🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
قبل أن تبدأ رحلتك بين سطور هذه الرواية، خصّص لحظات من وقتك لما هو أعظم
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نجعل أول حروف روايتنا معطرة بالصلاة على خير الأنام، علّ الله أن يرزقنا بها شفاعة يوم الزحام
🕌 تنبيه محب
هذه الرواية وُضعت لتسلية الروح، لا لتسرق وقت الصلاة
فلا تجعلها حجابًا بينك وبين سجودك... فإن كان وقت الصلاة قد حان، فدع القراءة الآن، وقم إلى ربك
🕊️ دعاء صادق
لا تنسَ، وأنت تقرأ، أن تدعو من قلبك لإخواننا المستضعفين في غزة
اللهم كن لهم عونًا ونصيرًا، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم يا أرحم الراحمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قارة هانتين
مدينة تيان غوي، وهي مدينة يسيطر عليها المزارعون الروحيون
في شارع رئيسي في الحي الغربي، كان لي فان يدفع عربة صغيرة، متحديًا الرياح الباردة القاسية، يسير بصعوبة، لكنه ما زال يبذل جهده لينادي
"نجمع جميع أنواع الأدوات السحرية المكسورة والمستعملة، والتعاويذ، ومواد صناعة الأدوات!"
نعم، كان لي فان يعمل في جمع الخردة في عالم الزراعة الروحية
تذكر الماضي، عندما اكتُشف جذر روحه الروحية، امتلأت قرية عائلة لي كلها بالفرح
كل بيت علق الفوانيس والشرائط، دوت المفرقعات، ليودعوا لي فان
تحت أنظار مليئة بالتوقعات، بدأ لي فان طريقه نحو الزراعة الروحية
لكن عند وصوله إلى طائفة تشينغيون، وهي مدرسة زراعة، وخضوعه لاختبار دقيق لجذر الروح، اكتشف بمرارة أنه يمتلك الجذر الروحي المختلط الأكثر عديمة الفائدة في عالم الزراعة
الجذر الروحي المختلط، المعروف أيضًا بجذر الروح الفاسد، يعادل كونه بشريًا عاديًا
بهذه المؤهلات، لم يكن مؤهلًا حتى ليكون تلميذًا خارجيًا للطائفة
انهيار كبير بعد أمل عظيم
تعرض قلب لي فان الصغير لصدمة قاسية
طُرد من الطائفة، ولم يكن لديه رغبة في العودة لقريته ليصبح مزارعًا، ولا حتى الجرأة للعودة
بعد عدة محاولات، وصل لي فان أخيرًا إلى مدينة تيان غوي، مدينة زراعية
لكن كيف يمكن لجذر روح مختلط أن يعيش في مدينة زراعية كهذه حيث تُستخدم أحجار الروح في كل شيء!
لم يكن لدى لي فان أي مهارة خاصة، فبدأ في جمع الخردة
ومرت خمس سنوات على هذا الحال
نعود إلى الحاضر
مع حلول الظلام، دفع لي فان عربته متجهًا نحو منزله
اليوم، لم يحصل سوى على قدر حديدي كبير يبدو عاديًا جدًا
أفضل من لا شيء!
الرياح الباردة اخترقت معطفه القطني البالي، وصنادل القش في قدميه أوشكت على التمزق كليًا
في السنوات الماضية، عاش لي فان بتقشف، مدخرًا أحجار الروح للزراعة
ومع ذلك، مهما حاول، ظل في المستوى الثاني من تنقية الطاقة، عاجزًا عن التقدم
في برد الشتاء القارس، أسرع لي فان في السير ضد الريح
ومنذ أن حصل على القدر الحديدي الكبير، كان لديه إحساس غريب تجاهه
وأثناء سيره، نظر لا إراديًا نحو القدر، ليشعر بدوار مفاجئ وكأنه ضُرب بهراوة
وسقط على الأرض، ولسوء حظه، اصطدم فمه بحافة القدر
قطرة دم سقطت على الحافة، ليتم امتصاصها بطريقة غامضة
طنين!
في اللحظة نفسها، شعر لي فان بدوار شديد
ظهرت أمامه مشاهد عظيمة
رأى نفسه واقفًا فوق السماوات، يطل على العوالم الثلاثة
ومخلوقات غريبة لا تعد ولا تحصى تركع تحت قدميه
شعر وكأنه حاكم هذا الكون!
لكن المشهد اختفى فجأة
"هل ارتطمت وأصبت بالهذيان؟"
هز لي فان رأسه، ونهض بصعوبة من الثلج، مسرعًا نحو منزله، إذ لم تكن المدينة آمنة ليلًا
عاد أخيرًا إلى الحي الفقير في الغرب
وما إن دخل باحته الصغيرة حتى سمع صاحب المنزل يصيح
"لي فان، لقد تأخرت شهرين عن الإيجار! سأمهلك ثلاثة أيام، إن لم تدفع، أخرج!"
لم يعترض لي فان، وبعد أن غادر المالك، دخل منزله البسيط المتهالك، وأخرج حقيبة من تحت السرير
كانت هذه الحقيبة تحتوي كل ممتلكاته
أما أكياس التخزين، فهي رفاهية لم يحلم بها من قبل
فتح الحقيبة، وعد ما لديه
أحد عشر أداة سحرية مكسورة لا تصلح للاستعمال
خمسة أحجار روح!
تنهد لي فان
"يبدو أنني لن أستطيع البقاء في مدينة تيان غوي طويلًا"
اهتزت طاولة مكسورة، فتساقطت محتوياتها
"حتى شرب الماء البارد يخنقني!"
انحنى لي فان لجمع ما وقع
"هاه؟ أين اختفت إحدى أحجار الروح؟"
بحث حتى وجدها داخل القدر الحديدي الذي جمعه اليوم
"ها هي!"
رفع الحجر، وفجأة، ظهر مشهد غريب!
بعد أن أخرج الحجر، اكتشف أن حجرًا آخر بقي في القدر!
"هل أتوهم؟"
فرك عينيه، لكنه وجده بالفعل هناك
عدّ الأحجار مجددًا، ليجد ستة بدل خمسة
بدهشة وحماس، أعاد التجربة
مرة تلو الأخرى، ظل القدر ينسخ الحجر ذاته
وبعد تكرار العملية، تحولت خمسة أحجار إلى خمسين!
"أنا غني!"
صرخ بصوت منخفض، ثم تمالك نفسه
هدأ، ثم تابع تجاربه
جرب أواني مكسورة، مقصًا، وسادة... لا شيء يتضاعف
ثم وضع سيفًا طائرًا منخفض الدرجة مكسورًا
ظهر ضوء روحي، لكن لم يتضاعف السيف
لكن، لاحظ لي فان أن السيف بدأ يُصلح نفسه تدريجيًا
كرر العملية عشر مرات، حتى عاد السيف كالجديد
ضحك بفرح
"إنه يصلح الأدوات السحرية أيضًا!"
ثم حاول أدوات أخرى مكسورة، لكنها لم تُصلح
وفجأة، سمع صراخًا بالخارج
"حريق هناك!"
نظر من النافذة، ورأى دخانًا كثيفًا يتصاعد من نفس المنزل الذي حصل منه على القدر
شحب وجهه، فكر سريعًا، وحمل أغراضه، وقفز من النافذة الخلفية
كان عليه مغادرة المدينة فورًا!