اتفق الوالدان على ولادة ابنهم المستقبلي في دولة مجهولة في شرق اوروبا ليحصل ابنهم على جنسية تلك الدولة و يتحصل الوالدان عليها تلقائيا.... لكن ما حدث لم يكن في الحسبان....
اتجهوا عندما كانت الأم حاملاً في اوائل الشهر الرابع، و بالفعل لقد رزقوا بتوأم... ماذلك؟ توأم مختلف؟ لست متأكدا....لكن الأهم هو أن هذه هي نقطة البداية:
الاثنين11-ابريل-2004
الساعة 9:21AM
لقد سمو الولد: اليس (alice)
و الفتاة كانت: نينا (nina)
اليس و نينا توأمان بنفس تاريخ اليوم لكن الساعة مختلفة اذ أن اليس قد ولد قبلها ببضع ساعات، عند ولادته لم نسمع صوت صراخ طفل ابدا... بل ولد كأنه ميت، كان مفتوح العينين و تنهمر الدموع منهما دون ان يخرج صوتا واحدا من شفتيه، والده لم يكن يهتم حتى إن كان ميتا.... وضعوه في مكانه و بدأت احد الممرضات بفحصه لكنها لم تجد به مشكلة....
بعد ساعتين تقريبا ولدت نينا... كانت ولادتها طبيعية جدا، و كانت كأن هناك هالة ضوئية حولها، كان كل من في المستشفى ينظر لها بنظرات اعجاب رغم انها لم تولد الا قبل دقائق معدودة....
بعد حوالي سنة أو اكثر بقليل استغرب الوالدان أنهم لم يحصلوا على شئ غير جنسيتي الولدين فقط فذهبا ليستلما جنسيتهما من أحد المكاتب ليصدما أن تلك مجرد إشاعة و أنهما لن يحصلا على أكثر من جنسية للولدين فقط...
فيصلان المنزل و يتجادلان بقوة عند عودتهما إلى المنزل و قد كانت خيبة أمل كبيرة لهما....
اثناء جدالهما كانا يشاهدان اليس يبكي لأول مرة لهما لكنهما لم يلقيا له بالا... بل صار الأب يصرخ عليه ليتوقف، فتوقف أليس عن البكاء بعد أن حُفرت في ذهنه جملة والده الأخيرة: " توقف و عليك حل مشكلتك بنفسك فليس لأحد وقت ليحل لك مشاكلك" تخيل فقط أن تقول ذلك لشخص في بداية مسيرته، أن تحاول إيقاع شخص لم يتعلم المشي حتى!...
يمر شهر و بضع أيام فنجد الوالدين يجهزان امتعتهما ليعودوا إلى بيتهم القديم و بمجرد النظر إليهما نعرف انهما لم يقضيا ذلك الشهر بسلام....
عند الساعة 8:03PM يغلقان باب الشقة ليتجها نحو المطار...لكن، لم يصطحبا الطفلين معهما...
يدخل أحد الخدم للغرفة لينظف المكان فيلاحظ وجود الطفلين الذين كانا على السرير... يستغرب ثم يخرج من ليبلغ أحد المسؤولين....
نجد شخصا جالسا رجله اليسرى فوق رجله اليمنى، يطوف في منتصف النافذة كأنه يجلس على الهواء، يحمل عكازاً طويلا في قمته جوهرة بنفسجية علي شكل حرف k يلوح بها في الهواء، ينعكس ضوء القمر خلفه ليصعب رؤية ملامحه بسهول، لا يظهر من ملامحه شئ عدا لمعان أصفر من عينيه....
يقف باستقامة بين النافذة و السرير و يتجه نحو الطفلين، يرى نينا تبكي و اليس جالس يصفق بيديه ليلهيها عن البكاء.... فتتوقف لتشاهد أخاها
يبتسم الرجل الغريب و يمد يده لأليس قائلا: ستحتاج أن تقوم بأكثر من التصفيق لإيقاف بكائها مستقبلا....
يفتح أحد المسؤولين الباب ليتحقق من الطفلين فيجد الغرفة فارغة و النافذة مغلقة...
