الفصل الخامس عشر : بيق تشيل في الملعب!
كانت السماء داخل مقهى "مستر انتعاش" تطن بالتوتر والغبار.
بن يقف على حافة طاولة من البلوط الصلب، ورغم أنه كان يجب أن يشعر بالحرج لتدمير مكان عام، إلا أن الأدرينالين كان يغلي في عروقه.
الطاقة الكهرومغناطيسية التي تشبه الهالة حوله، تلك الطاقة التي تشكلت من إرادته وقوته (او سلاحه)، تكثفت بسرعة مذهلة.
في أقل من رمشة عين، تحولت الطاقة الذهبية الخضراء اللامعة إلى سلاح تكنولوجي مدمر، بندقية آلية ثقيلة متطورة وضخمة.
هذا هو سايفور (Saifor)، سلاحه المنقذ ورفيقه الذي لا يخطئ. ربما
"حسنًا يا سايفور... لننهي هذا بسرعة."
تمتم بن، وعيناه مثبتتان على غيمة الدخان الكثيف التي أكلت زاوية المقهى. شد قبضته حول قبضة البندقية المريحة.
"لا أريد أن أكون 'بن الوحيد المكروه' من مقهى مستر انتعاش في جميع الأكوان. سيكون هذا عارً عندما اقابل نسخ اخرى من بن!"
تنهد بضيق مصطنع، لكن حواسه كانت تعمل بأقصى طاقتها.
قبل لحظات، كان يستمتع بـ"سموذي العنب الكوني" الذي يتميز بطبقة من الكريمة الفضائية. في زاوية المقهى.
الآن، تلك الزاوية كانت دماراً خالصاً.
الدخان كان كثيفاً، لكن بن يعرف أن ما بالداخل ليس شيئاً يمكن أن يخفيه الدخان طويلاً.
في تلك اللحظة، اختفى الدخان كما لو أن شيئاً ضخماً قام بكنسه ببرود.
ظهر ستة-ستة (Six-Six).
صياد الجوائز المدرع بقوة، والذي يرتدي خوذة ضخمة تخفي وجهه ودرعاً أحمر قرمزي.
كان يقف بثبات على الأرضية المحروقة، وفي يده جهاز إرسال واستقبال يصدر أصواتاً ميكانيكية مشوشة وتهديدات بلغة لم يفهم بن منها شيئاً.
"تسليم. الاومنيتركس. والى. انت. الموت. الان"
"لقد تأخرو حقاً، لم اتوقع ان اعادة منظمة البلامر مبكرا سيأخر ايجاد صائدين الجوائز لي"
فكر بن، وهو يوزع تركيزه بين محيطه وبين البندقية الثقيلة في يديه.
"لا بد أن هؤلاء هم الحمقى الذين نبهني عنهم القائد هوكس. البحث عني في كل مكان لمدة شهر كامل ربما اصابتهم بالجنون."
كان بن يعرف ستة-ستة، أحد ثلاثي صائدي الجوائز من بن تن كلاسيك.
شعر بن بالضيق من فكرة انه قد يهزم من قبل صائدين الجوائز، على عكس بن في الكرتون الاصلي. ولكنه كان واثقً من قوته.
هو بطل يمتلك بنية مثالية مع خبرة بلامر قتالية متوسط وسلاحاً خارق، ولا ننسى انه يمتلك اقوى سلاح في الكون الاومنيتركس.
"إذاً، ستة-ستة أولاً. ثم يتبقى كراب، السلطعون الأحمق الآلي، وتيتراكس، شبيه دايموند هيد."
مر بن على خطته في ذهنه، كان من الممتع تجاهل ستة ستة بينما يفكر في خطة.
"كراب وستة-ستة سأقوم بسحقهما فقط، ثم أتصل بجدي ماكس ليحضر فرقة من البلامر ومروحية - لا، سفينة شحن - لرمي هؤلاء في سجن البلامر الفضائي. يجب أن يتعلموا أن منظمة البلامر عادت أقوى هذه المرة."
"تيتراكس... هذا هو الجزء الممتع. سأحاول إبهاره. هو ليس شريرًا، فقط صارم. سأثبت له أنني أستحق الأومنيتركس، وسيتخلى عن مهمته كما فعل في القصة الأصلية."
بينما كان بن يخطط وينظم المهام في عقله، كان ستة-ستة يصرخ ويطلق وابلًا من التهديدات المتكررة، ممسكًا بمسدساته الأرجوانية البراقة.
كان يلوح بمسدسيه بشكل هستيري، يصرخ بتهديدات عنيفة حول تقطيع بن وتذويبه.
بن، الذي كان لا يزال في عالمه الخاص، تجاهله بالكامل.
