🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
قبل أن تبدأ رحلتك بين سطور هذه الرواية، خصّص لحظات من وقتك لما هو أعظم
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نجعل أول حروف روايتنا معطرة بالصلاة على خير الأنام، علّ الله أن يرزقنا بها شفاعة يوم الزحام
🕌 تنبيه محب
هذه الرواية وُضعت لتسلية الروح، لا لتسرق وقت الصلاة
فلا تجعلها حجابًا بينك وبين سجودك... فإن كان وقت الصلاة قد حان، فدع القراءة الآن، وقم إلى ربك
🕊️ دعاء صادق
لا تنسَ، وأنت تقرأ، أن تدعو من قلبك لإخواننا المستضعفين في غزة
اللهم كن لهم عونًا ونصيرًا، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم يا أرحم الراحمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منذ أن بدأ لي فان عمله في عالم الزراعة الروحية، وجمع الخردة في مدن الزراعة، كان يحسد التجار الذين يملكون متاجر خاصة. لم يكونوا بحاجة لمواجهة الرياح والمطر، بل كانوا يجلسون في متاجرهم ويقلبون الخردة ليكسبوا كميات ضخمة من الأحجار الروحية
الحصول على متجر كهذا أصبح حلمًا جديدًا للي فان
ومع ذلك، لم يتخيل لي فان أن حلمه سيتحقق بهذه السرعة
كل هذا يعود إلى الفضل للقدر الحديدي المعجزة
هذا المتجر لم يتم شراؤه، بل كان عقد إيجار لمدة عشرين سنة، وحين استلمه لي فان كان متبقيًا منه إحدى عشرة سنة
أما بقية الأشياء، من رفوف، وصالة عرض، وساحة خلفية، وغرف للسكن، فلم يأخذها صاحب المتجر السابق، بل نقل كل شيء إلى لي فان
ثلاثة آلاف وثمانمئة حجر روحي!
لقد دفع لي فان مبلغًا ضخمًا
حتى بالنسبة لمزارع في المرحلة الوسطى لتنقية الروح، بل حتى لكبير في مرحلة تأسيس الأساس، كان جمع هذا المبلغ أمرًا شاقًا
بعد إنهاء إجراءات النقل، سلّم صاحب المتجر جميع المفاتيح إلى لي فان، ثم استأجر عربة كبيرة لنقل ممتلكاته، وغادر على مضض
حتى وهو عند زاوية الشارع، ظل يلتفت إلى الوراء، ناظرًا إلى المكان الذي عاش فيه نصف حياته
ربما كان في نظرته بقايا خيبة حلم تحطم تمامًا
شعر لي فان بالتأثر العميق؛ فلولا القدر الحديدي، ربما كان مصيره أسوأ حتى من هذا الرجل
بعد أن طرد تلك الأفكار من رأسه، بدأ لي فان بتنظيم المتجر بأكمله
وأبقى على المساعد الشاب الذي كان يعمل في المتجر من قبل، بل ورفع أجره إلى عشرة أحجار روحية شهريًا
كان اسم هذا المساعد الصغير "تشانغ إير غاغا"، جاء أيضًا من منطقة نائية ليكسب رزقه هنا، وكان في المستوى الثاني لتنقية الروح، إلا أن جذره الروحي كان أفضل قليلًا لأنه من نوع الأربعة جذور الروحية
قبل أيام، كان تشانغ قلقًا للغاية، يظن أنه بعد انتقال المتجر سيخسر وظيفته، وكان يعلم أن العثور على عمل جديد في عالم الزراعة يكاد يكون مستحيلًا
لكن فرحته لم توصف حين أبقاه صاحب المتجر الجديد، بل ومنحه ثلاثة أحجار إضافية كزيادة في أجره
