4 - انها ليست باخير انا قلقه جدا

التاريخ: 30 سبتمبر 2024، يوم الاثنين.

​في هذا اليوم، كان الدرس الأول هو الفيزياء ، لكن أجواء القاعة كانت مشبعة بشيء غريب، همسة خفية أدركتها زال بحدسها. لاحظت أن الأستاذة جيهان كانت أكثر غرابة من المعتاد . كانت تشرح الدرس بجهد واضح، لكن... ملامحها لم تكن طبيعية ، وكأن وهجها المعتاد قد خبا. صوتها، ذلك الصوت الذي اعتادت زال أن تسمع فيه نبرة القوة الممزوجة بالدفء والعطف، بدا اليوم مرهقًا، منهكًا، خاليًا من حيويته المألوفة ، كأن خيطًا من نورها قد انقطع.

​مع انتهاء الدرس، تسرب القلق إلى قلب زال، فاندفعت نحو غرفة المدرسات. وجدتها جالسة هناك، بهدوء لطيف يكسوه صمت غامض . اقتربت زال وسألت بنبرة تخنقها المخاوف: "هل أنتِ مريضة اليوم يا أستاذة؟"

​رفعت جيهان رأسها، وعلى شفتيها ارتسمت ابتسامة هادئة، لكن عينيها كانتا تخفيان تعبًا عميقًا. "لا، أنا فقط متعبة قليلاً."

​"هل أنتِ متأكدة؟" كررت زال بتوجس، تشعر بأن هناك ما هو أعمق من مجرد "تعب قليل".

​"أجل، لا تقلقي عليّ يا عزيزتي." أجابتها جيهان، وحاولت بث الطمأنينة في صوتها.

​عندها، وبخطوة سريعة، وضعت زال يدها الصغيرة على جبهة الأستاذة جيهان. تجمّد قلبها في تلك اللحظة . تحت لمستها، شعرت بلهيب غير متوقع؛ درجة حرارة الأستاذة الغالية كانت مرتفعة ، وكأن نارًا خفية تستعر بداخلها. شعرت زال بقلق شديد يمزق أحشاءها.

​"درجة حرارتك مرتفعة جدًا يا أستاذة!" قالتها زال بصوت خافت، كأنها تكشف سرًا مؤلمًا.

​"أجل، إنها مرتفعة قليلاً." ردت جيهان بابتسامة حانية، ابتسامة تكسر قلب زال وتزيد من حيرتها؛ كيف لها أن تبتسم بهذا الود رغم هذا الوهن؟ "إن احتجتِ أي شيء، نادي عليّ، سأكون قريبة."

​تنهدت زال، محاولة إخفاء ارتباكها. كانت جيهان، رغم مرضها الواضح، مجدّة في عملها ، وكأن جسدها ينصاع لروح لا تعرف الاستسلام. حتى صوتها المتعب، الذي فقد حيويته، بدا أكثر حنانًا ورقّة ، كأن الوهن الجسدي كشف عن طبقة أعمق من الدفء الداخلي. لكن هذا الحنان لم يُطَمئِن زال، بل زاد من قلقها على هذا النور الذي يبدو أنه يصارع ليظل مشتعلاً.

2025/11/06 · 7 مشاهدة · 311 كلمة
Zal🦋
نادي الروايات - 2025