الفصل الأول: انا بن تينسين!

ضرب الجرس الأخير معلنًا نهاية اليوم الدراسي الأخير، وبداية العطلة الصيفية التي طال انتظارها.

كانت أصوات صخب الطلاب وضحكاتهم الهاربة تملأ فناء المدرسة، دلالةً على التحرر المؤقت من قيود الدراسة.

انطلق "بن تينسون" خارجًا بخطوات هادئة وموزونة، على عكس الغالبية التي كانت تهرول بفرح هستيري.

كانت ملابسه تعكس ذوقه الخاص وربما بعضًا من برود مظهره.

ارتدى قميصًا قطنيًا أنيقًا باللون الأسود الداكن، وفوقه سترة مفتوحة خفيفة باللون الأبيض الباهت مع بعض الخطوط الخضراء الداكنة على الأكمام والأطراف.

بنطاله كان أسودًا ضيقًا ومريحًا، وانتعل حذاءً رياضيًا عصريًا يجمع بين اللونين الأسود والأخضر اللامع.

كانت حقيبته المدرسية سوداء أيضًا، تحمل شعارًا غير واضح باللون الأخضر.

شعر بن بلفحة الهواء الدافئ تلامس وجهه الوسيم والبارد الملامح.

كان شعره الأسود الطويل – الذي يصل إلى عنقه وله تموجات فوضوية ولكنها تبدو أنيقة – يتطاير قليلاً مع حركته.

عيناه الخضراوان اللامعتان كانتا تنظران إلى الأمام، لكن عقله كان في مكان آخر.

كان يسيطر عليه شعور غريب كلما انتهى يوم دراسي، شعور يعود إلى حياته السابقة قبل أن يستيقظ في جسد هذا الفتى ذي العشر سنوات.

(33 عامًا من الخبرة الآن، إذا جمعت حياتي السابقة والحالية)،

فكّر بن بابتسامة باهتة.

يتذكر الليلة التي سبقت "ولادته الجديدة" جيدًا.

يوم متعب انتهى بمشاهدة جميع مواسم سلسلة بن تن الكلاسيكية والمختلفة، ثم غط في نوم عميق...

ليجد نفسه مستيقظًا كرضيع في عالم لم يكن من المفترض أن يتواجد فيه "بن تينسون" ذو هذا الشكل المختلف.

لقد كان يعلم القصة، والتسلسل الزمني، والمصير.

منذ اللحظة التي أدرك فيها أنه عاد، لم يضِع ثانية واحدة.

بدأ التدريب الجسدي والعقلي مبكرًا جدًا، حتى وهو رضيع، مطورًا جسدًا مرنًا وقويًا بشكل استثنائي لطفل في العاشرة.

كان يهدف إلى أن يكون "بن تينسون" مثاليًا، ليس فقط في جسده، بل في عقله ومهاراته القتالية.

وفي غمرة هذه الأفكار "غير المهمة" حول وجوده، توقف بن فجأة.

انقبضت عيناه الخضراوان قليلاً.

على بعد أمتار قليلة، كان هناك مشهد مألوف ومقيت.

اثنان من الفتيان المتنمرين يحيطان بفتى آخر سمين يبدو عليه الخوف والارتباك.

"اسمع يا سمين، إذا لم تعطنا كل ما لديك من مال العطلة الآن، فسنتأكد من أنك لن ترى الضوء ليومين!"

قال المتنمر الأطول بلهجة تهديد واضحة.

"أ-أرجوكم، ليس معي س-سوى مصروف اليوم..."

تمتم الفتى السمين بارتجاف.

تنهد بن تنهيدة خفيفة، هازًا رأسه ببطء.

"حتى في آخر يوم مدرسي ما زالوا يقومون بهذا... تنهد، حسنًا، وقت البطولة!"

ثم تحولت تنهيدته إلى ابتسامة واثقة وساخرة.

"حسنًا، لننهِ هذا بسرعة."

بدأ بن بالركض.

لم يكن مجرد ركض طفل، بل كانت سرعته مذهلة؛ سريعة ومباغتة، نابعة من سنوات من التدريب المكثف على فنون الحركة والقفز.

قفز عاليًا في الهواء برشاقة مدهشة، وأثناء سقوطه، قام بتأرجح حقيبته المدرسية المحشوة بالكتب بقوة ودقة.

"بوم!"

اصطدمت الحقيبة بكتف المتنمر الأطول والأكثر عدوانية.

صرخ المتنمر وسقط أرضًا متألمًا، بينما تشتتت كتب بن المدرسية حوله.

حدق المتنمر الآخر في بن بغضب واستغراب في البداية.

"ماذا أنت فـ-... تينسون، لا، أرجوك سامحني!"