"آسف، ماذا قلت؟"
قال بن في النهاية، وقد أدرك أن صوت ستة-ستة قد ارتفع إلى مستوى مزعج.
"هل طلبت المزيد من السموذي؟ لا أستطيع أن أعدك، المكان مشتعل."
ازداد غضب ستة-ستة.
صرخ بصوت ميكانيكي حاد ومرتفع، وبدا وكأنه يسب بن وأجداده الفضائيين.
ابتسم بن بابتسامة متسعة ومستفزة.
"أوه، أرى أنك غاضب. حسنًا، ستة-ستة... فلتقول بوم!"
ستة ستة "...."
أخفض بن جسده قليلاً، ونظر إلى رأس ستة ستة المخفي تحت الخوذة الميكانيكية لستة-ستة.
"كااااابوم!"
في تلك اللحظة، لم يضغط بن على الزناد فحسب، بل دفع طاقة سايفور كلها في طلقة مركزة وموجهة.
انطلق شعاع ليزر ذهبي ضخم كعمود من الضوء المركز، وضرب ستة-ستة مباشرة.
لم يكن الهدف هو القتل، بل إخراجه من الخدمة.
النتيجة: ستة-ستة لم يسقط فحسب، بل انطلق كالصاروخ نحو الأعلى، مخترقًا سقف المقهى، مصحوبًا بوابل من الدخان الأصفر والأحمر، قبل أن يسقط بعيداً فوق أحد المباني المجاورة، فاقدًا للوعي تقريباً ومغطى بالغبار ومخلفات البناء.
تنهد بن بارتياح، وأنزل البندقية الثقيلة.
"من حسن الحظ لم يتأذ أو يُدمر أي شيء حقيقي ذو قيمة... باستثناء السقف، وسمعة هذا المقهى، وستة-ستة بالطبع. سايفور، أنت الأفضل في الحفاظ على الأضرار الجانبية عند الحد الأدنى!"
في تلك اللحظة بالذات، ضربه شعور غريب، شعور لم يكن يختبره إلا عندما كان في أشد لحظات الخطر.
الخطر الوشيك.
لم يكن مجرد تنبيه، بل كان وخزاً مؤلماً في مؤخرة رأسه، كرنّين إنذار لا يمكن تجاهله.
"تباً! يا له من إحساس مزعج!"
تذمر بن.
هذا الشعور، الذي أصبح جزءاً من "بنيته المثالية" بعد أن نضجت قدراته، كان مؤلماً بخلاف قدرات بطل معين يملك قدرات عنكبوتية المماثلة.
قفز بن عالياً.
في حركة لا يمكن تتبعها بالعين المجردة، تحول سلاح سايفور الضخم إلى زلاجة نفاثة سريعة ولامعة باللون الأخضر تحت قدميه.
ضغط بن على قوة الدفع القصوى لسايفور، وتحول إلى شعاع ذهبي، ابتعد بسرعة البرق عن النقطة التي كان يقف فيها.
بووووووووووم!
انفجار ضخم هز الحي بأكمله.
خرج كراب (Krab) من الحفرة الجديدة.
السلطعون الآلي الضخم، الذي يمتلك جسماً ميكانيكياً برتقالياً ضخماً ومخالب شبيهة بمطارق البناء.
كان ينظر باستياء وغضب نقي إلى بن الذي كان يبتسم بوقاحة فوق زلاجته الطائرة.
"أوه هيا... لماذا يحب الجميع ان يتم ضربهم من قبلي!"
سخر بن، وهو يقوم بدوران سريع في الهواء.
"طفل شقي! لا تشعر بالغرور لانك هزمت ستة ستة الاحمق بهذا السلاح الغريب."
زأر كراب بصوت عميق يهز الأرض، وأطلق مجموعة من الصواريخ الصغيرة والمتوسطة الحجم.
"ايتها القمامة البشرية! ساقوم بتحويلك الى اشلاء قريباً!"
بدأت مطاردة عنيفة.
بن كان يتجنب صواريخ كراب بحركات بهلوانية، باستخدام سايفور ليس فقط كزلاجة، بل كجهاز استشعار للتهرب.
كلما اقترب صاروخ، كان بن يشعر به ويستخدم قوة دفع سايفور ليقوم بانزلاق سريع يغير مسار رحلته.
"هل هذه هي أفضل هجمات لديكم يا صائدي الجوائز؟"
ضحك بن.
"هذه الصواريخ أبطأ من سلحفاة في يوم عطلتها! عُدْ إلى حفرة القمامة، أيها السلطعون الآلي!"
بينما بن يطلق وابلًا من السخرية، وكراب يطلق وابلًا من الصواريخ، عاد الإحساس المؤلم بالخطر.
