🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
قبل أن تبدأ رحلتك بين سطور هذه الرواية، خصّص لحظات من وقتك لما هو أعظم
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نجعل أول حروف روايتنا معطرة بالصلاة على خير الأنام، علّ الله أن يرزقنا بها شفاعة يوم الزحام
🕌 تنبيه محب
هذه الرواية وُضعت لتسلية الروح، لا لتسرق وقت الصلاة
فلا تجعلها حجابًا بينك وبين سجودك... فإن كان وقت الصلاة قد حان، فدع القراءة الآن، وقم إلى ربك
🕊️ دعاء صادق
لا تنسَ، وأنت تقرأ، أن تدعو من قلبك لإخواننا المستضعفين في غزة
اللهم كن لهم عونًا ونصيرًا، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم يا أرحم الراحمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شعر لي فان في قرارة نفسه أن هذا الحريق الكبير مرتبط بالتأكيد بالقدر الحديدي الكبير الذي حصل عليه للتو
الحذر واجب دائمًا!
قفز من النافذة الخلفية، مستعدًا لمغادرة مدينة تيان غوي تحت جنح الظلام
لكن الأمور لم تسر كما خطط؛ إذ كانت بوابات المدينة محروسة بإحكام، مع تفتيش دقيق خاصة للحقائب الكبيرة
"هل يمكن أنهم يبحثون عن القدر الحديدي؟ هذا القدر كبير جدًا وملفت للنظر، لو أنه كان أصغر حجمًا!"
تمتم لي فان لنفسه
فحدث مشهد سحري!
طنين!
أصدر القدر الحديدي وهجًا روحيًا، ثم تقلص فجأة!
"هاه؟"
تجمد لي فان من الدهشة
رغم أن لي فان كان في المستوى الثاني من تنقية الطاقة، إلا أن معرفته بعالم الزراعة كانت ضحلة للغاية
لقد سمع فقط أن الكنوز السحرية الخاصة بالمزارعين الأقوياء يمكنها تغيير حجمها بإرادتهم
هل يمكن أن يكون هذا القدر كنزًا سحريًا؟
لكن الآن ليس وقت الدراسة!
"صِغَر، صِغَر..."
ظل لي فان يعطي أوامر حتى صار القدر بحجم قطعة حلوى، ثم وضعه في فمه
"هذه الملابس لا تصلح أيضًا! مظهري يكشف هويتي بسهولة!"
بحث لي فان حتى وجد متجرًا للملابس
كان الوقت متأخرًا والمتجر مغلقًا بالفعل
أخرج سيفه الطائر منخفض الدرجة، وكسر القفل الحديدي، ودخل ليختار ثوبًا فاخرًا من الحرير
وبلمح البصر، تحول مظهره إلى هيئة شاب نبيل
"آه، ما زال معي خمسة وخمسون حجر روح؟"
فكر قليلًا، ثم بصق القدر المصغر، أعاده إلى حجمه الطبيعي، وضع أحجار الروح بداخله، ثم صغّره مجددًا ووضعه في فمه
وبعد أن أكمل تجهيز نفسه، توجه نحو البوابة الغربية حيث كان الحراس أقل عددًا
ويبدو أن الحريق أخاف بعض التجار المتجولين، فاندفعوا للخروج من المدينة ليلًا
هذا أتاح للي فان فرصة للاندماج وسط الحشد دون إثارة الشكوك
وقف الخارجون من المدينة في صف طويل
وكان التفتيش صارمًا للغاية، حتى أن مزارعًا في قمة مرحلة تنقية الطاقة كان يشرف على العملية
"اهدأ!"
ظل لي فان يردد ذلك في قلبه
"افتح كيس التخزين الخاص بك!"
أمر أحد الحراس مزارعًا في الطبقة الخامسة لتنقية الطاقة
"همف، من تظنون أنفسكم؟ أنا متعاقد مع تحالف التجارة في فينيكس الغربية..."
صرخة!
قبل أن يكمل كلامه المتغطرس، اخترق ضوء فضي صدره الأيمن
تقيأ دمًا وسقط على الأرض عاجزًا عن النهوض
"اسحبوه جانبًا وفتشوه جيدًا!"
قال المزارع القوي بصرامة، قاتلًا واحدًا ليكون عبرة لغيره
عمّ الصمت المكان، ولم يجرؤ أحد على التذمر بعدها
وأخيرًا جاء دور لي فان
"افتح حقيبتك!"
