الفصل العاشر : جمع (3)

في مكان ما بين عربات القافلة وقف نينغ غو و كان يبدوا مستاء للغاية كان وجهه مخيفا للغاية مع عيون حادة كما لو انه يريد قتل شخص ما

كان كل هذا الغضب موجها نحو الشخص الواقف أمامه و الذي لم يكن سوى بنغ ون الذي وقف أمام نينغ غو باسترخاء تام مع الإبتسامة المعتادة التي لا تفارق وجهه

" لماذا ساعدت ذلك الشخص " كان نبرة صوت نينغ غو باردة للغاية كما احتوت على لمسة من الشعور بالخيانة

من بين الجميع في القافلة كان بنغ ون أقرب شخص لنينغ غو و العكس أيضا لذا أحس نينغ غو بالغضب أكثر عندما تدخل بنغ ون لمساعدة لين يان بما أنهما أعز أصدقاء ألا يفترض أن يساعده على التعامل مع لين يان

نظر بنغ ون إلى نينغ غو بتسلية و قال بشكوى " مهلا مهلا لم الغضب لقد ساعدتك قبل قليل إذا تركتك تتابع التصرف بتلك الطريقة فسوف تشوه صورتك أمام شو رونغفي يفترض أن تشكرني على هذا "

تجمدت تعابير نينغ غو فقد كان بنغ ون محقا تماما إن تابع التصرف هكذا فسيكون في مشكلة حتى سو لينغ الهادئة و اللطيفة كانت تتوهج فيه بغضب اللعنة أي نوع من السموم جعلهم يتناولونه كلما فكر نينغ غو في هذا كلما أصبح أكثر غضبا

" لكن ما مشكلتك مع لين يان " سأل بنغ ون كما لو أنه لا يعرف الإجابة

" لا أدري مجرد النظر إليه يجعل دمي يغلي حتى أنني لا أطيق البقاء معه في نفس المكان " شد نينغ غو يده و ارتفع الدم إلى رأسه لم يستطع أن يفهم لم يشعر بالغضب هكذا " كل شيء عنه مثالي بشكل سخيف بدءا من شخصيته و تصرفاته يستطيع التعامل مع أي واحد منا بالطريقة التي تناسبه كما لو أنه يقرأ أفكارنا " نظر نينغ غو إلى بنغ ون بجدية تامة و قال " ماذا عنك ألم تلاحظ شيئا مريبا حوله "

كان نينغ غو مليئا بالأمل عندما طرح هذا السؤال قد يبدوا بنغ ون شخصا لطيفا و مرحا لكنه في الواقع من النوع الذي يرتدي الأقنعة دائما يخفي خبثه و مكره تحت قناع الإبتسامة نينغ غو بصفته أعز أصدقاء بنغ ون فهو يعرف جيدا طبيعته الحقيقة لذا سأله فمن يفهم محتالا سوى محتال آخر

ظل بنغ ون يفكر لبعض الوقت " أعتقد بنسبة تسعة من عشرة أنه بريء رغم أنني أيضا استغربت سلوكه و قدراته لكنه ليس مثاليا تماما إذا كان حقا بارعا في التلاعب بالناس لهذه الدرجة فلن تشك به أبدا شخصيتك بسيطة لذا يفترض ألا يواجه شخص مثله صعوبة في التعامل معك "

بعد سماع هذه الكلمات غرق نينغ غو في تفكير عميق " هذا صحيح لين يان لم يحاول إطلاقا التودد إلي أو إصلاح علاقتنا حتى أنه أظهر عداوته لي علانية " رغم كل هذا إلا أن نينغ غو لم يستطع التفكير في سبب كرهه للين يان

عند رؤية نينغ غو غارقا في تفكيره ظهرت ابتسامة خبيثة على وجه بنغ ون و قال بنبرة إغاظة

" أعتقد أنني قد عرفت مشكلتك جيدا "

" حقا " نظر نينغ غو نحو بنغ ون بأعين لامعة في انتظار الإجابة

أصبحت ابتسامة بنغ ون أكبر و قال

"الأمر بسيط أنت تشعر أن لين يان هو عدوك اللدود و لا يمكنكما التعايش معا أبدا إن صدرك يؤلمك و يغلي دمك في كل مرة تتفاعل فيها مع لين يان أليس كذلك "

" نعم بالضبط " ارتفع الأمل في قلب نينغ غو بعد سماع كلمات بنغ ون

" الأمر بسيط أنت تشعر بالغيرة منه لانه قريب أكثر منك من شو رونغفي "

" ماذا ؟ " صدم نينغ غو من الجواب غير المتوقع , غيرة ؟ لكن بعد التفكير جيدا في الأمر قد يكون صحيحا لقد حاول التقرب من شو رونغفي لسنوات لكن لين يان أصبح قريبا منها بهذه السرعة عند التفكير بهذه الطريقة ليس من الغريب بحثه عن أي خلل في لين يان من أجل إبعاده عن شو رونغفي

