كانت جيهان طفلة ذكية واستثنائية. كان تفوقها في الدراسة نابعًا من رغبة عميقة في تحقيق حلم والدتها بأن تراها أستاذة. بهذا الهدف النبيل، أكملت جيهان دراستها وحققت الحلم، لتصبح أستاذة فيزياء في ثانوية جرير.لكن ما جعل جيهان مميزة حقًا هو قلبها: لقد كانت أمًا لثلاثة أطفال، ترعاهم بحب وحنان لا حدود له. كانت أستاذة مختلفة تمامًا؛ في صوتها نبرة قوة وعزم ممزوجة بدفء وعطف لا يخطئه أحد. كانت تعمل وكأنها ليس لديها أطفال، وفي المنزل تعتني بأطفالها وكأنها لا تحمل مسؤولية الوظيفة. كانت تجسد التوازن المثالي بين العطاء في العمل والعطاء في البيت

.العام هو 2024.

رنّت أجراس ثانوية جرير للبنات معلنة بداية العام الدراسي الجديد. هذا العام لم يكن عاديًا بالنسبة لـ زال.وقفت الفتاة، التي بلغت ثمانية عشر عامًا، أمام بوابة المدرسة. لم تكن تحمل حقيبة ثقيلة فحسب، بل كانت تحمل خليطًا من المشاعر: حماس للبداية، خوف من مصير الصف السادس الإعدادي، وقلق عميق.لكن أشد هذه المشاعر كانت الاشتياق. كان اشتياقًا لرؤية أستاذتها التي أحبتها زال أكثر من أي شخص في حياتها. لم تكن جيهان مجرد استاذه كانت الملاذ الآمن لزال، وكانت بالفعل أُمها الثانية التي وجدت فيها ما لم تجده في أي مكان آخر.كانت زال تعلم أن وراء الابتسامة الهادئة للأستاذة جيهان تكمن القوة التي تحتاجها لتحمل عامها الصعب.

2025/11/05 · 8 مشاهدة · 201 كلمة
Zal🦋
نادي الروايات - 2025