عند عودتهم للمنزل نظر اليس لمارتا متسائلا: ماما، من تلك السيدة التي كنتي تستمعين لها في الصباح؟

مارتا: صحيح، أنت لا تعرف فيروز؟... ليس بالأمر الجلل لكنها مغنية ذات صوت عذب و أحب الاستماع لأغانيها...

يرى اليس ابتسامة مارتا وهي تراه مهتما لشئ تحبه فيعرف أنها بخير فيطمأن...

يتوقف اليس ليتذكر مشهدا جديدا لم يكن يتذكره قبلا...

"يرى نفسه واقفا يمسك بديفيد من عنقه و يصعب رؤية ملامحه من الكدمات و بقع الدماء ثم ينظر اليس ليديه ملطختين كذلك لنستنتج أن اليس من قام بضربه...

لتقف نينا بينهما و تحاول إنهاء العراك بينهما و تنظر لديفيد الذي كانت كأنها تدافع عنه من أخيها اليس!"

ينظر اليس حوله ليرى إن كان نينا موجودة أم لا....

مارتا: إن كنت تبحث عن نينا فيجب أن تعتذر للعم مايلز أولا كي اخبرك عن مكانها...

اليس: و لكن...

مارتا: ليس لي دخل!، إن فقدت جزءا من ذاكرتك أو حتى لو لم تكن تعرفه أساساً... ليس لطيفا ما قمت به...

تلتفت لتتجه للمطبخ قائلة: إن الساعة الآن 2:17 ظهرا.. وقت الغداء بعد نصف ساعة سنجلس على طاولة الغداء و سوف تعتذر له إتفقنا؟

اليس: بالتأكيد، إن كان ذلك ما تريدينه..

تبتسم مارتا و تربت على رأس اليس: يجب أن تعتذر له لأنه يجب عليك الاعتذار.. ليس لأنني أردت ذلك... إنه بمثابة أب لك الآن... عائلتنا الصغيرة ستكبر قريبا...

اليس: هكذا إذا....

يرن جرس الباب فيذهب اليس لفتحه....

يفتح الباب قائلا: هل هناك فائدة بقول "من هناك؟" إن كانت الاجابة دائما"إنه أنا!"....؟

تظهر فتاة بالباب ذات عينين واسعتين حمراوتين كلون الدماء، ذات رموش طويلة و تنظر نظرة مخيفة واثقة، ذات بشرة بيضاء لا يشوبها شئ، شعر اسود طويل كثيف يصل لظهرها.... كانت ترتدي فستانا اسودا قصيرا بأكمام طويلة

يرى اليس و كأن وراءها جناحين ناصعي البياض... ثم و برمشة واحد تختفي تلك الاجنحة...

تبتسم الفتاة قائلة: إذا... لن ترد على رسائلي مجددا؟؟

يتلعثم اليس و من الواضح أنه يحاول إخفاء توتره...

اليس: أ... أنتي "ساكو" صحيح؟

ترد باستهزاء: حالة نسيان أخرى؟

اليس: "اخرى"؟

ساكو: لا عليك.. هل أنت متفرغ اليوم؟

اليس: لا اظن أن لدي ما افعله اليوم...

ساكو: جيد، سأشرح لك ما يحدث....

يصعد كل منهما لغرفة اليس و يغلق الباب قائلا: اتمنى أن لا يقاطعنا أحد....

ثم يتوقف ليعيد التفكير قائلا في نفسه:

" مالذي افعله؟! تبا، تبا، تبا، تبا... لا يمكنني إغلاق الباب هكذا دون أي مقدمات!! ستفهمني خطأ و لن أحصل منها على أي معلومات هكذا!! غير... أنني قابلتها للتو... حتى لو كانت تعرفني... لا يمكنني-"

تقاطعه ممسكة بيده قائلة: ليس لدينا اليوم بطوله في التفكير المطول!، إن كل ما تحتاجه موجود في كتاب المذكرات هذا!... و تشير بيدها نحو مذكرة برتقالية تحمل الرقم 80....