قال الحارس ببرود
فتح لي فان حقيبته، ولم يكن فيها سوى مجموعتين من الملابس، أما الأدوات السحرية المكسورة العشر فقد تخلص منها مسبقًا
فتش الحارس جيدًا ولم يجد شيئًا مريبًا
"لماذا تغادر المدينة؟"
"أزور مسقط رأس والدتي، جدي مريض"
أجاب لي فان كما خطط مسبقًا
"حسنًا، يمكنك المغادرة!"
وبهذا خرج لي فان من المدينة، مستغلًا الليل للابتعاد سريعًا
بعد عدة أميال، استبدل ملابسه الفاخرة بثياب عادية وأحرق الأولى
راجع تفاصيل أفعاله، فلم يجد أي خطأ، ثم اتجه نحو بلدة صغيرة قريبة
هذه البلدة بلا اسم حقيقي، وكانت أشبه بمحطة عبور للتجار
ازدحمت بالناس من مختلف الأنحاء، ورآها لي فان مكانًا ممتازًا للاختباء مؤقتًا
كان معه الآن خمسة وخمسون حجر روح، وهو مبلغ كبير بالنسبة له
لكن كلما امتلك أكثر، زاد قلقه
لحسن الحظ، وصلت رحلته بسلام إلى البلدة
استأجر غرفة في نُزل عادي، وشعر بالألم حين دفع إيجار شهر كامل مقابل أربعة أحجار روح، وهو ما كان يكسبه في ثلاث سنوات
خلال هذا الشهر، لم يغادر النزل، بل ركز على الزراعة الروحية، فيما شهد النزل ثلاث عمليات تفتيش مرت بها جميعًا بسلام
وخلال الشهر، لم يستخدم القدر أبدًا، بل أبقاه مصغرًا في فمه
وبعد أن هدأت الأوضاع، خرج لي فان أخيرًا، فقد نفدت كل أحجار الروح المتبقية معه
حان وقت متابعة تجاربه مع القدر الحديدي!
لكن لم يعد لديه أي أدوات للتجربة
خرج يتجول في البلدة بحذر، مراقبًا إن كان أحد يتتبعه
بعد أن تأكد أن كل شيء طبيعي، توجه إلى متجر صغير منعزل
"سيدي الشاب، ماذا تحتاج؟"
كان صاحب المتجر عجوزًا في الستين من عمره بمستوى تنقية الطاقة الثاني
"أريد بيع سيف طائر منخفض الدرجة!"
تهلل وجه العجوز، فهو يعرف أن تجارة الأدوات السحرية مربحة
قاد لي فان إلى غرفة خاصة، وصب له شايًا فاخرًا
"أي نوع من الأدوات هذه؟"
أخرج لي فان السيف الطائر الذي أصلحه القدر
"رائع!"
صاح العجوز
"سيف ممتاز مصنوع بمواد ثمينة وصنعة متقنة، أعرض مئة وسبعين حجر روح!"
لم يبدُ على لي فان أي رد فعل
تردد العجوز قليلًا ثم رفع السعر
"مئة وثمانون، هذا أقصى ما أستطيع دفعه!"
"تم!"
وافق لي فان فورًا
ثم قال بهدوء
"لدي طلب آخر. هل لديك أدوات سحرية مكسورة للبيع؟"
"نعم، لحظة!"
أحضر العجوز خمس أدوات، بينها سيف جليدي متوسط الدرجة لكنه محطم تمامًا
"سآخذها كلها!"
"عشرة أحجار روح!"
ثم تابع لي فان
"هل لديك كتب تقنيات زراعة متقدمة؟"
أحضر العجوز صندوقًا صغيرًا يحوي أكثر من عشرة كتب، لكن معظمها نسخ عادية لا تناسب جذور لي فان المختلطة
وبينما يقلب الكتب، لمس كتابًا قديمًا مهترئًا، فاشتعل القدر المصغر في فمه بحرارة مفاجئة
أخفى دهشته، وأمسك الكتاب وكأنه مهتم به عرضًا
"هذا كتاب قديم عثر عليه مزارع في أطلال، لكنه مكتوب بلغة مجهولة"
اشترى لي فان الكتاب مع تقنية بسيطة للمستويين الثالث والرابع، إضافة إلى كيس تخزين عادي
دفع الثمن وغادر المتجر بحذر
لكن رغم حذره، تابعه رجلان من بعيد
"أخي، هذا الفتى سمين بما فيه الكفاية!"
"نعم، لنصبر ونختار الوقت المناسب للانقضاض!"