الخميس، 6 مارس 2025

في الصباح، استيقظت زال بتكاسل شديد. "أوه، لا أريد الذهاب إلى المدرسة اليوم، إنه مُتعب جدًا. كان أسبوعي مرهقًا." قررت العودة إلى السرير الدافئ، لكن إحساسًا غريبًا رفض هذا الكسل. شعرت بنبضة قوية في قلبها، وكأن صوتًا خفيًا يرفض الغياب عن مكان فيه "النور".

"يبدو أنني غيرت رأيي... سأذهب."

ذهبت إلى المدرسة بتكاسل ظاهر وجلست في مقعدها الأول قرب الباب. بعد قليل، دخلت أستاذة اللغة العربية وعيناها تبحثان بتركيز في أرجاء الصف. عندما رأت زال، نظرت إليها بنظرة توحي وكأنها عثرت على ما كانت تبحث عنه تمامًا.

قالت الأستاذة: "زال، اذهبي إلى الأستاذة جيهان فورًا، إنها تريدك."

خرجت زال من الصف بقلب يخفق بعنف، مشحونًا بالخوف والقلق والتوتر.

"الأستاذة جيهان؟ ماذا؟ لا، لا يُعقل أنها مريضة مجددًا! أو ماذا يحدث؟ يا إلهي!"

تحولت الدنيا إلى بقعة مظلمة في عينيها. في طريقها، راتها إحدى الأستاذات التي كانت تعرف العلاقة الخاصة بينهما.

قالت الأستاذة: "زال! الحمد لله أنكِ موجودة. لقد خفنا أن تكوني متغيبة اليوم."

هذه الجملة كانت كصاعقة؛ زاد القلق حدة، وازدادت الخطوات ثقلاً. ركضت زال نحو غرفة الإدارة بخطوات ثقيلة، بينما قلبها يخفق بسرعة جنونية، مستعدة لأسوأ خبر ممكن.

دخلت زال ورأت الأستاذة جيهان جالسة في مقعدها بهدوء لطيف.

زال (بصوت يرتجف): "أستاذتي! ماذا حصل؟ هل أنتِ بخير؟ هل أنتِ متعبة؟"

نظرت جيهان إلى زال بنظرة توحي بخيبة الأمل، وقالت: "لماذا يا زال؟ لماذا فعلتِ هذا؟ لقد سمعت أنكِ تشاجرتِ."

شعر زال بشيء يتحطم في داخلها. "مـ.. مـ.. ماذا؟ شجار... كيف؟" غرقت في الحيرة، لم تتشاجر مع أحد!

تقدمت الأستاذة نحو طالبتها زال، ووضعت يدها بحنان معاتب على كتفها. وفي اللحظة التي كانت فيها زال تائهة بين الحيرة والأسى، اتجهت جيهان نحو خزانتها الصغيرة وأخرجت كيسًا لطيفًا ومزينًا.

قدمته لزال بابتسامة دافئة: "ابنتي زال، هذه لكِ. وكل عام وأنتِ بألف خير!"

صُدمت زال ولم تستطع النطق. عيد الطالب! تلك النظرات القاسية والتوبيخ الزائف شعرت بحنان لا يوصف يتدفق إلى قلبها. لقد فضلتها جيهان بالحب والاهتمام بطريقة جعلت اللحظة لا تُنسى.

عندما عادت زال إلى المنزل، لم تُطق الانتظار حتى فتحت الهدية ووجدت كوبًا جميلاً مكتوبًا عليه بزخرفة أنيقة اسم "زال". شعرت بامتنان وسعادة غامرة؛ لم تكن قيمة الهدية في الكوب، بل في التخطيط المؤثر الذي قلب قلقها إلى فيض من المودة.

2025/11/28 · 2 مشاهدة · 355 كلمة
Zal🦋
نادي الروايات - 2025