الفصل الخامس : الخاضع غوست فريك!

في صباح مشمس وهادئ، كانت شاحنة الجد ماكس القديمة، "الراست باكت"، ترتطم قليلاً على الطريق وهي تدخل موقف سيارات سوبر ماركت الروعة الجديد.

المكان كان يعج بالسيارات والناس المتحمسين، فاليوم هو يوم الافتتاح والخصومات الهائلة.

داخل الشاحنة، كانت جوين غارقة في حاسوبها اللوحي، تتفقد بتركيز صفحة السوبر ماركت الرسمية. فجأة، لمعت عيناها بصدمة وسعادة.

"جدي! انظر إلى هذه الخصومات!"

صاحت جوين وهي تدير شاشتها نحو الجد ماكس.

"خمسون بالمائة على الأطعمة المعلبة الفاخرة، وثلاثون بالمائة على الأجبان المستوردة! جدي، أرجوك، يجب أن نشتري طعاماً حقيقياً هذه المرة!"

التفتت جوين إلى الجد ماكس بنظرة تضرع.

"أقسم لك، إذا استمررتُ بأكل طعامك المريب، مثل أطباق الديدان المملحة أو أسماك الزعانف المجففة بالخل، فسأصاب بسوء تغذية حاد! قد أموت!"

شعر بن ببعض الإحراج من صراحة جوين المفرطة، ولكنه أومأ برأسه موافقاً.

"صحيح جدي... أنا أحترم فنونك في الطبخ، وطعامك قد يكون... فريداً. لكن فلنجعل هذا الطعام لحالات الطوارئ القصوى فقط، عندما نكون عالقين في الصحراء أو شيئاً من هذا القبيل."

تظاهر الجد ماكس بأنه مصدوم، ووضع يده على صدره بتمثيل درامي.

"آه يا أحفادي الجاحدون! هذا طعام المغامرين، غذاء الأبطال! لكن حسناً، حسناً..."

أطلق تنهيدة مصطنعة بينما يركن الشاحنة في زاوية هادئة.

"لكن أعدكما بأنكما ستندمان يوماً ما على إهمالكما لمذاق ديدان الـ 'بانك كيك' المقرمشة!"

قال بابتسامة واسعة تخفي حقيقة أنه كان مسروراً بالعرض هو الآخر.

نزل بن أولاً، وكان يشعر بالراحة والأناقة في ملابسه الجديدة:

القميص الأسود يحمل الرقم عشرة، والسترة السوداء ذات القبعة، مع البنطال الواسع والحذاء الرياضي الأبيض النظيف.

"هذا الزي أفضل مليون مرة من القميص الأبيض القبيح!" فكر بن في نفسه.

خرجت جوين والجد ماكس، وبدأ الثلاثة بالتوجه نحو المدخل الزجاجي الضخم.

"حسناً يا بن، أنت عليك أن تشتري قائمة المشروبات والمخبوزات.

جوين، أنتِ المسؤولة عن الخضروات والفواكه الطازجة.

وأنا سأذهب لتفقد ركن الأدوات والمعدات..."

قال الجد ماكس وهو يوزع المهام.

"تذكروا، اشتروا ما تحتاجونه، لكن لا تفتحوا لي باباً للإفلاس في يوم الافتتاح!"

ضحكوا، وبعد تبادل النكات، افترقوا داخل المتاهة المضاءة والمزدحمة للأرفف.

سار بن مباشرة إلى الخلف، متجاهلاً العروض المغرية في الممرات الأخرى.

"حليب وشوكولاتة، حليب وشوكولاتة..." همس لنفسه.

لم يكن هناك شيء أكثر أهمية من إعادة بناء مخزونه من السكر والكافيين.

وبينما كان يمد يده لالتقاط علبة حليب بالشوكولاتة، هزّ المكان كله انفجار مدوٍّ!

اهتزّت الأرفف، وسقطت بعض السلع، وتصاعد غبار كثيف بالقرب من المدخل الرئيسي.

صرخ المتسوقون مذعورين، وبدؤوا بالركض في جميع الاتجاهات.

"أوه لا، مجدداً؟ هل يمكننا أن نذهب للتسوق لمرة واحدة دون أن يهاجمنا أحد؟"

تذمر بن وهو يركض باتجاه مصدر الصوت.

عندما وصل إلى ممر الأجهزة الإلكترونية، رأى المشهد بوضوح:

جدار السوبر ماركت قد انهار تماماً!

من خلال الفجوة، دخل ضفدع عملاق، أضخم من سيارة، يكسو جلده قشور قبيحة ومصابيح غريبة.

