🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
قبل أن تبدأ رحلتك بين سطور هذه الرواية، خصّص لحظات من وقتك لما هو أعظم
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نجعل أول حروف روايتنا معطرة بالصلاة على خير الأنام، علّ الله أن يرزقنا بها شفاعة يوم الزحام
🕌 تنبيه محب
هذه الرواية وُضعت لتسلية الروح، لا لتسرق وقت الصلاة
فلا تجعلها حجابًا بينك وبين سجودك... فإن كان وقت الصلاة قد حان، فدع القراءة الآن، وقم إلى ربك
🕊️ دعاء صادق
لا تنسَ، وأنت تقرأ، أن تدعو من قلبك لإخواننا المستضعفين في غزة
اللهم كن لهم عونًا ونصيرًا، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم يا أرحم الراحمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبدأ أولًا بـ"لي فان" داخل عرين ملكة النحل
كان يحمل الفانوس، يتجول بخطوات واثقة، غير مكترث أبدًا بملكة النحل القوية
كانت الحجرة سرية صغيرة الحجم، وبها أشياء قليلة للغاية، لا شيء سوى خلية النحل، وسرير حجري، وطاولة حجرية
وعلى الطاولة الحجرية وُضع غمد سيف بسيط
بخلاف ذلك، لم يكن هناك شيء آخر
شدَّ اهتمام "لي فان" هذا الغمد القديم جدًا بمظهره
مقارنة بالغرفة الكبيرة بالخارج، بدا هذا المكان أنظف بكثير، مع غياب شبه كامل للغبار
ويبدو أن ملكة النحل قد اكتسبت بالفعل بعض الوعي، وأصبحت قادرة على القيام بعمليات تنظيف بسيطة
خصوصًا أن الطاولة الحجرية تقع مباشرة تحت خلية النحل، ولعل النحلة العملاقة كانت تنظف المكان كثيرًا برفرفة أجنحتها
ولأنه مكان غير مألوف، كان "لي فان" حذرًا جدًا
أطلق سيفًا طائرًا كأداة اختبار، محاولًا لمس الغمد
لكن ما حدث أدهشه!
لم يتحرك الغمد قيد أنملة رغم اصطدام السيف الطائر به
ما الذي يجري؟
اقترب "لي فان" بحذر، وبدأ بمراقبة الغمد
كانت النقوش الأرجوانية عليه فوضوية للغاية، وما إن حدَّق فيها حتى شعر بتشوش في بصره ودوار شديد
ولم يتوقف الأمر هنا؛ فقد أحس بارتجاف بحر وعيه
"ليس جيدًا!"
صرخ في داخله
وووش!
لحسن الحظ، أصدر القدر الحديدي في فمه طنينًا خافتًا، فعاد وعيه إلى طبيعته
"هذا الغمد مليء بالشر، لا بد أن له أصلًا غير عادي"
تماسك "لي فان" وتوقف عن التحديق في نقوشه
جرب بعد ذلك سيفه الطائر عدة مرات للتأكد من عدم وجود مخاطر، ثم أمسك منتصف الغمد وحاول رفعه
لكن دون جدوى!
لم يتحرك الغمد ولو قليلًا!
"لا بد أن هذا الغمد غير عادي إطلاقًا!"
وبالنظر إلى الحجرة الخارجية والممرات ذات آثار الحفر اليدوي الواضحة، تأكد "لي فان" أن هذا المكان كان كهفًا قديمًا لزارع ما
غير أنه تُرك مهجورًا لفترة طويلة جدًا، واستولت عليه هذه الوحوش الروحية – النحل ثنائي الرأس – كموطن لها
لكن خطرت في ذهنه فكرة: لماذا اختارت ملكة النحل الروحية هذا المكان تحديدًا كعش لها؟
من المعروف أن المخلوقات الروحية القوية لها شروط صارمة جدًا في اختيار مساكنها
"هناك أمر غير طبيعي!"
اقتنع "لي فان" أن هذه الحجرة لا بد أن تحتوي على سر لم يكتشفه بعد
قطرة!
بينما كان يهم بفحص المكان، سمع فجأة صوت سقوط قطرة ماء
"أوه؟"
باستخدام إحساسه الإلهي القوي، حدد مصدر الصوت فورًا
لقد خرجت القطرة من فجوة صغيرة أعلى الغمد!
تدحرجت القطرة على الطاولة الحجرية في خط مستقيم، ثم سقطت على الجدار الشرقي للحجرة
ومع مرور الزمن الطويل، أحدثت القطرات ثقبًا صغيرًا جدًا في مكان سقوطها
لكن الأهم أن هذه القطرات كانت مشبعة بطاقة روحية نقية للغاية
"حليب أرواح مئة عام؟ لا... يبدو أن نقاوته تفوقه بكثير!"
ابتسم "لي فان" برضا، فقد حقق هدفه الثاني من هذه الرحلة تقريبًا
لكن ظهرت مفارقة عجيبة: رغم سقوط قطرات بهذه النقاوة، لم ترتفع كثافة الطاقة الروحية في الحجرة أبدًا
تجاهل اللغز مؤقتًا، وركز على الغمد الذي يُنتج هذه القطرات الروحية
"بلا شك... هذا الغمد كنز عظيم"
لكنه كان عاجزًا عن تحريكه
"غريب، لو كان بهذا الثقل الهائل، لكان حطم الطاولة الحجرية منذ زمن!"
قطرة!
انطلق صوت جديد
لكن هذه المرة، اكتشف "لي فان" أن مصدرها لم يكن الغمد
بل كانت من خلية ملكة النحل!
من شق صغير فيها، تساقطت قطرات من سمها في نفس موضع قطرات الغمد!
أشرق وجه "لي فان": "هكذا إذًا اختلط حليب الأرواح بالسم... طبيعيًا وليس بفعل فاعل!"
أطلق تنهيدة: "حقًا، في عالم الزراعة، لا شيء مستحيل!"
ثم استعد ليفحص المكان بإحساسه الإلهي، متوقعًا وجود بركة صغيرة خارج ذلك الثقب
لكن قبل أن يتحرك، دوّت أصوات قتال عنيفة من الخارج
"العدو دائمًا يُقابل في أضيق الطرق!"
أما من جهة أخرى...
كان "عمه يان مينغ"، و"رئيس عائلة تشين"، و"هونغهو الشيخ الملتحي"، وفريقهم المؤقت، قد نجوا من خطرين قاتلين بعد أن رموا "لي فان" كطُعم للنحل
أولًا: فخ ميكانيكي ماكر أودى بحياة اثنين منهم قبل تجاوزه
ثانيًا: مصفوفة قديمة هجومية ودفاعية في الوقت نفسه، حاصرتهم لساعات حتى نجحوا أخيرًا في كسرها، لكنهم خسروا ثلاثة آخرين
لكن ما إن كسروها، حتى ظهرت أمامهم قاعة واسعة تفوح منها طاقة روحية كثيفة
قال "يان مينغ" بحماس:
"عمي، إن لم أكن مخطئًا، فهنا هو موقع الكنز!"
أومأ العم بحذر:
"لا تتسرع... قرب النهاية تحدث أغرب المفاجآت. تذكروا، لو حصل أي طارئ، استخدموا هذه التعاويذ الانتقالية للهرب فورًا!"
لكن فجأة، صاح أحدهم:
"واو! انظروا! بركة حليب أرواح مئة عام!"
ركز الجميع أنظارهم على بركة صغيرة بجانب الجدار الغربي
ساد صمت ثقيل... حتى تسارعت أنفاسهم بشكل واضح
وفجأة:
"آه! من غدر بي؟!"