتهرع قائلة: أرجوك! أين أجد اليس؟!

يرد من في الهاتف قائلا: قابليني عند المشفى القريب من منزلكم... سأكون هناك...

مارتا: هل اليس سيكون بخير!؟!

يرد متنهدا: أجل، سيكون بأفضل حال.... أعدك...

نعود لاليس الذي نراه قد خرج من الغرفة بعد أن صور غوستاف تلك الجدران ليقول له : أجل يا فتى، إن هذه الرسومات تستحق...

اليس: أجل.. أيمكنني الحصول على تلك الصور لاحقا؟

غوستاف: بالطبع...

يعم الصمت قليلا وهم بممر لمصحة عقلية و الاطباء يملأون المكان...

غوستاف: إذا... هل تذكرت ما حدث بهذه الطريقة؟

اليس: أجل...

غوستاف: هذا جيد لست مضطرا لفعل شيئا إذا...

أثناء مشيهم متجهين نحو نهاية الممر يتوقف اليس عند أحد الغرف التي تحمل الرقم 4 قائلا: إنتظر...

غوستاف: ما الأمر؟

اليس: إن ساكو هنا صحيح؟

غوستاف: أجل... ينظر ساعته ليقول: ستنتهي في أي لحظة الآن...

يريان في طرف الباب أثرا أحمر اللون يخرج ببطئ و يسمع صوت ضرب معدن يتكرر أكثر من مرة، ليتوقف قلب اليس و يبدأ الادرينالين بالضخ في دمائه وهو ينتظر خروج أي أحد من الباب ليستقبله بالضرب...

يفتح الباب و قد بدأ الدم بالعودة لمكانه!!

تخرج ساكو من الباب قائلة: شكرا سيد كايل..

لبخرج معها رجل في الثلاثين تقريبا من عمره، شعر اسود طويل مسرح على الجانب الايمن، بشرة قمحية، لديه لحية خفيفة قد بدأت بالنمو قبل أيام قليلة كما تبدو... يرتدي نظارة طبية بعدسات دائرية صغيرة معدنية الهيكل...

بدلة حمراء اللون مع قميص بنفسجي باهت و ربطة عنق صفراء اللون، يحمل عكازا خشبيا بسبب بتر في قدمه اليمنى التي كانت خشبية و بنهايتها معدن....

يقول كايل بنبرة بشوشة وهو منهمك بتفقد بإحدى الملفات:لا مشكلة، استمري بأخذ أدويتك و سنراجع التقدم بعد اسبوع... إتفقنا؟

تتفاجأ ساكو من حظور اليس الغير متوقع لتقول: ماذا؟؟

اليس بنبرة متعبة: مرحبا.... آسف على مقاطعتكم..

ينظر كايل باهتمام واضح لاليس قائلا: لا مشكلة، إذن هذا هو مريضك يا غوستاف...

غوستاف: أجل إنه كذلك...

كايل: هل تعرفينه يا ساكو؟

ساكو بتلعثم: هاه؟ ااه... لقد، هئحم، نعم! إنه.. صديقي الذي أخبرتك عنه...

يبتسم كايل قائلا: مثير للاهتمام...

ساكو: ماذا تفعل هنا بالضبط؟

اليس: لقد.. تذكرت شيئا...

يظهر على وجه ساكو الشرود الواضح كأنها تفكر في ملايين الأشياء بنفس الوقت...

ينظر اليس في وجه كايل و قد كان يتجنب النظر لوجهه، ليرى أنه يبتسم في وجهه ابتسامة باردة مغلقا عينيه... يرى اليس و كأن حوله يدين مضيئتين بلون أصفر يُشرن نحو اليس بالسبابة و الدماء تملأ وجهه المخيف...

يتوتر اليس و يشيح بنظره عن كايل...

يعم الصمت مجددا و الجميع يشعر بعدم الراحة لسبب ما...

نسمع صوت طقطقة أحذية على بلاط المستشفى لتكسر الجليد الذي كانوا به....(تكسر الصمت)

ينظر اليس باتجاه الصوت ليجد مارتا و كرينج و فتاة أخرى معهم....

