الفصل الثاني: الأومنيتركس!

كانت شاحنة "الراست باكت" القديمة تشق طريقها بصعوبة بين أشجار غابة كثيفة، تحت سماء حالكة السواد تتلألأ فيها نجوم الصيف بوضوح.

توقفت المركبة بهدير مألوف على بقعة أرض مستوية اختارها الجد ماكس بعناية.

بمجرد أن توقفت الشاحنة، فتحت جوين الباب واندفعت خارجًا بسرعة. مدّت ذراعيها وساقيها في الهواء البارد، تستنشق رائحة الصنوبر والأرض الرطبة.

"آه! أخيراً هواء نقي! لقد كاد المقعد يمتص روحي."

نظر إليها بن بابتسامة خفيفة، ثم تنهد تنهيدة تبدو متعبة على نحو مصطنع. كان بن قد تعمّد الظهور بمظهر المتعب والنعسان للحفاظ على طبيعة دوره "الطفولي".

ساعد الجد ماكس في إخراج عدة التخييم الأساسية من الشاحنة.

لم يضيع بن وقتًا، فقد توجه إلى مجموعة من الأخشاب الجافة التي جمعها الجد ماكس، وبمهارة يدوية غير متوقعة لطفل في مثل عمره، قام بترتيبها وإشعال نار المخيم بسرعة وكفاءة.

لم يكن بحاجة إلى ولاعة أو كبريت؛ استخدم حجرين بطريقة قديمة تعلمها ليجعل الأمر يبدو "طبيعيًا".

جلس الثلاثة حول الدفء المتصاعد من النار. كان بن يمسك بعصا نحيفة يشوي عليها حلوى المارشميلو حتى بدأت تذوب وتتلون باللون الذهبي البني، بينما كانوا يتبادلون أطراف الحديث بسعادة.

"هههه، بالمناسبة يا بن، لقد استمرت صديقة لي في مدرستك بإزعاجي حول كم أنت رائع!

'بن تينسون وسيم'، 'بن تينسون بطل'، 'بن تينسون ذكي'... ماذا فعلت لفتيات مدرستك من سحر أيها الوغد؟!"

سألت جوين بضحكة ومزحة، بينما كانت ترتب وشاحها الأحمر.

رد بن بابتسامة واسعة، متباهيًا قليلاً:

"أفضّل الاحتفاظ بهذا لنفسي... ههههه!"

كان الضحك يتطاير بين الثلاثة، يكسر صمت الغابة المهيب.

بعد فترة من الدردشة الممتعة، شعر بن أن "الحدث" قد اقترب.

نهض بهدوء وتوجه نحو شجرة بلوط ضخمة تقف شامخة بالقرب من مكان تخييمهم. بدأ يتسلقها ببراعة لا تُصدق، يتحرك بين الأغصان كقطة، حتى وصل إلى غصن سميك وعالٍ يطل على الغابة بأكملها.

نظرت إليه جوين بصدمة، وصرخت:

"بن! كيف وصلت إلى هناك بهذه السهولة؟! إنها عالية جدًا!"

"أتدرب على التسلق منذ مدة!" أجاب بن بهدوء من الأعلى، وهو يلوح لها.

كان يبتسم في داخله على أدائه المثالي.

نظر الجد ماكس إلى حفيده بتمعن، وفكر:

(هذا الصبي ينمو بطريقة غير عادية... ربما ورث قدراته مني، أو من جيناتي؟ ربما في المستقبل سيكون أقوى جندي في البلامرز في الكون، مثلي تمامًا!)

ابتسم الجد ماكس بفخر، بينما كانت عيناه مليئتين بالأمل.

وبينما كان بن يتأمل سماء الليل الجميلة، كان ينتظر.

وفجأة، لمحه.

رأى نقطة ضوئية سريعة ومشتعلة تخترق الغلاف الجوي وتسقط بسرعة جنونية أمامه.

لم يكن هذا شهابًا عاديًا.

كان يعرفه.

الأومنيتركس!

لم يفكر بن للحظة واحدة، قفز مباشرة من فوق الغصن.

ورغم المسافة الشاهقة التي كادت أن تتجاوز الثلاثة أمتار، هبط على الأرض بهدوء ودون أدنى تأثير، كما لو كانت قفزة بسيطة على السلالم.

جرى بن بسرعة مذهلة نحو المكان الذي سقط فيه النيزك، تاركًا خلفه الجد ماكس وجوين مرعوبين ومصدومين لرؤيته يقفز كل هذا الارتفاع دون أن يصاب بأذى.

"بن!" صرخ الجد ماكس، لكن بن كان قد اختفى بالفعل بين الأشجار.

عاد الجد ماكس لوعيه بعد ثوانٍ من الصدمة، عيناه مليئتان بالقلق.

"جوين! يجب أن نتبعه! هناك شيء خاطئ للغاية."

في تلك الأثناء، وصل بن إلى منطقة سقط فيها الشهاب.

كانت هناك حفرة صغيرة عميقة، تنبعث منها رائحة معدنية ودخان خفيف.

نظر بن حوله بسرعة للتأكد من عدم وجود أحد غيره، ثم قفز بسرعة داخل الحفرة.

في عمق الحفرة، وجد نيزكًا صغيرًا أو كبسولة معدنية محترقة.

