🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
قبل أن تبدأ رحلتك بين سطور هذه الرواية، خصّص لحظات من وقتك لما هو أعظم
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نجعل أول حروف روايتنا معطرة بالصلاة على خير الأنام، علّ الله أن يرزقنا بها شفاعة يوم الزحام
🕌 تنبيه محب
هذه الرواية وُضعت لتسلية الروح، لا لتسرق وقت الصلاة
فلا تجعلها حجابًا بينك وبين سجودك... فإن كان وقت الصلاة قد حان، فدع القراءة الآن، وقم إلى ربك
🕊️ دعاء صادق
لا تنسَ، وأنت تقرأ، أن تدعو من قلبك لإخواننا المستضعفين في غزة
اللهم كن لهم عونًا ونصيرًا، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم يا أرحم الراحمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إثارة عش الدبابير!
كانت هذه مهارة فنية بحد ذاتها
حين كان طفلًا، كان "لي فان" شقيًا للغاية، ولشرب العسل الحلو كان يقوم بمثل هذه الأفعال كثيرًا
لذلك، هذه المرة، كان "لي فان" بارعًا في جمع السم، لدرجة بدا وكأنه معتاد على ذلك منذ زمن
وبفضل الفانوس السحري الذي يحميه، كان "لي فان" في أمان تام وهو يجمع العسل – الذي هو السم – من خلايا النحل
النحل ثنائي الرأس المسكين، الذي لم يكن لديه أي أعداء طبيعيين، وكان دائمًا يعيث فسادًا بلا رادع
أما الآن، فقد كان يختبئ في الزوايا التي لا تصلها أشعة الضوء الأبيض للفانوس، يطير مذعورًا كذباب بلا رأس، حتى أن بعضهم اصطدم ببعضه في حالة ذعر
رائع!
مع كل هذا العسل السام، قدّر "لي فان" أنه سيتمكن من زراعة تقنيته لتقوية الجسد "قبضة النجوم المحطمة ذات التسع دورات" لفترة طويلة
وبينما كان يدندن بلحن قديم من قريته، انشغل بحصاده بسرعة
كان المشهد متناقضًا قليلًا
نحل سام يبعث على القشعريرة، وصبي قروي عادي يبدو وكأنه في نزهة
طنين طنين!
اقترب "لي فان" من إنهاء جمع كل السم، ولحسن الحظ، كان قد استعد مسبقًا، فاشترى دفعة كبيرة من القوارير الخزفية المخصصة للسوائل الروحية قبل أن يأتي في هذه الرحلة
لكن فجأة، انبعث طنين مفاجئ
استخدم "لي فان" إحساسه الإلهي القوي ليستطلع، فوجد نحلة ثنائية الرأس ضخمة تطير نحوه بسرعة مذهلة
"أوه؟"
أطلق "لي فان" صوت دهشة
فهو لم يتفاجأ بحجمها الكبير الذي يقارب حجم قطة
بل ما أدهشه كان طريقة طيرانها
بشكل أدق، كانت النحلة العملاقة تطير للأعلى وللأسفل، باتباع مسار واضح
مألوف!
شعر "لي فان" بإحساس قوي من الألفة حيال هذا النمط من الطيران
ولكن ما هو؟
سرعان ما بحث في ذاكرته، وأدرك أن مسار طيران النحلة العملاقة يشبه قليلًا تقنية "خطوات السماء التسع"
ومع ذلك، حتى لو قارنها قسرًا، لم يجد ارتباطًا حتميًا بين الاثنين
غريب!
لقد اعتاد "لي فان" على مواجهة أمور غريبة كثيرة في عالم الزراعة
قدّر أن هذه النحلة العملاقة يجب أن تكون زعيمة هذا السرب، ربما وحشًا شيطانيًا متقدمًا يعادل قوة مرحلة تأسيس الأساس، أو حتى "وحشًا روحيًا"
ولم يمض وقت طويل حتى اقتربت النحلة منه، وعلى الرغم من قوتها، إلا أنها أظهرت بوضوح خوفًا من الضوء الأبيض الناعم للفانوس
طنين طنين!