هذه المرة كان أقوى، كصوت صافرة أذن حاد ومستمر.
تغير تعبير بن على الفور.
هذه ليست مجرد مطاردة.
بلمح البصر، تجنب بن شعاع طاقة ليزر أخضر فاتح، كان موجهاً بدقة نحو مؤخرة رأسه.
لو تأخر بن لثانية، لكان قد تبخر.
ظهر فجأة، من العدم، تيتراكس شارْد (Tetrax Shard).
كان يركب زلاجته النفاثة السوداء الأنيقة، وفي يده شفرة كريستالية حادة.
"هذا ليس عادلاً! يجب أن تشاهدني أولاً! أنت تخالف قوانين القصة الأصلية!"
صرخ بن داخله، وهو يتراجع بخفة.
أدرك السبب بسرعة: تيتراكس لم يرَ الأومنيتركس تعمل.
هو يرى مجرد مراهق يقاتل بسلاح غريب، مما يعني أن بن ربما لا يعرف حتى كيفية استخدام الساعة.
"حسنًا يا تيتراكس، حان وقت الأداء!"
ابتسم بن ابتسامة باردة ومصممة.
فعل الأومنيتركس.
اختفت زلاجة سايفور وتحولت إلى شعاع ذهبي دخل جسده.
ثم بتمرير سريع وبضغطة بسيطة على الاومنيتركس، في ضوء أخضر قوي، تحول بن إلى...
بيق تشيل (Big Chill).
"بيق تشيل!"
قال بن بصوت بارد كالجليد صوته يتردد في الهواء الساخن.
في ثانية واحدة، بدأ جسد بيق تشيل في التلاشي، وتحول إلى لا شيء.
اختفى من الوجود، وأصبح غير مرئي وغير ملموس، تاركاً وراءه صائدين متحيرين: كراب وتيتراكس.
"ماذا حدث؟ أين ذهب؟"
هتف كراب، وهو يلوح بمخالبه الآلية في الهواء.
مر بيق تشيل عبر جسم كراب المعدني الضخم.
شعر كراب فجأة ببرودة عميقة وغريبة، كأن النخاع في عظامه الآلية يتجمد.
"انه يهاجم جسدي من الداخل! كيف عرف نقطة ضعفي الوحيدة!"
"نقطة ضعفك الوحيدة... هل انت احمق؟" تسأل بن بصوت منخفض وبسخرية.
صرخ كراب، محاولاً تحديد مصدر البرودة.
ظهر بيق تشيل لثانية خلفه، وبدأ باستخدام قدرة التجميد.
بدأ الجليد في الانتشار بسرعة على جسم كراب.
تحولت قطع المعدن إلى زجاج شفاف ومجمد، بينما كان كراب يصرخ بصوت خافت وضعيف، حتى تحول إلى تمثال جليدي ضخم صلب، عيناه الميكانيكيتان تجمدتا في حالة من الرعب.
عاد بن ليظهر كـبيق تشيل، يطفو فوق التمثال الجليدي، ونظر بجدية إلى تيتراكس.
"من أنتم؟ وماذا تريدون حقًا مني، من الأومنيتركس؟"
صوته كان كتكسر جبل جليدي.
بمجرد رؤية قوة بن، وتجميد كراب بهذه السهولة بعد هزيمة ستة-ستة بهذه القوة، تنهد تيتراكس بارتياح عميق.
لقد رأى ما يكفي.
هبط تيتراكس بهدوء أمام بيق تشيل.
نزع قناعه الميكانيكي، ليكشف عن وجه كريستالي صلب، يشبه إلى حد كبير دايموند هيد، لكن بنظرته حكمة وقوة لا يمكن إنكارها.
"يا له من أداء... كان مبهراً حقاً."
قال تيتراكس، وصوته يمزج بين العمق والهدوء.
عاد بن إلى شكله البشري في ومضة من الضوء الأخضر.
"أعرف. لكن لا تجعلني أضطر لاستخدام فور آرمز عليك."
"أنا لست صياد جوائز، بن تنيسون."
قال تيتراكس بنبرة حازمة.
"أنا تيتراكس شارْد، وعضو سابق في فريق أزموث، صانع الأومنيتركس. لقد أرسل أزموث الساعة إلى الأرض ليجدها شخص معين، ماكس تنيسون... لكنها وصلت إليك، وأنت لست ماكس."
أشار إلى بن.
"كنت أراقبك. مهمتي كانت إحضارك إلى أزموث، الذي أراد استعادة الساعة قبل أن تقع في الأيدي الخطأ. لكن فيلغاكس أراد قتلك والحصول عليها. عندما رأيتك تستخدم سلاحاً غريب، شككت في أنك لا تعرف قيمة ما تملك. الآن... أنا مقتنع."
