اليس: لقد تذكرت كل شئ حدث طوال تلك السنتين...
تتوسع عينا ساكو لتمتلئ بالدموع قائلة: إذا، أنت تتذكر ما حدث لديفيد و نينا، و غوستاف و ما إلى ذلك.....
يرد اليس بنبرة استهزاء: بل إنني تذكرت شيئا عن قبر أصفر!....
ساكو: إذا... أنت...
يقاطعها اليس قائلا: أجل، أذكر المخبأ الخاص بنا...
يشير نحو المساحة الفارغة من الغرفة قائلا: اجل... لقد تذكرت شيئا بها....
يزيل البساط من عليها و الاخشاب لنرى لمعان قطعة الذهب تلك...
ينظر نظرة رعب اتجاه المخبأ كأنه يراه للمرة الاولى...
يبلع ريقه لتقول له ساكو: أنا... لم أقصد توريطك بذلك..
اليس: لا بأس بذلك... و الآن، ماذا يجب أن أفعل؟
ساكو: تقصد ماذا يجب أن نفعل، صحيح؟
اليس: أوه لا، لن يكون هناك شئ اسمه"نفعل" هنا... سأتولى هذا الأمر....
يبتلع ريقه بقوة ليرفع الاكياس التي بها الايدي سابقا...
ساكو: أجل...
يطرق باب المنزل لتناديه مارتا ليفتح الباب فيذهب...
يفتح اليس الباب بضجر قائلا: ما الفائدة من قول"من هناك؟" إن كان الضيف سيكون مفاجئاً في الحالتين...
نرى عند الباب نينا و هولي قادمتين للمنزل و قد ظهر على وجه نينا الغضب... لقد كان خلفهم "ديفيد"!!
يتسمر اليس بمكانه كأنه رآى شبحا و تزداد نبضات قلبه بجنون و يبدأ بالارتعاش...
هولي: مرحبا آل، كيف الحال؟
اليس: ا.. أجل..
هولي: أجل؟؟
اليس: اقصد، كيف حالك؟
هولي: يبدو بأنك تشرب تحت السن القانوني...
تقرص خده قائلة: لا عليك... أعرف شعورك..
تدخلان المنزل ليقف ديفيد أمام الباب يناظر اليس و اليس قد تجمد مكانه و يده ترتعش من الغضب....
دخل اليس للبيت و تجاهل وجود ديفيد كنوع من الخوف ليعود لساكو في غرفته و يكمل كلامه: إذا... ذلك العقد الفضي، هل يعتبر...
ساكو: أجل إنه هدية منذ زمن لذلك...
اليس: إنه جميل، سأرتديه..
يخرج اليس عِقداً فضياً بنهايته شكل لدائرة داخلها مثلث...
تطرق غرفته هولي قائلة: آسفة، اليس؟ هل لي بدقيقة من فضلك؟؟
اليس: سأعود حالا....
يخرج متجها نحو هولي التي بدا على وجهها التوتر الواضح...
اليس: ما الأمر؟
هولي: لا شئ كبير لكن... ديفيد يريد مقابلتك بالخارج...
اليس: هكذا إذا... يدخل الغرفة ليفتح دولاب ملابسه و يخرج قميص بدلة ابيض اللون و سروالاً رياضيا من adidas واسع قليلا....
يقول لساكو: آسف لكنني مضطر للغياب قليلا... اخفي المخبأ و يمكنك الجلوس مع هولي و نينا حتى أعود...
هولي: لا تقلق، عزيزتي ساكو!! تعالي، يمكنني أن أكون صديقتك المفضلة؟.... بنبرة طفولية مع ضحكة مكتومة...
يخرج اليس فتمسك بكتفه هولي قائلة بنبرة جادة: لم أرغمك على فعل شئ، إن لم ترد لقائه فيمكنك أن تقول ذلك و سأتولى الامر...
ينظر لها اليس دون أن يتحدث ثم يكمل طريقه...
يفتح الباب و يخرج ليقابل ديفيد الذي لم يكن لوحده...
كان ديفيد و بيتر و يوني و شابين لم يتعرف عليهما اليس!
اليس: ماذا تريد ديفيد؟؟
يصفق يوني قائلا: إذا، أخيرا قد رأينا وجهك! هل أنت فعلا تظن أننا سنتركك...