تغير لون وجهه فورًا إلى الشحوب عندما أدرك من هو هذا "البطل" غير المتوقع.

لم يكن "بن تينسون" المعروف بأنه مهرج، بل هذا "تينسون" ذو المظهر البارد والحاد، والذي يمتلك سمعة بأنه قوي وخطير عندما يُستفز.

بدون تردد، ألقى المتنمر حقيبته على الأرض وانطلق هاربًا بأسرع ما يمكن، متجاهلًا صديقه الذي كان يتأوه على الأرض.

ضيّق بن عينيه قليلاً على المتنمر الهارب، لكنه لم يهتم بملاحقته.

لقد كانت رسالة كافية.

جمع بن كتبه المتناثرة بهدوء، ثم أخذ الحقيبة من الفتى السمين الذي كان يتعرض للتنمر.

ركض الفتى السمين نحوه بسرعة، وأخذ الحقيبة من يده، وشكره بامتنان فائق وهو ينحني.

"شكرًا لك، تينسون! أنت... أنت رائع!"

أومأ بن برأسه بهدوء ولوّح له بيده كعلامة على أن الأمر لا يستحق الشكر الكثير.

ثم سار خارجًا من أراضي المدرسة.

كانت مهمته في المدرسة قد انتهت أخيرًا.

بعد بضع دقائق من المشي الهادئ، رأى بن ما كان ينتظره.

"الـراست باكت!"

همس بن لنفسه بابتسامة واسعة لم تكن على وجهه منذ وقت طويل.

كانت الحافلة الترفيهية القديمة والمحببة، الـ"راست باكت" (Rustbucket)، متوقفة على جانب الطريق.

كان الجد ماكس تينسون يقف بجانبها، وهو رجل كبير السن ودافئ يرتدي قميصًا هاواييًا ملونًا وقبعة بحارة.

كان يبتسم بحب وهو يراه يقترب.

ابتسم بن بصدق، ثم جرى بسرعة واحتضن جده بحرارة.

كان عناقه مفعمًا بالحب الحقيقي والتقدير.

"جد ماكس! أنا جاهز تمامًا!"

"أهلًا بك يا بطل!"

ضحك الجد ماكس بصوت عالٍ، يربت على ظهر حفيده بقوة.

"هل أنت مستعد لمغامرة الصيف الكبرى؟"

"أكيد!"

أجاب بن وهو يدخل الحافلة.

بينما كانا يتحدثان ويضع بن حقيبته، لمح فتاة في زاوية الحافلة.

كانت جالسة بهدوء، تتميز بشعر أحمر قصير ومستقيم، وترتدي قميصًا أبيض مطبوعًا عليه وجه قطة سوداء كبيرة، مع بنطال أبيض أنيق.

كانت بالطبع: جوين تينسون، ابنة عمه.

"بن، كيف الحال؟"

لوحت له جوين بابتسامة هادئة ومحترمة.

على عكس علاقتها العدائية مع بن الأصلي في هذا العمر، كانت جوين تحترم هذا "البن" الجديد بشكل كبير.

كانت معجبة بذكائه الحاد، وقوته الجسدية غير العادية، ومظهره الأنيق والهادئ.

بالنسبة لها، كان "ابن عم مثالي" وقدوة تحتذى به.

"جوين؟ هل أنتِ آتية معنا في هذه الرحلة؟"

سأل بن بفضول مصطنع، رغم أنه كان يعلم الإجابة جيدًا.

"نعم... أقنع أحدهم - الجد ماكس - أبي وأمي بأن رحلة برية حول البلاد طوال الصيف ستكون مفيدة لي!"

قالت جوين هذا بينما كانت تحدق بالجد ماكس بطرف عينها، وهي تحاول كبت ابتسامة.

ضحك الجد ماكس فحسب، ثم صعد إلى مقعد السائق وشغل المحرك القديم للـ"راست باكت".

بدأت المركبة بالتحرك ببطء، مغادرة المدينة باتجاه الطرق المفتوحة.

جلس بن بهدوء بجوار النافذة، ينظر إلى المناظر التي بدأت تتغير من مبانٍ إلى أشجار وحقول.

كانت أفكاره تدور حول شيء واحد فقط:

اليوم.

اليوم هو اليوم الذي سأجد فيه ساعة الأومنيتركس.

تمنى بن في قرارة نفسه شيئًا واحدًا فقط وهو ينظر إلى السماء الزرقاء الصافية:

"أتمنى فقط ألا يكون هذا البعد لا يملك الأومنيتركس بشكل مفاجئ!"

---

اتمنى الحصول على افكاركم... وبالمناسبة ساغير كثيرا في القصة ولن اتبع القصة الاصلية بشكل كامل 😊❤

2025/10/24 · 276 مشاهدة · 934 كلمة
نادي الروايات - 2025