ومع ذلك، في نظر تشانغ، كان هذا المدير الجديد أكثر صرامة بالقوانين. فقد قيّد نطاق تحركه بالمتجر فقط، ومنعه تمامًا من دخول الساحة الخلفية أو أماكن السكن
اضطر تشانغ للنوم على لوح خشبي بسيط في المتجر ليلًا
ظهور متجر جديد باسم "الجار الطيب" في شارع عالم الزراعة لم يثر أي انتباه
وعندما فتح المتجر أبوابه، كانت الأعمال التجارية كئيبة جدًا، حتى الزبائن القدامى عندما رأوا أن المدير السابق استبدل بشاب مجهول كهذا، شعروا بالتردد
انخفضت المبيعات بشكل حاد، لكن لي فان لم يكترث لذلك على الإطلاق
بعد أن استقر تمامًا، عاد لي فان إلى حياة الزراعة الروحية
رتب برنامجه اليومي بوضوح
في النهار، يختبئ في السكن الخلفي ليتدرب على "كتاب الأرواح الخمسة للصعود الخالد"
وفي الليل، يمارس سرًا "خطوات السماء التسع" تحت جنح الظلام
سارت زراعته لكتاب الأرواح الخمسة بسلاسة، ولم يواجه أي عنق زجاجة حتى الآن، سوى أن وتيرة التقدم كانت بطيئة
وباعتباره ليس صاحب موهبة فطرية، اعتبر ذلك طبيعيًا، ولم يُعره أي اهتمام
أما زراعته لخطوات السماء التسع فلم تعد بتلك الصعوبة غير الطبيعية
منذ أن أتقن الخطوة الأولى، أصبح التقدم في المراحل التالية أسهل بكثير
ومرت الأيام سريعًا
في غمضة عين، وبعد خمسة أشهر، واجه لي فان مشكلة جديدة في زراعته
خلال هذه الفترة، أصلح لي فان كل الأدوات السحرية التالفة التي استلمها وأعاد بيعها
الأحجار الروحية التي حصل عليها نسخها جميعًا، فبلغ مجموعها أكثر من عشرين ألف حجر
وبإضافة مدخراته السابقة، أصبح لديه قرابة أربعين ألف حجر روحي، لكنها كلها استُهلكت خلال خمسة أشهر
ومع ذلك، لم يتجاوز مستوى زراعته قمة المستوى الرابع لتنقية الروح، ليجد نفسه مجددًا أمام عنق زجاجة
يا للسخرية!
كان لي فان عاجزًا عن وصف إحباطه من موهبته
يُقال إن العباقرة ذوي الجذر الروحي الأحادي يمكنهم الزراعة حتى مرحلة النواة الذهبية دون مواجهة أي عنق زجاجة
أما هو؟ ففي مرحلة تنقية الروح الصغيرة، يواجه هذه العقبة الملعونة مرارًا
فكر لي فان في استخدام "حبة الجوهر" التي حصل عليها من تحالف التجارة الغربية، لكنه بعد تفكير دقيق استبعد ذلك
بموهبته المتواضعة، ربما لن يكون لها أي تأثير
لم يجازف لي فان أبدًا بما لا يضمن نتائجه
خلال هذه الأشهر الخمسة، كان قد أتقن تقريبًا المرحلة الصغيرة الأولى من الدورة الأولى لخطوات السماء التسع
لا تستهِن بهذه المرحلة؛ فهي تحتوي على ثلاث خطوات فقط، لكنها مليئة بالتغييرات
بات لي فان الآن أسرع من أي خبير في خفة الحركة في العالم البشري
بنقرة بسيطة من قدميه، يقفز ليقف على صخرة أو حتى على سطح عالٍ
وأصبح ركضه أسرع من البرق
لو واجه مرة أخرى مزارعًا في المرحلة المتأخرة من تنقية الروح يطير على سيف، فلن يضطر للهرب بشكل مثير للشفقة، بل سيتمكن من استخدام خطوات السماء التسع المعجزة للهرب بسهولة
لكن...
