في عمق ليلة الكريسماس، عام 1995، حيث كانت الثواني الأخيرة تتهادى نحو عام جديد، لم تكن الأجواء في المدينة مجرد احتفال عابر؛ بل كانت همسة كونية تُنذر بقدوم روح استثنائية. كانت ليلة مضيئة بلا قمر، ودافئة رغم الصقيع، كأن قدرًا ما قد جمع كل الدفء والحنان ليضعهما في وعاء واحد.داخل جدران هادئة، كانت امرأة حامل تستقبل العام الجديد وهي تحتضن أول أحلامها. جلست، وعيناها تتبعان خيوط الأمل التي نسجها زوجها، الذي ابتسم ابتسامة ساحرة قائلاً: "في صباح الغد، مع أول شهقة للعام الجديد، ستأتي جيهان. ستكون هي زهرة العالم التي تضيء دروبنا."ومع انبلاج فجر الأول من يناير عام 1996، لم تنتشر أشعة الشمس فحسب، بل انبعث نور غريب وعميق غطى أرجاء المدينة، دِفء لم يكن مصدره الشمس، بل كان تدفقًا لطاقة لم يستطع أحد تفسيرها. شيء ما كان يترقب، يُصغِي، يُنبئ ببداية لم تكن عادية.وفي تلك اللحظة التي تزامنت مع أول نبضة حقيقية للعام الجديد، ارتفع صوت صرخة ميلاد واحدة، قوية ومفعمة بالحياة، صرخة أعلنت ولادة الطفلة جيهان. لقد وُلدت حاملة معها وعدًا خفيًا بالحب اللامتناهي، وكأنها قطعة من دفء الكريسماس أُعيد تشكيلها لتصبح قلبًا ينبض بالحنان.