الفصل السابع: استدعاء البلامر!

~~

داخل العربة، الطريق السريع.

كانت شاحنة "الراست باكت" تهدر على الطريق الإسفلتي تحت سماء كستنائية مُلئت بغبار غروب الشمس، وكأنها تبتلع الأميال الجافة في صمت ثقيل.

في المقدمة، كان بن متكئًا على مقعده، يراقب حبات الغبار تتسابق على الزجاج الأمامي، بينما كان جده ماكس يقود بتركيز غير معتاد.

في الخلف، كانت جوين منكبة على حاسوبها اللوحي، أصابعها تطير على لوحة المفاتيح.

كسر بن الصمت الذي خيّم لوقت طويل.

"جوين، ما كل هذا؟ هل تحاولين فك تشفير أسرار الدولة؟" قالها بمزاح حاول أن يكون خفيفًا.

رفعت جوين عينيها الرماديتين دون أن توقف البحث.

"لا تكن غبيًا. أنا لا ألعب. أبحث عن أي شيء يقودنا إلى تلك المرافق التي تحتجز الفضائيين. قد يكون هذا هو المكان الذي تم فيه احتجاز ذلك المخلوق الشبيه بـ'فور آرمز'."

عند سماع اسم "المخلوق"، تقلصت زاوية فم ماكس.

ازداد عبوسه عمقًا، كأنه نقش على جبينه، ولم يكن هذا الغضب الطفيف الذي اعتاد عليه بن، بل ثقل رجل يحمل وزنًا قديمًا.

"جدي، ما الأمر؟" تساءل بن، مستشعرًا أن الجدية المطلقة التي غلفت ماكس منذ لقائهم الغامض بالفضائي لم تكن مجرد مزاج عابر.

"لقد عدت إلى طبيعتك القديمة... لماذا كل هذا التوتر؟"

نظر ماكس إلى الطريق أمامه، قبضته تشتد على مقود الشاحنة.

كان يعلم الآن: حفيده سيتورط في شيء لا يمكنه حتى تخيله.

كانت تلك اللحظة التي أدرك فيها أن "الأومنيتركس" لم تختار بطلًا لمغامراته الصغيرة فحسب، بل للحرب الكونية القادمة.

"بن، استمع إليّ جيدًا."

جاء صوته عميقًا وحادًا، لا يحتمل النقاش.

"لن نتدخل في شؤون هؤلاء الفضائيين أو الجيش أو الحكومة. هذه عاصفة لا نبحر فيها. هل هذا واضح؟"

كانت نظرة ماكس جادة، حقيقية، لكن بن رأى ما وراءها: تحديًا.

عرف بن أن جده كان يختبره. هل هذا الفتى، الذي أقسم على القوة والمسؤولية، سيتراجع عند أول عقبة حقيقية؟

ابتسم بن ابتسامة خفيفة، ابتسامة المتحدي.

"أقدر قلقك يا جدي، لكنك أنت من علمني كل شيء. تذكر؟"

انزلق بن في ذكريات ماضية، حين كان أصغر وأكثر جموحًا.

تذكر يوم تشاجر فيه مع مجموعة من المتنمرين، وكيف كان غضبه البالغ على والدته التي وبخته.

كان يرفض الذهاب إلى المدرسة، يرى العالم مليئًا بالغباء.

وصل الجد ماكس في ذلك اليوم.

لم يصرخ، لم يوبخ. فقط ربّت على رأسه.

بن، بنظراته الخضراء اللامعة والبريئة آنذاك، نظر إلى عيون جده الرقيقة والمحبة.

"يا بني، يجب أن تدرك أن مع القوة الكبيرة تأتي مسؤولية أكبر!"

لقد كانت تلك الكلمات هي نقطة التحول.

أدرك بن أنه إذا لم يغير من طبيعته المتمردة، فلن يكون أبدًا الشخص المناسب لحمل "سلاح السلام الأقوى" هذا، ولن يكون جديرًا بـ"الأومنيتركس" التي اختارته.

عاد بن من ذكرياته ونظر إلى ماكس بعيون مليئة بالعزيمة والصرامة.

كانت جوين ترمقه بطرف عينها من الخلف، تندهش من هذا المزيج من الحزم والجمال يظهر على وجه بن الذي كان دائمًا باردًا وغير مبالٍ.

قال بن بصوت لا يتزعزع، وكأنه يلقي قسمًا جديدًا:

"لقد أخبرتني، يا جدي، أن مع القوة الكبيرة تأتي مسؤولية أكبر."

حدق ماكس فيه للحظة، ثم هز رأسه ببطء.

"لم أكن أتحدث عن هذا النوع من الأشياء. ليس من مسؤوليتك أن تتدخل في حرب بين الفضائيين والبشر."

هز بن رأسه نفيًا قاطعًا.

"لا. بصفتي الشخص الذي يحمل الأومنيتركس، يجب أن أنقذ الناس. يجب أن أحقق السلام. هذه مسؤوليتي كحامل لسلاح السلام الأقوى في الكون!"

