الثلاثاء، 25 فبراير 2025

​في ظهر ذلك اليوم، وبينما كانت أجراس انتهاء الحصص ترن باقوه، أعلنت إدارة ثانوية جرير أن يوم غد هو احتفال عيد المعلم، مُنحت الطالبات إذنًا بارتداء ما يشئن دون الالتزام بالزي المدرسي.

​زال (بملامح متراخية): "همم، غدًا احتفال يعني لا دراسة؟ ربما لن أحضر."

​كانت الأستاذة زينب، التي يبدو وجهها كالقمر في ليله تمامه ، أول من رد بحزم لطيف: "لا، ستحضرين، شئتِ أم أبيتِ."

​تدخلت الأستاذة جيهان: "عليكِ الحضور غدًا والاستمتاع بالاحتفال يا زال."

​زال: "لا أعلم..."

​الأستاذة زينب: "بل تعلمين. ستأتين."

​وبخطوة عاطفية، بادرت زال بـاحتضان الأستاذتين وتقبيلهما للوداع، كأنها تغترف منهما بعضًا من الدفء والقوة.

​في المساء، أخرجت زال ملابسها وكانت في قمة الحيرة. "ماذا أرتدي ليوم غد؟ ماذا؟"

​ثم لمعت في رأسها فكرة حميمية وخاصة: لمسة جيهان هي التي يجب أن تقرر.

​قامت بتصوير الخيارات المتاحة وأرسلتها على الفور للأستاذة جيهان لتختار هي الثوب. لم تنتظر طويلاً، وجاء الرد سريعًا يختار أحد الأثواب بأناقة.

​زال (مُرسلة رسالة): "أممم يا أستاذتي، أنا أشعر بالخجل؛ لأنني سأرتدي غير الزي المدرسي كالمعتاد."

​الأستاذة جيهان: "مِن مَن تخجلين يا حبيبتي؟"

​زال: "ممم... من الأستاذات."

​الأستاذة جيهان: "لا عليكِ يا عزيزتي. الأستاذات كُنّ في السابق طالبات. لا تخجلي، لازلتِ صغيرة؛ استمتعي."

​ضحكت زال بسعادة. هي بعمر السابعة عشرة وثمانية أشهر، وتصفها أستاذتها بالصغيرة.

​زال: "حسنًا يا قلبي، شكرًا جزيلاً لك."

​الأستاذة جيهان: "يا حبيبتي أنتِ."

​ الأربعاء، 26 فبراير 2025:

​في اليوم التالي، ارتدت زال الثوب الذي اختارته لها الأستاذة جيهان.

​وصلت الأستاذتان معًا إلى المدرسة، وسعدتا عندما رأتا زال تقف خجولة بملابسها المختلفة.

​الأستاذة جيهان (بعينيها المضيئتين): "يا لله! تبدين جميلة جدًا يا زال."

​الأستاذة زينب (بابتسامة ماكرة): "يا لسوء حظكِ لو أنكِ لم تحضري،"

​ضحك الجميع بلطف، وبدأ الاحتفال. كان الجميع سعيدًا ويبدو متألقًا، لكن زال وقفت من بعيد تراقب دون أن تشارك. كانت لا تحب الضوضاء والاحتفالات الصاخبة. كانت تتأمل جمال المنظر بسعادة؛ لأن الجميع سعداء، وبانزعاج؛ لأنها تكره الضوضاء.

​كانت تنظر وتنتظر، ويداها في جيبيها، تخبئ شيئًا ثمينًا لم ترغب أن يراه أحد.

​تقدمت الأستاذتان جيهان وزينب باتجاه الإدارة قبل أن تنتهي الحفلة. كانتا تسيران معًا بسعادة، تتبادلان الحديث. نظرت زال إليهما بترقب خجول، ثم تقدمت نحوهما بتوتر وأخرجت من جيبيها علبتي هدايا لامعتين. قدمت واحدة للأستاذة زينب والأخرى للأستاذة جيهان. كان في داخل كل علبة زجاجة عطر.

​الأستاذة زينب: "ما هذا يا زال؟ لماذا أتعبتِ نفسك وأحضرتِ هدية؟"

​زال: "ههه، إنها هدية متواضعة تعبيرًا عن حبي."

​الأستاذة جيهان (بلمسة حنان على كتفها): "حبيبتي، شكرًا لكِ. ونحن نحبكِ أيضًا."

​الأستاذة زينب (بمسحة من الحنين): "أوه، كيف سيكون حالنا في العام القادم؟ زال ستتخرج هذه السنة."

​زال: "آه، لا تذكريني. يعصر قلبي حزنًا كلما تذكرت هذا."

​الأستاذة جيهان: "بنيتي، أرجو لكِ التوفيق والنجاح ودخول أجمل كلية."

​زال: "شكرًا جزيلاً لكما."

​في تلك اللحظة، التقطت أذنا زال وشوشات الطالبات القريبة:

​طالبة (بصوت خافت): "انظرن يا فتيات، إن الأستاذة جيهان وزال ترتديان ملابس متشابهة تقريبًا!"

​الأخرى: "نعم! أيُعقل أنهن قريبات؟"

​الثالثة: "نعم نعم، سمعت أنهن أخوات! والدليل أنهن يرتدين ملابس متشابهة."

​ضحكت زال بسعادة غامرة؛ بالفعل، كانتا ترتديان ملابس متشابهة تقريبًا، مما جعل قلبها يرقص فرحًا.

​جاءت هانا، إحدى صديقات زال في الفرع الأدبي، وقالت بامكر ممزوج بالمزاح: "أمم، أنتِ والأستاذة جيهان متفقتان على الملابس! يا للطافة!"

​زال (بابتسامة متكلفة تخفي فخرها): "وما شأنكِ أنتِ؟ أجل، متفقات." وضحكت.

​هانا: "يا عيني! ما ألطفكم!"

​زال (بابتسامة ساخرة): "أجل، أجل."

2025/11/18 · 1 مشاهدة · 533 كلمة
Zal🦋
نادي الروايات - 2025