وقف بنغ ون جانبا يستمتع بعرض التغير المستمر في ألوان و تعابير وجه نينغ غو و بعد لحظات اقترب منه و ربت على كتفه و قال

" لا تقلق على الأرجح سنفترق معه عند الوصول إلى مدينة مينغ يون و لن نراه مجددا " حاول بنغ ون التخفيف عن نينغ غو و حاول إبعاد تفكيره عن هذا الموضوع قبل أن يفكر في احتمال انظمام لين يان لهم أو استقراره في مدينة مينغ يون

ابتسم نينغ غو ابتسامة خفيفة و تابع بنغ ون لإكمال الدورية

بعد ساعتين

كان جياو هنغ يقف بين مجموعة من الأشجار كان قد ابتعد عن سو لينغ و شو رونغفي بحجة تلبية نداء الطبيعة

في هذه اللحظة تغيرت ملامح جياو هنغ تماما لا من الأصح القول أنه عاد إلى تعابيره الأصلية حيث اختفت ابتسامته المرحة و الجو اللطيف من حوله و أصبح خاليا من التعابير من دون أي حضور على الإطلاق

" لقد أعطيتكم فرصة لكنكم أضعتموها حان وقت جمع المكونات "

كانت كل من سو لينغ و شو رونغفي تجلسان حول النار و يبدوا أنهما كانتا تستمتعان بالحديث

" الأخت سو لينغ ما رأيك في الأخ الأكبر لين يان "

" حسنا أعتقد أنه شخص جيد و يعتمد عليه سيكون من الرائع إن انضم إلينا "

" نعم حتى إن لم ينضم إلينا ربما يمكننا استأجاره كمرتزقة "

" نعم سيكون ذلك رائعا للغاية "

" حينها سأتمكن من التقرب إليه لأجعله لي "

" هيه مستحيل هل الأخت شو رونغفي ......."

" ها ها ها ها ها ها ها لا تقلقي بما أننا أختان فأنا لا أمانع في مشاركته معك "

" ح-حقا هل أنت جادة "

" بالطبع أنا ...... "

قبل أن تكمل شو رونغفي كلامها لم تعد قادرة على قول أي شيء توقفت عضلاتها عن الحركة ثم توقف تنفسها ثم توقف قلبها تماما و سقطت جثة هامدة على الأرض دون حراك كان موتا فوريا

فوجئت سو لينغ من ما تراه أمامها لكن قبل أن تتفاعل حتى مع المشهد أمامها تحولت نظراتها إلى الأسود و سقطت جثة هامدة لقد ماتت مباشرة دون حتى أن ترتعش أو تشعر بأي شيء

بعد لحظات ظهر جياو هنغ بجانب الجثتين و نظر نحو رقبتهما كانت هناك أبرة مغروسة في مأخرة عنق كل واحدة كانت هذه الإبر قد أصابت بدقة النخاع الشوكي للفتاتين مما أدى إلى موت فوري دون حتى أن تعرفا ما حصل أو تشعرا بأي شيء

نظر جياو هنغ برضا نحو الجثتين كانت النتيجة مرضية تماما من كل الجوانب

" يبدوا أن مهاراتي لم تتراجع "

لم يقتل جياو هنغ أحدا منذ ستة أشهر كاملة كما أنه أمضى معظم وقته في القراءة أو زراعة الطاقة العقلية لذا لم يمارس فنون الإغتيال لفترة طويلة مما جعله يقلق من تدهور مهاراته لكن النتيجة كانت مرضية و يبدوا أن مهاراته لم تتراجع كثيرا

كما استنتج أيضا أن الطبيعة البشرية لا تتغير في أي مكان فقدرات جياو هنغ على التلاعب لم تتراجع على الإطلاق جميع أفراد القافلة تصرفوا كما توقع جياو هنغ كما كان التلاعب بهم سهلا

انتزع جياو هنغ الإبرتين من عنقي الفتاتين و توجه نحو العربات حيث كان يوجد بنغ ون و نينغ غو

كان كل من نينغ غو و بنغ ون مستلقيان على إحدى العربات لذا لم يستطع جياو هنغ استهداف النخاع الشوكي

" هذا سيكون أصعب قليلا "

اختبأ جياو هنغ فوق شجرة أمامهما و بسبب العربات فقد كان بعيدا بعض الشيء عنهما

لم يستطع جياو هنغ إنهاء الأمر بضربة واحدة لذا لجأ إلى طريقة أخرى حيث أمسك إبرتين في كل يد و ألقاها نحو نينغ غو و بنغ ون إبرتان نحو كل شخص

كانت هذه مخاطرة بالنسبة لجياو هنغ في السابق كان يستطيع رمي عشر إبر دفعة واحدة مع تأكيد مطلق أنها ستصيب هدفها لكن الآن قد لا يحصل ذلك

رغم المخاطرة قرر جياو هنغ تحملها من أجل اختبار نفسه فالتجريب العملي على البشر أفضل من الوحوش و الحيوانات

