لقد فصلت من المدرسة للتو و اظن انني نلت كفايتي من المجتمع هنا.... "
عند الساعة ال4:15AM... الشقة الوحيدة المضيئة بنور مصباح زيتي وسط ظلام الشارع بالكامل....
"مارتا صاحبة ال31 عاما، تعمل بدوام جزئي في احدى المقاهي كنادلة" جالسة تمسح دموع أليس و تضمد جراحه
قائلة: آسفة، سيؤلمك ذلك لكنني أوشكت على الانتهاء...
اليس: لا عليك، إنني لا أشعر بأي ألم...
تقرص مارتا خده قائلا: هيه، انظروا من أصبح رجلا ناضجا الآن؟... لعلمك، حتى لو تزوجت و صار لديه أطفال فستظل أليس الصغير خاصتي♡
يبتسم أليس ثم ينظر أليس للأرض و يشاهد تشققات البلاط في غرفته تتحرك و تتشكل على هيئة عين واسعة ذات رموش طويلة....
يتملك أليس الرعب و يحاول أن لا ينظر لها لكن و كأنها تسحبه ليشاهدها بالقوة.... ترمش تلك العين و تعود لطبيعتها على شكل شقوق الأرضية كما كانت....
تلاحظ مارتا انشغال بال اليس قائلة: عزيزي؟ هل أنت حزين مما فعلوه بك؟
اليس: بالطبع لا... فقط، ماذا سأفعل بعد طردي؟
مارتا: ماذا فعلت أساسا ليطردوك؟
اليس: اتذكرين صديقي ديفيد؟ لقد قال عني شيئا لإغضاب زملائي في الفصل فقاموا بضربي...
مارتا: و لم طردوك انت؟
اليس: كل ما في الامر انني حاولت ضربهم فضربت شخصا لا علاقة له بالأمر....
مارتا: ماذا فعلت بالضبط له؟
اليس: لقد قالو انني.... عضضت عنقه حتى كدت أن اقطع أحد شرايينه....
مارتا: قالو؟
اليس: هل فعلا قد تفعل اسناني ذلك؟
مارتا: بالطبع لا عزيزي إنهم فقط يبالغون في كل شئ...
مارتا: وهاقد انتهينا! عليك فقط الآن أن تنام على جانبيك و أن لا تنام على ظهرك لكي لا يؤلمك...
اليس: شكرا ماما...
مارتا: الآن عليك أن تنام، ولا تقلق بشأن المدرسة ماما ستتكفل بكل شئ♡
اليس: عندما اكبر قليلا فقط، أعدك أنني سأجعلك فخورة بي♡
مارتا: لن تحتاج الكثير لتجعلني فخورة ♡
تخرج مارتا من غرفة أليس و تتجه نحو غرفة نينا لتجد أن نينا هي نفس الفتاة صاحبة الفستان الأصفر التي رأينا اليس يلحقها!
نراها جالسة كأنها كانت تنتظر مارتا...
مارتا: نينا؟ الوقت متأخر عليك النوم...
تقول نينا بصوت برئ لا تكاد تمنع نفسها عن البكاء: هل سيكون اليس بخير؟؟
مارتا: بالطبع إن جروحه طفيفة ولا تكاد تذكر...
نينا: ألن يرافقني للمدرسة غدا؟
مارتا: نحن لا نعرف ما قد يحدث له مستقبلا، إنه يحتاج وقتا لوحده...
نينا: إلى متى؟؟
مارتا: لست ادري لكنني لن اضغط عليه... أرجوك أخلدي للنوم...
نرى وجه نينا يملأه الغضب ثم تستلقي قائلة: لماذا عليه أن يفسد كل شئ....
تتجاهل مارتا ما قالته نينا و تغلق باب غرفتها....
تستلقي مارتا على الاريكة وسط المنزل و تشغل Ipods خاصتها و تستمع لأغنية(thank you) dido
و تقرأ رواية بعنوان Adams suits
نرى في مشهد مختلف اليس جالسا على سريره وسط الظلام و تطوف حول رأسه اطياف صغيرة بألوان كالأخضر و البنفسجي و الازرق و الاصفر تضئ له ما حوله قليلا لكي لا يخاف...
يقف اليس ليفتح نافذته و ضوء القمر يملأ غرفته فتختفي تلك الاطياف، تتحول تلك الاطياف إلى أربع هياكل عظمية لكل هيكل لون من تلك الالوان الأربع السابقة يقفون مسطفين أمام سرير أليس كأنهم يراقبونه..
اليس كان في أشد رعبه لكنه لا يحرك ساكنا...
عند حلول الساعة ال7 صباحا، تستيقظ مارتا على صوت اغنية(moonlight sonata) beethoven بالتحديد عند الدقيقة 8:06 لترى صاحب البذلة البنفسجية او كما ستناديه مارتا(دوكتور كرينج) واقفا على السقف يمسك بهاتفها قائلا: لطالما احببت هذه المعزوفة أكثر من بقية معزوفاته لسبب اجهله.... يو، مارتا.... أليس صباحا جميلا؟
تندهش مارتا ثم تبتسم قائلة: د.كرينج! لم أرك تقف على السقف منذ سنوات...