ينظر اليه اليس بنظرة غضب و رجليه ترتعشان كأنما يحمل أطنانا على ظهره...
بيتر: صديقك الصغير ليس وفياً كما عهدته...
اليس: ماذا تريدون مني إذا؟
يوني: الثأر يا بني.. هل نسيت ما حدث...
و يشير لشابين بعمر العشرين تقريبا بدا و كأنهم يعرفون يوني ... لكن، لقد كان كف أيديهم الايمن غير موجود!!
اليس: إنهما أنتما إذا...
يقول اليس في نفسه(تبا، تبا، تبا، تبا... هل أنا فعلت ذلك حقا؟)
يقترب بيتر من اليس فيرفعه اليس يديه قائلا: لا أريد مشاكل...
بيتر: و من طلب رأيك بذلك...
يقترب بيتر من اليس ليلكمه على خده الايسر بيده اليسرى ثم يضع بمرفقه بعنق اليس و يثبّت بيده اليسرى يد اليس اليمنى...
يقترب يوني و بيده المليئة بالخواتم يلكم اليس بيمناه على معدته و اليسرى نحو كليته اليمنى...
ينقطع نفس اليس و قد بصق اليس ما يكفي من الدماء ليلطخ ملابسه...
يسقط اليس على ركبتيه لكن يداه لم تلمس الارض بعد...
يمسح فمه بمرفقه ليرى فراشة بيضاء لا يشوبها شئ، لكن لونها به لمعان ازرق تخطف انتباه اليس للحظة ليتفاجأ بركلة من يوني في جهة وجهه اليسرى تسقطه أرضا لتتحطم عدسة نظارته اليمنى امامه فيجرح بالشضايا فوق عينه اليمنى بقليل...
يمسكه يوني من كتفه و يرفعه من شعره قائلا لديفيد: هل هذا حقا كنت تعتبره أقرب أصدقاءك؟ تبا...
ديفيد: هذا يكفي يوني...
يوني: اخرس أيها المخنث! و اركل وجهه اللعين!!
ديفيد: أنا...
يوني: إفعلها!!
يصرخ ديفيد و قد كانت الدموع في عينيه تكاد تسقط ليركل اليس على ذقنه....
يسقط اليس على الأرض و قد انهار تقريبا...
يفلته يوني ثم يقترب ليهمس بأذنه قائلا: تبا، أنت فعلا شخص سئ الحظ... أراهن أنك ستشتاق لأختك المسكينة...
يمر بجانبهم رجل عجوز يمشي مترنحا يمسك بعكازه المقلوب بجانبه شاب بالعشرينات من أمامهم....
لقد كان السيد وايت و فيزكو!!
وايت: توقفو يا صغار! ستقتلونه إن استمررتم بذلك، لكن إن اردتم نهايته فسيكفيه لكمة بين معدته و صدره...
يوني: عد لمنزلك يا عصر النهضة!!
ينفجر بيتر و ديفيد من الضحك و يرفعان يديهما للمصافحة...
يرتفع حاجب فيزكو و قد ظهرت اوردة جبينه رغم هدوء ملامحه....
يرفع وايت يده كإشارة ليخبر فيزكو بالتريث ليقول: انتبهوا من الازقة يا شباب... هناك بعض العصابات قد تؤذيكم...
بيتر: يا سيد تاريخ! عليك الخوف اكثر منا...
قال وايت وهو لا زال يرفع يده ليمنع فيزكو: انتبه ليديك يا فتى... إن سعرهما غال الثمن...
بيتر: من يقول ذلك؟ رئيس عصابة؟؟ لا تجعلني اضحك!!
ينزل وايت يده ليباشر فيزكو بالتحرك نحوهم...
يخرج من جيبه مسدس ماغنوم 0.9 ليشير به نحو رأس ديفيد و يقول له بنبرة حازمة قد جمدت ديفيد بمكانه: يا قطعة القذارة الصغيرة... نحن "القبر الأصفر" بحق اللعنة!نحن من نجعل بريطانيا كاملة في حظر تجوال منذ الساعة السادسة مساءا! و إن أردنا قتلكم و جعلكم تتعفنون دون أن تتجرأ الشرطة على الاقتراب من جثثكم لفعلنا... هل تراهن؟؟
بيتر بعد ما بلع ريقه: ن.. نحن لا نريد مشاكل سيدي...
