تنبيه: هذه الرواية تعتمد بشكل تام على القارئ لإدراك الحقائق و كشف أسرار العالم و الشخصيات. إنتظر الكثير من الأحداث الغريبة و حاول فهم المعنى خلفها لأن بعض السطور قد تخفي الكثير.
و الآن أترككم مع الفصل الأول..
..........
جاكبوت! جاكبوت! جاكبوت!
" هااه. إنها العاشرة بالفعل، وقت إغلاق المحل يا إليوت، فلتعد في يوم آخر رجاءا " تنهد ذلك العجوز الجالس عند صندوق النقود معربا عن ملله.
أما أنا، العظيم إليوت، فقد كنت أعيش أكثر الأيام حظا في حياتي.
لم تخمد ابتسامتي للحظة و أنا أضرب زر صندوق الألعاب، و كل مرة... جاكبوت!
لكن فجأة، انطفأ كل شيء. أو دعني أقول أن صاحب المحل قد انزعج من حظي منقطع النظير!
" آه تبا. حسنا، لك ذلك أيها العجوز "
حملت تذاكر الجاكبوت و وضعتها فوق صندوق التقييم، أخذت أموالي و هممت بمغادرة المحل. ذلك عندما ناداني العجوز مجددا.
" لا تنسى أن الغد يوم عطلة، إليوت "
'آه حقا! كيف نسيت هذا'
لكن ذلك لم يحبطني لحظة، لوحت له كتأكيد و استمررت بالمشي بعيدا.
وضعت سماعات الأذن و هززت رأسي مع الموسيقى، كان هذا روتيني الليلي بعد يوم طويل من العمل. لكن اليوم مختلف قليلا، أو دعنا نقول كثيرا، عن الأيام الخوالي.
لسبب ما، منذ استيقاظي صبيحة اليوم حتى هذه اللحظة و أنا في حالة غريبة مما أطلقت عليه إسم "100% حظ". بداية من استيقاظي قبل المنبه، إيجادي لبعض النقود في طريقي نحو محطة القطار و حتى يوم العمل الذي كان حالة خاصة، وصولا إلى سلسلة الجاكبوت الجنونية!
يبدو أنني أصبت ثغرة في نظام هذا العالم، و لا أعلم حقا إن كانت ستستمر معي بعد هذا اليوم.
' من المحزن إن لم تفعل ' و من المحزن أن اليوم وصل إلى نهايته، ضحكت في نفسي ثم تنهدت بضعف.
" حسنا، ما باليد حيلة أليس كذلك! "
منغمسا بالكامل مع الموسيقى و مع النشوة التي قدمها لي هذا الحظ، قطعت الطريق الرئيسي المؤدي إلى منزلي دون أدنى حالة من الإدراك. و سرعانما تلاشت ابتسامتي عندما شعرت بضوء يقترب بشكل سريع، سريع لدرجة لم تمكني حتى من القيام بأدنى رد فعل.
لقد كانت ثانية واحدة عندما وجدت نفسي محلقا في الهواء بشعور ألم خارق، تبعه ألم أقوى منه عندما التصقت مباشرة بجدار قريب.
" ه-هاه.. ه-هاه"
تلاشت أصوات الموسيقى تبعها تلاش حاد في نظري، لم أعد أرى سوى الظلام.
' أنا- أمو-ت '
هل هذا هو اليوم الأكثر حظا لي حقا؟ لا، حقا. إنه كذلك لدرجة أنني استنفذت كل ما تبقى من حياتي.
" يا ل- السخرية "
يا للسخرية! رفعت ابتسامة صغيرة، توديعية لأي كان من يراها.
لقد... شعرت بدماغي و هو يقوم بالضغط على زر الإطفاء. لم تكن هنالك عودة.
.......
.......
.......
" هاه... ؟"
كانت جفوني تعزل أشعة ضوء ساطعة، مغلقا عيني بقوة؛ نسيت كيفية فتحهما للحظة.
لم أعرف كم مضى من الوقت على الحادث، لكنه بدى كأقل من ثانية.
