23- ألم الخسارة

عند الظهيرة وقفت سيارات أجرة أمام المدخل الرئيسي لمستشفى شفاء، عندها نزلت امرأة كبيرة في السن قليلا وشعرها مختلط بين الأبيض والأسود ، ملابسها تظهر أنها ليست ميسورة الحال

مشت المرأة بخطوات متسارعة نحو المدخل الرئيسي تم دفعت الباب الزجاجي الدوار ، ووصلت الي صالة الاستقبال ، كانت الصالة كبيرة وفخمة ،وكان هناك عديد من الأفراد الذين يأتون ويدهبون، شاهدت المرأة المنظر المهيب للصالة و أكملت مسيرها نحو مكتب الاستقبال،

"اه، مرحبا ، لقد اتصلتم بي هذا الصباح حول أن ابني قد استيقظ ، ولقد اتيت مسرعة الي هنا ..،هل يمكنني الحصول علي إذن بالزيارة؟ "قالت المرأة لموظفة الاستقبال وكأنها تبحث عن تأكيد،

"نعم سيدتي ، لقد اتصلنا بكي حول خبر استيقاظ ابنك أيوب ،يمكنك الذهاب والزيارة الان ، أنه في غرفة 11من الطابق الرابع في الجناح دال، مثل المعتاد سيدتي" ردت موظفة استقبال بشكل احترافي مع ابتسامه جميله علي وجهها ، رغم معرفتها بالطبقة الاجتماعية للمرأة امامها الي أن التجارب علمتها أن لا تفرق بين احد، وإلا ستكون العواقب أكثر من الفوائد،

"شكرا ، شكرا س..سأتوجه الي هناك فورا" قالت المرأة بشكل متحمس ، وكأنها لا تطبق الانتظار لرأية وجه ابنها،

"العفو، سيدتي وتهاني لك علي الخبر السار"ردت الموظفة الاستقبال بنفس الابتسامة الاحترافية،

"سأذهب الان" قالت المرأة دالك وتوجهت بإتجاه الطريق المؤدي للغرفة المرجوة،

..

كان أيوب الذي قد استيقظ من صدمته الصغيرة ، يجلس فوق سريره حيث كانت يده اليسري تحمل ورقة الديون والاخري تحك رأسه من شدة القلق،

"أربعة ملايين، الأدوية والأغذية السائلة و تأجير الغرفة ، اللعنة ايها الاوغاد هل كنتم تعطوني الذهب السائل ام ماذا وما خطب تمن تأجير هذا هل أنا في فندق خمسة نجوم أو ماذا " رغم أنه سمع اسعار العاصمة مبالغ فيها إلي أنه لم يكن يتوقعها لهده الدرجة ، لقد امتصوه حيا ،

"ابي فقط انتظر سيعود هذا الابن غير المخلص وسيساعدك علي سداد الديون "قال أيوب وكأنه اتخد قررا في أنه سيذهب الجحيم ، لمساعدة والده ،

"أيوب،هل انت مستيقظ ، سأدخل الان" سمع أيوب الصوت الذي كان يريد سماعه أكثر من غيره،عندما دخلت عليه امرأة ترتدي ملابس بسيطة رغم اختلافها عن ما يتذكره حيث بدأت اكبر سنا وأضعف وأكثر تجعدا في وجهها، الا انها ستكون دائما الشخص الذي لن ينسى ملامحها ابدا،

" أمي " نادي أيوب المرأة أمامه بصوت مرتعش ،

"بني" ركضت المرأة نحو وبنها وعانقته بإحكام وكأنها تخاف أن يرحل عنها

" اه ..أعتقد أن علي.. أن اقفل الباب...، ربما؟ " سألت الممرضة سارة التي كانت واقفة قرب الباب بنبرة متحيرة وخائفة من مقاطعة اللحظة ، تم بام أقفلت الباب

"ههه فتاة سخيفة كالعادة " قال أيوب محاولا تخفيف الوضع

"ههههه" ضحكت الام بطريقة لم تضحكها خلال السنوات الثلاث الماضية ،تم أدارت وجهها وإذا بها تتصلب ، لقد شاهدت ورقة الديون التي كان يمسكها أيوب

"لا تخف يا أمي اعدك اني سأساعد ابي في سداد الديون اعدك لن يستغرق الأمر وقتا طويلا " لاحظ أيوب نظرتها واجاب بسرعة لمحاولة إنقاذ الوضع ولكن دون أن يدري فقد ضرب في الوتر الحساس لأمه ولم تستطع سوي البكاء ،

"مالخطب يا أمي، اوه بالمناسبة اين هو أبي وإخوتي لما لم يحضر أحد منهم ،اعرف اني ربما تسببت لكم بالكثير من المشاكل لكن هذا ليس سببا لعدم الحظور" قال أيوب دالك بطريقة كوميدية ساخرة لكن أمه لم تضحك وإنما إزداد صياحها والدموع تتدفق من عينيها

"ارجوكي امي.. مالخطب ، مالذي يجعلك تبكي "قال أيوب بطريقة وكأنه علي وشك البكاء رغم أنه لم يعرف السبب

" ابو...ك ...ابو..ك لن يحظر الي هنا"قالت والدة بطريقة متألمة ومتقطعة ،

"ما به ابي هل فعلت شيئا سيئا اعرف انه سيكون غاضبا مني لكن عندما أخرج سأكون خير ابن يتمناه لدي هل يمكن أن يتصل بي علي الاقل اريد سماع صوته عبر الهاتف سيكفي فقط اريد سماعه " قال ايوب وكأنه لا يفهم المعني الآخر من كلامها

"ابو..ك... قد...مات" قالت الأم ووجهها مليئا بالدموع والألم،

بووووم

انفجر عقل أيوب من الكلمات التي سمعها لتو "لا ..يمكن .....أمي.. انت... تمزحين اليس... كذالك هذا..هذا .. مجرد ...مزحة.... ههه ...ابي مختبئ خلف الباب... اليس كذالك.... أرجوك أخبريني أنها مزحة .." قال أيوب بطريقة غير مصدقة وكأنها اكبر كذبه سمعها في حياته لكن الدموع التي تنزل من عينيه تقول عكس دال

" ليس هو وحده ..بل ..بل.. اخويك الاصغرين كذالك " قالت الأم هذه الجملة وكأن روحها ستخرج من جسدها

بووووم

تلقي عقل أيوب الضعيف اصلا انفجارا اخر جعل العالم من حوله يصبح متل الزجاج يتكسر وتحل محلها الظلام والإحباط واليأس

وااااااع

بدأ أيوب يبكي مثل الطفل الصغير وقال بصوت ضعيف" أرجوك ...اخرجي للحظة ..أحتاج...بعض الوقت مع نفسي ..." بالكاد اكمل أيوب جملته واستمر بالبكاء ،

عندها لم تجد الام سوي الامثثال لأوامره وخرجت بينما تمسح دموعها، بمجرد أن أغلقت الباب ،

وأاااااااععععععععععععع

سمعت صراخا يخترق القلب ، لم يستطع قلبها تحمل سمع دالك وابتعدت نحو الحديقة القريبة للمستشفى،

_______________________

Ayoub

تصدقون لقد كتبت هذا وأنا أمسح دموعي ، لذا أدعو الله أن يصبرنا علي فقدان الأهل وبالخصوص الاب ففقدانه صعب صعب جدا

وليس كالعادة إذا كانت هناك اخطاء يرجي الإشارة اليها

2021/08/12 · 649 مشاهدة · 797 كلمة
نادي الروايات - 2025