كانت فتاة ذات بشرة رمادية غامقة و شعر ابيض يصل لكتفيها، ترتدي ملابس بيضاء... كانت ترتدي قميصا بقلنسوة (hoodie) أبيض بدون ذرة سواد به، و سروالا واسعا أبيض اللون كذاك...و حذاء yeezy 350 أبيض اللون...

عينين حمراوتين مخيفتين و تغطي فمها بضمادات رمادية...

يبتسم كرينج رافعا يديه للسماء ليقول بصوت عالٍ: و هاقد جاء من ينتظرونه!!

مارتا: أخفض صوتك!

كرينج: عزيزتي إن هذا الفصل سيكون فارغا من دوني كما قال eminem مرة "there will be so empty without me" ثم يبتسم نحو المشاهد ليغمز له قائلا: أجل... سأقول المزيد من جُمل إيمينيم....

كان كايل و غوستاف ينظرون لغرابة ذلك الشخص بنظرات هادئة لكنها تحمل نية قتل كبيرة وراءها...

ليقولوا في انفسهم نفس الجملة تماما... "من هو هذا المهرج؟!"

مارتا: هل بدأت تهذي؟ و أنت يا اليس!

يخاف قليلا اليس متوقعا منها توبيخه، ليتفاجأ بأنهت حضنته و حملته عاليا كأنها تلوح بيديها دون عناء باكية لتقول: آسفة!! لقد إلتهيت بالحانة اللعينة و تركتك وحدك!! لن يتكرر ذلك!!!

غوستاف: جيد أن تعود المرأة لإبنها صحيح؟و يغمز لاليس بابتسامته المستفزة...

تضعه أرضا لتسأل: من هاؤلاء يا اليس؟

كان اليس سيتكلم لكن يتم مقاطعته من قبل غوستاف و ساكو بنفس الوقت...

غوستاف: أنا (غوستاف دوريه/gustave doré) صديق اليس المقرب...

ساكو: ا... اجل، إنه اخي الاكبر "غوستي/gustie"...

غوستاف: غوستي؟؟

تكمل ساكو متجاهلة غوستاف: إنه كان يرافقني لنعود بأخي، لذلك.....

يضحك كايل قائلا: لم أكن أعرف ذلك! تبا... إنها تذكرني بالماضي قليلا...

كرينج: أي نوع من الماضي تتذكر؟

كايل: لا عليك....

مارتا: هكذا إذا... ماذا عن الدوكتور الوسيم هذا؟

يبتسم كايل بكل ثقة قائلا: أنا الدوكتور( كارل كايل تومي/karl Kyle tomie) و شكرا على إطرائك بالمناسبة...

كرينج: كايل إذا... أتذكرينه بمكان ما يا مارتا؟

مارتا: هممم، لست أدري...

يبتسم كرينج قائلا: أتذكر شيئا عن الحُكم في بريطانيا حتى عام 1989؟...

يرد كايل بكل برود قائلا: أجل، كنت ملك بريطانيا حتى تلك الفترة...

تقول مارتا التي كانت تداعب بشعر اليس: ما الذي؟؟

يرد كايل قائلا: أهذه ابنة (بوب/bob)?

تتجمد الفتاة بمكانها و تبدأ بتصبب العرق بشكل جنوني...

كرينج: ما الذي؟ من هو بوب؟؟

يستمر اليس بالنظر لهم لتمر من أمامه فراشة ذات لون بنفسجي مع خطوط حمراء عليها تسرق انتباهه...

يتأمل تلك الفراشة حتى تستقر على سبابته و قد بدأت بالنقر على يد اليس حتى تبدأ بالنزيف...

يبدأ الدم بإصبع اليس بالنزول ليشكل حرف k مشوها قليلا فيتسمر اليس بمكانه من الخوف دون أي حركة كأنه يخاف أن تطير....

يرمش ليجد أن الفراشة اختفت!!

ينظر لهم ليجد أن الفراشة متجهة نحو كرينج...

ينتبه لها كرينج فيتأملها قليلا ريثما تثبت بمكانها فيمد يديه ليضربها و تموت الفراشة بكل بساطة...

كرينج: تبا، كادت تلتصق بي... ثم ينظر لكايل ليتبادلا نظرات التهديد...