يضع فيزكو سلاحه بجيبه ليقول له وايت: هيا يا بني.. لكن كما قلت، انتبهوا لأيديكم يا فتيان....
ينصرفان تاركين علامات استفهام على كل من كان هناك...
يكمل ديفيد: إن نينا في حمايتي، لا تنسى ذلك يا يوني!!
يوني: أجل، أجل أعرف....
يذهب و يتبعه الجميع ليقول لديفيد: هل ستأتي معنا؟
ليرد ديفيد: سألحق بكم...
يوني: كما تريد يا بطل...
يقف اليس لينظر بوجهه المليئ بالكدمات و الدماء نحو ديفيد...
ديفيد: اليس... أنا...
يقف اليس و ينفض ملابسه من التراب ثم يبصق اسنانه في يده...
اليس: تبا، تبا، تبا، تبا... ظننت أنني سأخسر أكثر من ثلاثة...
يتجه نحو بيته فيرفع رأسه ليجد بنافذة غرفة نينا كلا منها و ساكو و هولي يراقبنه ثم يختبئن لرؤيته لهن....
اليس: تبا، تبا، تبا، تبا... ماذا قد يفعلن بهذا الشأن؟! أراهن أن ساكو ستظن أنني مجرد مهووس كتب جبان بعد رؤيتها هذا....
يدخل بيتهم و قد كان يحدب ظهره في مشيه متجها نحو غرفته بخطوات خفيفة لكي لا يسمعه احد...
يقول اليس في نفسه: تبا، تبا، تبا، تبا... ليس وقت قلق ماما علي الان....
يدخل غرفته و يغلق الباب بسرعة وهو يتنفس الصعداء أن لا أحد لاحظ...
ليرى كلا من نينا و هولي و ساكو يجلسن بغرفته و يتفقدن رسومات مكتبه...
هولي: تبا يا غلام... يبدو كأن (هاري كين/harry kane) ضربك...
نينا: تقصدين (إعصار/hurricane)؟
ساكو: ماذا حدث؟!
اليس: تبا، تبا، تبا، تبا...
هولي: ماذا حدث بالضبط؟
اليس: تبا...
تقترب منه هولي لتمسك بكتفه قائلة بنبرة حزينة قليلا: آسفة على ما حدث، كان يفترض بي أن اتجاهل ما قاله..
اليس: ما.. ما خطبك؟
هولي: لقد...، تبا، أنا من أخبرك بذلك... كان يجب أن لا أخبرك...
يمسك اليس برأسه قائلا: رأسي يدور، أين ملابسي تلك يا ساكو؟
نينا: من فعل ذلك بك؟!
يتجاهل اليس سؤالها و يكرر ما قاله: أين ملابسي يا ساكو؟
نينا: كف عن تجاهلي!! من فعل ذلك بك؟!
يصرخ اليس ليكسر هدوءه قائلا: أين ملابسي بحق اللعنة!!!؟؟
تشير ساكو نحو سريره فقد وضعت ملابسها على سريره بعد أن خرج...
يأخذ اليس ملابسه و يخرج متجها نحو الحمام لينظف نفسه...
هولي: ماذا حدث للتو؟
ساكو: اا.. لست أعرف... لم يخبرني بشئ...
نينا: إنه ديفيد اللعين...
تمسك هاتفها لتتصل بديفيد الذي كان أمام منزلهم
ديفيد: أهلا عزيزتي... بشأن اليس أنا...
نينا: إلعق ورقة و لُف نفسك بها... نحن انتهينا هنا...
ديفيد: ماذا؟؟
نينا: إنقلع من أمام منزلنا و إلا اتصلت بالشرطة الآن!!
ديفيد: تريدين أخذ الأمور بهذه الطريقة إذا؟!
ننتقل لاليس بالحمام وهو يرى انعكاس وجهه بالمرآة من دون قميص يرتديه و جروح قديمو تملأ جسمه و كدمات وجهه لا تزال تنزف....