وعلى رأسه، وقف رجل نحيل ذو بشرة خضراء شاحبة، يرتدي معطف مختبر أبيض قديم وممزق، وشعره متطاير في كل اتجاه.

"دكتور أنيمو!" زمجر بن.

"يا له من كليشيه ممل! حسناً، سأنهي هذا الفصل بسرعة."

ركض بن بسرعة قصوى واختبأ خلف رف كبير مليء بأكياس طعام الحيوانات الأليفة.

تأكد بسرعة من عدم وجود متسوقين أو كاميرات مراقبة قريبة.

كانت الساعة في يده تلمع.

ضغط بن على الأومنيتركس. بدأ القرص يدور، والصوت المميز للساعة يطن في أذنه.

نظر بن إلى الشاشة الصغيرة، وتوقف عند صورة فضائي يتميز بهيئة شبح ملفوف بسلاسل.

"غوست فريك... هممم."

تردد بن للحظة.

"في القصة الأصلية، كان غوست فريك مشكلة كبيرة للمستقبل. لكنه الآن مثالي لزرع الرعب في قلب أنيمو."

في تلك اللحظة، سمع بن صوت النظام في رأسه، قوياً ومطمئناً:

[لا يجب على المضيف أن يقلق. لن يستطيع أي فضائي عصيان أوامر المضيف، أو أن يضره بأي شكل من الأشكال. السيطرة كاملة.]

ابتسم بن بابتسامة شريرة.

"حسناً، طالما أنني المسيطر... هذا هو وقت الرعب!"

وبحرص شديد ليتجنب التحول الخاطئ، ضغط بن على الساعة.

كششششش... بووووم!

بانفجار من الضوء الأخضر، اختفى بن وظهر مكانه كائن مرعب:

شبح ملفوف بسلاسل، وعين واحدة حمراء تخترق الظلام، وصوت مخيف يهزّ الهواء.

"غوست فريك!"

نطق بن بصوت مرتجف ومرعب، اهتزت له أغطية الأرفف.

في هذه الأثناء، وصلت جوين والجد ماكس إلى مكان الفوضى.

كانت جوين غاضبة بسبب المشهد المريع لضفدع أنيمو وهو يسحق رفاً كاملاً من أجهزة الكمبيوتر المحمولة واللوحية الجديدة.

"ماذا تفعل أيها القبيح؟! هل تحاول تخريب خصومات الافتتاح؟!"

صرخت جوين، متجاهلة تماماً خطر الضفدع.

ضحك الدكتور أنيمو ضحكة جنونية.

"هاه؟ طفلة شقية! أنا دكتور أنيمو! لكي تناديني بالقبيح؟ أنا هنا من أجل البحث العلمي العظيم!

هذا المتجر يحتوي على مواد أولية لتقنيتي الـ 'ترانسفورماتريكس'!"

قال أنيمو هذا وهو يتجاهل جوين والجد ماكس، وبدأ يوجه الضفدع نحو ركن الأدوية والمعادن.

وفجأة، توقف أنيمو عن الحركة!

تصلب في مكانه، وعيناه جاحظتان، وتغير لون وجهه الشاحب بالفعل إلى درجة مرعبة من البياض.

"ماذا حدث له؟ هل أصيب بجلطة؟" سألت جوين حائرة.

"غريب، يبدو وكأنه..."

بدأ الجد ماكس، ولكن صوته انقطع بسبب صوت جديد.

تردد صوت غوست فريك -صوت بن- في رأس أنيمو وسمعه الحاضرون كهسيس مرعب.

"ماذا بك أيها العالم العظيم؟ هل رأيت شبحاً؟!"

ظهر غوست فريك فجأة خلف أنيمو، يطفو فوق الضفدع العملاق. كانت هيبته تثير الرعب.

بعد أن استخدم قواه لدخول عقل أنيمو وإظهار أسوأ كوابيسه، سحب نفسه فجأة.

عاد أنيمو للحياة، لكنه لم يعد ذلك العالم الواثق.

بدأ بالصراخ بجنون، قفز من على الضفدع، وأطلق ساقيه للريح.

"لقد كان بن الأصلي أحمق! استخدام غوست فريك في القتال المباشر مضيعة... كل ما عليه فعله هو السيطرة على جسم الأعداء وجعلهم يرون أسوأ كوابيسهم!"

سخر بن داخلياً من أخطاء "بن القديم".

التفت غوست فريك إلى الضفدع العملاق الذي كان متجمداً في مكانه، بعيون مغلقة.

