نجد الفتى واقفا و الدماء تملأ منتصف وجهه من أنفه و فمه و جزءا من عينه اليسرى...و نظارته محطمة، و صوت قطرات الدماء يأتي من فمه... صوت القطرات يبدأ في الانخفاض دريجيا... لنجد ان بجانب الفتى شخص بجانبه...

كان فتى ذو شعر برتقالي فاقع اللون كأنه بداية الشفق.. و عينين رماديتين كأنهما السماء في يوم غائم...

كان الفتى جميل الملامح بطريقة مفاجئة... غير أننا نلحظ في مؤخرة عنقه دماءا كثيرة و بعض الخدوش في وجهه....

إن المدير يصرخ في وجهه لكننا لا نسمع شيئا.... كأنه يتجاهل الاستماع لما سيقوله....

و اثناء ذلك الصمت المرعب الذي يملأ اذنيهما نرى الفتى صاحب النظارة المكسورة واقف بجانب الفتى ذو الشعر البرتقالي، و امامهما طاولة المدير الذي لا نرى سوى ظله الاسود المخيف يصرخ في وجه صاحب النظارة... كأنه يوبخه بسبب ضربه للولد الآخر...

يتحول ظل المدير لشكل شيطاني ضخم و يسرع متجها نحو فتى النظارة ثم.... يعم الظلام و لا نرى سوى عينين حمراوتين في وسط ذلك، تنظران باتجهاك أنت... و من ثم نرى الضوء ينقشع و يختفي اللون الاحمر شيئا فشيئا حتى نرى صاحب العينين... ولونهما الحقيقي.... و يبدأ صاحب تلك العينين في التحدث...

-"أنني تلك الشخصية الجانبية التي لا ينتبه المشاهدون لوجوده حتى... أريد تذكيركم أن اسمي هو اليس،فقط سيكون شيئا لطيفا لو تذكرتم اسمي للنهاية....

أجل إنه أنا اليس، لقد كانت هذه آخر أيام دراستي بسبب تلك المشكلة قبل قليل... إن كنت لم تفهم بعد ماهي المشكلة فيمكنني شرحها لك بسهولة...

إن وجودك في المدرسة مع أحد اقربائك قد يكون شيئا رائعا للبعض لكنه ليس كذلك بالنسبة لي....أن يكون أحدا اقاربك أكثر شخص مشهور في المدرسة وأنت مجرد فاشل يملأ عقدة النقص لديك،أختي تعتبر الفتاة الأكثر شعبية بالمدرسه و أنا لم أخبرهم أنها أختي حفاظا عليها من الذين يكرهونني، إنني الفتى صاحب النظارات الذي يوحي مظهري إلى أني دودة كتب و درجاتي تفوق ناطحات السحاب...هذا ما سيراه شخص عادي في الغالب، لكن المجتمع الذي نتكلم عنه هنا مختلف قليلا... إن ألقاب مثل: غريب الاطوار، صاحب الأربع أعين، المتخلف،كلب الاساتذة، المتوحد، المنعزل، الكئيب و غيرها من تلك الالقاب التي تثير غضبي....

خصوصا إذا كنت شخصا يهتم لكلام الناس كثيرا....

ستقول يمكنك فقط تجاهلهم، صحيح؟ من إجابتك هذه أستطيع أن أقول و بكل ثقة أنك لم يحدث لك هذا من قبل، ستقول انك كنت كذلك...

لكنني سأزداد ثقة بأنك لم تخض تلك التجربة من قبل...

أن تكون عبارة عن شخص موجود في كل مشاهد الفلم لغرض النكتة، أن كل ما تفعله يكون مثيرا للضحك و السخرية، أن يكون حتى الذي لا يكرهونك ينتظرون منك أشياء تفوق قدرتك فقط لأنك يبدو مظهرك على انك تستطيع، هذا ما اتحدث عنه...

حسنا... ليس منذ حدث ذلك الموقف...

كنت كالعادة آخر شخص يعود للمنزل لكي اضمن ان اختي وصلت المنزل قبلي... و أنا اتمشى منتظرا أن يتجاهلني المتنمرون كالعادة دون جدوى، يأتي احدهم ليمسك بحقيبتي أو أن يحطم نظارتي (شئ روتيني) عموما....

عندما لمحت صديقي "ديفيد"David بجانبهم... استغربت لم هو يقف معهم حتى...؟

يحاول ديفيد الاختباء لكي لا أراه لكن ماذا عساي اقول: لقد رأيتك و إنتهى الامر.....

عندها تقدم احدهم ليضربني فحاولت زيادة سرعة مشيي، تأتيني تلك اللكمة في منتصف وجهي...

و عندها... حدث" ذلك الشئ" مجددا.....

كان يحدث لي في عمر ال3 سنوات لكنه توقف عن الحدوث فجأة، ثم عاد هذه المرة.....

ما يحدث بكل بساطة أنني أرى نفسي بدون أي مقدمات داخل مشهد فانتازي غريب... أي شئ مكتوم في قلبي او رغبة في نفسي يصبح أمامي، أشعر ببرد شديد و لا أشعر بأطرافي حتى.... أكون مثل الميت و تدريجيا أنسى وجودي، يحصل لي ما أتمناه طوال حياتي... أن أكون شيئا منسيا لن يعود له أحد، أن أكون ال(لا شئ) ذاك الذي لا يعرفه أحد...

يستمر الحال هكذا لثواني معدودة احسبها و أحس بها بالثانية، ثم دون مقدمات استيقظ كأنني كنت في حلم غريب... و أرى نفسي على وشك قتل أحدهم....

ذلك ما حصل لي وقتها.... الفتى المسكين الذي كل ما أعرفه عنه أنه كان بالقرب من ديفيد وقتها....

لقد قالو أنني طرحته ارضا و عضضت رقبته دون مقدمات، بعدها ركضت نحو ديفيد لأمسك به....لست أدري حقيقة ذلك أم لا لكن.... كل الدلائل تقول هكذا....

لقد فصلت من المدرسة للتو و اظن انني نلت كفايتي من المجتمع هنا.... "

يتبع.....

2022/10/21 · 44 مشاهدة · 666 كلمة
adam kathros
نادي الروايات - 2025