يرفع قبعته تحية ليقول بابتسامة عريضة: لا تظني أن مهاراتي قد تزول مع الوقت، لكن صراحة منذ أن احرقنا بيت والديك لم أمشي على سقف بعدها أبدا....
تبتسم مارتا قائلة: كانت أيام جميلة....
ثم نرى دمعة تنزل من عينها ثم تليها الاخرى و تبدأ مارتا في البكاء لتقول: متى ستعود....؟ متى سأجد إيرينا و أرتاح...؟؟ متى نعود لمنزلنا؟؟
يرفع قبعته و يرميها باتجاه مارتا قائلا: الصبر هو أهم ما تحتاجينه... لأنني اضمن لك أن حياتك ستكون أفضل مهما كان ما سيأتيك.... ثقي بي...
تصل قبعته لتستقر على وجه مارتا لتستيقظ مفزوعة و تكتشف أن ذلك مجرد حلم و اليس كان يحاول إيقاضها...
اليس: ماما؟ لقد ذهبت نينا للمدرسة لا تقلقي...
مارتا: ماذا تعني؟؟ لم اوقظها اساسا...
اليس: لهذا قلت لا تقلقي لقد توليت أمرها...
مارتا: ماذا عن فطورها؟
اليس: أجل لست أفضل طباخ لكنني استطيع طهو بعض البيض...
مارتا: و طريق المدرسة؟
اليس: لقد ذهبنا و عدت لتوي..
مارتا: ألم يوقفك أحد؟
اليس: اظن انهم بدأو يخافون مني... لا لم يحدث شئ..
مارتا: كم الساعة بحق "كريتوس"!!
اليس: انتي تعرفين أن كريتوس ليس جزءا من الميثولوجيا صحيح؟
مارتا: فقط كم الساعة بحق" اثينا"!!؟
اليس: إنها الساعة التاسعة و النصف...
تتلألأ عينا مارتا و تنظر لأليس نظرة انبهار...
يستغرب اليس قائلا: هل فعلت شيئا خاطئا؟!
مارتا: أجل... لم تخبرني انك ستكبر بهذه السرعة؟!!
اليس: لم افهم بعد...
مارتا: أنا فخورة بك يا اليس!.. حقا فخورة بك!!
اليس: حقا؟!؟
مارتا: أجل عزيزي!! تمسكه مارتا و ترميه في الهواء من فرحتها...
اليس: ماما أنتي ضخمة كفاية لتقذفيني إلى القمر!!
مارتا: أوي اليس! أتريد الذهاب معي للعمل؟
اليس: عمل؟
مارتا: إنه المقهى الذي أعمل به...
اليس: لم؟
مارتا: ليس لديك مدرسة او شئ لتفعله، لذلك لا بأس في تعلم بعض الخبرات حتى نجد مدرسة لك♡
اليس: حسنا ماما...
"يذهبان نحو ذلك المقهى المذكور لنجد إسمه على اللافتة'ديميترك'(demitrik) لنتذكر اسمه للأحداث القادمة :') "
يدخلان من الباب لنجد أن موقع المقهى قد تغير ليصبح كأنه في الحقبة الفيكتورية البريطانية!!
تتغير ملابس كل من أليس و مارتا و حتى العاملين في المقهى...كانت ملابس اليس عبارة عن قميص ابيض يحمل بعض بقع الدم في جهة معدته و عنقه و سروال أسود قاتم السواد و حذاء كلاسيكي أسود كذلك، أما مارتا فملابسها تصبح ملابس الخادمات البيضاء ذات الشرائط السوداء لنرى تحت عنقها وشما لملاك يفرد جناحيه العملاقين ليصلا إلى كتفيها....
نرى عبني اليس يشعان بلون احمر كالسابق لكن هذه المرة حتى مارتا تشع عيناها بلون برتقالي فاقع عند رؤيتهم لشخصين في المقهى أحدهما كان طويل القامة، تقريبا 190 سم، جسم نحيف و اطراف طويلة، ذو شعر مجعد قاتم السواد يصل إلى عينيه و اذنيه و بشرة ناصعة البياض لا يشوبها شئ غير آثار حروق في يده اليمنى، و يمسك بيده فتى بعمر ال9 سنوات ذو شعر بني داكن و عينين بلونين مختلفين، احداهما ذهبية و الاخرى فضية....
يتأمل اليس هذين الشخصين لفترة ثم يرى فتاة صغيرة، بعمر ال14 تقريبا ذات شعر طويل يصل لظهرها بلون أسود رمادي يميل للبنفسجي قليلا و عينين مليئتين بألوان الطيف كالازرق و الاخضر و البنفسجي و غيره...
ينطق كل من الفتى و الطفل الصغير و الفتاة بنفس الجملة قائلين بصوت واحد:
"أهلا بكم يا صاحبي المقهى"...
لم يفهم أي من مارتا و اليس ما قالوه...
ينظر اليس بتمعن فيهم ثم يرمش فجأة فنجد أن كل شئ عاد لما كان عليه... الشوارع و الملابس حتى عينا اليس عادتا بلونها البني الطبيعي و كذلك مارتا....
يتبع :) ♡