" ألم أمت؟ لا، لقد مت بالتأكيد.. "
كان حادث المرور الذي تعرضت له و الألم الذي أحسست به حقيقيا، حقيقيا أكثر من أي إحساس آخر، لكن ها أنا ذا لسبب ما. أشعر أنني عدت من جديد..
فتحت عيني ببطء منتظرا اعتيادهما على ضوء الشمس الساطع، ذلك قبل أن أستطيع رؤية ما حولي بوضوح...
" ماذا؟ أين أنا؟ "
لم أستطع سوى أن أفتح فمي شاغرا، متفحصا ما حولي.
' بالله ما الذي حدث! '
كنت حاليا جالسا على أرض عشبية وسط ما يظهر و كأنه غابة خضراء لطيفة، ملابسي رثة موحلة و شعور بالجوع يقمع بطني، لكنني لم آبه بذلك في الوقت الحالي. الأهم الآن هو معرفة أين أنا و كيف حدث كل هذا.
رفعت جسدي عن الأرض و ألقيت نظرة على يدي، و كيف لا أتعرف عليهما، هذا بالتأكيد جسدي على الأقل؛ و ذكرياتي، كلها موجودة!
" هل تم بعثي من جديد؟ " تمتمت تحت وطأة تفكيري.
' لا، ربما هذا تأثير الحظ 100% حقا! ' لم يسعني سوى النظر في حالتي بهذا المنظور. أعني، لقد كان يوما ذو حظ كاف للنجاة من حادث مأساوي.
أو ربما.. هذه ثغرة في العالم جعلتني أُبعث من جديد، أو أتناسخ حتى!
' أوقف أفكارك الطفولية إليوت ' لم يسعني سوى الضحك على نفسي داخليا، ذلك قبل أن يعزل عني شيء ما بعضا من أشعة الضوء.. و سرعانما وجهت نظري إليه.
" هذا... "
نظرت إلى ذلك المربع الطافي في الهواء بأعين تكاد تخرج من أماكنها، و كيف أخطئ فيه.
' نافذة لعبة؟! '
لم أستطع التفوه بشيء؛ فقط حدقت كالأبله.
لقد بدت مثل واحدة تماما. نافذة من تلك النوافذ الخاصة بالألعاب، و قد كانت نافذة ترحيبية على ما يبدو...
{ مرحبا بك أيها اللاعب "إليوت إلينغتون" في الأرض الجديدة، عالم تتحرر فيه من جميع قيود أرضك القديمة، عالم يعطيك الفرصة لتحويل حياتك إلى ما لم يكن خاطرا على بالك.
يمكنك الموافقة للإستمرار. }
" هذه ليست مزحة من نوع ما أليس كذلك.. " سرعانما التوت زوايا فمي لتشكل ابتسامة غريبة، ابتسامة حتى أنا لم أفهم معناها الحقيقي، لكنها كانت نابعة من أعماق قلبي.
لأنني ببساطة لم أستطع تصديق وضعي الحالي، هل هذه هي الحياة الأخرى حقا؟ هذا أعظم من أن يكون حقيقيا، بل يبدو مثل حلم فانتازي!
لم أستطع كتم كل من دهشتي و سعادتي عندما نطقت بارتعاشة " موافق! "
تلاشت النافذة دون أثر حيث تركتني من جديد وحيدا بين زوايا هذه الغابة الجميلة و بين أفكاري المتراكمة.
حسنا. كبداية، لقد نادتني النافذة باللاعب و باسمي الحقيقي؛ هذا يعني أنني في عالم لعبة من نوع ما دون شك.
لن أحاول الميل للتفاؤل التام لكنني لا أرجح أن تكون هذه لعبة حرب سوداوية، هذا أسوء سيناريو ممكن؛ و قد أكون مخطئا من يعلم.
ثانيا، علي التحرك بسرعة فقد بدأت بطني تأكل نفسها. لا أعلم إن كان موتي مرة أخرى هو نهايتي الحقيقية، لذلك قبل أن أكتشف المزيد عن قواعد هذا العالم؛ لا يجب علي القيام بأدنى مخاطرة.