اليس: حسنا... هل يمكنك أن تفلتي يدي... إنها المساحة الشخصية التي لا أريد اختراقها...

ساكو: ماذا؟ أتعني هكذا؟ تبا لك... لقد كنت طبيعيا بالامس.... فجأة صرت مجرد حلزون خجول..

اليس: حلزون خجول؟ 🐌‼️

ساكو: لا تأخذ الأمر بشكل شخصي، لكنك كنت رائعا بالايام الماضية... على الاقل لم تكن انطوائي لعين...

اليس: ايمكنك التوقف عن إهانتي؟ لأنني لست بمزاج جيد الآن...

ساكو: ماذا بك؟ إن أردت أن اتوقف عن المزاح سأفعل..

يتجه اليس ليفتح المذكرة قائلا: سيكون ذلك مفيدا جدا...

تتنهد ساكو بغضب لكنها لم ترد على ما قاله للتو....

اليس: إذا؟ هل يمكنك إخباري ماذا كان يحدث معي؟

ساكو: حسنا إذا... منذ أن تقابلنا في المصحة العقلية وأنت كنت تأتي لمرافقتي أثناء عودتنا.... أنت... ستجد تفاصيل لقائنا بالكتاب... تقول ساكو ذلك وهي محمرة خجلا....

اليس: مصحة عقلية؟ 🐌❓

ساكو: قلت ستجد التفاصيل بالكتاب اللعين!!

اليس: حسنا حسنا... تبا، لم هي غاضبة...؟

يفتح اليس الكتاب قائلا: ها نحن ذا...

الصفحة الاولى:

كانت بمنتصفها رسمة بالقلم لحرف"A"مزخرف ليشكل نجمة خماسية محاطة بدائرة و حولها الكثير من الكتابات... يتأمل بها اليس ليتذكر شكلها كأنه رآها على جسد أحدهم....

ينظر لساكو قائلا: ماتلك العلامة؟ أتذكر أنني رأيتها في مكان ما ... هل لديك أي فكرة؟

تنزل ساكو عينيها و ترفعهما ثم تلتفت يمينا و يسارا و تتجنب النظر لأليس....

اليس: هل سيجيبني الكتاب في هذا؟

ساكو: لقد قرأت الكتاب مرات عديدة... وليس هناك أي شروحات للعلامة... تبا، علي الشرح بنفسي....

تلتف ساكو لتعطي بظهرها لاليس الذي كان بدوره مستغربا....

تزيح شعرها ليظهر في فستانها من الخلف ثلاث ازرار....

اليس: هل ترينني مصاص دماء لكي اعض عنقك؟

ساكو: أنت ظريف جدا عندما تحاول أن تكون كوميديا! توقف عن لعب دور المهرج يا مهرج!

اليس: مهرج؟ 🐌❓لا يفعل المهرجون هذه الاشياء...

ساكو: افتح هذه الازرار و ستعرف ماهو المطلوب منك!

يلاحظ اليس احمرار وجهها و يقول: تمزحين صحيح؟

ساكو: لو كنت أمزح لذهبت لمهرج أفضل منك....

اليس: هممم؟

يبدأ جسم اليس بالانتفاض ووجهه بالتعرق...

"هل هي جادة؟ هل أنا أعرفها لهذه الدرجة؟!تبا، تبا، تبا، تبا... من المستحيل أن أقيم علاقة مع فتاة كهذه!؟ إنها أكثر جمالا من أن تنظر إلى حلزون فاشل مثلي! يا إلهي! بماذا تفكر تلك الفتاة المجنونة!؟"

ساكو: أنا أنتظر... يدي لن تصل لظهري... هلا أنهيت معاناتي؟...

يأخذ اليس نفسا عميقا ليقول: ها نحن ذا....

يفتح اول زر بتوتر كبير قائلا: نحن.... نمضي قدما...

ساكو: آرحمني يا الهى!!

يفتح ثاني زر ليقول: إقتربنا....

ساكو بضجر: يا الهى! لقد كنت أمزح حين شبهتك بالحلزون... لكنك تشبه الحلزون جدا الآن!!