الخادم: اقسم ان الطفلين كانا هنا..
المسؤول: اوتعلم؟ انسى امرهم...
ينتقل المشهد نحو احدى الشقق التي في الضواحي...
الساعة 8:26PM
تظهر فتاة في منتصف العشرينات ذات شعر أحمر لامع و الوشوم تملأ ذراعيها... جالسة تقرأ كتاباً بعنوان "الذهب و الفضة" و ترتدي Ipods تستمع لأغنية (knock on doors) beethoven
يطرق بابها فعلا! فتتجه لتفتحه...
من هناك؟ تقول الفتاة متنهدة لأنها كانت منسجمة و تمت مقاطعتها....
تتفاجأ عند رؤية الطارق الذي كان هو نفسه صاحب العينين اللامعتين يرفع بعكازه طرف قبعته مبتسما...
الرجل: تبدين ناضجة لتكوني أم... أليس الوقت سئ؟
الفتاة: بالطبع لأنه يمر بسرعة لديك، لكن عندي ابطأ بكثير...
الرجل: هل كل شئ بخير معك؟
الفتاة: إنني فقط أشعر بالضجر هنا...
الرجل: كيف حال السكن و الجيران؟
الفتاة: رجاءا لا تكن مبتذلا... إنني لم أجد إيرينا خاصتي...
الرجل: ستجدينها قريبا... عموما اتسمحين لي بالدخول؟
الفتاة: بالتأكيد تفضل...
الرجل: امزح معك، أنا في عجلة من أمري لكنني قررت أن أمر بك لأنني أحضرت لك شيئا...
تميل الفتاة برأسها دليلا على الاستغراب...
يخرج من وراء ظهره مهدا مصنوعا من القش يحمل به الطفلين و ورقة تحت الغطاء...
الرجل: إنهما قد تم التخلي عنهما فقلت في نفسي...
الفتاة: لا تقل أكثر من ذلك... عليك فقط أن تقوم بعملك الآن و تدع الامومة لأصحابها....
تقوم بدفعه من ظهره للمغادرة قائلة: عد في مرة أخرى سيد كرينج! انتبه لنفسك!
الرجل: لكن... أليس ذلك؟ وداعا مبكرا؟؟
الفتاة: آسفة لكنني متحمسة لأكون أما لأول مرة...
الرجل: قبل أن أذهب إن كل ما تحتاجينه معرفته مكتوب على الورقة...
الفتاة: وداعا...♡
تغلق الباب و تجلس أمام الولدين قائلة: يا عزيزاي... أي معتوه قد يرمي بملائكة مثلكم... يالقسوة هذا العالم... إسمعا، إنني منذ هذا اليوم أمكما الجديدة، لذا سأكون في خدمتكما لبقية حياتكما...♡
ينظر لها أليس بتمعن و تكاد الدموع تنزل من عينيه، لم تعرف الفتاة هل اليس فهم كلماتها حقا؟.... بينما كانت نينا نائمة بهدوء...
تفتح الورقة لتجد محتواها:
"عرفت أنك لن تسمحي لي بالشرح لذلك كتبت لك ما تحتاجين معرفته...
١.إنهما توأمان رغم انهما مختلفان بدرجة كبيرة
٢.الفتى يدعى اليس و الفتاة تدعى نينا
٣.إن الفتى رغم صغر عمره فإنه ذكي و فطن، لكنه انطوائي بدرجة كبيرة لذلك عندما يكبر فعليك اعطاؤه مساحة شخصية أكثر... أما الفتاة فهي على النقيض تماما...
٤.سيكون الولد صاحب مشاكل كثيرة و يمكن أن يجلب لك الحظ السئ في كثير من الاوقات لذلك كوني حذرة..
٥.عندما يصلون لعمر معين سوف يعرفان بأمر والديهما لذلك حاولي أن لا تخبريهما بذلك حتى يأتي الوقت..
٦.أما عن إيرينا خاصتك فسوف تأتيك بعد عناء و زمن طويل لذلك لا تستعجلي القدر...
