الفصل الرابع عشر : دراما!
لا تنسو اخواننا في فلسطين 🇵🇸 من دعواتكم 🤲
~~~
كانت السماء زرقاء كالكريستال المصقول، شاسعة وبلا حدود، تتكسر فيها أشعة شمس الظهيرة.
وفي قلب هذا الاتساع، كان يطير جسد طائر رشيق، تتلألأ أجنحته الشفافة تحت الضوء كأحجار الزبرجد.
جيتراي (بن) كان يحلق بارتفاع شاهق، مُشبعًا بقوة فضائية لا تُقهر. تقريبا
لم يكن يطير ببساطة فقط.
كان يشعر بالعضلات المجدولة في ساقيه وقدميه وهي تمنحه قوة دفع لا مثيل لها، مؤكدة تفكيره بأن هذا التجسيد لـ"جيتراي" الذي اصبح اقوى بسبب بنية الجسد المثالي.
كان يمتلك قوة جسدية وكثافة عضلية تتجاوز بكثير ما يتذكره من الرسومات الكرتونية.
كانت السرعة متعة خالصة، لكن المتعة الحقيقية كانت في المشهد الذي تحمله قوته.
على ظهره، كانت قوين تنيسون تتشبث ببدلته الفضائية.
شعرها البرتقالي يتطاير حول وجهها، وعيناها مغمضتان تارة ومفتوحتان تارة أخرى، تحدقان في منظر السحب الممزقة أدناه.
"هل أنتِ بخير يا قوين؟ تبدين... حمراء قليلاً."
جاء صوت بن الهادئ والمشوه قليلاً من خلال جسد جيتراي، يحمل نبرة سخرية لا يمكن إخفاؤها.
فتحت قوين عينيها على وسعهما، وصرخت بصوت يكاد يضيع في هدير الرياح:
"بـن! توقف عن كونك وقحًا! أنا فقط... أهذا هو الإحراج من الطيران على ظهرك أم أنها السرعة المرعبة التي كادت تمزق وجهي؟ ربما كلاهما!"
بالرغم من محاولتها الظهور بمظهر المتذمر، إلا أن قبضة يديها على بن كانت مرتاحة الآن، وابتسامة خفيفة، لم يستطع رؤيتها، بدأت تشق طريقها إلى شفتيها.
كانت هذه التجربة مذهلة. تجربة الطيران!
أما المشهد الأكثر سخرية، والذي كان يثير ابتسامة بن الساخرة، فكان أسفل قدميه.
كيفن ليفن.
كان ممسوكًا ببراعة بين قدمي جيتراي الطائرتين، كل قدم تُمسك بكتف واسع بشكل مريح.
ملابسه الجديدة كانت ترفرف ببطولة زائفة في مهب الريح.
الأسود، الأسود، ثم المزيد من الأسود.
بنطال أسود واسع، حذاء رياضي أسود ثقيل، قميص قطني أسود أنيق، وفوق كل شيء، سترة جلدية سوداء عصرية.
وعلى الظهر، تم نسج شعار البلامر بعناية باللون الرمادي الداكن.
تمتم بن داخل رأسه، محولاً أفكاره إلى حوار داخلي طويل:
"يا إلهي، هل تحول كيفن إلى كائن خرافي يعيش على ضوء القمر؟
لم يتبق سوى أن يصبغ جسده ب الأسود بالكامل.
هذا ليس زي 'عميل سري'، هذا زي 'محب موسيقى الروك الذي يريد قتال العالم'.
أعتقد أن الانضمام إلى البلامر أطلق العنان لذوقه المكبوت في الأزياء.
رسميًا، هو الآن مستجد من الطراز الأول... ومحب للروك و اللون الأسود."
نظر جيتراي إلى الأسفل نحو كيفن، الذي كان وجهه مشدودًا وجادًا، يخفي بوضوح أي إحساس بالخجل.
كان كيفن يرفع رأسه قليلاً ليتمكن من الحديث مع قوين التي كانت تنحني إلى الأمام.
"لا يمكنني أن أصدق أنني أوافق على هذا الترتيب، يا تنيسون."
قال كيفن بصوت عميق، يحاول أن يجعله مسموعًا فوق صوت الرياح.