يمسح وجهه ليقول لنفسه: هل أنت تمزح معي؟؟ هل أنا حقاً شخص سئ؟؟ مالذي قمت به بحق الجحيم!؟ لتعود له نفس الفراشة البيضاء سابقاً و ترفرف أمامه لكنه يلتفت ليرى أنها ليست أمامه، إنها داخل الانعكاس فقط!!
ترفرف بجناحيها لتلتف حول وجه اليس و في كل مرة تطير بجانب رأسه نرى دماءا تنزف من المكان الذي طارت بجانبه... حتى وجدنا أن وجه اليس بالمرآة قد امتلأ بالدماء حتى لا ترى ملامح وجهه....
يحاول مسح وجهه لأنه قد فقد الرؤية بسبب كل الدماء تلك..
يسمع صوت اغنية صاخبة في رأسه...
إنها (rap god) eminem
يحرك رأسه مثل إيمينيم بفيديو الاغنية بشكل مشوش و مضطرب و يتكلم بأشياء غير مفهومة و يرد على نفسه مع رعشة مخيفة كأنه يعاني اضطراب إفراط الحركة(ADHD)....
يجد نفسه بظلام دامس أو أنه لم يعد يرى، فبكل الحالات فقد كان كل شئ أسود حوله...
يجد أمامه رجلا ذو بشرة سوداء قاتمة لا نرى منها ملامحه أو حتى نهاية أطرافه لكننا نرى بالكاد بدلته الرمادية الداكنة....
نرى على وجهه بلون ابيض لامع تطوف (11-april-2037)
يمسك بيديه سماعة اليس و يُلبسها لاليس ليقول له بنبرات كثيرة مختلفة تتكلم بنفس الوقت "something is wrong, i can feel it/شئ خاطئ استطيع الاحساس به" بنفس الوقت الذي قال إيمينيم به نفس العبارة داخل سماعات اليس....
يمسح وجهه مجددا ليبدأ في الرؤية تدريجيا لكن الاغنية لم تتوقف بعد!!....
يستطيع الرؤية أخيرا لكن وجهه كان مليئا بالدماء و كذلك يداه! يقف أمام المنزل مرتديا قميصه الابيض و سروال adidas الاسود و كان حافي القدمين مرتديا سماعاته و يستمع لأغنية(rap god)...
يلتفت يمينه ليجد أن يوني و بيتر ساقطان على الأرض مغمى عليهما و ديفيد أمامه يتوسله للتوقف...
يبدأ اليس بفهم المشهد و الرؤية بشكل واضح فجأة...
ديفيد ينزف من فمه و قد فقد جزءا من اسنانه الامامية و يوني قد قُطعت يده اليمنى وهو مغمى عليه و الدماء تنزف من معدته و تغطي ما حوله...
أما بيتر فقد كان يجثي على ركبتيه وهو ينظر ليده اليسرى مقطوعة كذلك، ينظر لها و بعنقه سكين مطبخ كبير الحجم قد غُرس حتى مقبضه داخل عنقه من الجهة اليسرى رغم عدم اهتمامه الواضح....
يمسح اليس جهة ذقنه اليسرى بمرفقه الايمن ليجد أنه يمسك بيد سمراء البشرة و افترض أنه يمسك بيده يوني المقطوعة، أما بجانب رجله اليسرى يد بيتر....
يرفعها ليضع اليدين بكيس كان قد وجده بجيب سرواله الايمن...
يمد يده نحو ديفيد الذي كان يحاول اقناع اليس بالابقاء على حياته لكن اليس لم يكن يستمع له بسبب صوت الاغنية في أذنيه التي كانت صاخبة قليلا....
يشير اليس له بإبهامه و خنصره كدلالة للهاتف فيخرج ديفيد هاتفه الذي بدا باهض الثمن رغم أن اليس لم يتعرف على شئ غير علامة التفاحة الناقصة على ظهره...
يفتح اليس الكاميرا ليصور سيلفي للمكان و قد ظهر بالصورة كل من ديفيد و بيتر و يوني.....
يضع الهاتف بجيبه مع كيس اليدين بيده اليسرى و يصلح ياقة قميصه بيده اليمنى متجها نحو بيته....
يرى الفراشة البيضاء نفسها تحوم حوله ليسحقها بكفّي يديه و يدخل منزله متعبا....