كل تمنياتي لك يا" ماما مارتا".... د.كرينج dr.kring
الفتاة: يا إلهي هل هذه معلومات عن الطفلين؟ أم هي كلمات مبهمة خاصة بالدجالين؟ عموما... نورتما شقتي يا اليس و نينا♡
الأحد 23-اغسطس-2010
9:45AM
نرى فتى ذو بشرة سمراء قليلا و عينين يملأهما الضوضاء.... شعر مجعد بلون بني داكن و جسد نحيف يرتدي نظارات طبية...
يقف في أحد الممرات المدرسية و النوافذ تملأ يمينك و يسارك، يمشي بجانب الجدار ينظر للأرض اثناء مشيه و يشيح بنظره نحو شخص ما بين الحين و الآخر...
إن الفتى يلاحق فتاة أخرى ذات شعر بني فاتح يشكل ظفيرة على كتفها الأيمن و عينين بلون ذهبي لامع و ذات بشرة بيضاء تمشي مع اصدقائها...
نرى الفتى بشكل مختلف يرتدي ملابس مهترئة يملأ وجهه التراب و تطوف خلفه شيطانة ذات اجنحة بيضاء ناصعة تعانقه بأجنحتها كأنها تحاول حمايته... و يتحول الممر الذي يمشون به من ممر مدرسة إلى ممر قصر...
نرى نفس الفتاة التي كان يلاحقها ترتدي فستانا أصفر اللون يزينها تاج فوق رأسها و قرطين على شكل حدوة الحصان...
تمشي بجانبها حاشيتها من الفرسان و الخدم المطيعين،
كان أحدهم فارسا ذو شعر أسود يحمل لمعانا أزرق، يرتدي نظارات طبية، يرتدي درعا ابيض اللون يزينه بمختلف الجواهر على كتفيه و حول عنقه و يحمل سيفا بغامد مقسم لثلاث الوان: القاع بلون زهري، الوسط بلون بنفسجي و القمة بلون ازرق....
و فتاة ذات شعر اسود يزينه لون اشقر من الاطراف يصل إلى ظهرها و عينين رماديتين ترتدي بدلة سوداء قاتمة و تحمل سيفا في ظهرها مكتوب عليه احرف بلغة "الرون"
و هناك فتاة ترتدي ملابس الخدم سوداء اللون ذات الشرائط البيضاء، شعرها قصير يصل إلى اذنيها و يبدو مجعدا اسود اللون و عينين بلون بني داكن و بشرتها سمراء قليلا مثل الفتى....
تتبخر الشيطانه من حوله رغم محاولتها التشبث بكفتي الفتى، فيتقدم نحوهم مغمض العينين من الخوف لنجد أن الفارس و الفتاة ذات البدلة الزهرية اختفيا، تلتفت الفتاة الخادمة نحو الفتى من بعيد و تشير له بالصمت و ابتسامتها العريضة اخافت صميم الولد، تلمع عيناها بلون أحمر مثل الدماء... ثم يسمع صوت احتكاك سيفين و صوت قطرات دماء....
يفتح عينيه و ينظر تحته ليجد أن رأسه يطوف بالحركة البطيئة فوقهم و الدماء تتناثر على الجدران لتشكل رسمة لقمر ثم قرني شيطان ثم رسمة مظلة لكننا نراها مشوشة قليلا، فصل رأسه عن جسمه و جسمه لازال واقفا يمشي نحو الفتاة ذات الفستان الاصفر!
يغمض عينيه لنرى أن انفاسه بدأت بالتجمد و الظلام يملأ ما حوله.... يبدأ انفه بالنزيف... ثم فمه... ثم اذناه... ثم في النهاية عيناه... يستمر بالنزيف وهو يرى قطرات دمائه في السواد الذي حوله كأنها تسقط في الفراغ..... لكنها تتوقف كأنها وصلت القاع لتشكل جملة:
"!wake up fool, that's the last one"
يسمع صوتا خشنا يقول الجملة... و يتكرر صداها في رأس الفتى...
صوت قطرات الدماء يتكرر كنمط لا نهائي و يصبح أعلى أكثر و اكثر....
يتبع......