ردت قوين بحاجب مرفوع، مستمتعة بالجدل:
"أنت تقصد أنك لا تصدق أنك أصبحت رسميًا تابعًا للبلامر؟ يا له من تغيير في حياتك يا ليفن.
من 'المجنون المعدني المُتحول' إلى 'بلامر مستجد'.
هل ناديت والدتك لتخبرها بالخبر السار؟"
"لا تسميني ذلك!"
تشنجت عضلات كيفن تحت قبضة جيتراي.
"لقد ناداني الماجستير تنيسون شخصيًا. قال إن لدي 'إمكانات فريدة'.
أنا لست تابعًا. أنا عميل مساعد. ثم إن... بن أيضًا عضو، لذا لا يمكنك السخرية."
ابتسم بن (جيتراي) ابتسامة خبيثة:
"أوه، لا، لا. أنا لست 'عضوًا'. أنا بطل قومي أحيانًا أساعد البلامر عندما يكون الأمر يستحق عناء الضغط على الساعة.
أنت يا كيفن، أنت الآن جزء من الهيكل التنظيمي.
هل يجب أن أحضر لك مكتبًا صغيرًا وطابعًا مطاطيًا لختم الملفات؟"
اشتعلت عينا كيفن بالغضب:
"أغلق فمك، يا تن."
"انت احمق يا ليفن!"
كان هذا هو الفريق الجديد الذي شكله لهم الجد ماكس؛ فريق Q1، حيث Q تعني "Quarters" أو الربع، لأنهم يمثلون ربع القوة الضاربة التي يحتاجها الجد ماكس في هذه المنطقة تحديدًا.
ربما كان تكتيكًا من الجد لإجبار الاثنين على التعاون وتليين قلوبهم.
او ببساطة ليكون هناك فريق فضائيين باسم Q2 وفريق البشر باسم Q1.
(اعرف اسمائي سيئة، تماشو مع الامر فقط 😂)
مرت فترة من الصمت، لم يقطعها سوى صفير الرياح، ثم نطق كيفن فجأة بهدوء مدهش:
"شكرًا لك... على هذا، تنيسون."
"ماذا؟"
تساءل بن بصوت مرتفع ليسمعه كيفن.
"أنت تعرف ماذا اقصد. لقد مر أكثر من عشرة أيام. تدريب ومطاردات ومواجهات...
لم أتحدث معها منذ زمن. أريد فقط التأكد من أنها بخير."
"أوه، هذه الدراما العائلية... حسناً، لا بأس.
على أي حال، لقد أثبتنا أنك يمكنك العمل في فريق، ولو بصعوبة بالغة.
راقب نفسك، يا 'عميل مساعد'."
تراجعت نبرة السخرية قليلاً من بن، لقد كان يعلم أن الأمر لم يكن سهلاً على كيفن أن يترك كل شيء ويعود.
بسرعة فائقة تفوق سرعة الصوت، بدأ جيتراي في الهبوط، مقتربًا من حي هادئ يضم منازل متواضعة ذات واجهات خشبية.
أطلق قدمي كيفن برفق، وهبط بهدوء مدهش بجوار المنزل الذي أشار إليه كيفن.
ثم حط جيتراي على الأرض برقة، وتراجعت قوين من على ظهره.
"أراك لاحقًا."
قال كيفن بصوت خفيض، وبدون انتظار، توجه مباشرة إلى الباب الأمامي، وفتح بنطاله الأسود الواسع ببطء وحذر. واخرج مفتاح منزله.
بالتفكير بالأمر، كان كيفن يرتدي مفتاح المنزل وكانه قلاده حول عنقه.
شاهد بن وقوين كيفن وهو يختفي داخل المنزل.
"لست مستعدًا للتعامل مع هذا المشهد الدرامي الآن."
تنهد بن وهو يضرب زر الأومنيتركس، ليختفي وهج أخضر ساطع ويظهر بن تنيسون البشري، يرتدي قميصًا أخضر وبنطال اسود.
"ماذا تعني بـ'التعامل مع المشهد الدرامي'؟"
سألت قوين، وهي تحاول ترتيب شعرها المتطاير.
"هذه هي أم كيفن. إنه أمر مهم بالنسبة له."
