" حسنا، هل هذا كل شيء؟ "
" أعتقد هذا. نعم " أومأت أميليا بالإيجاب بعد أن انتهيت من الشرح.
لقد مضت على الأرجح أكثر من 10 دقائق منذ بدأت الحديث معها. مع ذلك، كل مرة ألقي نظرة على الـNPC -المسمى فيلكس- أجده لا يزال جامدا في مكانه. هذا أقلقني نوعا ما لكنني حاولت الإنتظار أكثر.
الأمر الجيد أن حديثنا لم يكن غير ذا منفعة، لقد تعلمت الكثير من أميليا و عنها، مثل ماهية النوافذ التي يمكن فتحها بعد الحديث مع فيلكس، ما جعلني آخذ نظرة شاملة عن المحتوى الأولي للعبة، كما أنني شرحت لها أيضا دور كل نافذة إذ لم تكن تعرف الكثير عن هكذا أمور.
أميليا بكلمات بسيطة هي طالبة جامعية في عشريناتها، انتقلت إلى هذا العالم بالضبط منذ ساعة و عشرين دقيقة -إذ هذا ما تذكره خانة العمر الخاصة بها، أكثر مني على الأرجح. كما أنها لم تلتقي بأحد غيري طوال طريقها من غابة سونيا الشرقية. بالإضافة إلى بعض التفاصيل غير المهمة فهي ليست بأي حال متقدمة علي.
طبعا فأنا لم أحدثها عن حظي الأسطوري و الغصن المطور أربع مرات، أعظم ورقة رابحة لدي! لقد سألتني عنه، لكنني تفاديت ذكر الحقيقة الكاملة.
حقيقة أخرى خيمت على أفكاري، و هي معايير التنقل إلى هذا العالم. أعني، هل جميع من يموتون لديهم الفرصة للعيش من جديد أم أن هناك معايير محددة. إن لم تكن، فأستطيع إيجاد جدي الذي كان يلعب معي منذ كنت صغيرا!
' جدي سيكون لاعبا مميزا بالتأكيد ' فكرت في الأمر لوهلة.
في هذه الأثناء و بينما كنت أراجع معلوماتي العامة، ربتت أميليا على كتفي بخفة متحدثة:
" أنظر. لقد استيقظ "
استدرت إلى فيلكس لأجده كما رأيته تماما أول مرة، واقفا بثبات و كأن شيئا لم يحدث. لم تكن هنالك علامة على وجهه حتى.
' هذه قوة الألعاب ' ضحكت في نفسي. هذا العالم ليس مجرد لعبة أليس كذلك؟ آمل هذا.
تقدمت إليه ليستقبلني بنفس الترحيب:
" مرحبا بك أيها القادم الجديد، هل أنت مهتم بمغامرة شيقة؟ "
أجبت مباشرة " نعم. " ليواصل:
" ممتاز! أدعى فيلكس، و أنا أمين مخزن سونيا الصغير كما ترى. لقد أصبحت سهول سونيا تعج بالوحوش الغريبة منذ حادثة اصطدام الإمبراطور بهالة الشر من أرض القعر. لحسن الحظ و بفضل جهود سحرتنا الأعزاء، لم تعد هنالك مشكلة للتعايش مع وحوش هذه المنطقة. لكن! "
' ها نحن ذا.. ' فكرت في نفسي، مترقبا بداية حديث نمطية عن مهمة من نوع ما.
واصل فيلكس
" مؤخرا، استقطبت المناطق القريبة عداءات واضحة من طرف فهود فطر الليل؛ و يرجع ذلك مباشرة إلى تناقص كمية فطر الليل التي تمنعهم من الإقتراب. نحن نعتقد أن هناك يدا خفية تقوم بتدمير هذا الفطر و السماح للفهود بالتقدم. مهمتك هي إيجاد المتطفل أو القضاء على هذه المشكلة من جذورها. "
في هذه اللحظة انبثقت لي نافذة بسيطة:
{ هل تقبل بالمهمة: 'ليلة مع الفطر'؟
المكافآت:
_ رداء بسيط
_ +20 نقاط خبرة
_ +2 رون تطوير عادي }
" ليلة مع الفطر... " استغربت من إسم المهمة لثانية.
' أليست مهمة معقدة قليلا كأول مهمة في اللعبة؟ ' تساءلت في نفسي، لا أرى أن اختيار هكذا مهمة كبداية هو خيار موفق لأي كان من صمم هذه اللعبة.
لكن لما قد أهتم، اختيار تنفيذها أو الإعراض عنها يرجع إلي بالكامل، لذلك ما كان علي سوى أن أقول:
" موافق. "
اختفت النافذة و واصل فيلكس
" جيد جدا. لكن قبل أن تباشر في مغامرتك، دعني أعرفك على بعض النوافذ المساعدة... "
.....
.....
.....
لقد استغرق الوضع عدة دقائق قبل أن ينهي فيلكس حديثه عن جميع النوافذ المتاحة لي و يتركني و شأني. و يا إلهي لقد تحدث كثيرا.
ببساطة، توجد سبع نوافذ متاحة في بداية اللعبة، رقم كبير و مربك بالنسبة لأي لاعب مبتدئ، لكن ليس بالنسبة لي.
