يسأل اليس نفسه من هو ساكو الذي ارسل له؟ ولم يسأله عن مكانه؟ و متى صار بعمر ال14؟

يتصل اليس بصاحب الرقم لترد عليه فتاة قائلة:

"آسفة لإيقاضك مبكرا، لكن... الم تخبرني انك لن تنام الليلة؟"

يتوتر اليس من سماع صوتها بحكم انها تتحدث معه كأنه يعرفها جيدا، يغلق السماعة في وجهها و يجلس و يبدأ في التفكير....

"من هذه بحق خالق الجحيم! ، تبا، تبا، تبا، تبا.... ماذا حدث بالضبط؟ لم انا كبرت فجأة؟!؟

اهدأ يا اليس!... انت لم تكبر! بالنظر للتاريخ فأنا فقط تخطيت الوقت... هل تخطيت الوقت حقا؟ أم انني فقدت الاحساس به؟"

يقطع حبل افكاره صوت مارتا وهي تناديه قائلة: اليس! الن تستيقظ؟!

يرد اليس دون تردد او وعي: سأتي حالا!

ينزل اليس وهو يتفقد تفاصيل بيته التي بدأت تتغير...

و اثناء وقوفه يلاحظ أنه صار يرى أشياء لم يكن يراها...

"مهلا... هل حقا انا بعمر ال14؟لم اكن افكر بهذه الطريقة عندما كنت صغيرا.... هل أنا تخطيت الوقت فعلا؟ أم أنني ببساطة لم انتبه لمروره...."

ينتبه اليس ان هناك صوت اغنية شغلتها مارتا على الاغلب...

"بكتب اسمك يا حبيبي~على الحور العاتي🎶

تكتب اسمي يا حبيبي~على رمل الطريق 🎶

بكرا بتشتي الدنيا~على القصص المجرحة 🎶

يفضل اسمك يا حبيبي~و اسمي بيلمحها🎶"

لم يكن اليس قد استمع ل(فيروز) من قبل و استغرب كم ان لها هذا الصوت العذب...

اليس: صباح الخير ماما~♡

تتلألأ عينا مارتا عند سماع صوت اليس! ثم تحاول أن تدعي عدم الاكتراث قائلة: صباح الخير عزيزي... هل نمت جيدا؟

اليس: اجل.. لكن، الم تناديني قبل قليل؟

مارتا: لم اكن انا... ربما هي "ليلى""layla"... هل رأيتها؟

اليس: ليلى؟

مارتا: لكنني لا اذكر انها موجودة... ربما ذهبت لاصطحاب " مايلز" من العمل...

اليس: مايلز؟

ترفع مارتا حاجبها استغرابا قائلة بنبرة باردة: هل انت بخير؟

يظل اليس بمكانه لا يحرك ساكنا و يتعمق بتفكيره اكثر من اللازم حتى نرى ان هناك غيمة من الخربشات تغطي وجهه و تحوم حوله....

يبدو من وجه اليس التشويش و أنه ينظر لمارتا بنظرة لا تعرف... هل هي استغراب؟ ام غضب؟ ام انه مجرد سرحان...؟

نرى الخلفية وراء اليس اصبحت تدور و تتهالك كأنها تسقط، لنجد أن اليس هو اللي يتهالك و يسقط على الارض من شدة الدوار!

تفزع مارتا لحمله و تسنده على كتفها قائلة: ماذا حدث!! يا الهي!!

يفتح اليس عينيه ليجد نفسه في سريره جالسة على كرسي على يمينه مارتا تمسك بيده و تضع بعض الكمادات على جبينه لتقليل حرارته... و امامه نينا التي تبدو بشكل مختلف قليلا اذ انها صارت ترتدي الاسود كثيرا و قصت شعرها ليصل لنهاية عنقها...

و بجانبها فتاة تشبهها قليلا لكنها تبدو اكبر.. حوالي ال20 سنة تقريبا، ذات شعر قاتم السواد يشكل ذيل حصان طويل يصل لنهاية عنقها، ذات بشرة سمراء الى حد ما، عيناها بلون بني فاتح تعلوهما نظرة حادة و حاجبين رفيعين وهي جالسة بلا مبالاة تناظر هاتفها...

اما على يساره نرى رجل لم يكن واضحا عمره، لكنه ليس اصغر من 28 سنة على اقل تقدير، كان ذو بشرة كالفتاة تماما، ذو شعر اسود يشكل جدائل رفيعة مثل(travis scott)، صاحب عينيه هادئتين بلون بني فاتح...

يغلق اليس عينيه مجددا وهو منغمس في التفكير...

"من هؤلاء بحق خالق الجحيم؟!... هل انا اعرفهم؟؟

مالذي تقوله مارتا؟ من هو مايلز ذاك؟"

مارتا: يا الهي! لم أكن اقصد أن ازعجه أو شئ كهذا، اقسم لك!

مايلز: اهدأي يا فتاة! سيكون بخير!

مارتا: إنه خطأي... لقد كان منزعجا ولم... تبا، لقد كنت اتحدث معه ببرود ولا بد أنه لاحظ ذلك...

نينا: ماما، اهدأي... إنه سيكون بخير...

يستيقظ اليس قائلا: من هؤلاء؟

تنفجر مارتا بالبكاء قائلة: لقد فقد ذاكرته!!! مستحيل!!!