يدخل بمشية متدعدعة كما لو كان تحت تأثير الكحول ليصعد الدرج مرتديا سماعاته و يستمع لاغنية(don't wake me,I'm not dreaming )....
يصعد الدرج و كل خطوة أثقل من التي قبلها...
يلفت انتباهه فراشة سوداء الاجنحة العلوية و الاجنحة الشفلية تضئ بلون بنفسجي يميل للأزرق الداكن مع بقع بيضاء...
تطير لتستقر على الجدار يمين اليس...
يرى اليس ما الموقع الذي وقفت عنده ليرى انها استقرت على ملصقات مطلوبين كانت أول مرة يلاحظها اليس!!
الاول: كان لامرأة ذات شعر يملأه الشيب و به بعض اللون الاحمر في الجذور، كانت جميلة الملامح و ذات عينين حادتين اليسرى بلون احمر و اليمنى بيضاء بسبب جرح يخترق عينها ليقسم هذا الجزء عن باقي الوجه و بشعرها تحاول إخفاء هذا الجرح...
كان الكِبر في السن واضحا في ملامحها و تجاعيد عينيها لكن ملامحها الجادة تجعلها لا تزال بمظهر شاب...
يرى مرسوما عليها بخطوط حمراء مضيئة شكل حلقة مزخرفة بمثلثات تلتف حول عنقها، ليرمش و تختفي تلك الحلقة....
كان مكتوب تحتها (.SCARLET MAR)...
الثاني: كان رجلا في نهاية الثلاثينات، اصلع الرأس تماما به وشم على جانب رأسه الايسر لتنين بحري صغير مموج...
ذو شارب طويل نسبيا و حاد الاطراف (كأنه أحد أبطال سلسلة أفلام مكسيكية أو ما شابه :')...)
كان من دون حاجبين و قد وشم عينين بمكان حاجبيه لتعطيه مظهرا مخيفا...
مكتوب تحته(.ROJO MAR)
يرى اليس مرسوما عليه بخطوط خضراء مضيئة دوائر غير منتظمة الحجم تلتف حول وشم عينيه، ليرمش و تختفي تلك الخطوط كذلك...
الثالث: كان لرجل في الثلاثينات كذلك، لحية تكاد لا تظهر عليه، شعر اسود حريري يصل لمنتصف عنقه و مُسٓرّحه على الجانب الايمن مع بعض الخصل التي تسقط على الجهة اليسرى كدليل لعدم ترتيب شعره... كان ذو بشرة قمحية عربية، عينين بلون أصفر فاقع تشدك للنظر إليها، يبتسم ابتسامة باردة بحيث لا تظهر أسنانه...
مكتوب تحته(KARL KYLE TOMIE)... أجل، إنه دوكتور كايل الذي سبق و قابل اليس بشحمه و لحمه... لكن اليس لم يركز بوجهه فلم يستطع التعرف عليه...
يرى اليس يديه مضيئتين بلون أصفر لتشير له بعلامة (النصر/victory ✌) بجانب وجهه و خطوطا حلزونية فوق عينيه بلون أصغر كذلك....
اما الرابع: فقد كان شخصا يرتدي قناعا بيضاوي الشكل، أبيض اللون لا يشوب شكله البيضاوي المتقن شئ غير حفر العينين صغيرة الحجم...يرتدي سترة بقلنسوة(hoodie) ليغطي بها شعره و باقي ملامحه...
يرى اليس خطوطا بنفسجية تشكل خطا يقسم عينه اليسرى بالنصف و يرسم ابتسامة شيطانية على وجهه المجرد من الملامحه....
كان مكتوب تحته(THE YUSHIDA)...
يكمل اليس مشيه بالدرج الذي بدا و كأنه لا ينتهي بالنسبة له، ظل يمشي لفترة طويلة دون أن يرى حتى نهاية الدرج...
يهمس بأذنه صوت مألوف له ليقول:"هل أنت مرتاح الآن؟ لقد انهيت علاقتك بأول صديق لك الان... أوه، هذا يبدو شيئا يستحق التصفيق عليه.... "
يستمر بالمشي دون أن يشيح بنظره عن هدفه، وهو نهاية الدرج...
يتعثر برجله ليسقط على الدرج و قد ظهر في عينيه لمعان دموعه المكبوتة...