"نعم، ولكن هل تتخيلي الحوار؟
'أمي، أنا آسف لأنني لم أعد للمنزل، كنت أقاتل الأشرار الفضائيين وأمتص طاقة الأرصفة وأتحول إلى وحوش معدنية، والآن أنا عميل بلامر، هل أشتري لكِ شيئًا؟'
لا، يا قوين، لا شكرا. سأعود لاحقًا لمراقبته، لكنني سآخذ جولة أولاً.
لا أريد أن أكون 'مراقب' الدراما العائلية."
وبالفعل، استدار بن وغادر، تاركًا قوين تهز رأسها بيأس. كانت تريد مساعدة كيفن في هذا الامر.
شعرت بان كيفن الاحمق سيعاني في شرح كل شيء لوالدته، وسيسبب له قلق لا داعي له.
"حسنا اتمنى فقط الى تركله للخارج.." ابتسمت قوين بسخرية.
...
وبالنسبة لبطل العالم بن تنيسون.
لم يسر كثيرًا حتى بدأ يشعر بشيء من الجوع والعطش.
كان الجو حارًا، والطيران بسرعة لا تُصدق هو عمل شاق. او هذا العذر الذي يفكر به.
وبينما كان يسير على طول الشارع، لاحظ شيئًا جعله يتوقف فجأة.
مقهى صغير، يبدو كلاسيكيًا بعض الشيء، مزين بألوان منعشة من الأزرق والأصفر، وعليه لافتة كبيرة ومشرقة:
مُستر انتعاش (Mister Smoothy)
تجمد بن في مكانه.
"مستر انتعاش؟ الآن؟ هل كان موجود في هذا الوقت؟ ام ان هذا بسبب ان هذا ليس الكون الاصلي؟
لا، لا. لقد ظهر مقهى مستر انتعاش في أومنيفرس عندما كان بن صغيرًا، وكان عمره وقتها 11 عام!
هل هذا يعني أن العلامة التجارية وُجدت قبل أن يبدأ بن رحلاته في ألين فورس؟"
شعر بن بموجة من الحنين والفضول.
لم يكن مجرد مشروب. كان رمزًا لكل العصور والأزمان التي قضاها كبطل. او نسخه الاخرى.
تنهد بعمق، ثم دفع الباب الزجاجي ليجد نفسه داخل المتجر.
كانت الرائحة مزيجًا من الفاكهة الطازجة والرائحة العطرة والشهية.
لم يكن هناك الكثير من الزبائن، فقط فتاة شابة خلف المنضدة تنظر إليه بابتسامة ودودة.
شعر بن براحة غريبة تغمره.
كان يجلس على كرسي مرتفع، ينظر إلى قائمة المشروبات المكتوبة بخط جميل على لوح أسود، يفكر بعمق ويستمتع بالسموذي اللذيذ.
وبالتفكير بالأمر شعر بن بانه مرت فترة طويلة منذ ان ارسل فيلغاكس اشخاص خلفه.
"الى يجب ان يرسل فيلغاكس الان صائدين الجوائز بمن فيهم تيتريكس للحصول على الاومنيتركس؟" فكر بن بهذا فجأة.
وقتها شعر بشعور غريب، شعور بالخطر!
تصرفت غرائزة بسرعة بدون حتى ان يفكر، قفز للامام وبسرعة كبيرة.
وقتها حدث انفجار ضخم في المكان الذي كان يجلس به وتدمر جزء من مقهى مستر انتعاش.
التفت بن الى النادلة وصرخ "اهربي حالاً" وفكر:
"يجب ان اخبر جدي ماكس بان يتولو امر الاضرار التي تحدث لمستر انتعاش اليوم، او قد يتم منعي من دخول اي من فروع مستر انتعاش لبقية حياتي!"
~~~
اعرف بانكم تعرفونب الفعل من هو الذي هاجم بن، ولكن اخبروني توقعاتكم في التعليقات!
ادعموني بالتعليقات كي نستمر.
وبالمناسبة الرواية وصلت اخيرا للتوب في الروايات المؤلفة، لذلك هيا ما زلنا نريد ان نجعلها افضل رواية مؤلفة.
استمرو بكتابة التعليقات الداعمة وافكاركم، حتى كلمة استمر تحفزني على نشر فصول جديدة.