وبينما كان ينظر إليها، فتحت الكبسولة ببطء، وكشفت عن ساعة غريبة ومعقدة التصميم باللونين الأبيض والأسود مع قرص أخضر لامع.

الأومنيتركس!

"إذن... هذه هي الأومنيتركس!"

كان بن سعيدًا ومتحمسًا لدرجة أنه ابتسم ابتسامة واسعة وعميقة لم يبتسمها منذ ولادته في هذا العالم.

كانت هذه اللحظة التي انتظرها لعشر سنوات.

لكن في تلك اللحظة بالذات، تجمد بن من الرعب.

سمع صوتًا باردًا وميكانيكيًا يتردد صداه بوضوح في رأسه.

قفز بن على الفور نحو الساعة وأمسك بها.

وفورًا، التفّت الأومنيتركس حول معصمه الأيمن، وأصدرت وميضًا أخضر خفيفًا وهي تستعد للعمل.

نظر بن حوله بحذر عندما سمع الصوت الميكانيكي، وعندما لم يجد أحدًا، أغمض عينيه وركز انتباهه على الصوت الداخلي.

[تم اكتشاف حصول المضيف على الأومنيتركس!]

[تم تحقيق شرط تفعيل نظام الأومنيتركس!]

[تم التفعيل!]

بمجرد انتهاء الصوت من التكلم، فتح بن عيونه بصدمة ممزوجة بالفرح.

لقد فهم بسهولة أن هذا "النظام" هو مكافأة الغش التي حصل عليها بصفته شخصًا مهاجرًا من عالم آخر.

(أليس هذا ما يحدث في الروايات الخيالية فقط؟)

هز بن رأسه، متجاهلًا تفكيره المشتت، وركز على النظام الذي بدأ بشرح قدراته الإضافية.

ومن ما فهمه بن، يمكنه أن يقول إنه محظوظ للغاية!

"إذن، طالما استخدم الأومنيتركس وأخوض معارك وأهزم الأشرار وأغيّر مجرى القصة الأصلية، فسأحصل على قوى جديدة وفضائيين جدد، وتتطور الأومنيتركس الخاصة بي!"

تمتم بن بسعادة غامرة.

وبينما كان بن غارقًا في السعادة للحصول على الأومنيتركس وأيضًا "نظام الغش"، وصلت جوين والجد ماكس أخيرًا.

"بن! ماذا تفعل؟ وما هذه الساعة على يدك؟"

بمجرد وصولها، لاحظت جوين وجود ساعة غريبة ولامعة على ذراع ابن عمها.

"بن، تعال إلى هنا! الوضع خطير!"

شعر الجد ماكس بشيء خاطئ بمجرد رؤية الساعة التي تحمل شعار البلامرز الغامض.

صرخ لبن الذي استجاب فورًا وجرى نحوه بتعبير خائف مصطنع.

"جدي، لا أعرف ما حصل... لقد أتيت للتحقق من النيزك الذي سقط، ولكن هذه الساعة خرجت منه والتصقت بذراعي فورًا!"

عبس الجد ماكس وفكر مليًا:

(هذا الشعار... أليست هذه الأومنيتركس؟ مستحيل!)

تنهد، وسأل بن ما إذا كان يشعر بأي ألم أو شيء غريب.

بعد أن أجاب بن بـ "لا"، غادروا فورًا وعادوا إلى الراست باكت.

وبينما كان الثلاثة جالسين مجددًا حول نار المخيم، كان بن صامتًا ويعبث بقرص الأومنيتركس بدقة متناهية، محاولًا اختيار فضائي معين.

"بن، ماذا تفعل؟ هذا خطير..." قالت جوين بقلق، وهي تلاحظ وميض القرص الأخضر.

"جوين محقة، بن! لا تعبث بشيء تجهله!" قال ماكس موبخًا، وهو يشعر بقلق متزايد بشأن هذه الأداة الغريبة.

لكن بن، وكأنه تتم السيطرة عليه من شيء غامض، لم يسمعهما.

قام بحركة غريبة ودقيقة: ضغط على زر على جانب الأومنيتركس، ثم ضرب على قرص الساعة بقوة.

انفجر ضوء أخضر ساطع وقوي في المكان، لدرجة أنه أجبر الجد ماكس وجوين على إغماض أعينهما.

وبعد أن تلاشى الضوء، كان الكائن الواقف مكان بن كائنًا فضائيًا مشتعلًا بالكامل.

جلده أسود ولهب برتقالي يكسوه، وعيناه متقدتان بالنار.

"ما...!"

"جوين! ابتعدي!" صرخ الجد ماكس بقلق ورعب، وهو يرى حفيده قد تحول إلى كتلة من النار.

لكن الكائن الناري تحدث بصوت عميق ومختلف، وهو يرفع يده ليرى جسده الجديد:

"جدي لا تقلق، هذا أنا بن... يبدو أن هذا الشيء هو أداة تجعلني أتحول لكائنات فضائية!"

"ماذا؟ هذا مستحيل!" صرخت جوين بصدمة مطلقة.

---

لست معتاد على كتابة فصول تتخطى 700 كلمة 😂 ولكن من الحماس انا اكتب الفصول وتصل الى 2000 كلمة... لذلك ساقسمها الى فصلين كل مرة.

2025/10/25 · 186 مشاهدة · 1047 كلمة
نادي الروايات - 2025