ألقيت نظرة فاحصة على محيطي لبضع ثوان؛ و لم يكن هنالك شيء حولي سوى دوائر خلف دوائر من أشجار الجوز الصغيرة، لذلك لم يهم حقا أي اتجاه أسلكه ما جعلني أتقدم مباشرة آملا ألا أضيع في نهاية المطاف، أو أن ألتقي بعدو -أي كائن ما كان.
تقدمت بخطوات سريعة و حذرة، متجاوزا الخط الأول من الأشجار ثم الثاني، قبل أن تخطر ببالي فكرة حمل سلاح من نوع ما.. و هل كانت العصا خياري الوحيد؟ لقد كانت كذلك.
' و كما يقولون، أفضل سلاح تملكه هو ذلك الذي يمكن أن تحمله ' بهذه العقيدة قفزت نحو جذع شجرة قريب مكسرا أحد أغصانه.
لوحت بالغصن مستشعرا قوة ضربته ثم أومأت برأسي في رضا، ذلك قبل أن تفاجئني بضع كلمات ظهرت فوقه؛ لقد بدت مثل نافذة مصغرة. مجموعة إحصائيات على ما يبدو.
{ الإسم: غصن شجرة جوز عادي
النوع: عصا
المستوى: 1
الضرر: 1
المتانة: 5
قابل للتطوير.
تعريف: مجرد غصن شجرة جوز من غابة سونيا الشرقية، يمكن استخدامه كسلاح مؤقت للاعبين ذوي المستوى الأول لكنه ليس ذو كفاءة حقيقية }
" هاه... "
بعيدا عن الإحصائيات الرديئة نوعا ما، استطعت استخراج معلومات كثيرة من هذه النافذة وحدها.
أولا، هذه لعبة تقمص أدوار أو كما تسمى بـRPG أغلب الظن، لعبة بنظام مستويات و تطويرات و أسلحة مختلفة؛ ما جعل قلبي يخفق بقوة للحظة.
' لربما توجد هناك قدرات سحرية أيضا! ' ومضت الفكرة في رأسي.
ثانيا، أنا في مكان يسمى غابة سونيا الشرقية، لربما ستكون هذه المعلومة ذات فائدة في المستقبل.
و بينما كنت أراجع معلوماتي حتى ظهرت نافذة أخرى من العدم، لقد بدأت أعتاد على الأمر إذ قرأت محتواها مباشرة.
{ مبارك لك لحصولك على سلاحك الأول. بهذه المناسبة، تقدم لك اللعبة فرصة تطوير مجانية و مضمونة كدفعة تحفيزية لمغامرتك. هل أنت موافق؟ }
و لما لا أوافق؟ مجانية و مضمونة، عساني أستفيد منها إذا التقيت بعدو.
" موافق طبعا "
ردا على موافقتي، توهج الغصن بضوء أبيض لامع لثانية قبل أن أتفقد إحصائياته من جديد.
{ الإسم: غصن شجرة جوز عادي
النوع: عصا
المستوى: 2
الضرر: 2
المتانة: 6
قابل للتطوير.
تعريف: مجرد غصن شجرة جوز من غابة سونيا الشرقية، يمكن استخدامه كسلاح مؤقت للاعبين ذوي المستوى الأول لكنه ليس ذو كفاءة حقيقية }
حسنا، لقد ارتفعت كل من إحضائيات الضرر و المتانة بنقطة واحدة. حتى و إن لم أكن خبيرا بالألعاب فإن ارتفاع الضرر للضعف هو ميزة كبيرة؛ و من قال لك أنني لست خبيرا.
لم أتقدم خطوة واحدة إضافية حتى ظهرت لي نافذة أخرى...
" مرة أخرى؟! " استغربت و أنا أقرأ محتوى النافذة.