رفرفت النحلة العملاقة بجناحيها بجنون، وحدقت بأربع عيون ضخمة في "لي فان"، الذي شعر بوضوح بغضبها
"همف!"
لوّح "لي فان" بيده بلا مبالاة، مستمرًا في جمع العسل السام
هذا التصرف الوقح أغضب النحلة العملاقة بشدة، فانقضّت باتجاه الضوء الأبيض
شش!
دخان أبيض نفث، وأُجبرت النحلة على التراجع
ابتسم "لي فان" بثقة أكبر؛ حتى وحش روحي في قوة تأسيس الأساس لم يستطع مقاومة الضوء
ومع ذلك، لم تيأس النحلة العملاقة، فرفرفت بجنون وانقضت مرة أخرى
"همف، أيتها الصغيرة، لديك عناد يشبه عنادي!"
تمتم "لي فان"، يراقبها كمن يستمتع بعرض
شش!
مرة أخرى، تراجعت مصابة، وتضررت روحها الشيطانية أكثر، حتى أن جسدها ارتجف من الألم
"همف!"
وبينما كان يدندن بلحن صيد طفولته، جمع آخر خلية من العسل السام
طنين!
أطلقت النحلة العملاقة صوتًا حادًا أشبه بأمر
فانطلق عشرون إلى ثلاثون نحلة من السرب، ووجهوا إبر ذيولهم نحو "لي فان" كسهام
هسو هسو!
أصوات تمزق الهواء
رفع "لي فان" درع السلحفاة، لكن سرعان ما أدرك أنه ليس بحاجة لذلك؛ فقد تباطأت الإبر بمجرد دخولها إلى نطاق الضوء الأبيض وسقطت أرضًا أمامه
ابتسم برضا، مندهشًا أكثر من قوة الفانوس الدفاعية
وبعد أن انتهى من الجمع، بدأ باختبار قوة الفانوس الهجومية
تقدم ببطء نحو النحلة العملاقة
بوضوح، كانت هذه النحلة تمتلك ذكاءً ما، إذ لم تجرؤ على لمس الضوء، فتراجعت بينما يقترب منها
طنين طنين!
وأخيرًا، تراجعت كليًا، وأصدرت أمرًا بانسحاب السرب
لكن "لي فان"، وهو يراقبها بإحساسه الإلهي، تبعها باستخدام "خطوات السماء التسع"
ولاحظ أنها بدأت تدور في أرجاء الكهف في محاولة لتضليله
حينها، استخدم "لي فان" تعويذة التخفّي المتقدمة
هووووش!
اختفى جسده فورًا
توقفت النحلة في حيرة، ثم واصلت طريقها إلى عشها
تبين أن عشها كان قريبًا من القاعة السابقة
لكن لدخوله، كان يجب المرور عبر ممر ضيق يناسب حجم النحلة فقط
ولحسن الحظ، كان "لي فان" قد أتقن "فن العظام اللينة"، فتمكن من التسلل بسهولة، وهو يراقبها بإحساسه الإلهي
وما إن دخل، حتى أطلقت النحلة العملاقة طنين تحذير
أوقف "لي فان" تعويذة التخفّي وأشعل الفانوس
شش! شش!
ارتج المكان بصوتها الغاضب، بينما بدأ "لي فان" بفحص العش
كان أشبه بحجرة معيشة
"أوه؟"
تفاجأ "لي فان"
كان هناك خلية ضخمة في الوسط، وبجوارها فجوة صغيرة على الجدار بحجم فوهة وعاء
ومن خلالها، سمع أصوات قتال عنيفة
"أيها السادة من الطريق المستقيم، أعتذر، لكن حليب الأرواح هنا سيكون لي أنا، الشاب ذو الحرير الأسود!"