حين حاول التقدم إلى المرحلة الصغيرة الثانية من الدورة الأولى، واجه عنق زجاجة جديد
عند الخطوة الرابعة، شعر بضغط ساحق كأن عشرة آلاف رطل تهوي عليه، فسقط أرضًا بقوة
كان هذا فوق قدرة أي جسد بشري على الاحتمال
لذلك توقفت زراعته لخطوات السماء التسع
بحث في تقنيات التركيز الذهني في النصوص القديمة لكنه لم يجد جوابًا
هل هي مشكلة الموهبة مجددًا؟
راودته الشكوك، فتوجه إلى أكبر مكتبة في مدينة جيانغ آن للبحث عن الإجابة
وبعد جهد، وجد خيطًا صغيرًا: كتاب قديم ذكر أن أي تقنية متقدمة لخفة الحركة تحتاج لتقنية صقل الجسد لمقاومة الضغط المكاني الناتج عن الحركة الفورية
تقنية صقل الجسد؟
تنهد لي فان بيأس
من المعروف أن تقنيات صقل الجسد نادرة جدًا في عالم الزراعة، وتكون حكرًا على العائلات الكبرى أو الطوائف العريقة
أما المزارع المتجول مثله، فالحصول عليها مستحيل تقريبًا
وبذلك توقفت زراعته مرة أخرى
بعد أن تعذر عليه التقدم، بدأ لي فان بالتركيز على أعمال المتجر
كان المتجر بموقعه السيئ وإدارته السابقة الضعيفة في حالة يرثى لها
وبما أنه لم يكن لديه ما يشغله، بدأ بالتفكير في طرق لإنعاش المتجر
شراء الخردة وحده كان عملاً مملًا للغاية
كان بحاجة لأسلوب جديد
بعد أيام من التفكير، خطرت له فكرة:
إصلاح الأدوات السحرية!
الأدوات السحرية كنوز لا تُقدّر بثمن بالنسبة للمزارعين، والمعارك العنيفة تُسبب لها أضرارًا لا مفر منها
وأغلب الأدوات المتضررة لا تصل لمرحلة التلف الكامل، بل تحتاج لإصلاح
وفي مثل هذه الحالات، يبحث المزارعون عن حدادين روحيين لإصلاح أدواتهم
جرأته على فتح هذا النشاط علنًا جاءت لأنه يعلم أن الحرفيين الحقيقيين لا يظهرون للعلن، بل يعملون من خلال وكلاء
وكان ينوي هو أن يلعب دور هذا الوكيل، بينما "القدر الحديدي" سيكون الحرفي الحقيقي
بعد دراسة دقيقة للإيجابيات والسلبيات، بدأ لي فان بتنفيذ فكرته
وفي يوم من الأيام، مرّ مزارع في المستوى الخامس لتنقية الروح بالصدفة من نهاية شارع الزراعة، ورأى لافتة صغيرة تقول:
"إصلاح جميع الأدوات السحرية – حداد روحي من الدرجة العليا – بأسعار لا تُضاهى!"
ضحك قائلًا: "يا لها من مبالغة، فلنرَ ماذا لديهم!"
دخل المزارع المتجر
"أيها الضيف الكريم، ما الذي تحتاجه؟"
رحّب به المساعد الشاب
"هل يمكنكم إصلاح أداة سحرية متوسطة الدرجة هنا؟"
سأل المزارع بلا اهتمام كبير
"بالطبع!"
أجاب المساعد بثقة
تفاجأ المزارع، ثم أكّد: "سمعتك جيدًا؟ إنها أداة متوسطة الدرجة!"
"لا مشكلة، أيها الضيف الكريم. لحظة وسأخبر صاحب المتجر!"
ذهب المساعد لإبلاغ لي فان
وحين رأى المزارع أن صاحب المتجر شاب عادي في العشرينيات، همّ بالمغادرة
"أيها الضيف الكريم، ما معنى هذا؟"
سأله لي فان بهدوء
"أيها الصغير، لا تعبث مع هذا السيد العظيم!"
قال المزارع بلهجة جافة
ابتسم لي فان وقال: "أيها الضيف الكريم، إن لم تجرب، فكيف ستعرف؟ متجرنا يضمن لك: إذا فشل الإصلاح، سنعوّضك ضعف قيمة الأداة!"
"حقًا؟"
ابتسم المزارع لأول مرة، وبدأ يهتم بالأمر