يفتح اليس الزر الأخير ليظهر في ظهر ساكو وحمة بنفس الشكل الذي في الكتاب...

ساكو: أخيرا... الآن أغلق الازرار بسرعة!

اليس: هكذا إذا...

ساكو: ماذا كنت تظن أنني طلبت منك؟

اليس: لا عليك، إنها ظريبة المخيلة الخصبة...

ساكو: أنت تذكر رؤيتها من قبل... لكن هل تعرف كيف؟

يهز رأسه بالجهل....

تتنهد ساكو و يحمر وجهها قائلة: لقد كان ذلك قبل حوالي السنة... كنت عائدة من جلسة العلاج كالعادة...

اعترض شابين كبيرين بالسن طريقي، لقد كانو بالعشرينات تقريبا.... لقد قامو..... أنت تعرف....

تبدأ عيناها بالدوران هنا و هناك و تتجنب ثانية النظر في عيني اليس...

يتذكر اليس وجه ساكو الخجول بمشهد كان غريبا جدا...

"كان يحضنها بسترة سوداء لتغطي نفسها و يمشيان نحو بيتها، و في طريقهما كان اليس يرمق كل من يمشي بجانبهما بنظرته المرعبة و عينيه الحمراوتين ليتجنبه الجميع.... كان يلاحظ سقوط دموع ساكو على كتفيته ولم يتحدث عن أي شئ كي لا يزعجها....."

اليس: لقد كنتي..

ساكو: أجل! لقد ضربتهما ضربا مبرحا حينها و توعدتهم بقتلهم و ما إلى ذلك... لقد كنت تبدو مخيفا وقتها...

اليس: هذا سئ.... لا اذكر ذلك.... اعني... إنني أذكر لقطات متقطعة و غير مفهومة....

ساكو: أجل... لقد كنت تنسى كثيرا لذلك ما حدث لك لا يعتبر غريبا بالنسبة لي....

اليس: حقا؟

ساكو: لقد كان تمثيلك سابقا واضحا، لكن هذه المرة لقد صدقتك...

تلتفت لتنظر في عيني اليس مباشرة لتقول له: لقد طلبت مني ذلك مرات عديدة... ووعدتني...

يتقاطع حاجبا اليس قائلا: وعدتك؟؟

ساكو: اجل... قلت لي أنك.... لن تنساني.. مهما حدث لك، قلت لي: "حتى إن فقدت ذاكرتي فعليكِ تذكيري"...

اليس: و من يومها و انا اسجل في هذا الكتاب؟

تهز ساكو رأسها بالإيجاب....

يبتسم اليس وهو ينظر لعينيها الجميلتين تحدقان به باهتمام... ثم يقف متجها نحو الكتاب قائلا: إن كنت وعدتك بذلك فعلي الوفاء، ألست محقا؟

تبتسم ساكو قائلة: اجل....

يفتح اليس الكتاب مجددا على الصفحة الاولى و يقرأ المكتوب حول الرسمة:

" ساكو-كايابا...(lavis) من المفترق أنها تعرف كيف تقابلنا و هذا يكفي لمعرفته...

إنها الملاك الحارس الخاص بي، تحب كل شئ أسود كالقهوة و الملابس و الاغاني و الظلام و الليل.....

كل ما احتاج معرفته عنها أنها ملاكي الحارس، أو لنقل... شيطاني الحارس! أحتاج فقط للوقت كي اتأقلم معها و أعترف لها بمشاعري.... "

ينظر اليس نظرة استغراب و يحاول عدم النظر في وجه ساكو....

ساكو: يالرومانسية... لا تقلق، سأنتظرك حتى تجمع شتات نفسك و تخبرني بنفسك، و سأتظاهر بالصدمة اتفقنا؟

اليس: انا... لا اذكر أنني كتبت شيئا من ذلك....

ساكو باستهزاء: ولا انا صراحة....

اليس: لنعتبر ذلك جزءا من الوعد إذا....

ساكو: إتفقنا..

بالصفحة الثانية: يوجد بقعة قهوة في منتصف الورقة و مكتوب حولها:

"غوستاف دوريه(lavis).... لا تمسح بقعة القهوة تلك و إلا مسحتك من الاحداث القادمة :')....