خيّم صمت قاتل على الشاحنة.

عاد الجد ماكس للتركيز على القيادة، لكن قبضته لم تخفف من شدتها.

نظر بن إلى واجهة الأومنيتركس على معصمه، يفكر في كل ما يعنيه هذا الجهاز.

فجأة، انبعث صوت ضحك عميق ومدوٍ من ماكس، اهتزت له الشاحنة بأكملها.

"ما الأمر يا جدي؟" سأل بن، متفاجئًا.

"ليس من عادتك أن تسخر من كلامي الجاد."

هز الجد ماكس رأسه، مسح دمعة وهمية من طرف عينه.

"لا يا بني... أنا فخور بك. أنا فقط فخور بأن لدي حفيدًا مثلك. لقد جعلتني أشعر بأنني شاب مرة أخرى."

في عيني بن، ظهرت سعادة غامرة.

رغم حياتيه الطويلتين، كان ماكس يمثل كل ما هو عائلة وحياة بالنسبة له.

اعتراف ماكس كان يعني له العالم.

عاد ماكس فجأة إلى جديته المعتادة، لكن هذه المرة، كانت جديته مغلفة بقرار مصيري.

"بن، جوين. ما سأخبركم به الآن هو سرّ مطلق. لا يمكن أن يعلم به أحد."

نظرت جوين بغرابة، حاجباها مرفوعان.

"ماذا؟ لماذا؟"

لكن بن لم يتكلم.

أومأ رأسه بجدية، يعلم أن اللحظة الكبيرة قد حانت.

بدأ الجد ماكس يتحدث، صوته يتحول إلى همس مؤثر.

"عندما كنت شابًا، كنت أعمل في منظمة سرية تسمى البلامر."

توقف ماكس ليرى رد فعلهما.

كانت جوين مصدومة تمامًا، وعيناها اتسعتا.

أما بن، فكان تعبيره هادئًا، يستوعب المعلومة بسرعة.

"البلامر، باختصار، كانوا شرطة الفضاء.

منظمة مسؤولة عن الحفاظ على السلام في الكون.

كنت وفريقي، نخبة البلامر، ندافع عن الأرض ونذهب في مهمات إلى مجرات وكواكب أخرى.

قابلت أناسًا رائعين لا يمكن تصديق وجودهم، مثل أزموث، مخترع الأومنيتركس.

وقابلت أشرارًا مدمرين مثل فيلجاكس وغيره.

هناك أجناس لا تُقهر في هذا الكون، والحياة ليست مقتصرة على كوكبنا."

تنفس ماكس بعمق، وكأنه يروي تاريخًا ثقيلًا.

"خلال عملي كبلامر، اكتشفت أن حكومة الأرض تخفي وجود الفضائيين عنا.

إنهم يحتجزونهم ويجرون عليهم تجارب في سجون ومخابئ تحت الأرض.

هناك فضائيون يعيشون بيننا، يختبئون، لكن البقية يتم سجنهم من قبل قوة عالمية متخفية."

توقف ماكس ونظر إلى بن وقوين.

جوين، التي كانت مليئة بالأسئلة، لم تتمكن من قول سوى شيء واحد:

"جدي ماكس... أنت رائع!"

شعرت بفخر غير محدود.

ابتسم ماكس.

"شكرًا لكِ يا جوين... أما بالنسبة لك يا بن.

أعلم أنك ربما غاضب وتريد المساعدة.

لكن إذا فعلت هذا، فأنت تتحدى حكومة العالم مباشرة."

نظر ماكس مباشرة إلى عيون بن.

"إذن، هل أنت متأكد من أنك تريد أن تفعل هذا؟"

صمت بن لمدة طويلة، ثم ابتسم.

ابتسامة تحولت إلى عزم لا يلين.

"إذن لنستدعِ البلامر."

قال بن، مائلًا إلى الأمام.

"سنعيد إحياء منظمة البلامر على كوكب الأرض.

سنضم الكائنات الفضائية إلى صفنا.

ربما في غضون سنوات، سنكون قوة سلام حقيقية."

نظر الجد ماكس إلى بن بعمق.

"اسمع بن... منظمة البلامر اختفت منذ زمن، لكن هذا لا يعني أنها غير موجودة.

هل تعرف إلى أين نحن ذاهبون الآن؟"

تجمد بن في مقعده ونظر من الزجاج الأمامي.

في الأفق، رأى جبل رشمور الأسطوري، بوجوهه المنحوتة التي تلوح في ضوء القمر.

فكر بن قليلًا، ثم اتسعت عيناه.

"هل ربما..."

قاطعته جوين وهي تصرخ بحماس مفاجئ.

"هل نحن ذاهبون إلى مقر البلامر؟! المقر السري؟!"

---

انا اجرب اساليب كتابة جديدة في كل فصل لذلك اسف اذا في اخطاء 😊😢

(كنت اريد كتابة شيء مهم هنا ولكني نسيته 😢🫡)

2025/10/26 · 108 مشاهدة · 1016 كلمة
نادي الروايات - 2025