"حان دورك أيها الضفدع الشرير... مهلاً أنت؟"

توقف غوست فريك وهو يحدق في الضفدع بصدمة.

"بن! اذهب وراء دكتور أنيمو! الضفدع فقد الوعي من شدة الخوف!"

صرخ الجد ماكس، وهو يشير إلى الضفدع الذي انهار على الأرض ككتلة جيلاتينية عملاقة.

أومأ بن، ورغم دهشته من قوة رعب غوست فريك، انطلق مسرعاً في أثر أنيمو الهارب.

في زقاق مظلم وضيّق خلف السوبر ماركت، كان الدكتور أنيمو يلهث، مختبئاً خلف حاوية قمامة كبيرة.

"سأنتقم... سأنتقم! سأذهب إلى متحف التاريخ الطبيعي وأعيد الديناصور ريكس إلى الحياة، ووقتها سأجعله يسحق كل شيء! هههههه..."

ضحك ضحكة شريرة، ولكنه توقف فجأة.

"لماذا صوتي يبدو أكثر رعباً وشراً... يبدو وكأني وحش حقيقي!"

فكر أنيمو، شاحباً مجدداً، وتحولت إحدى عينيه فجأة إلى اللون الأرجواني الداكن.

تحدث صوت غوست فريك الهامس من داخل رأسه:

"هل أدركت للتو... بأني دائماً معك؟"

ضحك غوست فريك ضحكة شريرة أخيرة وخرج من جسم أنيمو، ليظهر أمامه وهو يطفو ببطء.

"أشعر بخوفك يا أنيمو... قل لي..."

ابتسم غوست فريك ابتسامة مرعبة جداً.

بدأ جسده الملفوف بالتمزق ببطء، لتظهر منه مجسات متدلية، وعينه الوحيدة تضيق وتصبح أكثر وحشية.

كان هذا هو شكل غوست فريك الكامل، ومئات المرات أكثر رعباً.

التفتت المجسات حول جسد أنيمو النحيل.

"هل رأيت شبحاً؟!!"

بهذا السؤال الأخير، فقد الدكتور أنيمو وعيه وخرّ ساقطاً على الأرض.

في اللحظة التي سقط فيها أنيمو، عاد غوست فريك إلى شكله الطبيعي.

"ههههه... يا له من شعور! إن غوست فريك هو الأفضل في إثارة الرعب!"

قال بن بانتصار.

"بالطبع أنا كذلك!"

تجمد بن فجأة!

سمع صوتاً مرعباً وبارداً في رأسه، ولم يكن صوت النظام.

إنه صوت غوست فريك الحقيقي يتحدث إليه مباشرة.

"ماذا بك أيها الطفل... لماذا أنت خائـ..."

قبل أن يكمل غوست فريك كلامه، اختفى صوته فجأة وظهر صوت النظام الآلي في رأس بن:

[تم إخضاع الفضائي المتمرد غوست فريك بنجاح. لقد تم كبت وعي الكائن إلى أجل غير مسمى.]

وبعدها:

[تم هزيمة دكتور أنيمو وإرعابه حتى فقد الوعي باستخدام الفضائي غوست فريك.]

[تم زيادة مستوى قوة غوست فريك إلى 3]

[تم زيادة مستوى المضيف إلى 3]

برؤية هذا، تنهد بن بارتياح كبير -وهو لا يزال في هيئة غوست فريك-.

التقط الدكتور أنيمو من ياقته وطار به عالياً، ثم ألقاه مجدداً بالقرب من ضفدعه المتوحش في قلب السوبر ماركت.

"انتظر هنا حتى تأتي الشرطة لسجنك!"

عاد غوست فريك إلى المدخل في انفجار من الضوء الأحمر، ليظهر بن العادي مبتسماً ورافعاً يده بعلامة النصر أمام جوين والجد ماكس.

"تم هزيمة أنيمو!" قال بن بفخر.

"عملاً جيداً يا بن!"

قال الجد ماكس بابتسامة، بينما كانت جوين تهز رأسها.

"كان الأمر مرعباً بعض الشيء، لكنك قمت بالواجب.

الآن هيا بنا، لا يزال لدينا الكثير من الأطعمة الحقيقية لنشتريها!"

~~

قل التفاعل من تعليقين الى لا شيء، اتمنى تفاعل لكي استمر هذا رابع فصل لليوم رغم انه في وقت متأخر

2025/10/25 · 120 مشاهدة · 1319 كلمة
نادي الروايات - 2025