أولا نافذة المخزون، او كما أسميها بالحقيبة فهذا ما اعتدت عليه. نافذة بسيطة تحتوي جميع ممتلكاتي الحالية، أستطيع التفاعل معها بشكل سحري ما جعلني أقوم بتخزين الغصن المتوهج بسهولة، كذلك اكتشفت أنني أملك 110 عملات نحاسية.
ثانيا نافذة الشخصية، نافذة كلاسيكية تحتوي العديد من العناصر المختلفة مثل الإحصائيات الجسدية و السحرية و أيضا إحصائيات الأسلحة و الدروع المجهزة.
كنت قد ألقيت نظرة بسيطة على إحصائياتي الجسدية الحالية و هي تبدو كالتالي:
{ المستوى: 1
نقاط الصحة: 20
نقاط الطاقة: 20
الضرر البدائي: 1
الرشاقة: 10
الذكاء: 10
الحظ: 10 }
كما تخيلتها تماما، هذه الأرقام تتحدث الكثير بالنسبة للاعب خبير. الغريب أن هناك إحصائيات للحظ، لكنني أفترض أن لا علاقة لها بحظي في التطوير، افتراضي الأولي هو أن الحظ عامل أساسي في احتمال تطبيق ضربات حرجة و هذا ما أعرفه من خبرتي.
' أتساءل إن كنت أستطيع جعل جميع ضرباتي حرجة في المستقبل بطريقة ما.. '
تملك نافذة الشخصية أيضا نافذة إحصائيات عامة مرفقة، و هي تسجل الكثير من الإحصائيات على ما يبدو، أغلبها غير ذات فائدة لكنني نظرت في خانتين:
{ العمر: 51 دقيقة
المسافة المتنقلة: 2.2 كيلومتر }
من المثير للسخرية أن عمري أعيد للصفر، لا أعرف كيف أشعر حيال هذا. كما أنني مشيت بالفعل 2 كيلومتر؟
' أميليا بالفعل أكبر مني في هذا العالم ' ضحكت في نفسي بغباء.
ثالثا نافذة المهام، لا تتحدث هذه النافذة الكثير حقا. مجرد قائمة بالمهام الموكلة مع تعريف و مكافآت كل مهمة.
رابعا نافذة الخريطة و الخريطة المصغرة، لقد ألقيت عليهما نظرة. الخريطة المصغرة تسمح لي برؤية مجال 1 كيلومتر على الأكثر، أما الخريطة فهي تشمل فقط المناطق التي قمت باكتشافها بالفعل ما يجعلها محدودة جدا.
لكن هذا ممتع في رأيي، هذا الغموض يعطيني حس المغامرة و الإستكشاف الحقيقيين و أنا أكثر من شاكر! من المثير أكثر اكتشاف ما يخبئه العالم بنفسك أليس كذلك؟ إن كنت تحسبني مختلا فأنا لا أهتم.
خامسا نافذة الفريق، نافذة فارغة.
سادسا نافذة الإنجازات و الألقاب. و احزر ماذا، لقد أصبح لدي بالفعل لقب أسطوري! مع ذلك، فأنا لا أستطيع تفعيله حتى أبلغ المستوى 5 للأسف.
{ اللقب: ملك غابة سونيا.
الندرة: أسطوري محلي.
نسبة التواجد: 0.0021%
تعريف: هذا اللقب يمنح لكل لاعب استطاع تطوير غصن شجرة جوز إلى غصن شجرة جوز متوهج. هذه العملية لا تتم سوى في بداية اللعبة و لا يمكن بأي طريقة إعادتها. }
التعريف يقول كل شيء حقا، غصن الشجرة لا يمكن تطويره بالطرق التقليدية. إن فشلت مرة فليست لك مرة أخرى، إنه مثل الموت للقب. و هذه نقطة لصالحي!
' هل يمكنني تجميع جميع ألقاب هذه اللعبة يا ترى؟' لم أستطع عدم التفكير حيال الأمر. الفكرة بنفسها قد بعثت رعشة على كامل جسدي.
حسنا، ليست لدي أي معلومة حاليا عن فائدة الألقاب غير التفاخر لكن من الجيد معرفة وجود شيء كهذا في جعبتي.
سابعا نافذة الرسائل، نافذة فارغة أخرى.
لكن لا أستبعد أن أستلم رسالة في أية لحظة تخبرني أنني مراقب..
' سيكون الوضع محرجا لو حدث الأمر حقا! ' ضحكت على نفسي بتوتر لسبب ما. لا اعرف لما بقيت أنظر في النافذة أكثر مما يلزم.
لكن..
[ دينغ! ]
صوت تنبيه..
[ لقد وصلتك رسالة ]
" ماذا...؟! "
خفق قلبي و أنا أصنع تعبيرا أبلها. محدقا في الخانة التي ظهرت تحت قائمة الرسائل، قمت بقراءة اسم المرسل.
" إلـ- إليوت إلينغتون... ؟ "
أنا؟
ما الذي يعنيه هذا؟
هل هذا خلل آخر في نظام اللعبة؟
شعرت بقلبي يكاد يتوقف عندما اختلطت جميع أنواع الأفكار داخل رأسي و تضاربت. أفكار صرخت بي حتى أبددها..
لذلك ضغطت على الرسالة.