لكن لحسن الحظ كانت الإصابة إصابة مثالية لكل من القلب و المخ حيث مات كل من نينغ غو و بنغ ون مباشرة

توجه جياو هنغ نحو الجثتين و نظر نحو نينغ غو

" لقد أعطيتك فرصة لإنقاذ الجميع لكنك لم تستغلها "

في الواقع لقد تعمد جياو هنغ منح نينغ غو حرية التفكير كما لاحظ مشاعره لشو رونغفي منذ البداية لذا استغلها لإثارة غضبه

لو أخفى نينغ غو عداوته للين يان و حاول التخلص منه لربما كان سينجح

بعد ذلك زار جياو هنغ كل عربة و في خلال عشرين دقيقة اختفى كل أثر للحياة من المخيم

وقف جياو هنغ أمام جثة سو لينغ و شو رونغفي و نظر إليهم بوجه خالي من التعابير

ما فعله لهاتين الفتاتين كان مختلفا قليلا عن البقية لقد استعملهما لتأكيد قناعته مرة أخرى

" لا يوجد حب في هذا العالم فقط سبب و نتيجة إحتياج و تلبية "

بالنسبة لجياو هنغ المشاعر مجرد هراء إنها تسهل فقط التلاعب بالناس

في حالة سو لينغ فقد كانت تعاني من عقدة النقص و الدونية لذا احتاجت إلى شخص يعاملها كأنها شخص مفيد يعتمد عليه, شخص يعاملها بلطف و أيا كان من يعاملها هكذا فسوف تقع في ' حبه ' لذا لا وجود لشخص مقدر أو خيط أحمر فقط حاجة و تلبية و نفس الشيء بالنسبة لشو روتغفي

" حسنا حان وقت الحصاد "

إن جياو هنغ لا يحب القيام بشيء بدون فائدة لذا ما كان ليقتل بدون سبب لقد أراد شيئا من القافلة لكن ليس المال أو الكنوز بل الجلد البشري

كمغتال فإن جياو هنغ لا يظهر وجهه أبدا بل يرتدي دائما أٌقنعة بشرية مصنوعة من الجلد البشري لمساعدته في تغيير رائحته

في الواقع كان جياو هنغ سيقتلهم حتى دون الحاجة إلى جلدهم ببساطة لأنهم رأوا وجهه الحقيق و طبعا هو لن يسمح بعيش أي شخص رأى و جهه الحقيق

لم يستطع جياو هنغ انتزاع الجلد بعد كل مرة يقتل فيها لأن هذا يزيد احتمال أن يتم كشفه لذا قام بقتل الجميع أولا و سبب عودته إلأى الفتاتين أولا رغم أنهم الأبعد هو أنهم أول من قتلوا تجبا لتعفن الجثث و تلف الجلد

اقترب جياو هنغ من الجثتين مع بعض الإبر و خنجر صغير لكن قبل أن يلمس أيا من الجثتين شعر بألم حارق يخترق جثته

كان الألم رهيبا حتى جياو هنغ لم يتمكن من تحمله رغم أنه لم يصرخ لكنه فقد وعيه بعد لحظات من شدة الألم

في مكان قريب من المخيم كان كل من وانغ فو و شو فان يتجولان لتفقد المكان حول المخيم و كان وانغ فو مازال يأكل لحما لا أحد يعرف من أين جاء به بينما كان شو فان مشغول بالتفكير في شو رونغفي

فجأة سقط كلاهما و أصبح جلدهما أبيضا تماما كانوا قد ماتوا مباشرة لسبب غير معروف

في نفس الوقت تكرر هذا المشهد في العديد من الأماكن في المنطقة الخارجية لغابة لويون حيث ماتت كل الكائنات الحية باستثناء النباتات و تحولوا إلى جثث ناصعة البياض مثل الثلج تماما سواء كانوا بشرا أم وحوشا أم حيوانات

مدينة مينغ يون البوابة الغربية

أمام البوابة الغربية لمدينة مينغ يون وقف شاب يرتدي ملابس زرقاء و كان يحدق في البوابة

" مينغ يون هه (القدر) يقال أن كل شخص يزور هذه المدينة لأول مرة سيواجه تغييرا كبيرا في حياته هاهاهاها أتسائل أي أحداث مثيرة تنظرني في هذه المدينة "

تابع الشاب السير بخطى ثابتة و دخل المدينة بحماس كانت كل خطوة يخطوها تدل على فخر و غطرسة لا مثيل لهما

...................................................

حسنا من توقع هذا السيناريو ؟

المهم فصل من 1800 كلمة بما أن جميع الفصول السابقة لديها أكثر من 70 قراءة إذا حصل هذا الفصل على 10 تعليقات إيجابية فسأحافظ على حجم الفصل هذا مع نفس معدل الإصدار

2019/08/07 · 382 مشاهدة · 1819 كلمة
RedNoble
نادي الروايات - 2024