لست كذلك يا ماما.... يقول اليس بنبرة متعبة

مارتا: ماذا كنت تقصد بسؤالك اذا؟

اليس: من ذلك الرجل؟ و أيضا الفتاة بجانب نينا؟

تنظر مارتا لهم ثم تعود لتنظر لأليس قائلة: نحن العائلة يا اليس، هل هناك شئ غريب؟؟

اليس: عائلة؟ عائلة؟ عائلة! هه، عائلة...

تضع مارتا ظاهر يدها على جبينه لتقيس حرارته...

اليس: أنا لست مريضا!!

مايلز: ماذا هناك يا صاح؟ هل أصابك مكروه؟؟

اليس: أجل! إنكم هنا!! من هو هذا الجرذ بحق الجحيم يا ماما!!؟؟

يقف اليس من سريره و يرتدي قميصه قائلا: لا تضعوني بمنتصف الطريق و تنتظرون مني أن أتعايش كما لو كنت أعرفهم!!!

تغضب الفتاة التي بجانب نينا لتصرخ قائلة: ماذا يحدث لك!!؟ هل نحن غير مرغوب بنا لهذه الدرجة؟!؟

مارتا: هذا يكفي كلاكما!

يعم الصمت في الغرفة فجأة...

مارتا: ربما تكون فقط فقدت جزءا من ذاكرتك ليس بكبير...

اليس: هذا في المسلسلات فقط يا ماما... ليزيد من الحبكة الدرامية... على الاقل هذا رأيي الخاص...

مارتا: حسنا لا بأس سنخرج من المشفى نحو بيتنا و و نحل بعض المشاكل هناك... اتفقنا؟

لم يرد أحد...

تعيد مارتا ما قالته مجددا لكن بنبرة جادة اكثر و هي تنظر في عيني كل شخص منهم...

-هلّا ذهبنا لمنزلنا و نحل مشاكلنا هناك؟؟

الجميع: حاضر ماما...

عند عودتهم للمنزل نظر اليس لمارتا متسائلا: ماما، من تلك السيدة التي كنتي تستمعين لها في الصباح؟

مارتا: صحيح، أنت لا تعرف فيروز؟... ليس بالأمر الجلل لكنها مغنية ذات صوت عذب و أحب الاستماع لأغانيها...

يرى اليس ابتسامة مارتا وهي تراه مهتما لشئ تحبه فيعرف أنها بخير فيطمأن...

يتوقف اليس ليتذكر مشهدا جديدا لم يكن يتذكره قبلا...

"يرى نفسه واقفا يمسك بديفيد من عنقه و يصعب رؤية ملامحه من الكدمات و بقع الدماء ثم ينظر اليس ليديه ملطختين كذلك لنستنتج أن اليس من قام بضربه...

لتقف نينا بينهما و تحاول إنهاء العراك بينهما و تنظر لديفيد الذي كانت كأنها تدافع عنه من أخيها اليس!"

ينظر اليس حوله ليرى إن كان نينا موجودة أم لا....

مارتا: إن كنت تبحث عن نينا فيجب أن تعتذر للعم مايلز أولا كي اخبرك عن مكانها...

اليس: و لكن...

مارتا: ليس لي دخل!، إن فقدت جزءا من ذاكرتك أو حتى لو لم تكن تعرفه أساساً... ليس لطيفا ما قمت به...

تلتفت لتتجه للمطبخ قائلة: إن الساعة الآن 2:17 ظهرا.. وقت الغداء بعد نصف ساعة سنجلس على طاولة الغداء و سوف تعتذر له إتفقنا؟

اليس: بالتأكيد، إن كان ذلك ما تريدينه..

تبتسم مارتا و تربت على رأس اليس: يجب أن تعتذر له لأنه يجب عليك الاعتذار.. ليس لأنني أردت ذلك... إنه بمثابة أب لك الآن... عائلتنا الصغيرة ستكبر قريبا...

اليس: هكذا إذا....

يرن جرس الباب فيذهب اليس لفتحه....

يفتح الباب قائلا: هل هناك فائدة بقول "من هناك؟" إن كانت الاجابة دائما"إنه أنا!"....؟

تظهر فتاة بالباب ذات عينين واسعتين حمراوتين كلون الدماء، ذات رموش طويلة و تنظر نظرة مخيفة واثقة، ذات بشرة بيضاء لا يشوبها شئ، شعر اسود طويل كثيف يصل لظهرها.... كانت ترتدي فستانا اسودا قصيرا بأكمام طويلة

يرى اليس و كأن وراءها جناحين ناصعي البياض... ثم و برمشة واحد تختفي تلك الاجنحة...

تبتسم الفتاة قائلة: إذا... لن ترد على رسائلي مجددا؟؟ و تغلق السماعة بوجهي!

يتلعثم اليس و من الواضح أنه يحاول إخفاء توتره...

اليس: أ... أنتي "ساكو" صحيح؟

ترد باستهزاء: حالة نسيان أخرى؟

اليس: "اخرى"؟

ساكو: لا عليك.. هل أنت متفرغ اليوم؟

اليس: لا اظن أن لدي ما افعله اليوم...

ساكو: جيد، سأشرح لك ما يحدث....

2022/10/24 · 7 مشاهدة · 1098 كلمة
adam kathros
نادي الروايات - 2025