وبعد قول تيتراكس هذا، خاض حديثا مع بن الذي صدمه بنضجه وحكمتة وحدة ذكاءه، ولم يعرف بان جسد الطفل هذا يحوي على عقل رجل بالغ.
أومأ تيتراكس برأسه في كل جملة، مقتنعاً بأن هذا المراهق الفوضوي يمتلك ما يلزم لحماية الأومنيتركس.
"لا يمكنني البقاء هنا كثيراً، فانا لدي اعمال اخرى هامة."
قال تيتراكس في النهاية.
"يبدو أنك تتقن القتال بدرجة مرعبة وبعدة طرق. حافظ على الساعة، وحافظ على العالم. ايها البكل الشاب"
أخرج جهازاً صغيراً على شكل مكعب معدني لامع.
في لحظة، تم سحب كراب (في كتلته الجليدية) وستة-ستة (الذي بدأ يئن ببطء) إلى داخل المكعب، وأصبحا أسيرين.
"بالنسبة لي، فقد انتهت مهمتي هنا."
قال تيتراكس.
نظر إلى بن، ثم فك زلاجته النفاثة السوداء الأنيقة وألقاها نحوه.
كانت الزلاجة قطعة فنية من الكريستال الأسود.
"هذه هدية. هي لك. قد تحتاج إلى وسيلة للهروب أسرع من الجري!"
استخدم تيتراكس جهازًا آخر في معصمه.
تحول إلى شعاع طاقة أحمر قوي، واختفى من المكان، آخذاً معه المكعب الصغير الذي يحوي الصائدين المهزومين.
نظر بن إلى لوح التزلج الجديد في يديه.
كان تصميمه مستقبلياً ومذهلاً، خفيف الوزن وقوي بشكل لا يصدق.
تنهد بعمق، وهو يتذكر أصدقاءه.
"لدي سايفور، الذي يمكنني أن أجعله أي شيء. يمكنني الطيران. جوين لديها قدراتها الغريبة ويمكنها إنشاء لوح طاقة والتنقل به بحرية."
ابتسم ابتسامة دافئة.
"أما كيفن، فالمسكين لا يملك سوى عضلاته وقدرة الامتصاص... إنه بحاجة إلى شيء يساعده في اللحاق بنا عندما أتحول إلى فاست تراك أو إكس أل آر 8"
رغم انه لم يحصل بعد على فاست تراك الى ان بن تحدث وكانه يمتلكه، لقد كان واثق من حصوله قريبا على جميع الفضائيين الءي امتلكها بن تينسون الاصلي يوماً.
قرر بن أنها ستكون الهدية المثالية والمستحقة لكيفن، بعد كل الدعم والقتال الذي قدمه.
ستُمكنه من التنقل ببراعة أكبر، مما يجعله شريكاً أكثر فعالية في المعارك المستقبلية.
أعاد النظر إلى بقايا مقهى "مستر انتعاش".
تذكر ما قد يحدث له اذا تم اكتشاف انه من دمر مستر سموذي، لذلك ارسل تقرير مباشرة الى البلامر لكي يتكفلوا باصلاح مستر سموذي.
"حسنًا، لقد أثبتنا نقطة مهمة، وحصلنا على صديق جديد محتمل وهو تيتراكس، وهزمنا صائدين جوائز فضائيين خطيرين. الآن حان وقت الرحيل قبل أن يطلب مني المالك دفع ثمن الأضرار، وسأضطر لبيع سايفور لسداد الفاتورة!"
شعر بتعب حقيقي، ليس بسبب القتال، بل بسبب الضغط النفسي.
حان الوقت لجمع شمل الفريق.
قرر بن العودة أخيراً إلى منزل كيفن.
يجب أن يأخذ جوين وكيفن ويرحلا بسرعة من هذه المدينة التي أصبحت نقطة جذب للشر الفضائي.
---
اسف على الانقطاع ولكن كنت مريض وكما ذكرت سابقا، انا اعاني من مشاكل تسبب انقطاع في الانترنت في بعض الاحيان.
المهم اسف وبحاول اعوضكم في المستقبل رغم ان الدراسة اللعينة عادت 😂
المهم بما ان هذا اول فصل بعد الانقطاع اتمنى يحصل على دعم كبير وشكرا ❤
(سوأل مهم، الفضائيين يحصلون على تطور نوعي عندما يصلون الى مستوى 5! لذلك اتمنى ان تقترحو افكار لتطورات الفضائيين الذين تفضلوهم.
والتطور النوعي، هو ببساطة زيادة في القوة او الحصول على قوة مشابهه لقوة الفضائي الاساسية)