يكمل كرينج قائلا: أجل و قد انتهى الامر... هلا خرجنا؟ لدي أطنان من الأمور التي يجب أن أفعلها، صحيح يا (كاميكو/kamiko)

تهز كاميكو رأسها بالايجاب...

تهمس كاميكو لكرينج الذي يبدو مبتسما وهي تحرك يديها كنوع من الوصف...

كرينج: هكذا إذا...

يربت على كرينج على رأس اليس قائلا: كان الخالق في عونك يا فتى.... ينظر لكايل بنظرته الخبيثة ليرد عليه كايل بابتسامة أكثر برودا من السابق و يغلق عينيه بكل هدوء قائلا: سيكون بخير...

ساكو: هلا رافقتني يا اليس.. اريد إخبارك شيئا...

اليس: بالتأكيد..

يخرجون مودعين د.غوستاف و د.كايل...

غوستاف: اتصل بي..

اليس: سأفعل...

يمشي كرينج ليعود قائلا: أجل... اا. غوستاف! في المرة القادمة التي نراك فيها-يغمز له مبتسما- نريد رؤية قدراتك في الملاكمة بيدك اليسرى...

يقول غوستاف في نفسه: حقا إنه مهرج... ليته يعرف حتى أنني أيمن ولست أعسر...

يدخل بنفس الوقت للمستشفى شخص يمسك بمظلته... لقد كان إلياس!!!

يقول لهم وهو يلهث: آسف للتأخير...

غوستاف: هون على نفسك يا فتى.. كنا سنتصل بك الآن...

يتنهد كايل قائلا: يا حبيبي، يا حبيبي، يا حبيبي....

يرافقان إلياس و يركبان سيارته ليقلهم....

و بالوقت ذاته كانت مارتا و كرينج و كاميكو في سيارة كرينج منتظرين ساكو و اليس ليخرجا...

كرينج: تبا، كدنا نودع القصة بشرف هناك..

مارتا: ماذا هناك؟

كرينج: يا آنستي الجميلة، بكل اختصار لقد كنا على بعد خطوات قليلة من شخص قد يعكر مزاج الكاتب اللعين، و ندخل بدوائر و فصول لا تنتهي من المعاناة....

مارتا:؟؟

كرينج: شخص خطير آخر، من حظك أنني رافقتك...طبعا إن ظهوري لأسباب أخرى-يغمز للمشاهد-لكن أجل... جيد أنني حظرت...

تدور في رأس مارتا الكثير من الاسئلة و لكنها لم تتعب نفسها بشئ غير الإطمئنان على اليس....

اليس و ساكو كانا على الدرج واقفان و كل منهما ينتظر أحدهما أن يبدأ الحديث....

ساكو: ....

اليس: إذا...

ساكو: إذا... عادت ذاكرتك؟؟

اليس: هلٌا ترافقينني للمنزل لاخبرك بما حدث....

ساكو: بالتأكيد....

يعودان لمنزل اليس و قد كان واضحا في عيني اليس التعب و عيني ساكو الارتباك...

تجلس ساكو على سرير اليس ليجلس اليس على الارض أمامها...

يحدق اليس بساكو التي بدا عليها الارتباك و هي تنظر لعينيه المخيفتين و لم تستطع حتى بلع ريقها من التوتر...

يشير اليس إلى المساحة الفارغة من غرفته ليقول لها بنبرة قد كاد فيها أن يبكي: لقد تذكرت يا ساكو!... تذكرت و ياليتني لم أتذكر!!

ساكو: هون على نفسك يا اليس!... ما الذي تذكرته بالضبط!؟ و كيف عرفت بموقع غرفتي أو المستشفى الذي ازوره!؟

اليس: لقد تذكرت كل شئ حدث طوال تلك السنتين...

تتوسع عينا ساكو لتمتلئ بالدموع قائلة: إذا، أنت تتذكر ما حدث لديفيد و نينا، و غوستاف و ما إلى ذلك.....

يرد اليس بنبرة استهزاء: بل إنني تذكرت شيئا عن قبر أصفر!....

2022/11/08 · 13 مشاهدة · 7122 كلمة
adam kathros
نادي الروايات - 2025