إنه طبيبي النفسي الجديد... يعتبر صديقا أكبر في السن منك... لكنه من أكثر الاشخاص الذين يعرفون اسراري اكثر من مارتا!

إنه يعلم بأمر ذاكرتي المتقطعة لذلك لا بأس إن لم اتذكره فهو سيفعل ما يتطلب فعله..."

اليس: ما قصة "لافيس" التي اكتبها بجانب كل اسم...؟

ساكو: لا اعرف.... وجدتها بأكثر من اسم، غير كلمات مختلفة اخرى تضعها بجانب كل اسم..

اليس: لا بأس....

يفتح الصفحة الثالث التي يوجد بها علامة لقبلة بأحمر الشفاه و حولها كتابات أيضا...

ساكو: من الظريفة ابنة الظريفة صاحبة تلك القبلة :)؟

يتوتر اليس قائلا: لا علم لي! أقسم بذلك!!

ساكو: حقا :)؟

اليس: اقسم لك! لنقرأ فقط و نعرف!

"هولي هان(kathros)... صديقة نينا المقربة، يفترض أنها غير مبالية كثيرا بوجود ذاكرتك من عندمها لأنها متفهمة لكل شئ، غير انها لطيفة التعامل مع الجميع و تعتبرك صديقها المقرب أيضا لذلك لا تخسرها بحق الجحيم :')!...."

ساكو: لا بأس بخسارتي أنا، صحيح :)؟

اليس: اقسم لك انني.... بصراحة اعرفها... لقد تقابلنا لثواني معدودة قبل فقدان ذاكرتي ذاك...

ساكو: جيد، اتمنى لكما حياة زوجية جميلة :)!

اليس: تبا.... لا أقصد هكذا! انا فقط اخبرتك بالحقيقة!

ساكو: عموما... لنرى الذي بعدها...

اليس: لا يوجد"الذي بعدها"!

ساكو: صحيح.....

اليس: عموما إن ذلك مفيد قليلا... يمكنني تخيل ما حدث في تلك الفترة...

ساكو: إذا.... أمازلت ستزور طبيبك النفسي معي؟

اليس: ماذا تعنين؟

ساكو: اعني.... لقد كنت وحيدة قليلا قبل أن تأتي لزيارتي يومها...

اليس: تقصدين هذا!؟ بالطبع سأرافقك دائما، غير أنني أريد زيارة "الدوكتور غوستاف" ذاك...

تبتسم ساكو قائلة: شكرا اليس.. ♡

اليس: لاعليك... هل تريدين تناول الغداء معنا؟

ساكو: لا، لا داعي لأن تكلف نفسك!

تدخل مارتا الباب قائلة: هذا ليس طلبا آنسة كايابا! إن الغداء جاهز بالفعل~

ساكو: هئحم... تنظر نحو اليس الذي ابتسم لها فتقول: لم لا؟ سيشرفني ذلك...

بعد الغداء اعتذر اليس من مايلز و صارا مقربين من بعضهما اكثر هذه المرة....

اما عند الساعة 5:10PM

ذهب اليس مع نينا للتسوق و رافقتهم كل من "دالي"و " هولي"

اثناء دخولهم لمحل ملابس دخلت نينا و هولي و ظلت دالي و اليس بالخارج...

اليس: يا الهي.... هل لديك أي فكرة عن هدية جيدة لنينا؟

دالي: هدية؟ تقصد لعيد ميلادكم؟

اليس: بالطبع... إنني اظن أنها غاضبة مني قليلا لذلك أردت أن اعتذر لها....

دالي: هل أراك مختلفا؟ أم أنه النضوج؟...

اليس: سميه ما شئتي....

تضحك دالي لتقول له: إن اخبرتني بالسبب سأفعل المثل..

اليس: هل تحفظين سرا؟...

دالي: احب جميع أنواع الأسرار :) ✨

2022/10/25 · 13 مشاهدة · 1630 كلمة
adam kathros
نادي الروايات - 2025