{ مبارك على تطويرتك الأولى. بهذه المناسبة، تقدم لك اللعبة فرصة تطوير مجانية؛ لكن عكس المرة الأولى، فنسبة نجاح عملية التطوير لا تتعدى 20%. لا تقلق، فلن يتأثر سلاحك الحالي في حال فشل التطوير. هل أنت موافق }
" 20% إذن. نسبة ضئيلة، لكن ليس بشكل كبير، قد تنجح ببعض من الحظ. "
و من أنا لكي لا أوافق؟ في النهاية، لن يحدث شيء للعصا... هذه مسألة فوز-فوز في نهاية المطاف! دعوت في نفسي بينما قلت ببطء " موافق "
و دون أن أدرك، توهج الغصن في يدي من جديد بوهج أكبر من سابقه تحت فمي المفتوح.
" لقد... نجح التطوير! "
حسنا... أظن أنني لا أزال محظوظا؟
خفق قلبي بعنف مع هذه الفكرة، أحقا لازلت أحتفظ بالحظ الذي مت به في عالمي السابق؟
تسارعت الأفكار بداخلي كعدة قطارات متداخلة أوقفتها نافذة أخرى...
" من جديد! "
لقد كان محتوى النافذة مطابقا لسابقه لكن نسبة نجاح التطوير انخفضت لـ5%
" 5%. نسبة 1 من 20. إن نجح التطوير هذه المرة فسيؤكد هذا على.. "
فسيؤكد هذا على بقاء حظي!
بارتعاشة في كامل جسدي و بتوتر غير مفهوم نطقت " موافق! "
توهج الغصن...
".... "
ارتعش جسدي بشكل غير مفهوم حتى لم أكد أحمل الغصن. سقطت على ركبتي و أنا أنظر إلى الأرض في عدم تصديق...
" هل هذا يحصل حقا..."
لم يكن للأمر علاقة بتطوير عصا لثلاث مستويات إضافية، إنه الحظ منقطع النظير... إنها ثغرة حقا!
" إنها ثغرة حقا! " أعدت هذه الجملة لتسمعها أذناي.
لكن النافذة لم تفتأ أن ظهرت من جديد...
{ مبارك على تطويرتك. تقدم لك اللعبة فرصة تطوير أخيرة، و رغم أنها مجانية، فعكس المرات السابقة؛ نسبة نجاح عملية التطوير لا تتعدى 1%. أيضا، لا تضمن لك اللعبة هذه المرة عدم انكسار سلاحك إذا فشل التطوير. هل أنت موافق؟ }
" 1% فقط. "
' لكن المشكلة الآن تكمن في انكسار السلاح في حالة فشل التطوير. ' فكرت في الأمر للحظة.
و هذه تعتبر مخاطرة كبيرة!
' هل علي الأخذ بالعرض؟'
استقمت من جديد على قدمي حاملا الغصن المتوهج بضعف، حدقت فيه لبضع ثوان متمعنا إحصائياته. لم أستغرق وقتا طويلا قبل أن آخذ نفسا عميقا و أطرده بمرارة.
رغم أنني قلت بأني لن أقدم على أي مخاطرة لكن...
" أنا أثق بحظي! " بوجه حازم أومأت بخفة.
" موافق! "
......
......
......
{ الإسم: غصن شجرة جوز متوهج
النوع: عصا
المستوى: 5
الضرر: 5
المتانة: 10
فرصة ضربة حرجة: 10%
غير قابل للتطوير.
تعريف: غصن شجرة جوز من غابة سونيا الشرقية، يعتبر هذا الغصن من الناجين القلائل لمحاولات عديدة من التطوير المضني، لكنه لا يزال ذو كفاءة قليلة مقارنة بأي سلاح من مستوى أعلى. }
نظرت إلى إحصائيات الغصن المتوهج في يدي بفخر، 4 تطويرات متتالية تكللت بالنجاح.
لقد كانت هذه لحظة إدراك أن "100% حظ" لا زالت تعمل بكامل قوتها حتى في عالم مختلف. مع ذلك، لم يكن علي سوى وضع تساؤلات سبب وجود هذه الثغرة من الأساس في مؤخرة عقلي و التقدم نحو الأمام لأن بطني أصبحت تشتكي أكثر من أي وقت سابق.