يرى يدين بلون برتقالي يتجهان نحوه ليمسكا به فيضع يديه على رأسه من الخوف قائلا: أنا آسف!!! إنني الشخص السئ هنا!! أستحق كل ما يحدث لي!!!
ليرى نفسه مستلقيا فوق فخذي مارتا و هي تلعب بشعره دون أن يقول كلمة مما سبق....
يرى نفسه مرتديا ملابس جديدة و قد ملأت الضمادات ذراعيه و وجهه....
يحاول الوقوف لكن تمنعه مارتا قائلة: لا يجب أن تتحرك، أنت بخير؟؟
يرد اليس بتلعثم: أنا؟.. هه، أنا... بأفضل حال يا ماما... فقط لقد... تعرفين....
مارتا: لقد رأيتك تسقط من الدرج فأمسكت بك قبل أن تؤذي نفسك أكثر...
اليس: و ماذا عن....
مارتا: لا تقلق بشأن نينا... إنها لم يمسها مكروه...
اليس: و ساكو...؟
مارتا: لم تنفك تدعوا و تصلي لشفاءك... لقد ظهر على محياك وجه كئيب كعادتك حتى اثناء غيابك عن الوعي...
اليس: و... هولي؟؟
تبتسم مارتا: هي من ساعدتني في تطهير جروحك و قد كان يملأوها الرعب خوفا عليك...
اليس: و الكيس الذي....
مارتا: "إن اليد التي تمسني بسوء، لن تمس شيئا بعدي.." الست محقة؟؟
اليس: ماذا تعنين؟
مارتا: لقد ظللت تقول هذه الكلمة اثناء نومك طوال الوقت....
اليس: هكذا إذا... يحاول إظهار ابتسامة مصطنعة رغم تعبه...
تهمس مارتا في أذنه قائلة: هل صغيري بخير؟
اليس: ا.. أجل لم السؤال؟؟
مارتا: أتمر بفترة عصيبة؟
اليس: ب.. بال... بالطبع لا... ل.. لم قد أكون كذلك؟؟
مارتا: أتكتم مشاعرك الفوضوية داخلك...؟
اليس: ال.. الأمر ليس كذلك... إن كل ما في الأمر...
مارتا: أنت تحاول إبعاد مشاكلك عن غيرك.. حتى لا تتسبب في مشاكل لهم؟؟
اليس:...
مارتا: هل تشعر أحيانا بالضعف و أنك لست صاحب قرارك...؟
اليس:....
مارتا: هل أتعبتك الحياة؟
يذرف اليس أول دمعة و قد بدا عليه التعب الشديد...
مارتا: ماما تتفهم شعورك... إن الألم الذي تشعر به أصعب ما فيه هو عدم فهمه من قبل من هم حولك...
يمسح اليس عينيه محاولا اخفاء دموعه التي بدأت تذرف كالشلالات...
مارتا: يا فتاي العزيز... ليس هناك ما تخجل منه أمام ماما... لن يحدث لك أي مكروه آخر مجددا....
تمسك بخديه و قد كان اليس يحاول عدم النظر إلى عيني مارتا لتقول الأخيرة له: أنت أهم ما لدي، تذكر أن ماما بجانبك مهما حصل...
يمسح اليس وجهه من الدموع و المخاط قائلا: انا.. أصبحت قاتلا يا ماما!!!
تبتسم مارتا قائلة: ليس ذنبك أنهم حقراء...
اليس: انتي لا تفهمين!
مارتا: أنا اكثر من يعرفك يا عزيزي...
اليس: تعرفين شعور قتل أحدهم لأول مرة؟!؟
مارتا: أجل... لكن هذه قصة أخرى...
نعود بالزمن لما حدث مع نينا بعد مكالمتها...
ديفيد: أنت لا تعرفين مع من تعبثين أيتها العا...
تتفاجأ نينا من يد شخص نحيفة ليرد على ديفيد: إنتظرني حتى أعود لنعرف من منا العاهرة هنا...
يتضح أنه اليس و قد لمعت عيناه بلون أحمر!!
ينزل من الدرج ماراً بمارتا التي كانت تتكلم بالهاتف مع سيد وايت و بملامحها خوف كبير وهو يقول لها: كما قلت لك... اليس سيعود مليئا بالدماء، لذا جهزي نفسك....